ما موقف الإسلام من دراسة الساينس (العلم التجريبي)؟ سؤال أجاب عنه الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف ومفتي مصر الأسبق، وقال إننا نؤمن بالساينس (العلم التجريبي) كأداة لفهم عالم الأشياء.

وأشار إلى أننا حين نريد الدخول في عالم الأشياء، نستخدم الساينس كأداة فاعلة، فالعلم التجريبي اختلف حاله من زمن إلى آخر، خاصة بعد اختراع الميكروسكوب والتلسكوب.

ونوه خلال تصريح له أن التلسكوب يمكننا من إدراك الأجرام السماوية البعيدة، بينما يمكننا الميكروسكوب من رؤية الدقائق التي لا تراها العين المجردة.

حكم من سها في الصلاة ونسي سجود السهو .. علي جمعة يوضحما علاج النفس الأمارة بالسوء؟.. علي جمعة يقدم الروشتة الشرعيةعلي جمعة: الطاعة أن تعبد الله كما يريد بعيدا عن العقل والهوىهل يجوز الكذب خوفا من الحسد .. علي جمعة يوضح الموقف الشرعي

وأشار  إلى أن العلماء مثل الدكتور أحمد زويل، رحمه الله، وفريقه، قدموا العديد من الاكتشافات التي سمحت لنا بدراسة العمليات التفاعلية الكيميائية أثناء حدوثها، من خلال الفيمتوثانية، وهي وحدة زمنية صغيرة جدًا يمكن من خلالها تصوير العمليات الكيميائية.

وبين أنه من خلال هذه الأدوات يمكننا فهم كيفية تطور الخلايا، مثلما يحدث في حالة السرطان، كما أن هذا العلم يقدم لنا أفضل السبل لفهم التفاعل الكيميائي الذي كان غير مدرك لنا في السابق.

وأوضح أننا رغم هذه التقدمات العلمية، لم نتمكن بعد من رؤية الذرة من داخلها بشكل مباشر، حيث إنها تظل في إطار البحث على الورق، ويعتقد العلماء أن الذرة تحتوي على نواة وإلكترونات، لكننا لم نتمكن من رؤية حقيقية لهذه الإلكترونات بعد، ورغم ذلك، نحن نؤمن بهذا العلم لأن الكون الذي نتعامل معه هو من خلق الله سبحانه وتعالى.

وشدد على أهمية وضع العلم في مكانه الصحيح، حيث ان "البارادايم" أو "النموذج المعرفي" الذي نستخدمه يمكن أن يساعدنا في إعادة الثقة في علومنا.

وذكر اننا عندما نتحدث عن العلوم الاجتماعية والإنسانية، يرى البعض أنها ليست علومًا وإنما مجرد نظريات، ثم قسموا العلوم إلى قسمين: قسم يتطلب التجريب والحس والاستنتاج ويسمى "الساينس"، وقسم آخر يُسمى "الفن"، مثل علم الاجتماع وعلم النفس، حيث يقال إن هناك جانبًا علميًا وجانبًا فنيًا في هذه العلوم، ويتعلق الفن بالمهارات بينما العلم يتعلق بالمعلومات.

وأكد أن العلم، في جميع مجالاته، يجب أن يكون في موضعه الصحيح، وأنه يجب أن نؤمن بأن العلم التجريبي جزء من الكون الذي خلقه الله، وبالتالي لا يجب أن نفصل بين العلم والإيمان بل نراهما معًا لتحقيق الفهم الصحيح والتقدم.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: عالم الأشياء علي جمعة الميكروسكوب التلسكوب أحمد زويل المزيد علی جمعة

إقرأ أيضاً:

علي جمعة: التوكل على الله من مفاتيح النجاة

قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن من مفاتيح النجاة: التوكل على الله تعالى. 

وأضاف جمعة، في منشور له عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، إن الإمام الغزالي عرَّف التوكل بأنه اعتماد القلب على الوكيل وحده.  

دعاء الحاجة الشديدة .. كلمات مُجربة ومُستجابة فورًادعاء المذاكرة قبل الامتحان.. للحفظ وعدم النسيان

فإذا اعتقد الإنسان اعتقادًا جازمًا أنه لا فاعل إلا الله، وآمن مع ذلك بكمال علمه وقدرته سبحانه وتعالى، وأنه هو الفاعل الحقيقي لكل شيء، فإن هذا هو حقيقة التوكل.  

فالتوكل على الله يعني الاعتماد عليه، أي: لا حول ولا قوة إلا بالله.

وهذا التوكل بهذه الكيفية ينشئ في القلب التسليم والرضا، وهو مبنيٌّ على أمر الله تعالى، وعلى حب الله لهذا المقام، قال سبحانه:  {وَعَلَى اللهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ}. 

وقال: {وَعَلَى اللهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ}، وقال أيضًا: {وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا}، وقال: {إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ}.

ولابد أن نتدبر ونتفكر أن {وَلِلَّهِ خَزَائِنُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَفْقَهُونَ}، فإذا كان الله سبحانه يملك خزائن السماوات والأرض، فكيف يُتوكل على غيره؟!

وقد قال تعالى: {إِنَّ رَبَّكُمُ اللهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مَا مِنْ شَفِيعٍ إِلَّا مِنْ بَعْدِ إِذْنِهِ}  كل شيء بأمر الله تعالى، {ذَلِكُمُ اللهُ رَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ}.

إذن، التوكل أمرٌ مهمٌّ جدًّا، وله آثار طيبة في الدنيا والآخرة؛ ولذلك قال رسول الله ﷺ:  «يدخل الجنة سبعون ألفًا بغير حساب».  
قيل: من هم يا رسول الله؟  

قال ﷺ:  «الذين لا يكتوون، ولا يتطيرون، ولا يسترقون، وعلى ربهم يتوكلون».

والمفتاح هنا أنهم “على ربهم يتوكلون”، ولابد من التنبه إلى الفرق بين "التوكل" و"التواكل":  
- فالتواكل هو ترك الأسباب، وهذا جهل.  
- أما التوكل فهو: فعل الأسباب مع الاعتماد على الله.  

وقد قيل: "ترك الأسباب جهل، والاعتماد عليها شرك".

وقد ثبت أن ترك الأسباب لم يكن من سنة الأنبياء عليهم السلام.

ويقول سيدنا النبي ﷺ:  «لو توكلتم على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير، تغدو خماصًا وتروح بطانًا». 

فالتوكل مأمور به، وهو يولد الرضا والتسليم.

وقال رسول الله ﷺ:  «من سره أن يكون أغنى الناس، فليكن بما عند الله أوثق منه بما في يده».

طباعة شارك علي جمعة التوكل على الله كيف نتوكل على الله

مقالات مشابهة

  • محافظ القاهرة يوضح موقف الامتحانات غدا بالمدارس
  • القصة الكاملة للمقاتل السوري مجدي نعمة الذي بدأت محاكمته اليوم بباريس
  • علي جمعة: التفكر في ذات الله تعالى منهي عنه
  • الترجمة مدخل لفهم العالم العربي ونصرة فلسطين.. ميشيل هارتمان: الأدب المكان الذي يمكننا أن نجد فيه المزيد من التقارب
  • الإسلام.. يجرّد الدين من الكهنوت
  • إعلامي يوضح موقف الأهلي من ضم الشيبي.. ويؤكد: يجب التفاوض مع بيراميدز
  • وفاة سعد الله آغا القلعة.. رائد التوثيق الموسيقي والوزير السوري السابق
  • ما هي مفاتيح النجاة؟.. علي جمعة يكشف عنها
  • علي جمعة: كل ما في الكون يسبح لله
  • علي جمعة: التوكل على الله من مفاتيح النجاة