تستضيف لكسمبورج اجتماعا لوزراء التجارة بالاتحاد الأوروبي، اليوم الاثنين، حيث من الواضح أن جدول الأعمال لن يركز فقط على التجارة بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، ولكن أيضًا بين الاتحاد الأوروبي والصين، في سياق الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في الأيام الأخيرة.

ودافع وزير التجارة الخارجية الفرنسي لوران سان مارتن، عن أهمية إرساء وازن القوى مع الولايات المتحدة، من أجل تحقيق مفاوضات فعالة بشأن الرسوم الجمركية.

وقال: "إذا لم تثبت قدرتك على الرد، فلن تتمكن أبدًا من الدخول في مفاوضات فعالة. وسيتوجه لوران سان مارتن إلى لكسمبورج، اليوم، للمشاركة في اجتماع مجلس الشؤون الخارجية والتجارة، والذي يهدف إلى إعداد الرد الأوروبي على الولايات المتحدة" حسبما أوردت صحيفة ليسينسيال التي تصدر في لكسمبورج.

وتسعى دول الاتحاد الأوروبي إلى تشكيل جبهة موحدة خلال الأيام المقبلة ضد رسوم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الجمركية، ومن المرجح أن توافق على حزمة أولى من التدابير المضادة الموجهة على واردات أمريكية تصل قيمتها إلى 28 مليار دولار.

وتعني هذه الخطوة انضمام الاتحاد الأوروبي إلى الصين وكندا في فرض رسوم جمركية انتقامية على الولايات المتحدة، في تصعيد مبكر لما يخشى البعض أن يتحول إلى حرب تجارية عالمية، مما يزيد من تكلفة السلع لمليارات المستهلكين ويدفع اقتصادات العالم إلى الركود.

ويواجه الاتحاد، الذي يضم 27 دولة، رسومًا جمركية بنسبة 25% على واردات الصلب والألومنيوم والسيارات، ورسومًا جمركية متبادلة بنسبة 20% اعتبارًا من يوم الأربعاء على جميع السلع الأخرى تقريبًا.

وتغطي رسوم ترامب الجمركية حوالي 70% من صادرات الاتحاد الأوروبي إلى الولايات المتحدة- والتي بلغت قيمتها الإجمالية 532 مليار يورو (585 مليار دولار) العام الماضي مع احتمال فرض رسوم جمركية على النحاس والأدوية وأشباه الموصلات والأخشاب، كما أورد موقع "زون بورس" الإخباري الفرنسي.

وحسب المصادر فستقترح المفوضية الأوروبية، التي تنسق السياسة التجارية للاتحاد الأوروبي، على الأعضاء في وقت متأخر من يوم الاثنين قائمة بالمنتجات الأمريكية التي ستُفرض عليها رسوم جمركية إضافية ردا على رسوم ترامب الجمركية على الصلب والألومنيوم، بدلا من الرسوم المتبادلة الأوسع.

ويحرص الاتحاد الأوروبي، الذي يعتمد اقتصاده بشكل كبير على التجارة الحرة، على ضمان حصوله على دعم واسع لأي رد فعل، وذلك لمواصلة الضغط على ترامب للدخول في مفاوضات في نهاية المطاف.

ويعتبر اجتماع اليوم، أول لقاء سياسي على مستوى الاتحاد الأوروبي منذ إعلان ترامب الرسوم الجمركية الشاملة، حيث سيتبادل الوزراء المسئولون عن التجارة من الدول الأعضاء السبعة والعشرين في الاتحاد الأوروبي وجهات النظر حول تأثير هذه الرسوم وأفضل سبل الرد.

وصرح دبلوماسيون من الاتحاد الأوروبي بأن الهدف الرئيسي من الاجتماع هو الخروج برسالة موحدة، تتمثل في الرغبة في التفاوض مع واشنطن على إلغاء الرسوم الجمركية، مع الاستعداد للرد بإجراءات مضادة في حال فشل ذلك.

وقال دبلوماسي من الاتحاد الأوروبي: كان أكبر مخاوفنا بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي هو إبرام صفقات ثنائية وانهيار الوحدة، ولكن خلال ثلاث أو أربع سنوات من المفاوضات لم يحدث ذلك. بالطبع، الوضع هنا مختلف، لكن الجميع يرى اهتمامًا بسياسة تجارية مشتركة".

وتتباين الآراء بين أعضاء الاتحاد الأوروبي حول كيفية الرد.قالت فرنسا إن على الاتحاد الأوروبي العمل على حزمة تتجاوز التعريفات الجمركية بكثير، واقترح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على الشركات الأوروبية تعليق استثماراتها في الولايات المتحدة حتى تتضح الأمور.

ودعت أيرلندا، التي يتجه ما يقرب من ثلث صادراتها إلى الولايات المتحدة، إلى رد مدروس، بينما تساءلت إيطاليا، ثالث أكبر مصدر من الاتحاد الأوروبي إلى الولايات المتحدة، عما إذا كان ينبغي على الاتحاد الأوروبي في بروكسل الرد من الأساس.

وقال دبلوماسي من الاتحاد الأوروبي: إنها مسألة توازن صعبة. لا يمكن أن تكون الإجراءات متساهلة للغاية لإقناع الولايات المتحدة بالجلوس إلى طاولة المفاوضات، ولكنها ليست صارمة للغاية بحيث تؤدي إلى التصعيد.

ولم تثمر المحادثات مع واشنطن حتى الآن عن وقف للإجراءات الأمريكية. ووصف المفوض التجاري للاتحاد الأوروبي ماروس سيفكوفيتش، محادثاته التي استمرت ساعتين مع نظرائه الأمريكيين، الجمعة، بأنها صريحة، حيث أخبرهم أن التعريفات الجمركية الأمريكية ضارة وغير مبررة.

على أي حال، ستطرح الرسوم الجمركية المضادة الأولية للاتحاد الأوروبي للتصويت، يوم الأربعاء، وسيتم اعتمادها إلا في حالة وجود معارضة أغلبية مؤهلة من 15 دولة عضوًا في الاتحاد الأوروبي، تمثل 65% من سكانه، وهو أمر مستبعد.

وستدخل هذه الرسوم حيز التنفيذ على مرحلتين، مرحلة أصغر في 15 أبريل، والمرحلة المتبقية بعد شهر.

كما ستجري رئيسة المفوضية أورسولا فون دير لاين، مناقشات منفصلة يومي الاثنين والثلاثاء مع الرؤساء التنفيذيين لقطاعات الصلب والسيارات والأدوية لتقييم أثر الرسوم وتحديد الخطوات التالية.

اقرأ أيضاًترامب يفرض رسومًا جمركية على الصين والاتحاد الأوروبي واليابان وبريطانيا والهند

مصر للطيران للشحن الجوي تجتاز تفتيش الاتحاد الأوروبي وتجديد شهادة «RA3»

الاتحاد الأوروبي يخصص 9 مليارات يورو مساعدات عسكرية لأوكرانيا

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: الاتحاد الأوروبي الرسوم الجمركية واردات الصلب والألومنيوم رسوم ترامب الجمركية وزير التجارة الخارجية الفرنسي الاتحاد الأوروبی إلى من الاتحاد الأوروبی الولایات المتحدة الرسوم الجمرکیة ترامب الجمرکیة رسوم ا

إقرأ أيضاً:

ترامب يبحث مع نظيره الصيني الرسوم الجمركية ويتوقع اتفاقا قريبا

هاتف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب؛ نظيره الصيني شي جينبينغ وبحث معه أزمة الرسوم الجمركية، متوقعا أن يتم الاتفاق قريبا على حل هذه الأزمة.

وكشف ترامب في مقابلة مطولة مع مجلة "تايم" أن المكالمة الهاتفية أجريت الثلاثاء الماضي،قائلا: "هناك رقمٌ سيشعرون بالارتياح عنده. ولكن لا يُمكنكم السماح لهم بجني تريليون دولار منّا".

ويخوض أكبر اقتصادين في العالم معركة تجارية متصاعدة، على خلفية الرسوم الجمركية الجديدة التي فرضها ترامب على السلع الصينية، والتي وصلت إلى 145 في المئة على الكثير من المنتجات.

وفيما نفت الصين خوض مفاوضات بشأن الرسوم الجمركية مع الولايات المتحدة، قال ترامب إنّه يتوقع أن تتوصل الدولتان إلى اتفاق بهذا الشأن في الأسابيع المقبلة، حسبما ذكرت المجلّة الأمريكية.

أدّت حملة الرسوم الجمركية، التي يقول ترامب إنّها رد على ممارسات تجارية غير عادلة ومحاولة لاستعادة قوة التصنيع الأمريكية، إلى زعزعة الأسواق وإثارة مخاوف من حدوث ركود عالمي.


وخفف ترامب من حدة تصريحاته تجاه الصين، وقال؛ إنّ إدارته "تتحدث بدأب" مع بكين، والمفاوضات التجارية مع الدول الأخرى تسير بشكل جيد جدا.

وأضاف ترامب خلال تجمع خارج البيت الأبيض، أن "الولايات المتحدة ستحصل على صفقة عادلة مع الصين، وأن كل شيء نشط في المفاوضات التجارية".

وتابع قائلا: "كل دولة تريد المشاركة، حتى البلدان التي مزقتنا اقتصاديا لسنوات عديدة. الصين مثال، لكنها ليست فقط الصين بل والاتحاد الأوروبي. لقد استغلونا لسنوات عديدة وتلك الأيام قد انتهت"، وفق قوله.

وأوضح ترامب أن العلاقات مع الصين تسير على ما يرام، والولايات المتحدة تبلي بلاء حسنا في المفاوضات التجارية مع بكين، مشيرا في الوقت ذاته، إلى أن "الكثير من الدول تسعى حاليا لاتفاقيات تجارية مع أمريكا، وأن غياب القيادة في السابق جعل الكثير من الدول تنهب أمريكا".

وأكد أن "واشنطن ستجني أموالا طائلة من الرسوم الجمركية، وأن سوق الأسهم ارتفع بشكل جيد"، مضيفا أن "بلاده ستبرم صفقات مع دول كثيرة، وأن أي دولة لا تسعى لصفقات مع واشنطن، لن تتمكن من التعامل مع الولايات المتحدة".

وفي تصريحات سابقة، ذكر ترامب أن خطوة فرض رسوم جمركية على واردات الصين، تهدف إلى حماية الصناعات الأمريكية وتحفيز الاقتصاد المحلي.


ورأى أن الرسوم الجمركية ستُسهم في تحقيق إيرادات كبيرة للولايات المتحدة، وأنها ستكون أداة فعّالة في المفاوضات التجارية مع الصين، مؤكدا أن الرسوم الجمركية على الصين لن تصل إلى 145%، وأن الولايات المتحدة تسعى للتوصل إلى اتفاق تجاري مع بكين.

من جانبه، أعرب وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت عن أمله بالتوصل لاتفاق تجاري مع الصين الأربعاء، وقال بيسنت: "هناك فرصة لدرجة كبيرة"، في إشارة إلى إمكانية عقد اتفاق مع بكين.

وشدد بيسنت على أن المواجهة الجمركية مع الصين غير قابلة للاستمرار، متوقعا حدوث "خفض للتصعيد" في الحرب التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم.

واستدرك بقوله: "هذا الخفض لن يتم من جانب واحد".

في المقابل، أبدت الصين استعدادها الدخول في محادثات تجارية مع الولايات المتحدة.

وقال وزير الخارجية الصيني غوو جياكون؛ إن "بكين أشارت منذ البداية، إلى أن أي طرف لن يخرج منتصرا في الحروب التجارية وحروب الرسوم الجمركية".

مقالات مشابهة

  • البيت الأبيض مضطر إلى التراجع عن الرسوم الجمركية
  • شركات بريطانية تلوّح بالانسحاب من السوق الأميركية بسبب رسوم ترامب
  • وسط تضارب التصريحات.. الصين تلغي الرسوم الجمركية على واردات أمريكية
  • ترامب بشأن الرسوم الجمركية: لن نتعامل بحزم مع الصين
  • ترامب يتوقع إبرام اتفاقات تجارية مع شركاء الولايات المتحدة خلال شهر
  • الاتحاد الأوروبي: الاتفاق مع واشنطن لتجنب الرسوم الجمركية يتطلب جهودًا كبيرة
  • أمريكا تضع خطة مفاوضات تجارية مع 18 دولة وتستبعد 3 بلاد
  • ترامب يزعم: توصلنا إلى 200 صفقة بشأن الرسوم الجمركية ورئيس الصين اتصل بي
  • ترامب يبحث مع نظيره الصيني الرسوم الجمركية ويتوقع اتفاقا قريبا
  • ما تأثير الرسوم الجمركية الأميركية على الاقتصاد الأوروبي؟