تقنيات الذكاء الإصطناعي ستجتاح بإعصارها مؤسسات الإعلام والأجهزة الإستخبارية
تاريخ النشر: 7th, April 2025 GMT
أبريل 7, 2025آخر تحديث: أبريل 7, 2025
حامد شهاب
باحث إعلامي
إن من أبرز مما يمكن تأشيره عن مخاطر استخدامات تقنيات الذكاء الاصطناعي المستقبلية الخارقة هو أنه ليس بمقدور رجال الإعلام أو المهتمين بشؤون الدعاية والحرب النفسية أو حتى الأجهزة الإخبارية والأمنية ورجال السياسة في دول المنطقة والعالم وقف تداعيات هذا الغول مما يسمى بتقنيات الذكاء الاصطناعي وعالم الروبوتات وما تحمله من سيول وأعاصير جارفة تتجاوز خبراتنا الدعائية وأساليب الحرب النفسية التقليدية والشائعة الاستخدام حاليا وقد تصبح تلك الأساليب البالية من ذكريات الماضي السحيق.
بل أن خبرات وميادين الذكاء الاصطناعي المرتقبة تتفوق حتى على الأجهزة الاستخبارية والأمنية التي ترى نفسها مضطرة لمسايرة أنظمته وبرامجه وتوجهاته للاستفادة من تقنياته الفائقة في عملها الاستخباري والأمني المستقبلي وستكون تلك الأجهزة أمام خيار تغيير استراتيجياتها الاستخبارية والأمنية وأسبقياتها كاملة كونها ستجد أن خبراتها قد أصبحت كلاسيكية وبالية ولم تعد تواكب هذا العالم المتسارع الذي سيتفوق عليها في القدرات الفنية والتقنية وحتى الخبرات النفسية والاستخبارية والدعائية.
بل إن الخطر الأكبر يتمثل في عدم قدرة أنظمة سياسية على مواجهة تداعيات تطبيقات الذكاء الاصطناعي المرعبة أمام غول يريد أن يغير كل معالم حياتنا ويزيح البشر من أغلب أرجاء الكرة الأرضية عن طريقه ويكون هو المهيمن والمسيطر على مستقبل العالم وحركة تصنيعه ونهضته المستقبلية وتجد دول كبرى فرصتها من خلاله للوصول إلى أهدافها وتحقيق أجندتها في استهداف من تراه أنه قد دخل في خصومة معها لتسقطه ربما بالضربة القاضية مما يدخل ساسة أنظمة العالم ودول المنطقة أمام غول يجتاحهم بسرع فائقة وليس بمقدور أجهزتهم العسكرية والاستخبارية والأمنية وقف زحف فيضاناته المدمرة واعصاره الضارب وسيوله الجارفة.
ومع هذا فإنه بإمكان الإعلام وقنواته المختلفة فرصة الاستفادة من تطبيقات الذكاء الاصطناعي في ميادين الدعاية والحرب النفسية، برغم ان الذكاء الاصطناعي قد يتحول الى غول يداهمنا وليس بمقدورنا مواجهة تداعيات طوفانه الجارف.
ومع كل تطبيقات الذكاء الاصطناعي التي ستغرق عالمنا إلا أنه بمقدور رجال الإعلام والمختصين بشؤون الدعاية والحرب النفسية أن يكبحوا جماح هذا الاعصار القادم من عوالم الذكاء الاصطناعي للاستفادة من إيجابيات في خدمة توجهاتنا الاعلامية والدعائية وفي مجالات تطوير قدراتنا في الحرب النفسية.
ومن شأن استخدامات تطبيقات الذكاء الاصطناعي أن تحمل تلك الاستخدامات مخاطر لا حصر لها على العاملين في الحقل الإعلامي والدعائي بأن بمقدوره إزاحة الكثيرين منهم عن واجهة الإعلام إذا لم يحسنوا طرق مواجهة تدفق سيله الجارف بأن يكونوا هم من يمتلكون زمام المبادرة لوقف تداعياته على عالمهم الإعلامي وموقعهم أمام الرأي العام والمؤسسات التي يعملون فيها إذ ان استخداماته في هذا المجال ما تزال في بداياتها الأولى لكن المخاطر المستقبلية لتلك الاستخدامات التقنية وعالم الروبوتات هي من تدخلنا منذ الان في دائرة الخطر الداهم .
كما أنه من المتوقع لهذا الزحف المتسارع في تطبيقات الذكاء الاصطناعي أن يدخل رجال السياسة في أزمات كثيرة في عمليات تسقيطهم السياسي ومن ثم الإطاحة بالكثيرين منهم في أن بمقدور تقنيات الذكاء الاصطناعي أن تسلط الأضواء عليهم وتقوم بتهييج الشارع ضدهم بمختلف قنوات التشهير وتشويه السمعة ومن يدخل في جعبة تفكيرها سيكون أمام مهمة عسيرة لبقائه فترة أطول.
بل أن الاجهزة الاستخبارية والأمنية ستدخل ميدان هذا الاستهداف في تقنيات الذكاء الاصطناعي وفي مجالات الاختراق الفني والسيبراني الفائق التطور في وسائل تقنياته وتجد تلك الأجهزة نفسها وهي مضطرة للاستفادة من تلك التقنيات الحديثة في خدمة عملها الاستخباري والأمني وابتكار وسائل أكثر تطورا مما كانت تستخدمها قبل سنوات كون أساليبها وطرق عملها ستكون بالية ومستهلكة وغير قادرة على مواجهة قدرات تقنية وفنية خارقة دخلت الى ساحة العمل الاستخباري والأمني والدعائي وهي مرغمة على تجديد خبراتها التقنية بما يتوائم ومتطلبات الأمن السيبراني التقني الحديث وبعضها بل الكثير منها وبخاصة أجهزة دول كبرى ستجد فيها فرصتها في الهيمنة ومواجهة حملات الخصوم والأعداء ضدها.
والأكثر من هذا فإن الذكاء الاصطناعي سيكون أمام فرص اختلاق أزمات ومشاكل وعراقيل لإقتصاديات الدول والحكومات وبخاصة في دول المنطقة التي ما تزال متخلفة عن ركب التطور التقني المتسارع الخطى وفي دورها المتفاقم في إشاعة تخريب مؤسساتها المالية والاقتصادية والعمل على تحطيم القيم ومعالم السلوك المجتمعي القويم وتغيير أنماط الحياة للأجيال المقبلة في معظم جوانبها بحيث تصبح مواجهة حروبها الشرسة مهمة صعبة وقد تكون مستحيلة في حالات كثيرة.
بل أننا نحن معشر العاملين في الحقل الإعلامي والصحفي وفي مجالات الدعاية والحرب النفسية سنكون أمام مفارقة خطيرة قد تخرجنا من السيطرة على مقدرات الإعلام إذا ما سيطرت بعض قوئ الشر على طوفان هذا العالم التقني الهائل القدرات وسيرته لخدمة مصالحها وأجندتها لاستهداف دولنا من خلال سيوله الجارفة وأعاصيره المدمرة بطريقة ربما تكون خارج قدراتنا في مواجهة تداعياته وارتداداته على عالمنا ومحيطنا المحلي والإقليمي وحتى الدولي.
ومن أبرز تلك المخاطر أن تداعيات سقوط أنظمة المنطقة وانهيارها سيكون أسرع مما يتصور الكثيرون عن القدرات الخارقة التي تتوافر أمام جهات ومرتكزات الذكاء الاصطناعي في قدراته على الاختراق وفي تسقيط من يراه أنه قد دخل ضمن عالمه الذي يريد أن يجتاحه ويداهمه بطريقة سريعة ليزيحه عن طريقه وفق أهدافه المرسومة ضمن أجندة دول كبرى وجهات دولية واستخبارية تريد استغلال ما تخطط له من خلال الاستفادة من تقنيات الذكاء الاصطناعي في حروبها المقبلة مع أنظمة سياسية لا ترتاح لها أو ممن تدخل ضمن أهداف تسقيطها وإزالتها عن الواجهة.
وما نراه اليوم عن حملات تزييف معالم وتوجهات شخصيات سياسية وفنية واعلامية وحتى رجال أعمال ضمن وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي لتشعرنا ان مخاطر هذا التزييف والتحريف للمحتوى الهابط أصبح أمرا خطيرا للغاية وعرض سمعة شخصيات سياسية ومجتمعية وربما حتى ثقافية ومعرفية لمخاطر تشويه سمعتها والحط من قدرها أمام جمهورها ومؤيديها وانصارها ليتسنى إسقاطها في الوقت المناسب بطرق واساليب لم تخطر على بال.
هذه هي أبرز المخاطر والمخاوف التي يمكن سبر أغوارها والكشف عن مكنوناتها عما نراه بشأن تطبيقات الذكاء الاصطناعي وعالم الروبوتات التي دخلت عوالم مصانعنا ومؤسساتنا وحقولنا المعرفية لتزيح البشر عن طريقها شيئا فشيئا وتكون هي المهيمن الأول والأخير في نهاية المطاف في وقت لا يمكن التنبؤ بما سيكون عليه مصير البشرية بعد كل هذا الاجتياح القادم الينا من عوالم الذكاء الاصطناعي وهي من تتقدم الصفوف في كل زوايا الإنتاج الصناعي والتقني والفني وحتى النفسي والاجتماعي والقيمي ولا ندري ماهي نهايات فوضى هذا العالم ومدى ما تخلفه على البشرية والإنسانية جمعاء من مخاطر فادحة تهدد وجودها في الصميم.
المصدر: وكالة الصحافة المستقلة
كلمات دلالية: تطبیقات الذکاء الاصطناعی تقنیات الذکاء الاصطناعی
إقرأ أيضاً:
الإعلام العالمي يناقش أسرار الفشل الأمريكي في مواجهة اليمن (الحقيقة لا غير)
يمانيون../
بقى غزة وكل ما يجري فيها من جرائم إبادة لا مثيل لها في تاريخ البشرية، والمنطلق والبوصلة الحقيقية للأمة للعودة إلى الله، وتبقى شاهداً على تواطؤ أنظمة العمالة والارتزاق مع العدو الأمريكي والإسرائيلي، التي كانت وما زالت تخون الله ورسوله وتخون شعوبها، حتى جاء طوفان الأقصى ليكون شاهداً جديداً عليها، وكاشفاً لحقيقة ولائها لأعداء الله، من اليهود الذين يمارسون أبشع الجرائم بحق الشعوب العربية والإسلامية وعلى رأسها الشعب الفلسطيني المظلوم.
تظل غزة وما يحدث فيها من جرائم إبادة لا تضاهى في تاريخ الإنسانية، نقطة الانطلاق والمرشد الحقيقي للأمة نحو العودة إلى الله، وتبقى شاهداً على تآمر أنظمة العمالة والخيانة مع العدو الأمريكي والإسرائيلي، التي ظلت وما زالت تخون الله ورسوله وخيانة شعوبها. حتى جاء طوفان الأقصى ليكون دليلاً جديداً عليها، مكشوفاً عن حقيقة ولائها لأعداء الله من اليهود الذين يرتكبون أبشع الجرائم بحق الشعوب العربية والإسلامية، وعلى رأسهم الشعب الفلسطيني المكلوم.
https://www.masirahtv.net/static/uploads/files/%D8%A7%D9%84%D8%A7%D9%85.mp4
صراخ الأطفال ونحيب الأمهات في غزة، ودماء الشهداء والجرحى، هي شاهد آخر على خزي وذل هذه الأُمة، التي يلحقها الإثم والخزي وما يترتب عليهما من النتائج الخطيرة الشاهدة على خذلان المظلومين والمستضعفين في غزة.
في هذا المقطع أم تبكي على أطفالها، أم مكلومة يملؤها الحزن والقهر والأسى، وهي والدة الطفل الذي رماه انفجار صاروخ العدو الإسرائيلي إلى خارج المنزل الذي استشهد فيه أبوه وكل إخوته، ولم تسلم سوى تلك الأم التي تجسد قصة الخذلان العربي والإسلامي لها ولكل الشعب الفلسطيني.
وهي نموذج لكل أمهات ونساء غزة المظلومات، اللواتي فقدن كل أفراد أسرهن، ودُمّر كل شيء أمامهن، وبالرغم من ذلك تبقى الأم الفلسطينية صامدة في أرضها، رغم التجويع والحصار لكل الأطفال والنساء في غزة، وعلى مرأى ومسمع العالم.
ولهذا ومن وسط الأحداث والإبادة والدمار، أراد أحد أبناء غزة أن يوجّه رسالة ليس لهذه الأمة المتخاذلة، وإنما لمن يسمعه حتى إن كان قد رحل عنا قبل 1400 سنة.
https://www.masirahtv.net/static/uploads/files/%D8%B1%D8%B3%D8%A7%D9%84%D8%A9%20%D8%A7%D8%AD%D8%AF%20%D8%A7%D8%A8%D9%86%D8%A7%D8%A1%20%D8%BA%D8%B2%D8%A9.mp4
الحقيقة ما يجري في غزة من جرائم ومجازر نتيجة خذلان عربي كبير، وسيكون ثمنه أكبر على كل متواطئ ومتخاذل مع العدو الإسرائيلي، ولذلك ما يجري في غزة ليس أخبارًا، وليست مشاهد للمتابعة، ما يجري في غزة هو اختبار، وما أعظمه من اختبار.
الخطر محدق بكل الدول العربية والإسلامية، وما يجري في غزة سينتقل إلى كل دولة، وبحسب تسلسل الأرقام وفق الأهمية، وما يمارسه العدو الأمريكي والإسرائيلي في سوريا ولبنان وفلسطين، وما يهدد العراق وإيران، وما يجري من عدوان أمريكي على اليمن خير دليل وشاهد.
https://www.masirahtv.net/static/uploads/files/%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%8A%D8%AF%20%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%A7%D8%A6%D8%AF.mp4
أما الدول المطبعة والمتواطئة التي تعتبر جزءًا من مشروع العدو الإسرائيلي وعلى رأسها أنظمة الخليج والنظام السعودي، فإن دورها قادم لا محال، رغم خيانتها لشعوبها، وما تقدمه للعدو من خدمات ومصالح، لأن المسألة عقيدة عند اليهود، ومن يخدمهم من الخونة العرب هو بمثابة دابة سخرها الله لهم، وهذا كما في كتبهم المحرّفة.
https://www.masirahtv.net/static/uploads/files/%D8%A7%D9%84%D8%B4%D9%87%D9%8A%D8%AF%20%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%A7%D8%A6%D8%AF(1).mp4
هذا المشهد يؤكد عمق الرؤية لدى الشهيد القائد – رضوان الله عليه – الذي تحدث في المرحلة الأولى لتأسيس المشروع القرآني، فماذا لو كان الشهيد القائد يرى ويتابع ما يجري هذه الأيام؟ الحقيقة، رضوان الله عليه كان يرى أبعد وأعمق، وإلا لما رفع صوت الصرخة مبكراً في تلك الفترة، وقال: “لن نصمت، سنصرخ في وجه اليهود، وإذا لم ننصر الله ودينه في مواجهة اليهود، فأمام من ننصره؟”
صرخة الشهيد القائد المبكرة، وموقفه الإلهي والغيور، هو الذي باركه الله وأيده ونصره، وأصبح اليوم صواريخ فرط صوتية تدك العدو الإسرائيلي. سار شعباً جباراً تفجر كرامة وعزاً وإيماناً، وأصبح حاضراً في ساحات الجهاد والشرف والنزال مع أعداء الله وأعداء الإنسانية.
إذن نتعلم من الشهيد القائد – رضوان الله عليه – ألا نستهين بالموقف أو بالعمل مهما بدا بسيطاً، قد نراه غير مؤثر أو غير مهم، لكن إذا ترافق بالإخلاص والصدق يصبح بركاناً، وعملًا عظيمًا يباركه الله، تصبح أمة يستبدل بها الله كل أولئك النائمين والخاضعين، أمة تهز أركان الباطل وتتحداه وتسقط هيبته أمام العالم.
https://www.masirahtv.net/static/uploads/files/%D8%B5%D8%B9%D8%AF%D8%A9%20%D9%85%D8%B9%20%D8%BA%D8%B2%D8%A9.mp4لذلك، دين الله يتميز بالموقف من أعداء الله وأعداء الإنسانية، بالجهاد في سبيل الله، وهذا هو موقف الشعب اليمني العظيم والتاريخي، الذي ميزه الله بالحق، والذي عجزت أمامه وفشلت أكبر إمبراطوريات الظلم والإجرام في مواجهته، وهي كما قال السيد القائد: أمريكا تستطيع قهر من يستسلم لها، ويضعف أمامها، أما الأحرار الذين لا يزالون على الدين الإسلامي الصافي النقي، فأمريكا مهزومة وفاشلة أمامهم.
ولسنا بصدد البحث عن نماذج تاريخية، ولا شواهد من أمم أخرى، لأن الشعب اليمني في هذه الأيام صار أكبر شاهد، وأكبر نموذج، وأعظم تجربة أمام البشرية كلها.
قبل أسابيع قليلة تابعنا وتابع العالم أخبار الاستعداد الأمريكي لتصعيد العدوان على الشعب اليمني، وقتها احتدم النقاش والجدل والتحليلات والآراء، فمنهم من توقع نهاية اليمن بسبب موقفه الداعم والمساند لغزة، ومنهم من يرى موقف الشعب اليمني موقف مسؤولية وتكليف وقارب نجاة في الدنيا والآخرة، وبه ينتصر اليمن، ويتحقق النصر الإلهي على أيدي أبطاله الصادقين والمخلصين والمناصرين لله ولرسوله وللمستضعفين في غزة.
https://www.masirahtv.net/static/uploads/files/%D8%B3%D9%8A%20%D8%A7%D9%86%20%D8%A7%D9%86%20%D8%AA%D8%B9%D8%AA%D8%B1%D9%81%20%D8%A8%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%B4%D9%84%20%D9%81%D9%8A%20%D8%A7%D9%84%D9%8A%D9%85%D9%86.mp4
وبعد مرور أيام قليلة من التهديد والوعيد للمجرم ترامب، نشاهد ما يجري حالياً في أمريكا والعالم من جدل حول الفشل الأمريكي ومن خلافات واسعة تعصف بصناع القرار في واشنطن، يعكس ما كان عليه قبل أسابيع عندما خرج المجرم ترامب يستعرض ويطلق التهديدات بأنه سيقضي على الجيش اليمني.
وعندما يريد الله أن يذل الطاغية ويسقط إمبراطورية الظلم والإجرام، هيّا لها الشعب اليمني، وكأننا في هذا الزمن والعصر نستعيد لحظات وزمن غرق فرعون أمام موسى عليه السلام.
https://www.masirahtv.net/static/uploads/files/%D8%A7%D8%AF%D8%A7%D8%B1%D8%A9%20%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AC%D8%B1%D9%85%20%D8%AA%D8%B1%D8%A7%D9%85%D8%A8%20%D8%AA%D8%AD%D8%A7%D9%88%D9%84%20%D8%AA%D8%AA%D9%87%D8%B1%D8%A8.mp4الشعب اليمني نجح في إفشال المرحلة الثانية من العدوان الأمريكي عليه، وهذا باعتراف الأمريكيين أنفسهم، الذين أكدوا أن قدرة اليمنيين على إسقاط الطائرة الأمريكية “أم كيو9” عطّلت على أمريكا المرحلة الثانية من العدوان على اليمن، لأنهم كانوا معتمدين على الطائرة “أم كيو9” للرصد والتجسس.
هذه شبكة سي إن إن الأمريكية التي تؤكد أن من وصفتهم “بالحوثيين” نجحوا في إفشال ما سمّته المرحلة الثانية من العدوان على اليمن، من خلال إسقاط الطائرات الامريكية. حيث كانت حسابات الأمريكيين في البداية، كما جاء في سي إن إن، أن يدمروا عوامل القوة اليمنية، ثم تتاح أمامهم فرصة استباحة الأجواء اليمنية بكل حرية بواسطة طائرات التجسس، وعبرها يتم جمع المعلومات ورصد كل شيء صغير وكبير، ثم تصفية من أرادوا واغتيال من أرادوا، ثم بعد ذلك يمكن إطلاق المرتزقة في مرحلة تالٍ في آخر مراحل العدوان ويتم احتلال اليمن.
إذن، ما يجري حالياً جراء العدوان الأمريكي على اليمن شيء معجز ويحتاج من أي شخص أن يتأمل، المعجزات التي يحققها الله تعالى على يد الشعب اليمني، الذي ما زال حاضراً في الساحات وميادين الجهاد بشكل أكبر، وبإخلاص لله وعطاء لأجله، وستكون النتيجة النصر الكبير.
أما بخصوص المتابعين المشككين من المرتزقة، يجب عليهم التأمل وأخذ الدروس والعظة والعبرة، لأن من كانوا يراهنون عليها أصبحت أمام الشعب اليمني عاجزة وفاشلة، وأصبح العالم الذي كان يطبل لأمريكا ويروج لجبروتها وجرائمها وهيبتها، اليوم يناقش أسباب وسر فشلها في اليمن.
شبكة سي إن إن الأمريكية، وهي أهم شبكة إخبارية، تؤكد أن الإحباط يضرب الصف القيادي العسكري في البيت الأبيض.
وتؤكد أن الأمريكيين أصبحوا يدركون أن أمامهم جبهة عصية غير التي تعودوا عليها في تاريخ الحروب، وصار لديهم قناعة بأنه لا توجد فائدة من العدوان على اليمن، سوى مزيد من الاستنزاف لأمريكا في سمعتها وهيبتها وفي اقتصادها وفي كل المجالات المتعلقة بهيمنتها على العالم.
ما يحققه الله على يد الشعب اليمني يعد معجزة العصر وهذا الزمان، فالشعب اليمني بدورة التاريخي يجسد دور العظماء في كل العصور.
العظماء ما كانوا يولدون مكتوبًا على جبينهم عظماء، بل كانوا فقط مؤمنين صادقين متوكلين على الله، وموالين لأولياء الله ومعادين لأعداء الله، فكان الله معهم وأجرى على أيديهم التحولات التاريخية. يقول الله تعالى: {إن ينصركم الله فلا غالب لكم}.
عباس القاعدي| المسيرة