هل تطبيقات تحويل الصور إلى رسوم كرتونية آمنة؟.. خبراء يجيبون عربي21
تاريخ النشر: 7th, April 2025 GMT
انتشر في الآونة الأخيرة "تريند" تحويل الصور الشخصية إلى رسوم كرتونية، ويتم ذلك عبر تطبيقات تم تصميمها بواسطة شركات تستخدم الذكاء الاصطناعي، يقوم المستخدم بتحميلها ثم منحها صورته لتحويلها إلى رسم كرتوني.
وكأي تقنية جديدة منذ انطلاق ثورة المعلومات، أثارت هذه التقنية الجدل بين المستخدمين، فهناك من دافع عنها بأنها تضفي لمسة جمالية ومُحببة على شكل الإنسان، وتعيده إلى ذكريات الطفولة حينما كان يتابع الرسوم المتحركة.
في المقابل، أبدى البعض تخوفا من استخدام هذه التقنية، لعدة أسباب منها الخوف من سرقة البيانات، واستخدام هذه الصور في عمليات قد تكون مشبوهة، أو بيعها لجهات مجهولة قد تستخدمها لانتحال شخصية المستخدم.
وحذر البعض من أن هذه الشركات قد تبيع الصور لأي جهة، ومن ثم تنتقل إلى جهات غير موثوقة قد تنشرها في "الإنترنت المُظلم"، وهي الشبكة العنكبوتية الموازية والتي تجري فيها الكثير من عمليات الاحتيال والأعمال الإجرامية، وبالتالي استخدام صور المستخدمين أو تزويرها في عمليات إجرامية.
مزايا جمالية وتسويقية
في المقابل، يرى بعض الخبراء أن تحويل الصور إلى رسوم كرتونية قد تكون له سيئات، لكن أيضا قد تكون له حسنات وفوائد، ولذلك فإن هناك خطوات وقائية يمكن للشخص اتباعها لحماية بياناته.
الخبير في الأمن السيبراني أحمد حسين العمري، "أكد أن هذه التطبيقات وعملها هو أحد نتائج الذكاء الاصطناعي أصلا، لأن عملها يعتمد على برمجياته، والتي تعمل على تعديل الصور وإزالة واستبدال بعض ملامح الإنسان وفق أنماط محددة بحيث تظهر على شكل رسوم كالتي نشاهدها في الأنيميشن وأفلام الكرتون".
وقال العمري لـ"عربي21": "تقنية تحويل الصور نعم قد يكون لها سيئات وعواقب وخيمة، ولكن لها أيضا حسنات، مثلا زيادة الشعبية على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث إنها تساعد في إنتاج محتوى مميز وجذاب على هذه المنصات، وكما هو معلوم فإن هذا الأمر قد يجلب زبائن جددا".
وتابع، "مثلا تطبيقات مثل تيك توك وإنستغرام تمنحك مثل هذه الخاصية، وبالتالي فإن الشخص إذا كان لديه مثلا عيوب خلقية أو عيب معين لا يريد إظهاره، فإنه في هذه الحالة يستبدل بالصورة رسما كرتونيا، وأيضا يعكس شخصية المستخدمين، فأحيانا البعض يرغب في إظهار شخصيته بمظهر ما أو تقليد لشخصية مُحببة وهذه التقنية تمنحه ذلك".
ومن مزايا هذه التقنية وفقا للعمري، "زيادة أرباح الشركات المُطورة، وبالتالي توفير فرص عمل جديدة للعاملين في قطاع التصميم أو في الذكاء الاصطناعي، حيث يمكنهم عمل فلاتر مشابهة أو مستنبطة من هذه التكنولوجيا وبيعها".
ولفت إلى أنه "يمكن أيضا الاستفادة منها في الحملات الإعلانية التسويقية، حيث إنه أصبح الآن منتشرا ما يسمى بالتسويق الكرتوني، حيث تستغني بعض الشركات عن التعاقد مع مؤثرين تدفع لهم أموال طائلة للدعاية، وتستخدم رسوما كرتونية كالتي يتم إنتاجها بهذه التقنية، خاصة أن تكلفة الاستعانة بالرسم الكرتوني أقل بكثير من الاستعانة بالمؤثرين".
وأوضح أن "بعض المنصات والتطبيقات تستفيد من هذه التقنية عبر زيادة التفاعل بين المستخدمين، من خلال استخدام هذه الصور المُعدلة في ما يسمى (التظليل البصري)، وكذلك يستفيد المؤثرون وقطاع الإعلام منها عبر استخدامها لتعزيز المحتوى".
محاذير
ومن الأمور التي حذر منها البعض خلال استخدام هذه التقنية، إمكانية إعادة الرسم الكرتوني لصورة مرة أخرى، عبر عملية برمجية عكسية، وبالتالي فقد يقوم شخص ما بسرقة هذه الرسوم من حساب المستخدم ثم يعيدها إلى هيئتها الأولى مرة أخرى.
وأكثر ما يخيف مما يُحذر منه هو إعادة استخدام هذه الصور بعد إعادة تحويلها من رسم في عمليات ابتزاز وتشويه لشخصية صاحب الصورة، عبر تركيب صور اباحية مثلا أو وضعه في موقف أو مكان ما يثير الشبهات.
تنبيه :
الصور المحولة الى صور رسوم متحركة عبر برامج الذكاء الاصطناعي من السهولة اعادتها لحالتها الاصلية، عملت التجربة بنفسي عشان اتأكد وبالفعل البرنامج اعاد صورتها لحالتها الاصلية !!
مثل هذي الحسابات الساذجة تقودكم لمستنقعات الفساد بقصد او دون قصد وانتوا تتفاعلون معها ❌️ http://pic.twitter.com/KbsARRMYxs — ابو عبدالكريم القحطاني (@qahtani_m1) April 5, 2025
الخبير في الأمن السيبراني أحمد حسين العمري، "يتفق مع البعض بأن هناك محاذير يجب الانتباه لها، ومنها اختراق الخصوصية، فحينما يقوم المستخدم بتنزيل تطبيق ويدرج صورته فيه ليحولها إلى رسم كرتوني يطلب منه منحه امكانية الوصول للبيانات والمحتوى على هاتفه، منها جهات الاتصال والصور وغيرها".
وتابع: "كذلك من المخاطر استخدام صور الناس، بمعنى أنه عند استخدام أي شخص لهذه التطبيقات تصبح صورته موجودة عند من صمم التطبيقات، بالتالي فقد تحدث عمليات انتحال للشخصية، بمعنى عمل حسابات وهمية باسم هذا الشخص على وسائل التواصل الاجتماعي".
وحول إمكانية قيام هذه التطبيقات بانتحال شخصية بعض المستخدمين والمغامرة بخسارة سمعتها، قال العمري، إن "التطبيق لن ينتحل شخصية المستخدم بشكل مباشر، لكن بعض هذه الشركات قد تبيع بيانات المستخدمين، وبالتالي فإن من يشتريها قد يقوم هو بذلك".
وأكد أن "هناك أيضا مخاطر أمنية لهذه التطبيقات منها تتبع الوجوه، ويتم ذلك بواسطة الذكاء الاصطناعي استنادا إلى الصور التي منحها الشخص لهذه التطبيقات، علما بأن التعرف على الوجه يتم ليس بالملامح بل بما يُسمى السمات الحيوية أو خصائص رأس الإنسان".
وأوضح أن "السمات الحيوية مثل المسافة بين العينين أو بين الفكين أو الأذنين، هذه صفات ثابتة، بالتالي حتى لو غير الإنسان في ملامح وجهه فإنه يمكن التعرف عليه من خلال هذه التقنيات".
وأردف: "بمعنى آخر: حتى لو أجرى شخص عملية تجميل وغير الكثير من ملامح وجهه فإنه يمكن التعرف عليه من خلال السمات الحيوية لرأسه التي تم تخزينها بعد أخذ هذه الصور".
وشرح العمري ذلك بأنه "يتم بعد أخذ هذه الصور عمل تحليل وتخزين للسمات الحيوية في سيرفرات هذه الشركات، وفي المستقبل مثلا دولة أو جهة ما أرادت معرفة شخص يمكنها ذلك حتى لو غير في شكله عبر هذه السمات الحيوية التي تم تخزينها".
وحول طمأنة البعض للمستخدمين بالقول إن كل الشركات الكبرى أصلا لديها بياناتنا وبالتالي فلا داعي للخوف، قال العمري: "نعم صحيح، ولكن هناك شركات جديدة ومصممو تطبيقات يعملون في الذكاء الاصطناعي لا يملكون هذه البيانات، وبالتالي فقد تكون هذه الخدمة وسيلة لجمع بيانات الناس ويمكن بيعها واستخدامها من قبل دول أو مؤسسات أو أجهزة أمنية أو عصابات".
كيف تحمي بياناتك؟
وعلى الرغم من معرفة البعض بأن هناك مخاطر لاستخدام هذه التقنية على الرغم من وجود حسنات لها، إلا أن الفضول قد يدفعهم لتجربتها، وربما رغبة منهم في منح أنفسهم الشعور بأنهم أجمل في الصور الكرتونية.
ولهذا يبقى من المهم أن يعرف كل مستخدم كيف يحمي نفسه حينما يستخدم هذه التطبيقات.
عبدالرحمن الصاوي، مهندس برمجيات وباحث في شركة BeamNG GmbH، قال، إن "هذه التقنية أثارت جدلاً واسعًا، إذ اشتكى الفنانون الرقميون والمصورون من أن هذه النماذج تم تدريبها على صور وأعمال فنية مأخوذة من الإنترنت دون إذن مُسبق من أصحاب حقوق الملكية".
وتابع الصاوي خلال حديثه لـ"عربي21" بالقول: "يعتبر كثيرون أن استخدام هذه الصور دون موافقة صريحة ينتهك الملكية الفكرية، خصوصًا إذا استُخدمت النتائج تجاريًا أو منافسةً للأعمال الأصلية".
وأوضح أنه "بالمقابل، تُجادل بعض الشركات بأن البيانات التي يُدرَّب عليها الذكاء الاصطناعي تكون غالبًا علنية أو متاحة بموجب الاستخدام العادل، وعلى الرغم من أن هذه النقطة لا تزال تحت الدراسة القانونية في العديد من الدول، فإن المطالبات بإصدار قوانين أكثر وضوحًا لحماية المبدعين تزداد يومًا بعد يوم".
ولحماية البيانات الشخصية نصح الصاوي المستخدمين، "بعدم رفع الصور على منصات غير موثوقة أو مجانيّة دون قراءة الشروط، و تجنّب الإدخال العشوائي للبيانات في تطبيقات الذكاء الاصطناعي المفتوحة".
ومن وسائل الحماية أيضا نصح، "باستخدام علامات مائية رقمية، أو أدوات تشويش الوجه للمحتوى الحساس، وضبط إعدادات الخصوصية في منصات التواصل الاجتماعي لمنع من لا نرغب أن يشاهد ما ننشر بمشاهدته، كذلك استخدام أدوات حظر تتبّع البيانات وتصفّح الإنترنت بشكل آمن".
وحول كيف يمكن للناس استخدام الذكاء الاصطناعي وفي ذات الوقت حماية بياناتهم، قال الصاوي: "يجب استخدام نماذج محلية (Local AI Models)، مثل DeepSeek أو Mistral، لتشغيل الذكاء الاصطناعي على جهازك دون إرسال بياناتك لخوادم خارجية".
وختم نصائحه بالقول: "يجب تجنّب أدوات الذكاء الاصطناعي المجانية تمامًا، لأن بعض هذه الأدوات "تتغذى" على بيانات المستخدم وتستخدمها في التدريب، وما لا تدفع مقابله غالبًا ما تستخدم بياناتك كثمن له، وأخيرا قراءة الشروط وسياسات الخصوصية لأي أداة تستخدمها، وتفعيل خيار "عدم استخدام بياناتي للتدريب" إن توفر".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية الصور الذكاء الاصطناعي الصور الذكاء الاصطناعي الامن السيبراني المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة استخدام هذه الصور الذکاء الاصطناعی هذه التطبیقات هذه التقنیة تحویل الصور قد تکون أن هذه
إقرأ أيضاً:
الذكاء الاصطناعي والرقمنة في العمل
أحمد بن خلفان الزعابي
يُعدّ الذكاء الاصطناعي أحد أهم ما قام بتطويره الإنسان لخدمة مصالحه واستجابة للتطور والنمو الهائل الذي يشهدهُ العالم في مجال ذكاء الآلة حتى الآن، ويأتي احتفال دول العالم هذا العام بمناسبة اليوم العالمي للسلامة والصحة المهنية 28-4-2025 ليوظف هذه التقنيات في مجال العمل بهدف توفير بيئة أكثر أمانًا.
ومع التطور الهائل الذي يشهده العالم في مجال تطوير نماذج الذكاء الاصطناعي والرقمنة في قطاع الأعمال تحتفل منظمة العمل الدولية ILO هذا العام تحت شعار "إحداث ثورة في الصحة والسلامة دورة الذكاء الاصطناعي والرقمنة في العمل" بمناسبة اليوم العالمي للسلامة والصحة المهنية، ولا شك أن الجميع على اطلاع لما وصل إليه الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته من تقدم هائل في شتى المجالات لذلك فإنه من الأولى تطويع كل هذه التقنيات والتطبيقات والنماذج لخدمة سلامة الإنسان والحفاظ على بقائه آمنًا مطمئنًا.
لا شك أن الإنسان قام بتطوير أنظمة سلامة تحدّ من المخاطر في بيئات العمل الأكثر خطرًا إلا أن دخول الآلات التي يعتمد تشغيلها على تقنيات وتطبيقات الذكاء الاصطناعي المتقدم ستساهم بشكلٍ فعّال في الحد من مخاطر بيئات العمل والتي تحلُّ محلَ الإنسان في مجالات العمل الأكثر خطرًا كالعمل في المناجم العميقة أو بالقربِ من المصاهر أو التعامل مع المواد الكيماوية أو المواد التي تتسم بدرجة سُميّته عالية أو رفع الأحمال الثقيلة حيث تتولى هذه الروبوتات مهام عمل متكررة وروتينية والتي يمكن برمجتها للعمل في مختلف الظروف أو حتى بشكل متواصل.
ولا يمكننا هنا أن نغفل دور الإنسان الذي قام هو بذاتهِ بإبتكار هذه التطبيقات وأدوات الذكاء الاصطناعي حيث لولا الإنسان لما عملت هذه الآلات لأنه يبقى تهديد الاختراقات والهجمات السيبرانية قائما وبالتالي يمكن لهذه الآلات أن تتعطل وتتوقف عن العمل وبالتالي يبقى دور التدخل البشري قائمًا لمعالجة هذه المشكلة وبالتالي فإن الآلة مهما تطورت لا يمكنها أن تحلّ محل الإنسان أو تلغي دورهُ تمامًا، إنما هي تساعدهُ في تسريع العمل بكفاءةٍ وإتقان وتضمن أفضل درجات السلامة للعاملين.
من جهة أخرى، يقوم مهندسو وفنيو السلامة في أماكن العمل بإجراء تقييمٍ شامل لمخاطر بيئة العمل بشكل دوري مستمر وذلك بهدف المحافظة على بيئة العمل أكثر أمانا وضمان خلوها من التهديدات التي يمكن أن تتسبب في وقوع حوادث وشيكة، أما الآن ومع دخول الأجهزة الرقمية وأجهزة الاستشعار الذكية فيمكنها أن تساعد المعنيين في الكشف المبكر عن مخاطر بيئة العمل بكفاءة عالية حيث أصبحت هذه الأجهزة تساعد على اكتشاف المخاطر مبكرًا وبالتالي تسمح للمختصين بالتدخل مبكرًا أيضًا والعمل على معالجة أسباب الخطر مما يُساهم ذلك في بقاء بيئة العمل أكثر أمانا.
وبما أن قطاع تقنية المعلومات والاتصالات يشهد تطورًا هائلًا مدعومًا ببحوث تطوير التقنيات المتقدمة وأدوات الذكاء الاصطناعي وكذلك سباق شركات قطاع تقنية المعلومات المحموم لتقديم أفضل الابتكارات في مجال الذكاء الاصطناعي والرقمنة فهذا يدعونا لتطوير سياسات سلامة وصحة مهنية تـُركزُّ على اعتماد استخدام مثل هذه التقنيات في بيئات العمل للمساهمة في الحفاظ على سلامة وصحة الإنسان في مكان العمل.
ويأتي الاحتفال بهذه المناسبة سنويًا للتذكير بضرورة مناقشة أسباب الخطر في أماكن العمل واعتماد أفضل الوسائل التي تحافظ على سلامة وصحة الإنسان واستدامة موارد المنشآت وارتفاع العائدات بمختلف أنواعها.
رابط مختصر