لماذا غابت الجزائر عن قائمة الدول التي وافقت بريكس على ضمها؟
تاريخ النشر: 25th, August 2023 GMT
شكّل عدم وجود الجزائر في قائمة الدول الجديدة المنضمة إلى مجموعة "بريكس" مفاجأة غير متوقعة، خصوصا أن الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، أكد في لقاء صحفي سابق، أن "سنة 2023 ستتوج بانضمام بلاده للمنظمة".
ورغم أنه اشترط، خلال ذات اللقاء، استمرار جهود تنويع الاقتصاد والانفتاح على الاستثمار لتحقيق ذلك، إلا أن وسائل إعلام محلية، سوّقت منذ ذلك الحين لفكرة أن حظوظ الجزائر وفيرة بالانضمام للمجموعة، وهو ما وصفه معلقون بأنها "كذبة".
تعليقا على ذلك، قال المحلل علي بوخلاف إن سعي الجزائر للانضمام إلى "بريكس" صاحبه ضجيج إعلامي كبير، إثر تأكيدات تبون بأن لبلاده حظوظا في الظفر بمقعد إلى جانب الدول المؤسسة للمنظمة.
وفي اتصال مع موقع الحرة قال بوخلاف " أظن أنه كان هناك نوع من الضجيج الإعلامي المبالغ فيه".
كذبة بريكس لبناء اقتصاد قوي تحتاج إلى 10سنوات لتحقيق اكتفاء ذاتي و10سنوات أخرى لتصدير وتجارة اما في الجزائر قامو بغلق...
Posted by Said Hadjadj on Thursday, August 24, 2023إخفاق؟وأشار بوخلاف إلى أنه "كانت هناك ثقة زائدة ولم يُترك حتى الباب للشك" وهذا ما جعل عدم الانضمام ضمن الأوائل "إخفاقا" في نظر البعض، لافتا إلى أن الانضمام إلى "بريكس" كان من بين الخطوات التي عول عليها تبون ومسؤولون في الجزائر لاستعادة بريق البلاد في الساحة الدولية.
ولدى إعلانه طلب الجزائر الانضمام إلى بريكس، في يوليو الماضي، كشف تبون أن بلاده تريد أن تصبح عضوا مساهما في البنك التابع لها بمبلغ 1.5 مليار دولار.
وللحصول على تعليق من الجزائر حول الموضوع، اتصلنا في موقع الحرة بوزارة الخارجية والرئاسة لكننا لم نتلق أي رد.
والخميس، أعلن قادة مجموعة بريكس انضمام ست دول جديدة اعتبارا من العام المقبل إلى نادي كبرى الاقتصادات الناشئة التي تضم أكبر التكتلات السكانية وتسعى إلى إعادة تشكيل النظام العالمي.
واتفقت دول بريكس وهي البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب إفريقيا في قمتها السنوية في جوهانسبورغ على منح الأرجنتين وإثيوبيا وإيران والمملكة العربية السعودية ومصر والإمارات العربية المتحدة، العضوية الكاملة اعتبارا من الأول من يناير 2024.
وعشية انعقاد القمة، أرسل تبون، وزير المالية، عبد العزيز فايد، ليمثله في أشغال اجتماع بريكس، وهو ما قرأه، عبد القادر بريش، عضو لجنة المالية والميزانية بالبرلمان الجزائري، على أنه إشارة على عدم سير ملف انضمام الجزائر، كما كانت ترغب به الحكومة.
وفي اتصال مع موقع الحرة، رفض بريش اعتبار، عدم انضمام الجزائر ضمن القائمة الأولى للمنظمة على أنه "إخفاق" مشيرا إلى أن بلاده لا تزال تمتلك أوراقا لصالحها على المستوى الجيوسياسي، تجعل منها قطبا مهما في الساحة الدولية.
وإذ يعترف بريش بأن على بلاده بذل المزيد في مجال تنويع اقتصادها، ودعم الاستثمارات الخارجية "وهذا ما هو جار بالفعل" وفق تعبيره، إلا أن بوخلاف يرى في رفض قبول الجزائر علامات على أن الانضمام للمنظمة "يستجيب لمعايير جيوستراتيجية".
بوخلاف استغرب لقبول المنظمة لملف "دول مثقلة بالديون" وقال "إذا احتكمنا للمعايير الاقتصادية فالجزائر أحسن من مصر وإثيوبيا" ملفتا إلى أن نيجيريا التي لم يقبل ملفها هي الأخرى، تمتلك اقتصادا أقوى بكثير من اقتصاد إثيوبيا.
الأسبابأما عن الأسباب وراء عدم انضمام الجزائر، أشار بوخلاف إلى أن قرارات "بريكس، تتخذ بالإجماع وإذا تحفظ أي عضو على أي قرار لا يتم اعتماده."
وقال "السبب الرئيسي وراء عدم قبول الجزائر، هو تحفظ الهند" ثم تابع "تُعيب الهند والبرازيل، هي الأخرى، على الجزائر اعتمادها الكبير على النفط".
عادي جدا، اين المشكلة؟
الجزائر كانت تعرف أنها خارج حسابات بريكس في هذه الدورة لهذا أوفدت وزير المالية.
يعني إظهار الصدمة غير مبرر صراحة و ليس نهاية العالم.
الهند و البرازيل كانتا العقبة و الجزائر لا تتنازل عن بعض مواقفها التاريخية لإرضاء دولتين.
وفي سياق تأكيده على أن عدم انضمام الجزائر لمنظمة بريكس "ليس إخفاقا" بقدر ما هو دعوة لبذل جهود أكبر، قال البرلماني، بريش، إن الجزائر لا تزال تملك عدة أوراق بينها وجودها كعضو غير دائم في مجلس الأمن، بعد انتخابها من قبل قوى دولية عديدة، مشيرا إلى أن فرصتها في الانضمام مستقبلا لا تزال قائمة.
يذكر أن الدعوات الرامية إلى توسيع مجموعة بريكس، هيمنت على جدول أعمال قمتها التي استمرت ثلاثة أيام في جوهانسبورغ وكشفت عن الانقسامات بين الكتلة بشأن وتيرة قبول الأعضاء الجدد ومعايير ذلك.
لكن رئيس جنوب إفريقيا، سيريل رامابوزا، الذي ترأس القمة، قال إن المجموعة التي تتخذ قراراتها بالإجماع، اتفقت على "المبادئ التوجيهية لعملية توسيع بريكس ومعاييرها وإجراءاتها"
وتقدمت نحو عشرين دولة بطلب رسمي للانضمام إلى المجموعة التي تمثل ربع الاقتصاد العالمي وأكثر من ثلاثة مليارات نسمة.
هل ثمة حظوظ مستقبلا؟يقول بريش، إن لدى بلاده حظوظا أوفر للظفر بمقعد في المجموعة، إذا ركزت اهتمامها أكثر على تنويع الاقتصاد، ودعم الاستثمار، وإعادة وضع قاعدة قانونية تسهل إجراءات الاستثمار الخارجي، وتذليل العقبات البيروقراطية.
وقال "هذا الجهد مستمر منذ مدة، لكن علينا أن نركز اهتمامنا الآن على السرعة في إنجاز كل هذه الورشات".
وتابع "يجب على النخب أن تعمل الآن على تقييم وضعنا في المجتمع الدولي وفق منظور الفرص والاستحقاقات المتاحة، ثم العمل على دعم مكانتنا".
ومضى مؤكدا "عدم قبولنا سيعطي دافعية أكثر لنعمق الإصلاحات التي بدأت بالفعل، وننفتح أكثر على العالم".
في هذا السياق، لفت بوخلاف إلى أن الجزائر التي تربطها علاقات وطيدة مع كل من روسيا والصين، وهما دولتان محوريتان في بريكس، ليست لها علاقات عميقة مع الهند.
ينظر الرجل إلى ذلك، على أنه من بين الأسباب التي جعلت الهند تشكك في إمكانات الجزائر على صعيد االتحرر من التبعية المزمنة لقطاع المحروقات.
من جانبه، يصر بريش على أن بلاده في الطريق الصحيح نحو الاستقلال عن المحروقات ويلفت إلى ارتفاع صادرات الجزائر خارج المحروقات بصفة مطردة منذ عدة سنوات.
وقال "نحن نتوق لتحقيق 20 مليار دولار من الصادرات خارج المحروقات في 2024، علينا أن نركز على هذا الهدف، والانضمام بعد ذلك سيكون تحصيلا حاصل" وفق تعبيره.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: انضمام الجزائر على أن إلى أن
إقرأ أيضاً:
بول كاغامي: فلتذهب إلى الجحيم الدول التي تفرض علينا عقوبات
في تصعيد ملحوظ للعلاقات المتوترة بين رواندا والدول الغربية، أطلق الرئيس الرواندي بول كاغامي تصريحات نارية ضد الدول التي فرضت عقوبات على بلاده.
ففي الذكرى السنوية لضحايا الإبادة الجماعية التي شهدتها رواندا في عام 1994، خرج كاغامي ليؤكد أن البلدان التي تسعى إلى معاقبة كيغالي على مواقفها السياسية "فلتذهب إلى الجحيم".
وتأتي هذه التصريحات الحادة بعد أسابيع من فرض عدة دول غربية عقوبات اقتصادية ودبلوماسية على رواندا، مثل فرض قيود على بعض المسؤولين الروانديين.
في السابع من أبريل/نيسان، وفي خطاب ألقاه بمناسبة الذكرى الـ31 للإبادة الجماعية، وصف كاغامي العقوبات الغربية بأنها "غير عادلة"، موجهًا اللوم للغرب على تصعيد التوترات في منطقة البحيرات العظمى.
وأشار إلى أن "الذين يفرضون العقوبات على رواندا، هم الذين يجب أن يتوجهوا إلى الجحيم"، في إشارة واضحة إلى رفضه التام الضغوط الخارجية على حكومته.
وأضاف كاغامي، أن هذه العقوبات لن تؤثر على موقف بلاده، التي تتبنى سياسة مستقلة بعيدًا عن الضغوط الغربية.
وجاءت تصريحات الرئيس الرواندي في وقت حساس، إذ فرضت العديد من الدول الغربية، بما فيها الولايات المتحدة وكندا ودول الاتحاد الأوروبي، عقوبات على مسؤولين حكوميين روانديين متورطين في أحداث تشهدها جمهورية الكونغو الديمقراطية.
إعلانوتتهم الدول الغربية رواندا بدعم الجماعات المسلحة في شرق الكونغو، وهو ما تنفيه الحكومة الرواندية نفيا قاطعا.
في المقابل، تؤكد كيغالي، أن العقوبات تمثل تدخلًا غير مبرر في شؤونها الداخلية، وأن رواندا تتعرض لهجوم سياسي ودبلوماسي في إطار سياسة الغرب التوسعية في المنطقة.
لم يتوقف كاغامي عند التصريحات الغاضبة عن العقوبات، بل أشار إلى أن الغرب يتخذ موقفًا يتجاهل مصالح الدول الأفريقية ويولي اهتمامًا بمصالحه الخاصة. وقال: "الغرب لا يفهم الروانديين ولا يعرف كيف نعيش ونعمل. يعتقدون أنهم يمكنهم فرض إرادتهم علينا، لكنهم مخطئون". وأضاف أن رواندا لن تنكسر تحت الضغط، مؤكدًا استقلالية البلاد وقدرتها على مواجهة التحديات دون الحاجة إلى توجيه من الخارج.
وتعتبر هذه التصريحات استمرارًا لنهج كاغامي في التمسك بسيادة بلاده في كافة القضايا، سواء كانت متعلقة بالسياسة الداخلية أم بالشؤون الإقليمية. ففي وقت سابق من هذا العام، رفض الرئيس الرواندي أي تدخل أجنبي في شؤون بلاده، وأكد أن رواندا ستظل ملتزمة بمواقفها السياسية بغض النظر عن الضغوط الغربية.
من جهة أخرى، هناك آراء مختلفة في الأوساط الدولية عن تصريحات كاغامي. في بعض الأوساط السياسية الغربية، تُعتبر هذه التصريحات استفزازية وغير دبلوماسية، بينما يعتبر آخرون أن كاغامي يعبّر عن رفضه الأجندات الغربية التي تسعى إلى فرض هيمنتها على الدول الأفريقية.
وعلى الرغم من الضغوط الخارجية، تتمسك حكومة رواندا بموقفها الرافض لتدخّل القوى الغربية في شؤونها، وتعتبر أن العقوبات الغربية لن تنجح في تغيير موقفها حيال القضايا الإقليمية، خصوصًا في الصراع المستمر في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية. ووفقًا للعديد من المحللين، قد تساهم هذه التصريحات في زيادة التوترات بين رواندا والدول الغربية، مما يهدد بتفاقم الأزمة في منطقة البحيرات العظمى، وهي منطقة تعرف فعلا بتعقيداتها السياسية والأمنية.
إعلان