كشفت دراسة حديثة عن حجم كبير من الاعتداءات تعرضت لها النساء في إقليم تيجراي الواقع شمال إثيوبيا، منذ نوفمبر الماضي، حيث وقعت الحكومة الإثيوبية وجبهة تحرير شعب تيجراي اتفاقية سلام أنهت عامين من الحرب.

وأدى الصراع في إقليم تيجراي إلى مقتل مئات الآلاف من الأشخاص وترك آلافا لا حصر لها من النساء والفتيات يعانين من صدمة الاعتداء، ووقع ما لا يقل عن 128 اعتداءا بعد توقيع اتفاق السلام في نوفمبر الماضي، وفقا للدراسة، التي نظرت في السجلات منذ بداية الصراع في نوفمبر 2020 حتى يونيو الماضي، وفقا لما أوردته وكالة "أسوشيتدبرس" الأمريكية.

وأوضحت أن العشرات من النساء والفتيات في منطقة تيجراي شمال إثيوبيا تعرضن للاعتداء، غالبا من قبل عدة رجال يُزعم أنهم مقاتلون، بعد أن أنهى اتفاق السلام العام الماضي الصراع هناك.

وأضافت أن أصغر فتاة تعرضت للاغتصاب كانت تبلغ من العمر 8 سنوات، ومع تدمير أو نهب معظم المرافق الصحية أثناء قتال القوات الإثيوبية ضد جبهة تيجراي، تُركت العديد من النساء والفتيات دون علاج لعدة أشهر، وبعضهم الآن مصابون بفيروس نقص المناعة البشرية أو يقومون بتربية أطفال مغتصبيهم.

ونظرت الدراسة التي أجرتها منظمة أطباء من أجل حقوق الإنسان ومنظمة العدالة والمساءلة في القرن الأفريقي، إلى جانب تعليق في مجلة لانسيت الطبية، في أكثر من 300 سجل طبي تم اختيارها عشوائيا من المراكز الصحية في تيجراي والتي تركز على مساعدة الناجين من العنف الجسدي.

وقال باحث في العنف الجسدي المرتبط بالنزاع في تيجراي الذي تحدث مع مئات النساء والفتيات لوكالة أسوشيتد برس: "المجتمع بأكمله ضحية للعنف"، مضيفا: "الناجون من الاغتصاب هم الأكثر معاناة". 

ووقع ما لا يقل عن 128 اعتداء بعد توقيع اتفاق السلام في نوفمبر الماضي، وفقا للدراسة، وتعرض 76% من 304 امرأة وفتاة تمت مراجعة حالاتهن للاعتداء من قبل عدة أشخاص، غالبا ثلاثة أو أكثر وتعرض أحدهم للاعتداء من قبل 19 رجلاً.

وفي 94% من جميع الحالات، لم يتم استخدام الواقي الذكري كما كان العديد من الجناة يحملون أسلحة أو عصي أو سكاكين وتم اختطاف بعض النساء والفتيات بسبب الاعتداءات المتكررة.

ويقول أحد السجلات الطبية التي استشهدت بها الدراسة: "لقد أخذوها إلى معسكرهم واغتصبوها لمدة ستة أشهر".

وقالت جميع النساء والفتيات تقريبا إن مهاجميهن يبدون أعضاء في مجموعة عسكرية، غالبا من إريتريا المجاورة، التي قاتل جنودها إلى جانب القوات الإثيوبية ضد مقاتلي تيجراي ويُزعم أنهم ما زالوا في أجزاء من غرب وشمال تيجراي.

وتشير النتائج إلى أن "هذه الأفعال لم تكن معزولة ولا عشوائية، بل كانت استخداما ممنهجا للاغتصاب كسلاح حرب"، كما كتب مؤلفو الدراسة في تعليق مجلة لانسيت الطبية.

وقالت رانيت ميشوري، كبيرة المستشارين الطبيين في منظمة أطباء من أجل حقوق الإنسان، في مقابلة: “إنه أمر مرعب ومدمر للغاية حتى مجرد قراءة روايات المرضى”.

وأعربت ميشوري وزميلتها ليندسي جرين، كبيرة مسؤولي البرامج، عن قلقهما من إضعاف أو إيقاف الجهود المستقلة لفهم خسائر الصراع ومحاسبة الجناة تحت ضغط من السلطات.

وقال جرين: "الأمر الأكثر إثارة للقلق بالنسبة لي هو عدم التركيز على هذه الجرائم".

وشهد إقليم تيجراي حربا ضروس خلال الفتر من نوفمبر 2020 حتى نوفمبر 2022، حيث وقعت الحكومة الإثيوبية اتفاق سلام مع جبهة تحرير شعب تيجراي، في مدينة بريتوريا بجنوب أفريقيا، لينهي عامين من الحرب الذي قتل فيها حوالي 600 ألف شخص بحسب تصريحات أوليجسون أوباسانجو مبعوث الاتحاد الأفريقي إلى القرن الأفريقي.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: اعتداءات جنسية اتفاق السلام الاعتداءات الجنسية إقليم تيجراي اثيوبيا الحكومة الإثيوبية النساء والفتیات اتفاق السلام

إقرأ أيضاً:

ترتيبات أمريكية لما بعد اتفاق السلام في اليمن واستدعاء شخصيات بارزة تمهيداً لإصدار قرار التعيين (الأسماء)

أمريكا ترتب لما بعد اتفاق السلام في اليمن واستدعاء شخصيات بارزة تمهيداً لإصدار قرار التعيين (الأسماء)..أمريكا ترتب لما بعد اتفاق السلام في اليمن واستدعاء شخصيات بارزة تمهيداً لإصدار قرار التعيين (الأسماء)|

الجديد برس|

بدأت الولايات المتحدة، الثلاثاء، ترتيبات لمرحلة ما بعد اتفاق السلام في اليمن.

يتزامن ذلك مع حراك في العاصمة السعودية لتوقيع خارطة الطريق الأممية.

وافادت مصادر دبلوماسية غربية بتوجيه السفير الأمريكي لدى اليمن ستفن فاجن رغوة لقادة الفصائل الموالية للتحالف بالساحل الغربي لليمن.

وشملت الدعوة، وفق المصادر، طارق صالح وهيثم قاسم اللذان يقودان فصائل  موالية  للإمارات بالساحل الغربي لليمن  إضافة إلى محمود الصبيحي وزير الدفاع السابق في حكومة هادي والذي يتمتع بنفوذ قبلي عند لسان خليج عدن مع البحر الأحمر.

والشخصيات الثلاثة تتمركز عند باب المندب.

وتوقعت المصادر زيارة الثلاث شخصيات خلال الايام المقبلة.

وكان السفير الأمريكي التقى بالصبيحي في مقر اقامته بالعاصمة السعودية الرياض حيث يدفع لتنصيبه وزيرا للدفاع في حكومة عدن.

وبحسب المصادر فإن الهدف الأمريكي إنشاء حزام حول المنطقة المطلة على باب المندب لتأمين مرور السفن  دون تعرضها لهجمات من قبل من تصفهم بـ”الحوثيين”.

وكان طارق صالح استبق الزيارة المرتقبة بتسريب مقاطع حول امتلاكه غرفة عمليات مشتركة على طول الساحل الغربي لليمن من المخا حتى ميدي على الحدود السعودية وهو بذلك يحاول رفع رصيده امام الأمريكيين للحصول على دعم اكبر او ربما التفرد بالقيادة، وفق خبراء.

وجاءت الخطوة الامريكية مع تضأل فرص التصعيد عسكريا  مع قرار السعودية السير باتفاق مع صنعاء ينهي سنوات من المواجهة.

وكانت القوات الامريكية فشلت على مدى عام كامل في احتواء العمليات اليمنية المساندة لغزة والتي طالت ايضا بوارج بمن فيها حاملتي الطائرات “ايزنهاور” و “لينكولن”.

وتشير هذه الترتيبات غلى سعي امريكا لايجاد مسار حماية جديدة عله ينهي حالة الحصار المفروضة على الاحتلال الاسرائيلي.

مقالات مشابهة

  • ورقني قبيهو: أناشد الزعماء الإقليميين والمجتمع الدولي وخاصة أطراف الصراع للعمل على عودة السلام في السودان
  • مصر تنفي توقعات توقيع اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة خلال الأيام المقبلة
  • ترتيبات أمريكية لما بعد اتفاق السلام في اليمن واستدعاء شخصيات بارزة تمهيداً لإصدار قرار التعيين (الأسماء)
  • الودائع بالعملة الأجنبية في البنك المركزي ترتفع لـ17.8 مليار دولار الشهر الماضي
  • واشنطن ..طرفا الصراع في غزة يقتربان من اتفاق لوقف النار
  • في زمن الحرب … المرأة السودانية تسعى جاهدة لصنع السلام وإنجاز العدالة والمساءلة
  • «ترامب»: زيلينسكي يجب أن يستعد لإبرام اتفاق لإنهاء الصراع في أوكرانيا
  • صنعاء.. بدء توقيع عقود اتفاق للزراعة التعاقدية في شراء الدجاج المحلي
  • هيومن رايتس ووتش: مقاتلون من الدعم السريع قاموا باغتصاب عشرات النساء والفتيات واستعبادهن جنسيا
  • الصين: 6% ارتفاعا في الاستثمار الأجنبي المباشر خلال نوفمبر الماضي