مصر وفرنسا.. علاقات ثقافية مميزة وروابط تاريخية راسخة
تاريخ النشر: 7th, April 2025 GMT
تتميز العلاقات المصرية الفرنسية بأنها علاقات عميقة وممتدة لآلاف السنين خاصة على المستوى الثقافي، فقد لعبت الثقافة الفرنسية دوراً بارزاً في تشكيل عقول العديد من الرموز المصرية البارزة في عهد محمد علي باشا، وتطورت هذه العلاقات على مدار الأعوام إلى أن شهدت انتعاشة كبيرة في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، والذي تبادل الزيارات مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لتعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين في مختلف المجالات، لاسيما الثقافية.
وتأكيدا على عمق العلاقات بين مصر وفرنسا على كافة المستويات وخاصة الثقافية والفكرية.. شهد عام 2019 إعلان القيادة السياسية في الدولتين عاما للثقافة المصرية الفرنسية والذي جاء تتويجا للروابط بين البلدين، حيث تم تنظيم العديد من الفعاليات الفنية والفكرية التبادلية.
وفي عام 2019، قررت مصر وفرنسا بمناسبة مرور 150 عاما على افتتاح قناة السويس الاحتفال بالروابط التاريخية والثقافية التي تجمع بينهما من خلال تنظيم عام ثقافي فرنسي - مصري، وبرنامج ثقافي ثري ومتنوع في المدن المصرية والفرنسية.
وأكدت رئيس لجنة الثقافة والتعليم والاتصال بمجلس الشيوخ الفرنسي كاترين موران ديسيلي، خلال زيارتها لمصر لمناقشة تفاصيل إقامة عام مصر- فرنسا، تقدير بلادها لدور مصر المحوري في الثقافة الفرنسية وارتباط الفرنسيين بمصر وحضارتها وشعبها والتراث الثقافي والفلكلور المصري، مشيرة إلى العديد من أوجه التشابه الفكري بين الشعبين.
وبالفعل كان هذا العام الثقافي الفرنسي المصري مناسبة لإبراز جوانب التراث الفرنسي المصري المتعددة وتعزيز الحوار الثقافي وتدعيم المبادلات بين الساحتين الفنيتين الفرنسية والمصرية وإلقاء الضوء على الإبداعات الشابة بالبلدين.
وشارك في هذه التظاهرة الثقافية التي تم إعدادها بالتنسيق بين المعهد الفرنسي بمصر والمركز الثقافي المصري بباريس، العديد من الشركاء من القطاعين العام والخاص في فرنسا كما في مصر.
وكان هذا الاحتفال بمناسبة مرور 150 عاماً على إنشاء قناة السويس التي بدأ حفرها في منتصف القرن التاسع عشر والذي كان حدثًا تاريخيًا أحدث تحولًا في العلاقات الاقتصادية والثقافية بين مصر وفرنسا، فقد كانت القناة حلقة وصل بين مصر وأوروبا، وسمحت بتبادل أكبر بين الثقافات، حيث انتعش الاقتصاد المصري بفضل الحركة التجارية البحرية، وكان لهذه النشاطات تأثيرات ثقافية أيضًا، كما ساهمت تجارة السلع الفرنسية مع مصر في زيادة التعرف على الثقافة الفرنسية وتوسيع نفوذها في مختلف أوجه الحياة في مصر.
وأثرت الثقافة الفرنسية بشكل عام منذ نشأة الدولة في مصر بالمفهوم الحديث، وقد ربطت مصر وفرنسا علاقات ثقافية وطيدة منذ عقود طويلة، وكانت البعثات المصرية إلى باريس هي التي ساهمت في التكوين الفكري لمفكرين بارزين ومحدثي النهضة كرفاعة الطهطاوى (1801 إلى 1873) وطه حسين (1889 إلى 1973).
وفي إطار حرص البلدين أيضاً على تعزيز الثقافة، ساهمت المدارس الفرنسية في مصر، منذ نشأتها، في لعب دور بارز في تعزيز الثقافة، ونشر التعليم باللغة الفرنسية، مع الحفاظ على الهوية الوطنية، والاهتمام بالقيم الثقافية والإنسانية التي تعكس التنوع والانفتاح، والتفاعل العميق بين الثقافتين، وتخرجت منها أجيال تمتلك رؤية عالمية، وتمثل نموذجًا ناجحًا للتعاون التربوي، والتعليمي، والثقافي المثمر، مما ساهم في إيجاد بيئة تعليمية تثري الطلاب بتجارب حضارية متعددة.
وفي خطوة تعكس الاهتمام المصري الفرنسي بالتاريخ والثقافة، قام الرئيس عبد الفتاح السيسي برفقة الرئيس الفرنسي أمس بجولة في منطقة الحسين بالقاهرة، خلال زيارة ماكرون لمصر.
وتُعتبر منطقة الحسين من أهم المعالم السياحية والثقافية في العاصمة المصرية، حيث تضم العديد من المعالم التاريخية مثل جامع الحسين، الذي يعد من أقدم المساجد في القاهرة، إضافة إلى الأسواق التقليدية والمباني ذات الطراز المعماري الفريد.
تعد هذه الزيارة بمثابة فرصة للتعرف على الجانب الثقافي العميق لمصر، حيث يتجلى التاريخ الإسلامي والمصري القديم في كل زاوية من هذه المنطقة. وخلال الجولة، تفقد الرئيسان العديد من الأماكن البارزة في الحسين، واطلعا على الأجواء التي تعكس الحياة اليومية للمصريين في هذا الحي المفعم بالأنشطة التجارية والثقافية.
اقرأ أيضاًزيارة للمتحف وجولة في خان الخليلي وعشاء بمطعم نجيب محفوظ.. ماكرون في شوارع القاهرة (فيديو وصور)
الإحصاء: 2.9 مليار دولار حجم التبادل التجاري بين مصر وفرنسا خلال العام الماضي
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: الرئيس عبد الفتاح السيسي مصر وفرنسا إيمانويل ماكرون الرئيس الفرنسي الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون العلاقات المصرية الفرنسية الثقافة الفرنسیة مصر وفرنسا العدید من بین مصر فی مصر
إقرأ أيضاً:
السيسي وماكرون في قلب القاهرة.. نواب: زيارة الرئيس الفرنسي تاريخية
النائب مصطفى سالمان: زيارة ماكرون لمصر تأكيد لدور مصر المحوري في المنطقةبرلماني : زيارة ماكرون للقاهرة تؤكد محورية الدور المصري تجاه القضية الفلسطينيةقيادي بمستقبل وطن: القمة الثلاثية تساهم في تدشين مرحلة جديدة لإدارة الأزمات الإقليمية
أكد عدد من النواب أن الزيارة التاريخية التي يقوم بها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى القاهرة تعبر عن أمن مصر وأمانها كما تمثل تأكيد لدور مصر المحوري في المنطقة.
وثمن النائب مصطفى سالمان، عضو مجلس الشيوخ، زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى مصر، والقمة الثلاثية المرتقبة التي ستجمعه مع الرئيس عبد الفتاح السيسي والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، مؤكدًا أن هذه القمة تأتي في توقيت بالغ الأهمية لمناقشة الأزمات التي تمر بها دول المنطقة.
وأوضح سالمان،أن انعقاد القمة في القاهرة يعكس ثقة المجتمع الدولي في دور مصر المحوري وقدرتها على قيادة جهود إرساء السلام والاستقرار الإقليمي.
وأشار عضو مجلس الشيوخ، إلى أن الملفات المطروحة، وعلى رأسها الأوضاع في سوريا وليبيا والسودان وفلسطين، تمثل تحديات تستلزم تنسيقًا مكثفًا بين الدول الفاعلة.
وأكد النائب مصطفى سالمان، أهمية الجهود المصرية المستمرة لتحقيق وقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة، وضمان حماية المدنيين، مشيرًا إلى أن التحرك المصري الدبلوماسي، بالتعاون مع الأطراف الإقليمية والدولية، يبرهن على التزام مصر التاريخي بدعم الحقوق الفلسطينية المشروعة.
ولفت عضو مجلس الشيوخ، إلى أن القمة المرتقبة تفتح آفاقًا جديدة لتعزيز التعاون المشترك مع فرنسا والأردن في ملفات تحقيق التسوية السياسية للأزمات، ودعم إعادة الإعمار، ومواجهة التدخلات الخارجية التي تهدد وحدة وسيادة الدول العربية.
من جانبه.. أكد النائب طه الناظر عضو مجلس النواب ، أن زيارة الرئيس الفرنسي مانويل ماكرون إلي القاهرة ، تأتي في توقيت بالغ الأهمية ، حيث تمر القضية الفلسطينية بمنعطف خطير ، لاسيما في ظل الحرب الإسرائيلية المستمرة علي قطاع غزة ،وما يرتكبه الإحتلال الإسرائيلية من جرائم ضد الإنسانية في حق الشعب الفلسطيني الأعزل .
وأكد « الناظر»في تصريحات صحفية له اليوم أن الموقف المصري ثابت وداعم للقضية الفلسطينية وسيظل كذلك ، ورافض لكل محاولات التهجير القسري للفلسطينين حتي لا يتم تصفية القضية الفلسطينية ، موضحا أن مصر بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي ، تتحرك على أكثر من صعيد لوقف إطلاق النار، وإدخال المساعدات، وضمان التهدئة، وهو ما يحظي بدعم وتقدير دوليين، خاصة من دول الاتحاد الأوروبي .
وتابع قائلاً: أنه من المقرر عقد قمة ثلاثية تجمع الرئيس عبد الفتاح السيسي والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، والرئيس الفرنسي ماكرون وهذا يعكس ثقل الإقليمي لمصر ودورها الكبير في منطقة الشرق الأوسط .
وأشار عضو النواب إلى أن العلاقات المصرية الفرنسية تشهد تطورا كبيرا على مختلف الأصعدة، سواء في مجالات الدفاع والطاقة والاستثمار، أو في التنسيق السياسي حول قضايا المنطقة لافتاً غلي قوة العلاقات بين مصر وفرنسا وحرص البلدين علي تعزيز تلك الشراكات.
وكان قد أعلن الرئيس الفرنسي، إمانويل ماكرون، وصوله للأراضي المصرية، في زيارة رسمية مساء اليوم الأحد.
ونشر ماكرون على صفحته الرسمية، بموقع "إكس" فيديو يظهر طائرات الرافال المصرية تصاحب الطائرة الرئاسية، وكتب: وصلنا إلى مصر برفقة طائرات رافال المصرية، فخورون بهذا لأنه يعد رمزا قويا للتعاون الاستراتيجي بيننا".
وقال المهندس ياسر الحفناوي، القيادي بحزب مستقبل وطن، إن القمة الثلاثية المرتقبة بين الرئيس عبد الفتاح السيسي ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، تساهم في تدشين مرحلة جديدة لإدارة الأزمات الإقليمية، تقودها مصر بجدارة، مشيرا إلى أن هذه الخطوة تؤكد أن القاهرة ما زالت تمثل حجر الزاوية في أمن واستقرار المنطقة.
وأضاف "الحفناوي"، أن زيارة ماكرون في هذا التوقيت الحرج، الذي يشهد تصعيدا غير مسبوق في قطاع غزة، لا يمكن قراءتها سوى في إطار رغبة فرنسية للعب دور محوري في إنهاء الحرب القائمة، من خلال إعادة صياغة دورها السياسي والدبلوماسي بالشرق الأوسط، مؤكدا أن فرنسا ترى في مصر شريكا رئيسيا في صياغة الحلول، لا سيما وأنها الطرف الوحيد الذي يحتفظ بعلاقات متوازنة مع كافة الأطراف الفاعلة.
وأشار القيادي بحزب مستقبل وطن، إلى أن ماكرون يدرك أن الملف الفلسطيني لن يُحل من خلال الإدانة اللفظية أو المناشدات، بل من خلال تحالفات سياسية تملك زمام الفعل والتأثير، مؤكداً أن مصر والأردن وفرنسا يمكنهم تشكيل تكتل ضغط حقيقي داخل المؤسسات الدولية، خاصة مجلس الأمن، لتحريك الملف الفلسطيني من جديد على أساس حل الدولتين.
وشدد المهندس ياسر الحفناوي، على أن مصر لا تتحرك فقط بدافع إنساني، بل أيضاً لحماية أمنها القومي، إذ إن استمرار التوتر في غزة يهدد الاستقرار الإقليمي برمته، مؤكدا أن القاهرة أظهرت نضجا سياسيا كبيرا في إدارة هذه الأزمة، واستطاعت أن توازن بين متطلبات الأمن، وضغوط الرأي العام، واحتياجات الشعب الفلسطيني المحاصر.
وأكد "الحفناوي"، أن القمة الثلاثية ستبعث برسالة قوية للمجتمع الدولي بأن هناك من يتحرك من أجل السلام، بعيدا عن الحسابات الضيقة أو المواقف الرمادية، متوقعا أن تكون هذه القمة بداية لتحرك أوسع يضم قوى عربية وأوروبية لفرض تهدئة شاملة، ووضع إطار زمني واضح لتسوية سياسية قائمة على إنهاء الاحتلال وقيام الدولة الفلسطينية.
وشدد "الحفناوي"، على أن زيارة ماكرون ستفتح أيضا آفاقا جديدة للتعاون الثنائي بين القاهرة وباريس، سواء في المجالات الاقتصادية أو العسكرية أو التكنولوجية، مشيرا إلى أن فرنسا تنظر لمصر كشريك موثوق به في منطقة مشتعلة، وتدعم دورها في محاربة الإرهاب واحتواء النزاعات، مؤكدا على أن مصر بقيادة الرئيس السيسي، تثبت يوما بعد يوم أنها دولة مؤسسات، لا تتورط في مغامرات، لكنها تتحرك بثقة نحو فرض الاستقرار من خلال الدبلوماسية الفاعلة والحوار البناء.