في عالم يشهد تغيرات سريعة وتحديات كبيرة، تزداد أهمية التعاون والتضامن بين الدول المختلفة. 

وفي هذا السياق، تبرز مجموعة البريكس كأحد أبرز التكتلات الاقتصادية والسياسية في القرن الحادي والعشرين.

مجموعة البريكس هي اختصار لاسم خمس دول هي البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا، التي تشكل نحو 40% من سكان العالم و25% من إجمالي الناتج المحلي العالمي.

تأسست مجموعة البريكس في عام 2006 كمبادرة لتعزيز التنسيق والتشاور بين الدول النامية في مجالات مثل التجارة والاستثمار والتنمية والأمن. 

ومنذ ذلك الحين، شهدت مجموعة البريكس تطوراً ملحوظاً في مستوى التعاون والاندماج بين أعضائها، حيث عقدت 13 قمة رئاسية، وأطلقت عدة مشاريع ومؤسسات مشتركة، مثل بنك التنمية الجديد، وصندوق احتياطات الطوارئ، وشبكة الابتكار، وغيرها. وأعلن قادة مجموعة دول بريكس، اليوم الخميس، على لسان رئيس جنوب أفريقيا قبول عضوية 6 أعضاء جُدد إلى المجموعة وهم "مصر والسعودية والإمارات وإيران والأرجنتين وإثيوبيا"، وذلك في اليوم الأخير من القمة الـ 15 لمجموعة بريكس.

لذلك أجرى صدى البلد حوارا مع الباحثة الصينية في التلفزيون الصيني، وانج مو يي، لمعرفة وجهة نظر الجانب الصيني في انضمام مصر للكتلة الاقتصادية، والمساعدات التي قد تقدمها بكين لكافة دول بريكس.

بعد انعقاد قمة بريكس هذا العام في جنوب أفريقيا، وانضمام مصر ودول أخرى إلى تلك المجموعة الاقتصادية، كيف يرى الجانب الصيني انضمام مصر؟

عقدت ”بريكس" يوم الثلاثاء، ومن المتوقع أن تحدد هذه القمة الدفعة الثانية من قائمة دول توسيع عضوية المجموعة وتبحث معايير مؤسسية في تقرير طلبات الانضمام إلى بريكس. إن مصر من ضمن 23 دولة التي قدمت طلبات رسمية للانضمام، وقبل ذلك انضمت مصر إلى بنك التنمية الجديد التابع لـ "بريكس" بنجاح. مصر دولة عابرة للقارات، وتعد قوة اقتصادية على مستوى قارة افريقيا ككل، إن العلاقات بين مصر والصين تُعد بمثابة حجر الأساس عند أي حديث حول أفريقيا والصين؛ فهي أول دولة عربية وإفريقية تقيم علاقات دبلوماسية مع الصين، وأول دولة عربية وإفريقية تقيم علاقة تعاون استراتيجي مع الصين، وتحت الجهود المشتركة للجانبين، حققت الصداقة التاريخية بين البلدين إنجازات جديدة في عصرنا.

ظلت الصين تتخذ موقفا إيجابيا تجاه توسع "بريكس"، وقد طرحت فكرة "بريكس بلس" عام 2017 للتعاون مع مزيد من الدول النامية في إطار "بريكس"، وفي 2022، تمت دعوة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى حوار افتراضي رفيع المستوى حول التنمية العالمية، فترحب الصين بانضمام مصر وأعضاء جدد أخرى إلى مجموعة "بريكس" وتدعم عملية توسيع مجموعة "بريكس" لتقديم مساهمات أكبر لتعزيز السلام والاستقرار والازدهار في جميع أنحاء العالم.

وهل ستدعم المجموعة مصر اقتصاديا لتخطي الأزمات التي تواجهها البلاد، أو ستكون هناك مشاريع تنموية جديدة في مصر؟ هل يكون لبنك تنمية بريكس دور كبير في مساعدة مصر لتحقيق حلم الجمهورية الجديدة؟

تعتبر "بريكس" قوة اقتصادية مؤثرة عالميا، تمثل 16% من التجارة العالمية، ويساهم أعضاء مجموعة بريكس الآن بنحو ربع الناتج المحلي الإجمالي العالمي، لتصبح اليوم محركا أساسيا لنمو الاقتصاد العالمي. وهي أيضا تعد من أهم المنصات التعاونية بين بلدان الجنوب، وتوفر "فرصا تنموية غير مشروطة" لبلدان الجنوب. وانضمام مصر إلى "بريكس" سيقدم لها فرصة لتعزيز التبادل التجاري وزيادة فرص العمل وجذب استثمارات أكبر، وذلك سيساهم في تخطى الأزمات التي تواجهها البلاد.

إضافة إلى ذلك، يُعتبر بنك التنمية الجديد من أبرز إنجازات بريكس. وقد أسسته المجموعة لحشد الموارد اللازمة لمشاريع البنية التحتية والتنمية المستدامة في الأسواق الناشئة والدول النامية. وانضمت مصر إلى بنك التنمية الجديد، ما يمثل نجاحا لجهود الدبلوماسية الاقتصادية المصرية، وسيوفر لمصر صلاحيات وقنوات تمويلية هائلة، ويعزز ثقة المجتمع الدولي ومؤسساته التمويلية في الاقتصاد المصري ويسهل تمويل البنية التحتية في مصر، ما سمح لها بتحسين هياكلها التحتية وتعزيز التنمية ورفع مستويات المعيشة.

هل ستصدر مجموعة البريكس عملة موحدة لإجراء المعاملات التجارية بين أعضائها والتخلص من هيمنة الدولار؟ هل سيكون التبادل التجاري بين الدول داخل التكتل بالعملات المحلية ؟

تم ذكر احتمال إنشاء عملة موحدة من قبل مجموعة "بريكس" بشكل متكرر في وسائل الإعلام الدولية، لكن لم يتم إطلاق المناقشة رسميًا بعد، ولدفع هذه المناقشة إلى الأمام، قد يقوم وزراء المالية ومعاهد البحوث من دول "بريكس" بدراسة الأمر بطريقة منسقة وتقييم مدى ملاءمة وجدوى إنشاء عملة موحدة لـ "بريكس".

وفي الآونة الأخيرة، بدأت الولايات المتحدة تستخدم عملتها "دولار" بقوة متزايدة لتحقيق أهدافها السياسية والجيوسياسية. وتستخدم الدولار كسلاح لاستهداف الدول المعادية أو الدول التي يُنظر إليها على أنها معادية. الأمر الذي قوض إلى حد كبير نزاهة السوق وخلق أزمة ثقة في الدولار الأمريكي حول العالم. لذلك، استكشف العديد من الدول بنشاط مسار تعدد أقطاب العملات من خلال تقليل حجم الديون الأمريكية وتعزيز اتفاقيات تبادل العملات، فإن خطة المجموعة لإنشاء عملة موحدة في المستقبل تتماشى مع هذا التوجه.

ما الطموحات والآمال التي تستعد مجموعة البريكس لتنفيذها هذا العام خلال القمة القادمة، وما المقترحات التي قد تقدمها الصين للحد من الأزمات الاقتصادية؟

وما هو دور مجموعة بريكس في تشكيل النظام الدولي الجديد والتأثير على المنظمات الدولية مثل الأمم المتحدة وصندوق النقد الدولي والبنك الدولي؟

وما هي علاقات دول بريكس مع القوى الغربية والدول النامية الأخرى؟

وتعقد قمة هذا العام تحت عنوان "بريكس وأفريقيا: شراكة من أجل النمو المتسارع المشترك والتنمية المستدامة والتعددية الشاملة". ويشارك 67 زعيما من دول بأفريقيا والجنوب العالمي لحضور اجتماع بريكس-أفريقيا وحوارات "بريكس بلس"، ستواصل المجموعة لعب دورها البارز في تعزيز التعاون بين بلدان الجنوب وتوفير منبر أوسع لتمثيل الاقتصادات النامية والصاعدة عبر العالم.

إن الصين، كدولة نامية وعضو في الجنوب العالمي، تسعى لتحقيق مستقبل مشترك مع النطاق الواسع من البلدان النامية، وقد تمسكت بحزم بالمصالح المشتركة للبلدان النامية، وعملت على زيادة تمثيل وصوت الأسواق الناشئة والبلدان النامية في الشؤون العالمية. على مدى العقد الماضي، اقترحت الصين منافع عالمية عامة مثل مبادرة الحزام والطريق، ومبادرة التنمية العالمية، ومبادرة الأمن العالمي، ومبادرة الحضارة العالمية لدفع تحقيق السلام الدائم والأمن العالمي والرخاء المشترك في العالم.

وألقى الرئيس الصيني شي جين بينغ كلمته أمام القمة الـ15 لبريكس، وأكد فيها أنه ينبغي على بلدان بريكس أن يكونوا الأقران لبعضهم البعض على طريق التنمية والنهوض، وأن يعارضوا أعمال "فك الارتباط" وتعطيل سلاسل الصناعة والإمداد والقسر الاقتصادي. ولاحظنا ان هذه السلوكيات هي ما فعلته وتفعله القوى الغربية الآن.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: البريكس البرازيل التكتلات الاقتصادية التلفزيون الصيني الدولار الدول النامية السعودية القاهرة الصين انضمام مصر بنك التنمية الجديد جنوب افريقيا دول بريكس صندوق النقد قمة بريكس مصر بنک التنمیة الجدید مجموعة البریکس الدول النامیة عملة موحدة

إقرأ أيضاً:

نجاح عبور الحوض العائم" DOURADO" في أكبر عملية عبور نوعية في تاريخ القناة لوحدة بحرية مقطورة بعرض 90 مترًا

أعلن الفريق أسامة ربيع رئيس هيئة قناة السويس، اليوم الجمعة، نجاح أكبر عملية عبور نوعية في تاريخ القناة بعبور

الحوض العائم " DOURADO " بعرض 90 مترا ضمن قافلة الجنوب بالمجرى الملاحي الجديد للقناة، مقطورا من الأمام بواسطة قاطرتين مصاحبتين، مع توجيهه من خلال خمسة قاطرات تابعة للهيئة وإرشادها بواسطة فريق يضم مجموعة من كبار مرشدي الهيئة وقباطنة القاطرات خلال رحلته البحرية قادما من سنغافورة ومتجها إلى تركيا.

تعد عملية عبور الحوض العائم "DOURADO" من تجارب العبور غير التقليدية والوحدة العائمة الأكبر التي تعبر القناة مقطورة بطول إجمالي لمجموعة العبور (شاملة الحوض و القاطرات) 450 مترا، وعرض 90 مترا وحمولة 91 ألف طن، مما استلزم لعبورها اتخاذ ترتيبات وتدابير ملاحية مُعقدة نظراً لطبيعة الوحدة العائمة والتي تعتمد على القطر فقط لتوجيهها بالقاطرات مما يتطلب مراعاة الدقة في التوجيه ودراسة حركة واتجاه التيارات الهوائية والمائية للحفاظ على تمركزها في منتصف القناة خلال رحلتها.

وأوضح رئيس الهيئة أن عملية عبور الحوض العائم استغرقت ما يقرب من 24 ساعة واستلزمت اتخاذ بعض الإجراءات السابقة للعبور بداية من وضع خطة الملاحة من قبل مركز مراقبة الملاحة ثم مناقشة وتحليل آليات التأمين الملاحي اللازمة لعبور الحوض العائم بأمان وسلامة وذلك بأكاديمية المحاكاة والتدريب البحري التابعة للهيئة، تلاها عمل معاينة مبدئية للحوض العائم بمنطقة غاطس السويس من خلال مجموعة العمل المشاركة من مرشدين وقباطنة قاطرات.

وأضاف الفريق ربيع أن استعدادات عبور الحوض العائم بدأت بالتنسيق مع الشركة المالكة للحوض قبل انطلاق الرحلة، مشيرا إلى أنه بمجرد وصول الحوض العائم لغاطس القناة تم تجهيز رباطه بالقاطرات حيث عبر الحوض مقطورا من الأمام بواسطة القاطرتين المصاحبتين له من سنغافورة وهما القاطرة " Hulk ll" و القاطرة " MAVERIC 1" وبمشاركة خمسة قاطرات تابعة للهيئة تتقدمهم القاطرة "بركة 1" لأعمال التأمين الملاحي، ومن الجانبين القاطرتين "محمد بشير" و"نبيل الهلالي " للحفاظ على تمركز الحوض في منتصف القناة، كما تم الاستعانة بالقاطرتين" السويس 1 " و"السويس 2" من الخلف، وذلك تحت إشراف مجموعة عمل ضمت 16 من مرشدي القناة و10 من قباطنة القاطرات بالهيئة.

وأكد الفريق ربيع أن الهيئة اتخذت كافة الإجراءات اللازمة لضمان عبور الحوض العائم بسلامة وأمان من خلال توفير التسهيلات والمساعدات الملاحية اللازمة، فضلا عن المتابعة اللحظية على مدار الساعة من مكتب الحركة الرئيسي ومحطات مراقبة الملاحة للسرعات المقررة والتي لم تتجاوز ٤ عقدة، بالإضافة إلى تحديد خط السير واتجاهات التيارات البحرية والمائية.

وشدد رئيس الهيئة على أن نجاح عمليات العبور النوعية تعد بمثابة شهادة ثقة في قدرة قناة السويس على تنفيذ مختلف عمليات العبور، ودلالة على جاهزيتها لتقديم كافة الخدمات الملاحية والبحرية واللوجيستية اللازمة من خدمات الإرشاد و التأمين الملاحي والمصاحبة والإنقاذ وغيرها.

وأكد الفريق ربيع أن الحوض العائم " DOURADO" لم يكن ليعبر القناة لولا انتهاء مشروع توسعة القناة ضمن مشروع تطوير القطاع الجنوبي، حيث كان أقصى عرض مسموح به لعبور القناة قبل تنفيذ مشروع التوسعة هو 70 مترا طبقا للائحة الملاحة، وبذلك تصبح عملية عبور الحوض العائم هي السابقة الأولى من نوعها لعبور وحدة عائمة بهذا العرض بعد الانتهاء من مشروع التوسعة و الذي سمح بزيادة عرض القناة بإضافة 40 مترا جهة الشرق ومن ثم تقليل تأثيرات التيارات المائية وزيادة عامل الأمان الملاحي في القطاع الجنوبي، فضلا عن رفع كفاءة القناة وزيادة قدرتها الاستيعابية لاستقبال وحدات عائمة لم تكن تعبر القناة من قبل.

جدير بالإشارة، أن قناة السويس شهدت العديد من عمليات العبور النوعية أبرزها عملية عبور الحوض العائم فخر القناة حمولة 34 ألف طن في شهر يونيو لعام 2023، بالإضافة إلى عملية عبور وحدة إنتاج وتخزين الغاز الطبيعي المسال ENERGEAN POWER في شهر يونيو من عام 2022، وعبور منزلق المواسير في سبتمبر من عام 2020.

مقالات مشابهة

  • وزيرة التنمية المحلية: نجاح المنتدى الحضري يؤكد أن مصر جزء فاعل في الحوار العالمي
  • بالصور.. مصر تعلن نجاح أكبر عملية نوعية في تاريخ قناة السويس
  • مصر تعلن نجاح أكبر عملية نوعية في تاريخ قناة السويس (صور)
  • نجاح أكبر عملية عبور نوعية في تاريخ قناة السويس لوحدة بحرية بعرض 90 مترًا
  • قناة السويس تشهد نجاح أكبر عملية عبور نوعية لحوض عائم.. صور
  • نجاح أكبر عملية عبور نوعية في تاريخ قناة السويس (صور)
  • نجاح عبور الحوض العائم" DOURADO" في أكبر عملية عبور نوعية في تاريخ القناة لوحدة بحرية مقطورة بعرض 90 مترًا
  • نجاح مرور الحوض العائم DOURADO في أكبر عملية عبور بتاريخ قناة السويس
  • "أزمة عميقة" تهدد أكبر قوة اقتصادية في أوروبا
  • وزير البترول يعرض الاستثمار على أكبر شركة صينية في إدارة حقول النفط