هذا هو الفرق بين خطاب القسم والواقع
تاريخ النشر: 7th, April 2025 GMT
ما بعد 21 آب من العام 1982، وهو اليوم الذي انتخب فيه الرئيس الشهيد الشيخ بشير الجميل، لم يكن كما قبله. فعندما كان "البشير" قائدًا لـ "القوات اللبنانية" كانت نظرته إلى القضايا الوطنية متأثرّة بجو الحروب المتتالية، التي شهدها لبنان بدءًا من 13 نيسان من العام 1975 حتى اللحظة التي انتخب فيها رئيسًا للجمهورية.
عدد قليل جدًّا من اللبنانيين، الذين لم يتفاعلوا مع خطاب القسم، الذي أدّاه رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون قبل ما يقارب الثلاثة أشهر من الآن. وقليلون هم النواب الذين لم يصفقوا طويلًا عند كل تعهد ووعد. وقليلون هم الذين لم يصدّقوا أن ما سمعوه سيتحّول إلى حقيقة. فخطاب القسم، الذي أعدّ بعناية فائقة، قد أصبح محطة أساسية في مسيرة العهد، ويمكن العودة إلى ما تضمّنه من مواقف متقدمة عن سائر مواقف ما قبل وما بعد عند كل مفترق طرق. ولكن هذا الخطاب، كما تصفه أوساط سياسية معنية بإنجاح العهد ومسيرته الإصلاحية والإنقاذية، سيبقى حتى إشعار آخر بعيدًا عن الواقع السياسي المركّب والمعقد في آن. ولعل أكبر دليل على أن ما بين تعهدات هذا الخطاب التاريخي والواقع اللبناني بونًا شاسعًا أن الرئيس عون وجد نفسه في باريس مضطّرًا إلى نفي أن يكون "حزب الله" هو من أطلق الصواريخ من على منصّة بدائية الصنع في اتجاه مستوطنة المطلة. وفي هذه الجدلية ما بين ما هو نظري ومبدئي وبين الواقع يمكن استنتاج أمر مهم للغاية، وهو أن روما من فوق هي غير ما هي عليه من تحت. فمن فوق يمكن لأي مسؤول أن يرى الأمور من زوايا متعدّدة. أمّا الرؤية من تحت فتبقى محصورة بزاوية ضيقة الأفق. ففي خطاب القسم قال الرئيس عون: "عهدي أن أمارس دوري كقائد أعلى للقوات المسلّحة وكرئيس للمجلس الأعلى للدفاع بحيث اعمل من خلالهما على تأكيد حق الدولة في احتكار حمل السلاح. دولة تستثمر في جيشها ليضبط الحدود ويساهم في تثبيتها جنوباً وترسيمها شرقاً وشمالاً وبحراً ويمنع التهريب ويحارب الإرهاب ويحفظ وحدة الأراضي اللبنانية ويطبق القرارات الدولية ويحترم اتفاق الهدنة ويمنع الاعتداءات الاسرائيلية على الأراضي اللبنانية، جيش لديه عقيدة قتالية دفاعية يحمي الشعب ويخوض الحروب وفقاً لأحكام الدستور. عهدي أن أدعو الى مناقشة سياسة دفاعية متكاملة كجزء من استراتيجية أمن وطني على المستويات الدبلوماسية والاقتصادية والعسكرية بما يمكّن الدولة اللبنانية، أكرّر الدولة اللبنانية، من إزالة الاحتلال الإسرائيلي ورد عدوانه عن كافة الأراضي اللبنانية". فهذه التعهدات ستبقى المرجع الصالح في كل خطوة من خطوات مسيرة العهد، ولكنها ستبقى مجرد تعهدات ما لم تقترن بإجراءات عملية من شأنها تجميل ما في الواقع من بشاعات، وتذليل ما يعترض هذه المسيرة من عقبات.والنجاح منوط ايضا بدعم جميع القوى لسيد العهد في مسيرة الانقاذ التي يقودها بصدق واقدام وعزم.
المصدر: خاص "لبنان 24" مواضيع ذات صلة هذا هو وجه الشبه بين خطاب القسم والبيان الوزاري Lebanon 24 هذا هو وجه الشبه بين خطاب القسم والبيان الوزاري
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: فی خطاب القسم حزب الله فی لبنان رئیس ا
إقرأ أيضاً:
فخامة الرئيس لا تُحسَد
لكثرة المشاكل التي تتوالد كل يوم في لبنان، ولكل يوم همومه، لا يُحسَد رئيس الجمهورية جوزاف عون على ما هو عليه حال البلد. فما بين خطاب القسم وما فيه من شعارات جذّابة ورنانة وبين الواقع المعيوش بون شاسع. وهذا ما اكتشفه فخامته بعد أشهر قليلة من تسّلمه المسؤولية الأولى. هو يعرف وكذلك يعرف جميع الذين يشكّلون فريق عمله أن دون تحقيق ما جاء في تعهدات القسم عقبات كثيرة. وإذا أراد المرء تعداد هذه العقبات قد يتوه في العدّ. فعقبات الأمس هي اليوم وغدًا وبعده وما بعد بعده هي هي. كانت بالأمس ملقاة على كاهل الرئيس نجيب ميقاتي وحده تقريبًا. حاول بكل ما أوتي من عزم وإرادة صلبة تخطّي المشاكل المتناسخة، وكانت المسؤولية أكبر من اليوم، لكنه فوجئ بأكثر من معطًى حال دون وصوله إلى ما كان يسعى إلى تحقيقه، وهو الذي كان يرأس حكومة مقيّدة صلاحياتها بما لا يتناسب مع كثرة المشاكل، التي توجت بالحرب الشاملة والمدّمرة التي شنتّها إسرائيل على لبنان وما خلّفته من كوارث ومآسٍ. وعلى رغم كل هذه الصعوبات نجح الرئيس ميقاتي مع حكومة يقاطع جلساتها عدد لا بأس به من الوزراء في الحفاظ على ما تبّقى في البلد من مؤسسات، وحال دون انهيارها بالكامل من خلال اتصالاته الخارجية والداخلية، التي حاول من خلالها منع حصول الارتطام الكبير، سياسيًا وأمنيًا واقتصاديًا.
وإذا أردنا إجراء مقارنة سريعة بين الأمس واليوم نرى أن المشاكل والهموم اليومية تتزايد وتتكاثر مع أن البلاد لم تعد تعيش حال الفراغ، التي كانت عليه طوال سنتين وثلاثة أشهر كانت من أصعب ما مرّ على لبنان من محن. اليوم يعيش لبنان في ظل حكومة مكتملة المواصفات من حيث الصلاحيات الدستورية، التي لم تكن متوافرة مع حكومة تصريف الأعمال، التي تُركت تواجه لوحدها ما تعجز على مواجهته حكومة "الإصلاح والإنقاذ". فما يحاول الرئيس عون القيام به لجهة تقريب المسافة بين الواقع وما فيه من مشاكل لا يمكن حّلها بكبسة زر وبين ما تضمّنه خطاب القسم من أمنيات بهرت الجميع يصطدم بسلسلة من العراقيل، التي واجهته يوم كان قائدًا للجيش، وإن كانت المسؤولية أقّل شمولية وأقّل صعوبة مما هي عليه الحال اليوم.
هو يعرف أن روما، التي زارها أمس الأول للمشاركة في وداع البابا الاستثنائي، من فوق ليست كما من تحت. وهذا ما خبره جميع الذين كانت لديهم النية الحسنة في إيصال لبنان إلى شاطئ الأمان والحؤول دون تعرّضه لما يمكن أن يقوم بينه وبين الأحداث المتسارعة ما يؤرق الأحلام والرؤى المستقبلية.
فمن أين يمكن أن يبدأ به رئيس الجمهورية في حلحلة السلسلة المعقدّة من المشاكل، التي لا نهاية لها؟ هل يبدأ ببند بسط سلطة الدولة عبر قواها الشرعية على كامل الأراضي اللبنانية في الوقت التي لا تزال إسرائيل تسرح وتمرح برًّا وبحرًا وجوًّا؟ وعلى أساس هذا البند سُمّيت حكومة نواف سلام بحكومة "الإنقاذ" من دون كلمة "معًا. ومن دون الانسحاب الإسرائيلي الكامل والشامل من كل شبر محتّل من الأراضي اللبنانية سيبقى "حزب الله" مصرًّا على تمسّكه بسلاحه. هل يبدأ بالإصلاح، وهو الشّق الثاني من التسمية الحكومية، وهو شرط أساسي من شروط المجتمع الدولي كبند متلازم مع أي مساعدات ممكنة من الدول الشقيقة أو الصديقة للبنان. هل يبدأ بفكفكة العقد السياسية والاقتصادية المتشابكة بعضها ببعض، وهي تحتاج إلى أكثر حسن النية، خصوصًا أن كل فريق من الأفرقاء السياسيين يحاول أن يشدّ اللحاف إلى صدره من دون الأخذ في الاعتبار ما يمكن أن يكون عليه الحال في حال لم يستطع رئيس الجمهورية تحقيق ولو عشرة في المئة مما وعد به، صادقًا، اللبنانيين في الوطن والمهجر. فخامة الرئيس انكم في موقف لا تُحسدون عليه، وإن كنا من المؤمنين والمتيقنين بأن لديكم ما يكفي من إرادة صلبة لتخطّي كل هذه المشاكل بأقل أضرار ممكنة. المصدر: خاص "لبنان 24" مواضيع ذات صلة وزير الخارجية السوري: بجهود فخامة الرئيس أحمد الشرع تحققت اليوم إنجازات عظيمة في دولة الإمارات خاصة في مجالات الاستثمار واستئناف حركة الطيران وتعزيز العلاقات الثنائية في كافة المجالات Lebanon 24 وزير الخارجية السوري: بجهود فخامة الرئيس أحمد الشرع تحققت اليوم إنجازات عظيمة في دولة الإمارات خاصة في مجالات الاستثمار واستئناف حركة الطيران وتعزيز العلاقات الثنائية في كافة المجالات 27/04/2025 09:01:38 27/04/2025 09:01:38 Lebanon 24 Lebanon 24 أقيم في الرياض.. زفاف أمير سعودي يتحوّل إلى حديث الناس شاهدوا فخامة الاحتفال (صور) Lebanon 24 أقيم في الرياض.. زفاف أمير سعودي يتحوّل إلى حديث الناس شاهدوا فخامة الاحتفال (صور) 27/04/2025 09:01:38 27/04/2025 09:01:38 Lebanon 24 Lebanon 24 العقود الآجلة لخام برنت تنخفض بأكثر من 2% لتقترب من 63.83 دولار للبرميل Lebanon 24 العقود الآجلة لخام برنت تنخفض بأكثر من 2% لتقترب من 63.83 دولار للبرميل 27/04/2025 09:01:38 27/04/2025 09:01:38 Lebanon 24 Lebanon 24 العقود الآجلة لخام برنت تهبط عند التسوية لأدنى مستوى لها منذ آب 2021 Lebanon 24 العقود الآجلة لخام برنت تهبط عند التسوية لأدنى مستوى لها منذ آب 2021 27/04/2025 09:01:38 27/04/2025 09:01:38 Lebanon 24 Lebanon 24 لبنان خاص مقالات لبنان24 قد يعجبك أيضاً "القوات" تتحالف مع الزعامات المحلية Lebanon 24 "القوات" تتحالف مع الزعامات المحلية 01:45 | 2025-04-27 27/04/2025 01:45:00 Lebanon 24 Lebanon 24 خلط أوراق إختيارية "لإنقاذ العاصمة" Lebanon 24 خلط أوراق إختيارية "لإنقاذ العاصمة" 01:15 | 2025-04-27 27/04/2025 01:15:00 Lebanon 24 Lebanon 24 عون إلى الإمارات الأربعاء.. وصندوق النقد منخرط في إعداد حزمة الإصلاح في لبنان Lebanon 24 عون إلى الإمارات الأربعاء.. وصندوق النقد منخرط في إعداد حزمة الإصلاح في لبنان 01:00 | 2025-04-27 27/04/2025 01:00:00 Lebanon 24 Lebanon 24 في جبل البداوي.. إطلاق نار وسقوط جريح Lebanon 24 في جبل البداوي.. إطلاق نار وسقوط جريح 00:26 | 2025-04-27 27/04/2025 12:26:37 Lebanon 24 Lebanon 24 في حي السلم.. حريق كبير يندلع وانفجار قارورة غاز Lebanon 24 في حي السلم.. حريق كبير يندلع وانفجار قارورة غاز 00:17 | 2025-04-27 27/04/2025 12:17:10 Lebanon 24 Lebanon 24 الأكثر قراءة أحمد العوضي يلمّح لارتباطه رسمياً… وزفافه من زميلته الحسناء حديث السوشيال ميديا! (صور) Lebanon 24 أحمد العوضي يلمّح لارتباطه رسمياً… وزفافه من زميلته الحسناء حديث السوشيال ميديا! (صور) 03:09 | 2025-04-26 26/04/2025 03:09:03 Lebanon 24 Lebanon 24 آخر خبر عن الرواتب في لبنان.. بيانٌ من وزير العمل Lebanon 24 آخر خبر عن الرواتب في لبنان.. بيانٌ من وزير العمل 05:42 | 2025-04-26 26/04/2025 05:42:18 Lebanon 24 Lebanon 24 تصغره بـ29 عاماً.. نجم شهير يستعد للزواج للمرة الثالثة (صور) Lebanon 24 تصغره بـ29 عاماً.. نجم شهير يستعد للزواج للمرة الثالثة (صور) 02:18 | 2025-04-26 26/04/2025 02:18:51 Lebanon 24 Lebanon 24 زوجته فنانة مُعتزلة.. ابن بطل مسلسل "آسر" سامر المصري يلفت الأنظار بوسامته تعرّفوا إليه (صورة) Lebanon 24 زوجته فنانة مُعتزلة.. ابن بطل مسلسل "آسر" سامر المصري يلفت الأنظار بوسامته تعرّفوا إليه (صورة) 04:51 | 2025-04-26 26/04/2025 04:51:23 Lebanon 24 Lebanon 24 من توقيع مصمم لبناني.. مي عمر بإطلالة أنيقة ونحافة مُفرطة! (فيديو) Lebanon 24 من توقيع مصمم لبناني.. مي عمر بإطلالة أنيقة ونحافة مُفرطة! (فيديو) 04:32 | 2025-04-26 26/04/2025 04:32:48 Lebanon 24 Lebanon 24 أخبارنا عبر بريدك الالكتروني بريد إلكتروني غير صالح إشترك عن الكاتب اندريه قصاص Andre Kassas أيضاً في لبنان 01:45 | 2025-04-27 "القوات" تتحالف مع الزعامات المحلية 01:15 | 2025-04-27 خلط أوراق إختيارية "لإنقاذ العاصمة" 01:00 | 2025-04-27 عون إلى الإمارات الأربعاء.. وصندوق النقد منخرط في إعداد حزمة الإصلاح في لبنان 00:26 | 2025-04-27 في جبل البداوي.. إطلاق نار وسقوط جريح 00:17 | 2025-04-27 في حي السلم.. حريق كبير يندلع وانفجار قارورة غاز 23:18 | 2025-04-26 هل تحلّ واشنطن مُعضلة الإنسحاب الإسرائيلي أو تسليم السلاح أولاً؟ فيديو أصرت على الوقوف بجانب النعش.. راهبة تخرق البروتوكول لتلقي نظرة على جثمان البابا المسجى (فيديو) Lebanon 24 أصرت على الوقوف بجانب النعش.. راهبة تخرق البروتوكول لتلقي نظرة على جثمان البابا المسجى (فيديو) 23:56 | 2025-04-23 27/04/2025 09:01:38 Lebanon 24 Lebanon 24 بالفيديو.. رحلة البابا فرنسيس من الطفولة وحتى انتخابه حبرًا أعظم Lebanon 24 بالفيديو.. رحلة البابا فرنسيس من الطفولة وحتى انتخابه حبرًا أعظم 09:23 | 2025-04-21 27/04/2025 09:01:38 Lebanon 24 Lebanon 24 ميقاتي: الحل للوضع في الجنوب بتشكيل لجنة أمنية قانونية لتثبيت اتفاق الهدنة ونقاط الحدود Lebanon 24 ميقاتي: الحل للوضع في الجنوب بتشكيل لجنة أمنية قانونية لتثبيت اتفاق الهدنة ونقاط الحدود 01:00 | 2025-04-15 27/04/2025 09:01:38 Lebanon 24 Lebanon 24 Download our application مباشر الأبرز لبنان خاص إقتصاد عربي-دولي بلديات 2025 متفرقات أخبار عاجلة Download our application Follow Us Download our application بريد إلكتروني غير صالح Softimpact Privacy policy من نحن لإعلاناتكم للاتصال بالموقع Privacy policy جميع الحقوق محفوظة © Lebanon24