هل يجب علينا كدول عربية أن نقلق من رسوم ترامب الجمركية؟
تاريخ النشر: 7th, April 2025 GMT
فعندما وضع ترامب رسومه الجمركية على البضائع الأجنبية القادمة إلى الولايات المتحدة كان يهدف إلى تقليل اعتماد المواطن الأمريكي عليها من خلال رفع أسعارها ودفعه نحو المنتجات والبضائع المحلية، ولكون الولايات المتحدة تعتبر لاعبا محوريا في الإقتصاد العالمي يثار التساؤل حول مدة تأثير هذه الرسوم على الدول العربية.
في الحقيقة، يؤكد الخبراء الاقتصاديون بأن الأثر على اقتصاديات الدول العربية سيكون بنوعين:
الأول: التأثير المباشر، والذي لن يكون كبيرًا جدًا، لأن معظم صادرات الدول العربية إلى الولايات المتحدة هي صادرات نفطية، والتي تستثنى عادة من الرسوم الجمركية.
أما النوع الثاني، فهو التأثير غير المباشر، حيث ستتأثر الدول العربية من تداعيات تضرر التجارة العالمية وسلاسل التوريد، فضلًا عن زيادة التضخم العالمي.
الأردن الأكثر تضرراالاقتصاد الأردني سيكون من أكثر الدول العربية تأثرا دون غيره، كون الرسوم المفروضة عليه قد زادت عن الرسوم المفروضة على باقي الدول العربية، إذ بلغ الحد الأدنى للرسوم الأمريكية المفروضة على الدول العربية 10% بينما الحد الأدنى من الرسوم المفروضة على الأردن بلغت نسبة 20%.
فيما رأى البعض أنه سيشكل علامة فارقة في السياسة التجارية بين عمّان وواشنطن، مما يهدد اتفاقية التجارة الحرة التي وقعها الأردن مع الولايات المتحدة الأميركية نهاية عام 2001، بالإضافة لارتفاع كلف الإنتاج على السلع الأردنية، مما قد يجعلها أقل تنافسية مع غيرها جراء الرسوم الجمركية الأميركية الجديدة بالمجمل.
وتتركز الصادرات الأردنية إلى أميركا في الألبسة، والحلي، والأسمدة، والتمور، والصناعات الدوائية، وخدمات التكنولوجيا، بينما تستورد المملكة من السوق الأميركي منتجات معدنية، معدات نقل، حبوب، وأجهزة طبية، لكن قرار الرسوم الجديد قد يهدد هذا التوازن، خاصة في قطاع الألبسة الذي تجاوزت قيمته 1.5 مليار دينار العام الماضي.
وحسب تقرير أصدرته منظمة "تمكين" للمساعدة القانونية (منظمة مجتمع مدني مختصة في قضايا العمل)، قدّرت المنظمة أن تسجيل انخفاض 20-30% في منتجات قطاع الألبسة للولايات المتحدة، على سبيل المثال، قد يؤدي إلى فقدان 10 آلاف إلى 15 ألف وظيفة مباشرة، تعد النساء الحلقة الأضعف فيها، إذ يشكلن 60% من العاملين في هذا القطاع.
بعض الدول العربية قد تستفيد من الرسوم
رغم هذه التخوفات وحالة من الضبابية التي تخيم على المشهد الاقتصادي للدول العربية، يرى حبراء إقتصاديون بأن بعض الدول العربية قد تستفيد من هذه الرسوم، وذلك لأن الصين والاتحاد الأوروبي يرغبان في إيجاد أسواق جديدة في آسيا وأفريقيا والابتعاد عن الولايات المتحدة، وقد تكون الدول العربية أحد هذه الأسواق.
كلمات دالة:هل يجب علينا كدول عربية أن نقلق من رسوم ترامب الجمركية؟ترامبرسوم جمركيةاقتصاد© 2000 - 2025 البوابة (www.albawaba.com)
عملت رولا أبو رمان في قسم الاتصال والتواصل لدى جمعية جائزة الملكة رانيا العبدالله للتميز التربوي، ثم انتقلت إلى العمل كصحفية في موقع "نخبة بوست"، حيث تخصصت في إعداد التقارير والمقالات وإنتاج الفيديوهات الصحفية. كما تولت مسؤولية إدارة حسابات مواقع التواصل الاجتماعي.
انضمت رولا لاحقًا إلى فريق "بوابة الشرق الأوسط" كمحررة وناشرة أخبار على الموقع وسوشال ميديا، موظفة في ذلك ما لديها من مهارات في التعليق...
الأحدثترنداشترك في النشرة الإخبارية لدينا للحصول على تحديثات حصرية والمحتوى المحسن
اقرأ ايضاًاشترك الآن
المصدر: البوابة
كلمات دلالية: ترامب رسوم جمركية اقتصاد على الدول العربیة الولایات المتحدة الرسوم الجمرکیة المفروضة على
إقرأ أيضاً:
وزير إندونيسي: لن نرد على رسوم ترامب الجمركية
قال وزير الاقتصاد الإندونيسي، أيرلانجا هارتارتو، اليوم الأحد، إن بلاده لن تتخذ إجراءات مضادة ردا على رسوم جمركية بـ 32%، فرضها الرئيس الأميركي دونالد ترامب على أكبر اقتصاد في جنوب شرقي آسيا.
وأضاف الوزير في بيان، أن إندونيسيا ستتبع السبل الدبلوماسية والمفاوضات لإيجاد حلول مفيدة للطرفين بعد أن أعلن ترامب، في الثاني من الشهر الجاري، فرض رسوم جمركية عالمية شاملة الأربعاء الماضي.
ومن المقرر، أن تدخل الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب على إندونيسيا، إحدى الدول الست الأكثر تضررا من هذه الإجراءات في جنوب شرقي آسيا، حيز التنفيذ خلال أيام.
وقال أيرلانجا، إن الحكومة الإندونيسية ستستطلع موقف الشركات، غدا الاثنين، للمساعدة في صياغة إستراتيجية للتعامل مع الرسوم الجمركية الأميركية، وستجد طرقا لزيادة التجارة مع الدول الأوروبية بدلا من الولايات المتحدة والصين.
وذكرت جاكرتا، أنها سترسل وفدا رفيع المستوى إلى الولايات المتحدة لإجراء مفاوضات مباشرة مع الحكومة.
وتشير بيانات الحكومة الإندونيسية إلى أن إندونيسيا سجلت فائضا تجاريا بـ 16.8 مليار دولار العام الماضي مع الولايات المتحدة، ثالث أكبر وجهة لصادراتها، إذ تلقت شحنات قيمتها 26.3 مليار دولار في 2024.
إعلانوتشمل الصادرات الإندونيسية الرئيسية إلى الولايات المتحدة الإلكترونيات والملابس والأحذية.
في ظل هذه التطورات، قد تواجه إندونيسيا تحديات في الحفاظ على حصتها في السوق الأميركية. لذلك، من المتوقع أن تركز الجهود على تنويع الأسواق التصديرية وتعزيز القيمة المضافة للمنتجات المحلية لتقليل الاعتماد على سوق واحدة والتكيف مع التغيرات في السياسات التجارية العالمية.