أبريل 7, 2025آخر تحديث: أبريل 7, 2025

المستقلة/- دافع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن الرسوم الجمركية الشاملة على الواردات التي أحدثت صدمةً في أسواق الأسهم العالمية، قائلاً: “أحيانًا، يجب تناول الدواء لإصلاح شيء ما”.

وفي حديثه للصحفيين على متن طائرة الرئاسة الأمريكية في وقت متأخر من يوم الأحد، قال ترامب إن الوظائف والاستثمارات ستعود إلى الولايات المتحدة لتجعلها “ثريةً كما لم يحدث من قبل”.

وأكد كبار مسؤولي ترامب أن الرسوم الجمركية – التي أُعلن عنها الأسبوع الماضي – ستُطبق كما هو مخطط لها، مهوّنين من شأن مخاوف الركود.

بعد ساعات قليلة من تصريحات ترامب، تراجعت أسواق الأسهم في آسيا في وقت مبكر من يوم الاثنين، حيث انخفض مؤشر نيكي 225 الياباني بنسبة 7.8%، وخسر مؤشر هانغ سنغ في هونغ كونغ أكثر من 12%.

يوم الجمعة، انخفضت مؤشرات الأسهم الرئيسية الثلاثة في الولايات المتحدة بأكثر من 5%، بينما انخفض مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنحو 6% في أسوأ أسبوع لسوق الأسهم الأمريكية منذ عام 2020.

وأغلقت بورصة الأسهم السعودية – التي تُتداول أيام الأحد – على انخفاض بنحو 7%، وهي أكبر خسارة يومية لها منذ جائحة كورونا، وفقًا لوسائل إعلام حكومية.

وتوقع عملاق المصارف الأمريكي جي بي مورغان احتمالية ركود اقتصادي في الولايات المتحدة والعالم بنسبة 60% عقب إعلان ترامب عن الرسوم الجمركية.

في حديثه على متن الطائرة الرئاسية في رحلة العودة إلى واشنطن العاصمة، قال ترامب إن الدول الأوروبية والآسيوية “تتوق للتوصل إلى اتفاق”.

كما رفض سؤالًا طرحه أحد الصحفيين حول الضرر الذي سيواجه المستهلكين مع تزايد المخاوف من ارتفاع حاد في الأسعار وركود في السوق.

وقال للمراسل: “أعتقد أن سؤالك غبي جدًا. لا أريد أن ينخفض ​​أي شيء. لكن في بعض الأحيان، يجب تناول الدواء لإصلاح شيء ما”.

وفي سلسلة من المقابلات التلفزيونية في وقت سابق من يوم الأحد، قلل كبار مسؤولي ترامب أيضًا من أهمية الانخفاضات الأخيرة في أسواق الأسهم.

وصرح وزير الخزانة سكوت بيسنت لبرنامج “لقاء الصحافة” على قناة NBC بأنه “لا يوجد سبب” لتوقع حدوث ركود نتيجة لذلك. وأضاف: “هذه عملية تكيف”.

كما جادل بيسنت بأن ترامب “خلق لنفسه أقصى قدر من النفوذ، وأن أكثر من 50 دولة تواصلت مع الإدارة بشأن خفض حواجزها التجارية غير الجمركية، وخفض تعريفاتها الجمركية، ووقف التلاعب بالعملة”.

في غضون ذلك، صرّح وزير التجارة هوارد لوتنيك لشبكة سي بي إس نيوز بأن التعريفة الجمركية الأساسية البالغة 10% على جميع الواردات، والتي دخلت حيز التنفيذ قبل يوم، ستبقى ساريةً بالتأكيد لأيام وأسابيع.

وأضاف لوتنيك أن التعريفات الجمركية المتبادلة الأكثر صرامةً لا تزال سارية.

ومن المقرر أن تدخل تعريفات جمركية أعلى على نحو 60 دولة، تُوصف بأنها “الأسوأ انتهاكًا”، حيز التنفيذ يوم الأربعاء 9 أبريل.

وعندما سُئل لوتنيك عن هذه التعريفات، قال إنها قادمة. وأضاف: “أعلنها ترامب ولم يكن يمزح”.

كما دافع لوتنيك عن التعريفات الجمركية المفروضة على جزيرتين صغيرتين في أنتاركتيكا، لا يسكنهما سوى طيور البطريق، قائلاً إنها تهدف إلى سد “الثغرات” التي تسمح لدول مثل الصين “بالشحن عبرها”.

المصدر: وكالة الصحافة المستقلة

كلمات دلالية: الرسوم الجمرکیة

إقرأ أيضاً:

البيت الأبيض مضطر إلى التراجع عن الرسوم الجمركية

ترجمة: بدر بن خميس الظفري.

يُعرف الرئيس دونالد ترامب بمتابعته الدقيقة لتحركات سوق الأسهم، واهتمامه الكبير بردود أفعاله على السياسات الاقتصادية والسياسية للحكومة لكن، ولسوء حظه، فإن الأسواق العالمية واصلت ارتجافها بسبب سياسة الرسوم الجمركية التي ينتهجها، حتى بعد إعلانه تأجيلًا كبيرًا لمدة 90 يومًا على فرض رسوم جديدة على جميع الدول، باستثناء الصين. تعكس هذه الاضطرابات في الأسواق مشاعر القلق العالمي من احتمال اندلاع حرب تجارية مع الصين.

تشير المعطيات المباشرة وغير المباشرة إلى أن السبب الرئيسي وراء تغيير الإدارة الأمريكية لموقفها كان سوق السندات السيادية الأمريكية. ففي يوم واحد، قفز معدل الفائدة الفعلية إلى 5%.

ونظرًا لأن مثل هذه التغيرات لا ينبغي أن تحدث في ظل هذا القدر من الفوضى، يرى كثير من الخبراء أن تراجع الرئيس كان ردًا مباشرًا على المؤشرات السلبية في سوق الديون. وكانت المرة الأخيرة التي حدث فيها شيء مماثل خلال أزمة «الاندفاع نحو السيولة» مع بداية جائحة كورونا في مارس 2020.

ما حدث في سوق الديون كشف عن ضعف وهشاشة موقف الإدارة الأمريكية.

يكشف سلوك سوق السندات أن السياسات الجمركية الأمريكية العشوائية تُلحق الضرر بالأسواق. ويبدو أن وزير الخزانة، سكوت بيسنت، قد نصح ترامب بضرورة التفاوض على اتفاقات تجارية مع الحلفاء قبل الدخول في مواجهة مع الصين.

لطالما وصفت الولايات المتحدة حتى أقرب حلفائها بأوصاف مثل «اللصوص» و«المحتالين» و«الناهبين»، ولذلك فإن تراجع واشنطن عن تكتيكاتها الجمركية الأولية كشف أن هذه الاستراتيجية لم تكن سوى استعراض تنمّر ومقامرة رعناء، لا خطة مدروسة.

مرعوبًا من ردود فعل الأسواق، تراجع ترامب سريعًا، وقال في اجتماع متلفز لمجلس وزرائه: «سيكون هناك دائمًا مشاكل في مرحلة الانتقال»، مضيفًا إن «الصعوبات أمر طبيعي». من جهتها، لم تُبدِ بكين أي مؤشرات على التراجع، بل رفعت من حدة ردها بفرض رسوم إضافية وصلت إلى 125% على السلع الأمريكية.

الخطوة الغريبة في لعبة الشطرنج التي يخوضها ترامب هي استثناء الصين من إجراءات التخفيف الجمركي. وإذا بقي الوضع على حاله، فإن الاقتصاد الصيني سيواجه تحديات كبرى بسبب تقييد وصوله إلى السوق الأمريكية.

ومع ذلك، عبّر ترامب عن أمله في التوصل إلى اتفاق مع الصين. وقال: «أعتقد أننا سنصل إلى شيء جيد جدًا لكلا البلدين. أنا أتطلع إليه».

حتى بعد تراجع الولايات المتحدة عن بعض إجراءاتها القاسية، فإنها أبقت على حاجز جمركي ضخم لا مثيل له منذ ثلاثينيات القرن الماضي. فقد فرضت رسومًا موحدة بنسبة 10% على جميع الدول، بغض النظر عما إذا كان لديها فائض أو عجز تجاري مع الولايات المتحدة. فعلى سبيل المثال، دول مثل أستراليا وهولندا والمملكة المتحدة والإمارات تشتري من الولايات المتحدة أكثر مما تبيعه لها، ومع ذلك لم تُستثنَ من الرسوم.

المشكلة الجوهرية في النظام الاقتصادي العالمي اليوم هي أن السياسات الأمريكية تدفع القوتين الاقتصاديتين الأكبر في العالم، واللتين تتكامل اقتصادياتهما، إلى التصادم. فرض رسوم بهذه المعدلات الفلكية يُشكل ضربة قاصمة للعلاقات التجارية بين بلدين يشكل حجم تبادلهما نحو 3% من إجمالي التجارة العالمية. وقد تتوقف شرايين الاقتصاد العالمي عن النبض.

سوف تتضح عواقب كل ذلك بسرعة. فمن المتوقع أن ترتفع الأسعار في كلا البلدين، وقد تُهدد مصانع الإنتاج، ويخسر الناس وظائفهم. وقدّرت مؤسسة «جولدمان ساكس» مؤخرًا أن إدخال رسوم جديدة سيؤدي إلى خفض الناتج المحلي الإجمالي الصيني بنسبة 2.4%، غير أن الصين تستطيع التخفيف من آثار هذه التحديات من خلال الدعم الحكومي، وهي ميزة لا تتوفر في الولايات المتحدة التي يُهيمن عليها القطاع الخاص، ولا تملك الحكومة فيها أدوات تدخّل مباشر مماثلة.

وفي الآونة الأخيرة، أصيب العالم بالدهشة من تخبط الإدارة الأمريكية في تبرير فرض رسوم على واردات بسيطة من دول إفريقية فقيرة، والتعديلات التي أُدخلت على معدلات الرسوم قبل تنفيذها، والأخطاء في منهجيات احتسابها.

بات حتى أقرب الحلفاء للولايات المتحدة لا يثقون في إدارتها، التي تُصدر قرارات وتصريحات صادمة، ثم تلغيها أو تعدّلها بالاندفاع ذاته. المواطنون العاديون في مختلف أنحاء العالم يتساءلون: ما الذي يمكن التفاهم عليه مع هذه الولايات المتحدة؟ أمام أعيننا، تتآكل الثقة في الدولة الأقوى في العالم بسرعة كبيرة.

ربما حان الوقت للعالم أن يبدأ في تشكيل نظام عالمي جديد، يتجاوز واشنطن، بتقلّباتها ونزعاتها المتقلبة وخيالاتها غير الواقعية.

جومارت أوتورباييف رئيس وزراء جمهورية قرغيزستان السابق، وأستاذ في مدرسة الحزام والطريق بجامعة بكين للمعلمين.

مقالات مشابهة

  • الرئيس الأمريكي يتوقع “اتفاقا قريبا” مع الصين بشأن الرسوم الجمركية
  • ترامب يوقع أمرا تنفيذيا يقضي بتخفيف تأثير الرسوم الجمركية على صناعة السيارات المحلية
  • ترامب يتراجع عن فرض الرسوم الجمركية على السيارات
  • رسوم واشنطن الجمركية… “هدية ثمينة” لشي جين بينغ
  • ارتفاع معظم مؤشرات الأسهم العالمية مع استمرار حالة عدم اليقين بشأن الرسوم الجمركية الأمريكية
  • ترامب: لا خطوط حمراء تدفعني للتراجع عن الرسوم الجمركية
  • بكين ترد على تصريحات ترامب بشأن اتصال الرئيس الصيني به حول الرسوم الجمركية
  • تصريحات أميركية متضاربة عن محادثات الرسوم الجمركية مع الصين
  • ترامب: خفض الرسوم الجمركية يؤدي إلى خفض الضريبة على الدخل
  • البيت الأبيض مضطر إلى التراجع عن الرسوم الجمركية