بريغوجين وسينما الحرب.. عندما كان قائد مجموعة فاغنر مواليا لبوتين وصانع أفلامه الدعائية
تاريخ النشر: 25th, August 2023 GMT
أكدت وسائل إعلام روسية ووكالة الطيران المدني مقتل يفغيني بريغوجين، الرئيس السابق لمجموعة فاغنر، بعد تحطم طائرة كان ضمن ركابها العشرة أمس الأربعاء.
وجاء الحادث في ختام مسيرة طويلة انتقل خلالها بريغوجين من أحد أقرب مستشاري الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إلى قيادة تمرد ضده، وبينهما أشرف على إنتاج أفلام روجت للرواية الروسية، وساهمت في الدعاية لرؤيتها حول عدد من الأزمات التي شهدها العالم.
وفي أكتوبر/تشرين الأول الماضي، أصدرت شركة إنتاج روسية صغيرة تدعى أوروم -وهي شركة يسيطر عليها بريغوجين- فيلم "الأفضل في الجحيم"، وهو فيلم روائي مدته 107 دقائق، يروي صراعا وحشيا من أجل السيطرة على الأراضي في مدينة أوروبية لم يذكر اسمها.
وجاء العمل حافلا بالمشاهد الحربية، والاستراحات الوحيدة من العنف كانت في شكل محاضرات تكتيكية تخاطب المشاهد مباشرة.
وتدور أحداث فيلم "الأفضل في الجحيم" خلال الحرب الجارية بين روسيا وأوكرانيا، وجرى خلاف على الإنترنت بين من شاهدوا العمل؛ حول أي من المعارك الحربية يستند إليها الفيلم. ويعتقد البعض أنه إعادة تصوير لحصار ماريوبول الذي وقع عام 2022 في منطقة دونيتسك المتنازع عليها، بينما يرى آخرون أن الفيلم يروي قصة معركة بوباسنا.
وتم إصدار الفيلم على الإنترنت، وحظي بتغطية واسعة ونال إشادة من المتابعين بسبب "واقعيته"، علما أنه تم استكمال العمل على الفيلم بينما كان المقاتلون الفعليون والناجون من المعارك في ماريوبول وبوباسنا -وكلاهما انتهى في مايو/ أيار الماضي بانتصارات روسية- لا يزالون يجمعون جثث موتاهم.
الحرب الهجينةوأعاد فيلم "الأفضل في الجحيم" الحديث عن مصطلح "الحرب الهجينة"، وهي نظرية في الإستراتيجية العسكرية تمزج بين الحرب بأنواعها المختلفة مع أساليب التأثير الأخرى، مثل الأخبار المزيفة، والأفلام الدعائية، والمقاطع المصورة المتلاعب بها.
وفيلم "الأفضل في الجحيم" وأفلام "فاغنر" الأخرى جديرة بالملاحظة بسبب التأثير الكبير الذي تمارسه في حرب المعلومات المزدهرة على الإنترنت في الوقت الحالي، فهي تعيد كتابة التاريخ وقت حدوثه.
ويبرز من بين الأفلام التي أشرف عليها بريغوجين أيضا، فيلم "سائح" الصادر عام 2021، والذي تدور أحداثه في جمهورية أفريقيا الوسطى، ويحكي عن المدربين الروس المتعاقدين مع الجيش المحلي. فمع اقتراب الانتخابات الرئاسية والبرلمانية تزايد اضطراب الوضع في البلاد، وقرر الرئيس -الذي مُنع من خوض الانتخابات- تعبئة الجيش بشكل غير قانوني، وفي المقابل يتحد المتمردون لتنفيذ انقلاب.
وتبع فيلمَ "سائح" أفلام مماثلة تظهر جنودا من روسيا أُجبروا على إنقاذ العالم من الدمار، ففي عام 2021، أطلق بريغوجين فيلم "غرانيت" (Granit)، وفيه يقود البطل "غرانيت" مجموعة من المرتزقة الروس في حرب ضد "الإرهابيين" في موزمبيق.
وخلال تلك المعارك يطلق بطل الفيلم عبارة تذكرنا بعدد من أفلام الحرب في هوليود، حين يقول "ليس مخيفا أن تموت من أجل الوطن، بل من المخيف أن تفقده".
فيلم آخر يتبع نفس السردية؛ هو "ضوء الشمس الحار" إنتاج 2021، ويدور في منطقة لوغانسك، حيث تجد عائلة نوفوزيلوف نفسها بالصدفة في خضم الأحداث التي شهدتها المنطقة عام 2014. فرب الأسرة فلاد نوفوزيلوف -المحارب السابق في أفغانستان- يحمل الكثير من الندوب النفسية والجسدية نتيجة لهذه الخبرة المروعة، ولا يريد أن يلمس سلاحا مرة أخرى، ولكن لا يمكنه الهرب من الحرب، فالحدود مغلقة بالفعل، ولإنقاذ عائلته، يتعين عليه اتخاذ خيارات أخلاقية صعبة.
من جانب آخر، تمتلك شركة "أوروم" حقوق توزيع فيلم "شوغالي"، والذي يدعي أنه يحكي القصة الحقيقية لمكسيم شوغالي، وهو ناشط سياسي روسي يُعتقد أنه مقرب من بريغوجين وقضى بعض الوقت في السجن بليبيا بتهمة التدخل في الشؤون الداخلية للبلاد.
وتنتشر الأفلام التي أشرف عليها بريغوجين بسرعة عبر الإنترنت، وبالتالي لا تحتاج لتصريحات رقابية أو موافقات حكومية ليشاهدها أي شخص في العالم.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
“بلومبيرغ”: مفاوضات إيرانية روسية لبناء قاعدة عسكرية في السودان
يأتي الدعم الخارجي للجيش السوداني في ظل استمرار الحرب الأهلية المستمرة منذ 20 شهراً، ما أدى إلى واحدة من أكبر أزمات النزوح في العالم، ودفعت الملايين إلى حافة المجاعة.
متابعات – تاق برس
نقلت وكالة “بلومبيرغ” عن مسؤولين استخباراتيين سودانيين و4 مسؤولين غربيين، أن طهران وموسكو أجرتا في الأشهر الأخيرة مفاوضات مع الجيش السوداني لإنشاء قاعدة عسكرية في ميناء بورتسودان، مشيرة إلى أن هذه المفاوضات أصبحت أكثر أهمية عقب هزيمة روسيا وإيران في سوريا.
وذكرت الوكالة، الأربعاء، في تقرير مفصل حول دور الطائرات المسيرة الإيرانية والأسلحة الروسية في الحرب الأهلية السودانية، نقلاً عن دِرار أحمد دِرار، قائد جماعة شبه عسكرية مؤيدة للجيش السوداني، أن البلاد تتلقى دعماً من إيران وروسيا.
وقال: “إنهم يقدمون أشياء مختلفة مثل الطائرات المسيرة والأسلحة، والآن تغير ميزان القوى”.
ويأتي الدعم الخارجي للجيش السوداني في ظل استمرار الحرب الأهلية المستمرة منذ 20 شهراً، ما أدى إلى واحدة من أكبر أزمات النزوح في العالم، ودفعت الملايين إلى حافة المجاعة.
والحرب، التي تدور بين الجنرالين عبد الفتاح البرهان قائد الجيش السوداني، ومحمد حمدان دقلو قائد قوات الدعم السريع، تهدف للسيطرة على هذا البلد الشاسع بخط ساحلي استراتيجي على البحر الأحمر، وهي واحدة من أكثر الحروب دموية التي شهدتها منطقة الساحل الأفريقي في السنوات الأخيرة.
وأدت الانقلابات العسكرية المتكررة في المنطقة إلى تقارب جيوش مالي وبوركينا فاسو والنيجر وجمهورية إفريقيا الوسطى مع موسكو وابتعادها عن الحلفاء الغربيين. وقد نشرت روسيا مرتزقتها في تلك البلدان.
ولكن لم يجذب أي من بلدان المنطقة القوى الأجنبية كما فعل السودان. وعلى عكس الهزيمة التي لحقت بروسيا وإيران مؤخراً في سوريا، فإن موسكو وطهران حالياً في موقع قوي داخل السودان.
إيرانالبحر الأحمرروسيا