مفاوضات دولية لصياغة اتفاق ينقذ المناخ من تلوث الشحن البحري
تاريخ النشر: 7th, April 2025 GMT
تعقد المنظمة البحرية الدولية الأسبوع الجاري اجتماعا في لندن لأكثر من 175 دولة للتوصل إلى اتفاق، استغرق إعداده أكثر من عقد، قد يسفر عن خطة لخفض انبعاثات الكربون في قطاع النقل البحري، في حين تواجه الدول ذات الاقتصادات القوية اتهامات بالتنصل من التزاماتها المناخية.
وينص الاتفاق، إذا ما تم التوصل إليه، على إلزام جميع السفن بدفع رسوم تُحدد بناء على انبعاثات غازات الاحتباس الحراري التي تصدرها، على أن تخصص العائدات لتمويل العمل المناخي في الدول الفقيرة، وفق صحيفة غارديان.
ومن المخطط أن تشكل الرسوم مصدر تمويل أساسي للدول الفقيرة، التي تواجه مخاطر اقتصادية متزايدة جراء الظواهر الجوية المتطرفة.
ويقدم الاتفاق أول مجموعة من التدابير الملزمة لصناعة عالمية بأكملها للتحول إلى وقود ومصادر طاقة خالية من الكربون أو منخفضة الكربون، على أساس أهداف انبعاثات إلزامية.
وتأتي هذه الاجتماعات في لحظة مفصلية لقطاع الشحن العالمي، الذي يعدّ مسؤولا عن نحو 3% من الانبعاثات الكربونية العالمية، بعد جهود استمرت أكثر من 10 سنوات لكبح انبعاثات الكربون من القطاع الذي تزداد انبعاثاته مع حركة التجارة العالمية.
إعلانوتخشى الدول ذات الاقتصادات الضعيفة من انهيار المفاوضات، التي تنطلق -اليوم الاثنين- وتنتهي الجمعة، مما يرتب عليها أحمالا اقتصادية ومناخية كبيرة في ظل معارضة بعض الاقتصادات القوية فرض الرسوم.
إذ رفضت البرازيل والصين وغيرهما فرض الرسوم باعتبارها قد ترفع الأسعار على المستهلكين، في حين لا يزال الاتحاد الأوروبي رسميا مؤيدا لها، لكن صحيفة غارديان علمت أنه قد يختار حلا وسطا من شأنه أن يُضعف الاقتراح، دون إضافة مزيد من التفاصيل.
كما ذكرت غارديان أن الولايات المتحدة لا تلعب دورا معرقلا في المحادثات الهادفة للتوصل إلى شحن بحري خال من الكربون.
"قلق مبالغ فيه"بدورها، اعتبرت الدول ذات الاقتصادات الضعيفة أن المخاوف بشأن ارتفاع الأسعار "مبالغ فيها".
وقال وزير النقل في توفالو سيمون كوفي -للغارديان- إن المخاوف بشأن تأثير الضريبة على التجارة وأسعار المستهلك مفهومة، لكن "فرض الرسوم على الشحن سيؤثر بشكل ضئيل على أسعار السلع للمستهليكن".
وأفاد بأن فرض الرسوم يعني أن يتحمل المسؤولون عن التلوث كلفته، وفق تعبيره، مشيرا إلى أنها تضمن عدم تخلف أي بلد عن الركب في عملية الانتقال إلى مستقبل أنظف.
ويشكل الشحن ما بين 1% و5% من السعر النهائي لمعظم السلع الاستهلاكية، وتتوقع المنظمة البحرية الدولية أن يؤدي التحول إلى التكنولوجيا منخفضة الكربون إلى رفع تكاليف الشحن بنسبة تتراوح بين 1% و9% فقط. وفقا لكوفي.
وأضاف أن فرض ضريبة بقيمة 150 دولارا على كل طن من الكربون سيكون له تأثير ضئيل على الأسعار النهائية، "فإذا كان سعر حذاء بقيمة 100 دولار يشحن حول العالم، يتضمن 3 دولارات كتكلفة شحن، فإن الضريبة سترفع ذلك إلى 3.72 دولارات فقط.
انبعاثات كبيرةويعد الشحن البحري أحد أكبر مصادر انبعاثات الغازات الدفيئة عالميا، إذ يسهم بانبعاث أكثر من مليار طن من الكربون، فلو كان الشحن البحري دولة، لكان سادس أكبر ملوث في العالم بعد اليابان، وفق الوكالة الدولية للطاقة.
إعلانوتزايدت انبعاثات الكربون من الشحن البحري بنسبة 32% منذ عام 2000 مع ازدهار حركة التجارة العالمية، حسب المنظمة البحرية الدولية.
وتحذر الأمم المتحدة من أنه في حال عدم اتخاذ إجراءات سريعة، قد يسهم القطاع بنسبة 17% من الانبعاثات حتى عام 2050.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات انبعاثات الکربون المنظمة البحریة الشحن البحری من الکربون فرض الرسوم
إقرأ أيضاً:
رغم الحرب الاهلية... بورما تحتفل بمهرجان الزراعة القائمة على الحرق
بيكون"أ.ف.ب":رغم الاضطرابات السياسية التي تشهدها بورما منذ سنوات، الا أن السكان يحاولون ايجاد طريقة اخرى الى التعايش مع الاوضاع المعيشية، ففي شرق بورما، تواصل قرية تنظيم مهرجان للاحتفال بالزراعة القائمة على حرق المحاصيل، على الرغم من تلوث الهواء الذي يسمم سكانها، في حين تظل الطرق الأخرى الأكثر مراعاة للبيئة غير متاحة بسبب الحرب الأهلية.
يوضح جوزيف البالغ 27 عاما، وهو مسؤول عن الشبيبة في ثا يو بولاية شان "إنه تقليد متوارث من أجدادنا".
ويضيف الشاب الذي يُعرّف عن نفسه باسمه الأول فقط "إنه السبيل الوحيد لنا للصمود".
بين يناير و أبريل، تلفّ سحابة من التلوث الضبابي جنوب شرق آسيا، ويعود ذلك أساسا إلى الحرائق التي يُشعلها المزارعون لتنظيف الأراضي، وتُصدر جسيمات دقيقة جدا (2,5 بي ام) قادرة على أن تخترق الرئتين.
يفقد البورميون2.3 سنة من متوسط العمر المتوقع بسبب تلوث الهواء، وفق بيانات صادرة عام 2022 حللها معهد سياسة الطاقة بجامعة شيكاغو.
ومع ذلك، لا تتوافر أرقام في بورما حول نسبة تلوث الهواء المنسوبة إلى زراعة القطع والحرق والتي تُساهم فيها قطاعات أخرى.
وأدى الصراع الداخلي الذي أشعله انقلاب العام 2021، والأزمة متعددة الجوانب التي أثارها، إلى تراجع الاهتمام بالمخاوف بشأن جودة الهواء. وفيما يدرك سكان ثا يو هذه المشكلة جيدا، ليس لديهم أي وسيلة لحلها.
يشرح جوزيف، بينما يلفّ الضباب التلال خلفه "ليس لدينا عمل أو فرص أخرى في منطقتنا (..) لذلك نضطر إلى احترام هذا التقليد كل عام"، والذي يُقام سنويا في أبريل.
في معظم الحالات، يحرق المزارعون بقايا الحصاد السابق لتنظيف الحقول بتكلفة زهيدة للموسم الآتي.
لكن الدخان المتصاعد حول قرية ثايو يأتي من الزراعة المتنقلة التي تُمارَس بشكل رئيسي في الغابات المطيرة الاستوائية، والتي تتضمن حرق بقع من النباتات البرية لتكوين طبقة من الرماد تنمو عليها المحاصيل، على مدى دورة قصيرة لا تتجاوز بضع سنوات.
يقول جوزيف "لو كان ذلك ممكنا، لجربنا أساليب زراعية أخرى، لكن لا نملك أي تكنولوجيا، ولم يُعلّمنا أحد هذه الأساليب".
يقول معظم الناشطين البيئيين إن الزراعة القائمة على الحرق تدمّر مساحات من النباتات القائمة القادرة على امتصاص انبعاثات ثاني أكسيد الكربون.
مع ذلك، تشير دراسة أجريت عام 2023 في بيليز إلى أن هذه الطريقة التي يمارسها السكان الأصليون في قطع أراض متوسطة الحجم، قد يكون لها تأثير إيجابي على تنوع الغابات من خلال إتاحة مساحة لنمو نباتات جديدة.
خلال الاحتفال في ثا يو، يرقص قرويون واضعين عصابات رأس بيضاء على خشبة مسرح قبل إشعال حزمة رمزية من الحطب، ويتمايلون ويصفقون بأيديهم على إيقاعات راقصة.
تتصاعد سحب من الدخان في السماء. ويوضح عضو اللجنة الثقافية في المنطقة خون بي ساي "يمكنني أن أؤكد أننا لا نحقق أي ثروات من الزراعة المتنقلة. نحن نفعل ذلك فقط للصمود عبر توفير القوت اليومي".
من الصعب تحديد حجم الضرر الناجم عن تلوث الهواء في بورما بسبب الصراع الأهلي، لكن عواقبه قد تكون كارثية.
يقول الخبير الاقتصادي البيئي في جامعة كاسيتسارت في تايلاند ويتسانو أتافانيش إن "الهواء النقي بالغ الأهمية للصحة".
ففي غياب نوعية الهواء الجيدة، "يقل عدد الأشخاص الأصحاء، ويضعف رأس المال البشري. كيف يمكن للبلد أن يتحسن إذا لم يكن يتمتع بصحة جيدة؟"، بحسب أتافانيش.
يوضح خون بي ساي أن مئات القرى في المنطقة لا تزال تمارس زراعة القطع والحرق، لكن ثا يو هي المكان الوحيد الذي يُحتفل فيه بهذه الممارسة.
ومع ذلك، لا يرى خون بي ساي أي سبب للاحتفال بهذا التقليد نظرا للأضرار الناجمة عن تغير المناخ حول القرية. ويوضح "الكوارث الطبيعية تتزايد. الغابات تتقلص، والقدرة على حبس المياه تتناقص. الأمطار الغزيرة تسبب تآكل التربة".
في حين أن الاحتفال يرتبط بممارسة تضمن سبل عيش المجتمع، يرى خون بي ساي أيضا أنه يُضعف أسلوب حياته.
ويقول "الناس يغادرون ويعيشون في أماكن مختلفة"، مضيفا "هوياتنا وأصولنا ولغتنا وأدبنا تختفي وتبتلعها ثقافات أخرى".