عاصفة الرسوم الجمركية تهوى بأسواق الأسهم الآسيوية والأوربية
تاريخ النشر: 7th, April 2025 GMT
أبوظبي، عواصم (وكالات)
يسيطر الهلع على الأسواق المالية في أوروبا و منطقة آسيا والمحيط الهادئ خلال تعاملات اليوم الاثنين على خلفية تمسك الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالرسوم الجمركية المعممة التي فرضها على بقية الدول، ما ينذر بيوم أسود جديد في بورصات العالم.
ومع بداية تعاملاتها ليوم الإثنين واصلت البورصات الأوروبية نزيف الخسائر، حيث تراجعت بورصة فرانكفورت بنحو 7.
وسُجل انهيار الاثنين في أولى البورصات التي فتحت بعد دخول رسوم ترامب المشددة حيز التنفيذ السبت، بلغ قرابة الظهر 12% في هونغ كونغ التي سجلت أسوأ جلسة منذ 16 عاما، و9,7% في تايبيه، و8,7% في شينغن، و6,4% في طوكيو، و6,3% في شانغهاي، و4,9% في سيوؤل، و3% في بومباي. أما البورصات الأوروبية، فتستعد لبدء المداولات الاثنين على تراجع حاد. ويزداد هذا الانهيار حدة في ظل رد الصين التي أعلنت الجمعة بعد إغلاق العديد من الأسواق الآسيوية في عطلة نهاية الأسبوع، فرض رسوم جمركية مقابلة، ما زاد من مخاطر تصعيد في الحرب التجارية قد يكون له تأثير مدمر على الاقتصاد العالمي. ورأى ستيفن إينيس المحلل لدى شركة «إس بي آي» لإدارة الأصول «لم يعد الأمر يقتصر على نزاع تجاري، بل بات إعادة صياغة شاملة للنظام الاقتصادي العالمي» الذي «يتم تفكيك» قواعده. وفي هذه الأثناء، تبذل دول كثيرة جهوداً لإقناع ترامب بإعفائها. وقال وزير المال سكوت بيسنت لشبكة إن بي سي «تواصلت أكثر من خمسين دولة مع الحكومة بشأن تخفيض لحواجزها الجمركية ورسومها ووقف تلاعبها بأسعار الصرف». وقرر ترامب فرض رسوم جمركية عامة بنسبة 10% على مجمل الواردات الأميركية، متهماً شركاء الولايات المتحدة الاقتصاديين بـ «نهب» بلاده. وستشتد الوطأة على التجارة العالمية الأربعاء مع فرض رسوم إضافية على قائمة طويلة من البلدان التي تصدر إلى الولايات المتحدة أكثر مما تستورد منها، ولا سيما رسوم بنسبة 34% على الصين، و20% على الاتحاد الأوروبي.
أخبار ذات صلةوكتب ترامب الأحد على منصته «تروث سوشال» «لدينا عجز تجاري هائل مع الصين والاتحاد الأوروبي والعديد من الدول الأخرى». وتابع «الطريقة الوحيدة لتسوية هذه المشكلة هي الرسوم الجمركية التي ستدر عشرات مليارات الدولارات على الولايات المتحدة. هذا رائع». وأوضح بيسنت بشأن الشركاء التجاريين «سنرى ما إذا كان ما يعرضونه جديراً بالمصداقية، لأنه بعد 20 أو 30 أو 40 أو 50 عاماً من السلوك السيئ، لا يمكننا الانطلاق مجدداً من الصفر». وفيما ردت الصين معلنة فرض رسوم جمركية إضافية بنسبة 34% على الواردات الأميركية، قال نائب وزير التجارة لينغ جي لممثلين عن شركات أميركية الأحد إن «التدابير المضادة الصينية لا تهدف فحسب إلى حماية الحقوق والمصالح المشروعة للشركات، بما فيها الشركات الأميركية (في الصين)، بل كذلك إلى إعادة الولايات المتحدة إلى الطريق الصحيح للنظام التجاري التعددي»، متعهداً بأن تبقى بلاده «أرضاً آمنة وواعدة» للاستثمارات الأجنبية. ضاعف الأوروبيون، من جانبهم، الاتصالات في نهاية الأسبوع قبل عقد اجتماع الاثنين في لوكسمبورغ لوزراء التجارة الخارجية في دول الاتحاد الأوروبي من أجل تحديد «الرد الأوروبي على الولايات المتحدة». واعتبر رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر الأحد، معلقاً على هذه البلبلة في نظام التجارة العالمي، أن «العالم كما كنا نعرفه انتهى».
«علاج من أجل التعافي»
وقال ترامب الأحد في طائرته الرئاسية «إير فورس وان»، رداً على سؤال حول الوطأة الشديدة على البورصات «في بعض الأحيان يتعين تناول علاج من أجل التعافي».وكانت العقود الآجلة، المنتجات المالية المستخدمة كمؤشر لتوجه الأسواق، توحي ليل الأحد الاثنين بانخفاض جديد في وول ستريت الاثنين، بعدما سجلت انهياراً الخميس والجمعة. وقال بيتر نافارو، مستشار ترامب للتجارة عبر شبكة فوكس نيوز «لا يمكن أن نخسر أموالاً إذا لم نبع، والاستراتيجية الذكية حالياً تقضي بعدم الاستسلام للهلع». من جهة أخرى، طلب الأمين العام للحزب الشيوعي الفيتنامي تو لام، أعلى زعيم في فيتنام، مهلة «لا تقل عن 45 يوماً» قبل دخول الرسوم الجمركية بنسبة 46% المقررة لصادرات بلاده إلى الولايات المتحدة حيز التنفيذ، حتى يتمكن البلدان من «التوصل إلى اتفاق في أسرع وقت ممكن». وحذر بيسنت أن «هذا ليس أمراً يمكنكم التفاوض عليه خلال بضعة أيام أو بضعة أسابيع»، ملمحاً إلى أن الرسوم المشددة قد تبقى سارية لأشهر عدة على الأقل. ورأى كبير المستشارين الاقتصاديين للبيت الأبيض كيفن هاسيت أن الدول التي عرضت بدء محدثات «فعلت ذلك لأنها تدرك أنها ستخضع لنسبة مرتفعة من هذه الرسوم الجمركية». وهو يعارض بذلك التحذيرات بأن الرسوم الجديدة ستنعكس سلباً على الاقتصاد الأميركي، ولو أنه أقر بأنه «ستكون هناك زيادات في الأسعار»، لكنه أكد «لا أعتقد أننا سنرى وطأة كبيرة على المستهلكين في الولايات المتحدة». غير أن معظم خبراء الاقتصاد يتوقعون أن تؤدي التعرفات الجديدة على المنتجات المستوردة إلى الولايات المتحدة إلى تسارع التضخم وتراجع الاستهلاك.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الأسهم الأوروبية الولایات المتحدة الرسوم الجمرکیة فرض رسوم
إقرأ أيضاً:
هل يجب علينا كدول عربية أن نقلق من رسوم ترامب الجمركية؟
فعندما وضع ترامب رسومه الجمركية على البضائع الأجنبية القادمة إلى الولايات المتحدة كان يهدف إلى تقليل اعتماد المواطن الأمريكي عليها من خلال رفع أسعارها ودفعه نحو المنتجات والبضائع المحلية، ولكون الولايات المتحدة تعتبر لاعبا محوريا في الإقتصاد العالمي يثار التساؤل حول مدة تأثير هذه الرسوم على الدول العربية.
كيف ستتأثر الدول العربية ؟!في الحقيقة، يؤكد الخبراء الاقتصاديون بأن الأثر على اقتصاديات الدول العربية سيكون بنوعين:
الأول: التأثير المباشر، والذي لن يكون كبيرًا جدًا، لأن معظم صادرات الدول العربية إلى الولايات المتحدة هي صادرات نفطية، والتي تستثنى عادة من الرسوم الجمركية.
أما النوع الثاني، فهو التأثير غير المباشر، حيث ستتأثر الدول العربية من تداعيات تضرر التجارة العالمية وسلاسل التوريد، فضلًا عن زيادة التضخم العالمي.
الأردن الأكثر تضرراالاقتصاد الأردني سيكون من أكثر الدول العربية تأثرا دون غيره، كون الرسوم المفروضة عليه قد زادت عن الرسوم المفروضة على باقي الدول العربية، إذ بلغ الحد الأدنى للرسوم الأمريكية المفروضة على الدول العربية 10% بينما الحد الأدنى من الرسوم المفروضة على الأردن بلغت نسبة 20%.
فيما رأى البعض أنه سيشكل علامة فارقة في السياسة التجارية بين عمّان وواشنطن، مما يهدد اتفاقية التجارة الحرة التي وقعها الأردن مع الولايات المتحدة الأميركية نهاية عام 2001، بالإضافة لارتفاع كلف الإنتاج على السلع الأردنية، مما قد يجعلها أقل تنافسية مع غيرها جراء الرسوم الجمركية الأميركية الجديدة بالمجمل.
وتتركز الصادرات الأردنية إلى أميركا في الألبسة، والحلي، والأسمدة، والتمور، والصناعات الدوائية، وخدمات التكنولوجيا، بينما تستورد المملكة من السوق الأميركي منتجات معدنية، معدات نقل، حبوب، وأجهزة طبية، لكن قرار الرسوم الجديد قد يهدد هذا التوازن، خاصة في قطاع الألبسة الذي تجاوزت قيمته 1.5 مليار دينار العام الماضي.
وحسب تقرير أصدرته منظمة "تمكين" للمساعدة القانونية (منظمة مجتمع مدني مختصة في قضايا العمل)، قدّرت المنظمة أن تسجيل انخفاض 20-30% في منتجات قطاع الألبسة للولايات المتحدة، على سبيل المثال، قد يؤدي إلى فقدان 10 آلاف إلى 15 ألف وظيفة مباشرة، تعد النساء الحلقة الأضعف فيها، إذ يشكلن 60% من العاملين في هذا القطاع.
بعض الدول العربية قد تستفيد من الرسوم
رغم هذه التخوفات وحالة من الضبابية التي تخيم على المشهد الاقتصادي للدول العربية، يرى حبراء إقتصاديون بأن بعض الدول العربية قد تستفيد من هذه الرسوم، وذلك لأن الصين والاتحاد الأوروبي يرغبان في إيجاد أسواق جديدة في آسيا وأفريقيا والابتعاد عن الولايات المتحدة، وقد تكون الدول العربية أحد هذه الأسواق.
كلمات دالة:هل يجب علينا كدول عربية أن نقلق من رسوم ترامب الجمركية؟ترامبرسوم جمركيةاقتصاد© 2000 - 2025 البوابة (www.albawaba.com)
عملت رولا أبو رمان في قسم الاتصال والتواصل لدى جمعية جائزة الملكة رانيا العبدالله للتميز التربوي، ثم انتقلت إلى العمل كصحفية في موقع "نخبة بوست"، حيث تخصصت في إعداد التقارير والمقالات وإنتاج الفيديوهات الصحفية. كما تولت مسؤولية إدارة حسابات مواقع التواصل الاجتماعي.
انضمت رولا لاحقًا إلى فريق "بوابة الشرق الأوسط" كمحررة وناشرة أخبار على الموقع وسوشال ميديا، موظفة في ذلك ما لديها من مهارات في التعليق...
الأحدثترنداشترك في النشرة الإخبارية لدينا للحصول على تحديثات حصرية والمحتوى المحسن
اقرأ ايضاًاشترك الآن