105 هجمات خلال شهر مارس.. أين تتمركز خريطة العنف في باكستان؟
تاريخ النشر: 7th, April 2025 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
تشهد باكستان تصاعدًا غير مسبوق في وتيرة العنف المسلح، حيث سجّل شهر مارس 2025 أعلى عدد من الهجمات المسلحة في البلاد منذ عام 2014، وفقًا لإحصاءات معهد باكستان لدراسات الصراع والأمن. فقد شهدت البلاد 105 هجمات، ما أسفر عن مقتل 228 شخصًا، بينهم 73 من أفراد الأمن، و67 مدنيًا، و88 مسلحًا.
كما نفذت قوات الأمن الباكستانية عمليات مكثفة لمكافحة التمرد، أسفرت عن مقتل 107 أشخاص، بينهم 83 مسلحًا و13 من أفراد الأمن و11 مدنيًا، ليصل إجمالي عدد القتلى خلال الشهر إلى 335 شخصًا. ويعكس هذا الرقم تصاعدًا في العنف لم تشهده البلاد منذ عقد، حيث كان شهر مارس ثاني أكثر الشهور دموية بالنسبة لقوات الأمن الباكستانية خلال العشر سنوات الأخيرة، بعد يناير/كانون الثاني 2023.
وتتسم خارطة العنف في باكستان بتمركز واضح للهجمات في مناطق تشهد اضطرابات أمنية مزمنة، مثل مقاطعتي بلوشستان وخيبر بختونخوا، إلا أن اللافت في تصاعد العنف خلال مارس هو تسجيل زيادة غير مسبوقة في النشاط المسلح في مقاطعة البنجاب، حيث وقعت سبع هجمات، معظمها منسوبة إلى حركة طالبان باكستان.
ويعد هذا الرقم الأعلى في المقاطعة خلال العقد الأخير، ما يشير إلى تغير واضح في استراتيجيات الجماعات المسلحة، التي باتت توسع عملياتها خارج نطاقها التقليدي. إن هذا التوسع الجغرافي للعنف يعكس تحولًا في المشهد الأمني داخل باكستان، حيث لم تعد مناطق التوتر مقتصرة على الأطراف الحدودية، بل امتدت إلى مناطق كانت تُعد أكثر استقرارًا نسبيًا.
لا يمكن فهم التصعيد الحالي في باكستان بمعزل عن العوامل الإقليمية، حيث تتهم الحكومة الباكستانية حركة طالبان الأفغانية بتوفير بيئة حاضنة للجماعات المسلحة التي تشن هجمات داخل أراضيها. ووفقًا لمسؤولين باكستانيين، فإن المسلحين يستغلون الأراضي الأفغانية كقاعدة انطلاق لتنفيذ عملياتهم، لا سيما في المناطق الشمالية الغربية من البلاد. من جانبها، تنفي طالبان هذه الاتهامات، ما يزيد من تعقيد المشهد الأمني في المنطقة.
هذا التوتر المستمر بين إسلام أباد وكابول يفتح الباب أمام تصعيد أكبر، وربما يؤدي إلى تدخلات إقليمية إضافية، خاصة في ظل الضغوط الدولية المتزايدة على كلا البلدين لضبط الأمن على حدودهما المشتركة. ومع ذلك، فإن غياب التنسيق الأمني الفعّال بين الحكومتين يجعل من الصعب احتواء هذا التهديد المتنامي، ما يزيد من احتمال استمرار العمليات المسلحة خلال الأشهر المقبلة.
في ظل هذه المعطيات، يواجه الأمن الباكستاني تحديات متزايدة، حيث لم تنجح العمليات العسكرية وحدها في القضاء على الجماعات المسلحة بشكل كامل. فعلى الرغم من تنفيذ حملات أمنية مكثفة خلال السنوات الماضية، لا تزال الجماعات المتشددة قادرة على إعادة تنظيم صفوفها وشن هجمات واسعة النطاق.
وتطرح هذه التطورات تساؤلات حول جدوى النهج الأمني الحالي، ويدعو إلى التفكير في استراتيجيات بديلة تتجاوز الحلول العسكرية التقليدية، فإلى جانب المواجهات المسلحة، تحتاج الحكومة إلى معالجة الأسباب الجذرية التي تغذي العنف، بما في ذلك الفقر والبطالة والتهميش الاجتماعي، التي توفر بيئة خصبة للتطرف.
على الصعيد السياسي، يزيد تصاعد العنف من الضغوط على الحكومة الباكستانية، التي تواجه بالفعل تحديات داخلية متعددة، بما في ذلك الأزمة الاقتصادية وغياب الاستقرار السياسي. إن تزايد الهجمات المسلحة يؤثر بشكل مباشر على صورة الحكومة أمام الرأي العام، حيث تتعرض لانتقادات بسبب عدم قدرتها على ضبط الأوضاع الأمنية. ومن المرجح أن يؤدي استمرار العنف إلى مزيد من التوترات السياسية، خاصة إذا استغلت المعارضة هذا التصعيد لمهاجمة سياسات الحكومة الأمنية. كما أن التراجع الأمني قد تكون له تداعيات اقتصادية، حيث يتردد المستثمرون في ضخ أموالهم في بلد يعاني من اضطرابات متكررة، مما يزيد من تفاقم الأزمة المالية التي تمر بها البلاد.
يبدو أن باكستان أمام اختبار صعب يتطلب إعادة تقييم شاملة لسياساتها الأمنية والإقليمية. فبينما تواصل قوات الأمن عملياتها لمواجهة الجماعات المسلحة، يبقى التساؤل حول مدى قدرة الدولة على احتواء هذه الموجة من العنف ومنع امتدادها إلى مناطق جديدة. إن الأرقام المسجلة في مارس 2025 ليست مجرد إحصاءات، بل تعكس واقعًا معقدًا يستدعي حلولًا جذرية تتجاوز النهج العسكري البحت. وفي ظل التوترات الإقليمية المستمرة، تظل خيارات الحكومة محدودة بين التصعيد الأمني أو البحث عن حلول سياسية ودبلوماسية، وهو تحدٍّ قد يحدد ملامح الاستقرار في باكستان خلال السنوات القادمة.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: باكستان الهجمات المسلحة قوات الأمن مكافحة التمرد فی باکستان تصاعد ا
إقرأ أيضاً:
3.5 مليون مسافر عبر مطارات سلطنة عُمان بنهاية مارس الماضي
بلغ إجمالي عدد المسافرين عبر مطارات سلطنة عُمان (القادمون، والمغادرون، والترانزيت) 3.54 مليون مسافر خلال شهر مارس من العام الجاري، وسجل عدد الرحلات الدولية القادمة والمغادرة عبر مختلف مطارات سلطنة عُمان 21.4 ألف رحلة دولية.
ووفق البيانات الصادرة عن المركز الوطني للإحصاء والمعلومات، تراجع إجمالي حركة الطيران المحلية والدولية عبر مطار مسقط الدولي بنسبة 11.3% خلال شهر مارس المنصرم، وبلغت 22.347 ألف رحلة، مقارنة بـ25.204 ألف رحلة خلال الفترة نفسها من العام الماضي، كما سجل إجمالي عدد مسافري الرحلات المحلية والدولية (القادمون والمغادرون وتحويل الرحلات) انخفاضًا بنسبة 8.6%، ليسجل عددهم 3.1 مليون مسافر؛ ففي صعيد الرحلات الدولية عبر مطار مسقط الدولي، تراجعت إلى 20.3 ألف رحلة دولية وبنسبة 12.5% خلال مارس المنصرم، منها 10.1 ألف رحلة قادمة، و10.2 ألف رحلة مغادرة، كما تراجع عدد المسافرين عبر المطار إلى 2.9 مليون مسافر وبنسبة 9.4% مقارنة بشهر مارس من عام 2024م، والبالغ عددهم 3.2 مليون مسافر، في حين ارتفع عدد الرحلات الداخلية عبر مطار مسقط الدولي إلى 2.1 ألف رحلة داخلية مرتفعة بنسبة 2.3%، منها 1.3 ألف رحلة قادمة، و980 رحلة مغادرة، وبلغ عدد مسافري الرحلات الداخلية عبر مطار مسقط الدولي 254.3 ألف مسافر.
وسجل إجمالي عدد الرحلات الدولية والداخلية القادمة والمغادرة في مطار صلالة 2.166 ألف رحلة منخفضة بنسبة 5.3% خلال شهر مارس الماضي، مقارنة بـ2.288 ألف رحلة خلال الشهر المماثل من العام السابق، وبلغ عدد الرحلات الدولية عبر المطار في مارس الماضي 1.3 ألف رحلة منخفضة بنسبة 15.3%، بينما ارتفعت الرحلات الداخلية بنسبة 6% وبلغت 1.134 ألف رحلة، وارتفع عدد المسافرين عبر مطار صلالة بنسبة 5.4%، ليبلغ عددهم 342.4 ألف مسافر في مارس الماضي.
وبلغ عدد رحلات الطيران الدولية (المغادرة والقادمة) من مطار صحار 54 رحلة خلال مارس الماضي، وبلغ عدد مسافري الرحلات الدولية (القادمة والمغادرة) 307 مسافرين.
وسجل مطار الدقم 152 رحلة داخلية (المغادرة والقادمة) في مارس الماضي متراجعة بنسبة 2.6%، مقارنة بـ156 رحلة في الشهر المماثل من عام 2024م، كما تراجع عدد المسافرين بنسبة 4.6% ليصل إلى 14.4 ألف مسافر في مارس الماضي مقارنة بـ15.5 ألف مسافر في الفترة ذاتها من عام 2024م.
وفيما يتعلق بأبرز الجنسيات الأكثر استخدامًا لمطار مسقط الدولي خلال مارس الماضي، تصدّرت الجنسية الهندية أعلى عدد المسافرين في الرحلات المغادرة والقادمة عبر المطار بإجمالي 158.9 ألف مسافر، تلتها الجنسية الباكستانية بإجمالي بلغ 58.1 ألف مسافر، ومن ثم الجنسية البنجلاديشية بإجمالي 39.9 ألف مسافر.