تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

في أرض شمال شرق سوريا القاحلة، حيث يحتدم الصراع منذ أكثر من عقد، تقف مجموعة من المقاتلات الكرديات الشجاعات بثبات. أصبحت وحدات حماية المرأة، وهي ميليشيا نسائية بالكامل، رمزًا للتحدي في المعركة الدائرة ضد تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) وقوات المتمردين المدعومة من تركيا. لا يُبرز نضالهن صمود هؤلاء النساء فحسب، بل يُبرز أيضًا تعقيدات المشهد السوري الذي مزقته الحرب.


تتحدث مزكين روجدا، القائدة الميدانية البارزة في وحدات حماية المرأة، عن مواجهة مروعة مع قوات الميليشيات المدعومة من تركيا. مُحاصرة وقليلة الذخيرة، قاتلت مزكين ورفيقاتها بشجاعة، رافضات الاستسلام. تستذكر قائلةً: "لقد وعدنا بعضنا البعض بأننا سنقاتل حتى النهاية، مهما كلف الأمر". كانت المعركة، التي دارت رحاها في منطقة وعرة قرب الحدود التركية، دليلًا على تصميم وشجاعة وحدات حماية المرأة، التي كانت في طليعة قوات سوريا الديمقراطية، وهي تحالف مدعوم من الولايات المتحدة يقاتل كلًا من داعش والجيش الوطني السوري.
مع تركيز مهمة وحدات حماية المرأة على هزيمة داعش، توسعت لتشمل مواجهة الجيش الوطني السوري، وهو جماعة مدعومة من تركيا تُشكل تحديًا كبيرًا للمناطق التي يسيطر عليها الأكراد. على الرغم من الديناميكيات المتغيرة في سوريا، مع الاتفاقيات الأخيرة بين قوات سوريا الديمقراطية والحكومة السورية في دمشق، لا تزال مزكين ملتزمة بقتالها، معتقدةً أن القوات التركية ووكلائها يُشكلون تهديدًا مستمرًا للحكم الذاتي الكردي.
المشهد المتغير 
في مارس الماضي، وقّعت قوات سوريا الديمقراطية، الشريك الرئيسي في الحملة التي تقودها الولايات المتحدة ضد داعش، اتفاقية مثيرة للجدل للاندماج في الدولة السورية تحت قيادة الرئيس المؤقت الجهادى السابق أحمد الشرع. اعتُبر هذا الاتفاق خطوةً محتملةً نحو السلام، إلا أن أثره على الأرض لا يزال غير واضح. وتعلق سامانثا تيل، الباحثة في مركز معلومات روج آفا، قائلةً: "لم يتغير الوضع على خط المواجهة منذ الاتفاق. الهجمات مستمرة، والحرب مستمرة".
على الرغم من الاتفاق الرسمي بين قوات سوريا الديمقراطية ودمشق، لا تزال المقاتلات الكرديات في وحدات حماية المرأة متشككات. وبحسب مزكين، فإن الاندماج في الدولة السورية لا يضمن حماية حقوق الأكراد، وخاصةً النساء، اللواتي ناضلن من أجل المساواة والحكم الذاتي لسنوات. وتؤكد: "يجب أن تكون سوريا وطنًا لجميع أبنائها"، محذرةً من أن عدم التزام النظام الجديد بالديمقراطية والمساواة بين الجنسين يهدد التقدم المحرز في منطقة روج آفا الكردية المتمتعة بالحكم الذاتي.
التهديد المزدوج
تواجه وحدات حماية المرأة معركةً شاقةً ضد كلٍّ من الميليشيات المدعومة من تركيا والتهديد المستمر الذي يشكله داعش. تنظر تركيا إلى القوات الكردية على أنها امتداد مباشر لحزب العمال الكردستاني، وهي جماعة انفصالية تخوض تمردًا ضدها منذ عقود. وقد أوضح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن تركيا لن تتسامح مع الحكم الذاتي الكردي على طول حدودها، وقد استهدفت قواته مرارًا وتكرارًا مواقع كردية في سوريا.
في غضون ذلك، لا يزال ظهور داعش مجددًا مصدر قلق كبير. وكما تشير آيسل شام، وهي قائدة أخرى في وحدات حماية المرأة، فإن الحرب الآن جوية أكثر منها برية، حيث تستهدف الطائرات المسيرة والطائرات الحربية التركية المواقع الكردية بشكل متكرر. على الرغم من ذلك، لا تزال وحدات القنص التابعة لوحدات حماية المرأة وتكتيكات حرب العصابات تثبت فعاليتها، حيث تحافظ على قبضة قوية على مواقع استراتيجية رئيسية، مثل سد تشرين ومواقع على طول نهر الفرات.
موارد محدودة
على الرغم من صمودها الملحوظ، فإن موارد وحدات حماية المرأة متواضعة في أحسن الأحوال. مسلحة بإمدادات محدودة ومواجهة خصوم مجهزين تجهيزًا جيدًا، تعتمد وحدات حماية المرأة على تكتيكات حرب العصابات التي أتقنتها خلال معركتها ضد داعش. تستذكر آيسل دورها في تأمين سد تشرين، الذي استغرق أسابيع من القتال العنيف. تقول: "نحن مسلحون بمواردنا المتواضعة، لكننا نقاتل بشرف وعزيمة"، مؤكدة على الوحدة والروح التي تدفع وحدات حماية المرأة للدفاع عن أرضها. كانت قوات سوريا الديمقراطية، التي تضم مقاتلين ومقاتلات، شريكًا رئيسيًا للولايات المتحدة في الحرب ضد داعش. ومع ذلك، هناك قلق متزايد بشأن دور واشنطن المستقبلي في المنطقة. كانت الولايات المتحدة مصدر دعم أساسي لقوات سوريا الديمقراطية، حيث أنفقت ملايين الدولارات سنويًا لتمويل جهودها. ولكن مع عدم اليقين المحيط بالسياسة الأمريكية، وخاصة في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب، تواجه قوات سوريا الديمقراطية احتمال التخلي عنها في مواجهة التهديدات المتزايدة من تركيا وتنظيم داعش الذي عاد إلى الظهور.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: قوات سوریا الدیمقراطیة على الرغم من من ترکیا ضد داعش

إقرأ أيضاً:

احذروا القوي السياسية التي تعبث بالأمن

قوي سياسية وناشطون علي السوشل ميديا لا يكفون عن التلاعب بأمن هذه البلاد و امن شعبها وخاصة من يسمون أنفسهم الاخوان الجمهوريون وغيرهم من مجموعات الحرية والتغيير التي تشظت الي مجموعات كلها علي نهج الخيانة والغدر والعمالة للأجانب علي حساب الوطن واستقراره وامنه وسلامة انسانه بعد انقسام تقدم الي صمود و غيرها يدفعهم من وراء المساس بالأمن و الأجهزة الامنية الوطنية سهوة السلطة ولو علي سنابك خيول الغزاة والمرتزقة القادمين من وراء البحار ومن تحت الشمس كأنهم ياجوج وماجوج من شدة فسادهم في الأرض وطغيانهم علي الناس وصولتهم علي أبناء هذه الأمة الصابرة المحتسبة التي كما يقول شاعرها السودان :
همي اشوفك عالي ومتقدم طوالي
وما بخطر علي
بالي غير رفعة شأنك
وتقدم انسانك
بحبك من ما قمت
بحبك يا سودان
بحبك رغم الكان
٢-
لم يكتفي المتربصون بالاجهزة الامنية من جيش وشرطة وجهاز أمن وطني باستهداف هذه الأجهزة بحلها تحت مسمي الديمقراطية والحرية كما حدث مع جهاز الامن القومي عقب الانتفاضة في ٦ ابريل ١٩٨٥م .ولا التامر علي الأجهزة الأمنية عقب ثورة ديسمبر ٢٠١٩م والشعارات المرفوعة ضد الشرطة بقصد تحقيرها والحط من دورها كنداكة جات بوليس جرا .بوليس بحب الجرجرة … معليش معليش ما عندنا جيش وتم تريد هذا الشعار أمام رئيس الوزراء الدكتور عبد الله حمدوك في الذكري الاولي للثورة وهو يتبسم لجوقة العابثين .
اما جهاز الأمن الوطني والمخابرات فقد تم تجريده عقب الثورة من صلاحياته وصارت مهمته جمع المعلومات وتحليلها ورفعها للمسئولين .وعندما قام الجهاز برفع المعلومات لا احد يأبه لها حتي تسللت عناصر داعش الي داخل الخرطوم ودفع جهاز الامن والمخابرات ثمنا غاليا في التصدي لها واستشهد أكثر الضباط ذكاءا افضلهم تدريبا في المواجهات مع الإرهابيين داخل الخرطوم التي تمكنوا من الوصول إليها .من غير حياء يتحدث كل من الامين العام للمؤتمر السوداني خالد عمر يوسف والقيادية بحزب الامة مريم الصادق المهدي داعين المجتمع الدولي للتدخل في السودان حماية لنفسه من هذه الرقعة الواسعة ودافعهم الحقيقي هو تعطيل تحرك القوات المسلحة صوب دارفور وكردفان للقضاء علي مليشيا ال دقلو الإرهابية التي يتحالفون معها عبر ميثاق سياسي يمكنهم من تشكيل حكومة موازية في مناطق سيطرة الدعم السريع المزعومة .
٣ –
بعد اندلاع الحرب التي اشعلوها تحت نير الاتفاق الاطاري والتدخل الدولي والرباعية الدولية والاتحاد الافريقي وما قامت به مليشيا الدعم السريع من احتلال لمنازل المواطنين والانتشار في المدن السودانية وتهديد الولايات الآمنة وعلي رأسها نهر النيل والشمالية .
أمام كل هذه المخاطر والتهديدات وأعلان القائد العام للقوات المسلحة رئيس المجلس السيادي الاستنفار العام خرجت المقاومة الشعبية المسلحة لدعم القوات المسلحة عندها ظهر سحرة فرعون من مكونات قحط الذين تحدثوا عن تجييش الشعب وكتائب إسناد القوات المسلحة مثل لواء البراء ابن مالك بانهم كيزان وإرهابيين .
٤-
بعد تحرير الخرطوم علي يد القوات المسلحة الباسلة و عودة قوات الشرطة لاستكمال دورها ووجودها …بدات إدارة الشرطة المجتمعية في التواصل مع المجتمع وهي من الإدارات المعروفة في الشرطة قررت الانطلاق والعودة ولكن سرعان ما ظهر جماعة (( الم اقل لكم)) بأن الكيزان يريدون العودة للسلطة والدليل هو عودة الشرطة المجتمعية والشرطة المجتمعية هي نفسها الشرطة الشعبية و هي شرطة النظام السابق ونسيت عصابة الجمهوريين ا سلاف القراى أن قوات الشرطة الشعبية وأصدقاء الشرطة نشأت بقانون في عهد مايو وكل ما جاءت به الإنقاذ بخصوص الشرطة الشعبية أنها فعلت القانون وظلت الشرطة الشعبية تتبع لقوات الشرطة الموحدة الي ان جاء نظام الحرية والتغيير الذي اختطف ثورة الشباب واستهدفت قحط مواقع بسط الأمن الشامل والشرطة الشعبية وعمت الجريمة المنظمة وسيطرت تسعة طويلة علي الخرطوم كما سيطر الجنجويد بعد ١٥ ابريل ٢٠٢٣م علي الاوضاع في السودان .
٥-
كانت ٩ طويلة عصابات اجرام منظمة لها إمكانات علي رأسها الدراجات النارية والأسلحة ودقة التنظيم والانسحاب المنظم والاعتداء علي رجال الشرطة أنفسهم و تصويرهم الأمر الذي يعتبر مران علي حرب الشوارع والمدن التي انخرطت فيها مليشيا الدعم السريع بموجب الخطة ب بعد المحاولة الانقلابية ومن غير سابق إنذار عادت تسعه طويلة الي ولاية نهر النيل وقد تمكنت قوات المباحث من القبض علي عصابة قامت بنهب مبلغ مالي وهواتف من مواطنين تحت تهديد السلاح في الأيام القليلة الماضية وهذا ما تريده جماعات الفوضي الخلاقة التي تحرك آليات الإجرام عبر هذه المجموعات قبل أن تضع الحرب أوزارها بصورة نهائية وتتسلم قوات الشرطة مقارها وتستجمع قواها وتضع خططها الأمنية والشرطية .
ختاما
الشعب السوداني قادر علي إسناد ودعم قوات الشرطة وجهاز الأمن والمخابرات مثلما دعم القوات المسلحة بالمستنفرين ويمكن أن يعود العسس وكان أمير المؤمنين عمر ابن الخطاب رضي الله عنه يقوم بالعسس أو العمل الشرطي ليلا لتأمين المدينة المنورة من المجرمين وهو من الأعمال التي تكون مدعاة لدخول الجنة لقوله صلي الله عليه وسلم : عينان لا تمسهما النار يوم القيامة عين بكت من خشية الله وعين باتت تحرس في سبيل الله .
المرحلة القادمة من تاريخ السودان تستوجب نفرة شعبية واسعة مع قوات الشرطة لتأمين الاحياء السكنية والمنشآت وحماية مراكز البوليس نفسها .
الاحياء السكنية عليها أن تشرع في إعادة مواقع بسط الأمن الشامل والشرطة المجتمعية والشرطة الشعبية قبل الماء والكهرباء علي أن يتولي أبناء الحي عمليات الحراسة وتلقي البلاغات في المواقع وبقاء الارتكازات الحالية من المستنفرين وقدامي المحاربين وقدامي رجال الشرطة والأجهزة الأمنية والدفاع الشعبي وقوات الاحتياط .
إذا لم يقم السودانيون بهذ ه المهام الأمنية مباشرين لها بأنفسهم فسوف يدفعون الثمن من جديد في شكل اغتيالات وتصفيات وتفجيرات وتدوين مدفعي ومسيرات لأن حرب الإمارات العربية المتحدة لن تنتهي بهزيمة مليشيا الجنجويد والقضاء عليها وسوف تخرج الخلايا النائمة من اجحارها ومعها غاضبون وديسمبر يون بكل ما فيها من شر مستطير .

د.حسن محمد صالح

الاربعاء
٢٣ ابريل ٢٠٢٥م

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • إطلاق جلسات تشاورية لتطوير آليات «حماية المرأة من العنف» بالانتخابات
  • باحث إسرائيلي: تصاعد نفوذ تركيا في سوريا أمر غير سار لنا
  • تركيا.. اعتقال العشرات قبيل يوم العمال
  • إعلام إسرائيلي: تركيا تسمح لحماس والجهاد بالتدريب في سوريا
  • سوريا.. بدء انسحاب قوات التحالف الدولي من دير الزور مع بقائها في مناطق قسد
  • داعش يتبنى استهداف قوات قسد في سوريا
  • داعش يعلن مسئوليته عن هجوم استهدف الأكراد في شرق سوريا
  • فلاحون يرفضون التخلي عن أبقارهم المصابة بمرض السل (هيئة حماية المستهلك)
  • رامي مخلوف يعلن تشكيل “قوات النخبة” ويتهم الأسد بـ”سقوط سوريا”
  • احذروا القوي السياسية التي تعبث بالأمن