كيف سيكون شكل سياسة أمريكا الخارجية بحال فوز جمهوري في الانتخابات؟
تاريخ النشر: 24th, August 2023 GMT
نشر موقع "ميبا نيوز" التركي مقالًا للكاتبة ماجدة روغي قيّمت فيه أولويات السياسة الخارجية المحتملة للمرشحين الجمهوريين في الولايات المتحدة الأمريكية.
وقالت الكاتبة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن الأوروبيين يترقّبون ما ستكشفه المناقشات الداخلية في البلاد حول الاتهامات الجنائية الموجهة للرئيس السابق دونالد ترامب وحروب الثقافات عن ملامح السياسات الخارجية لمرشحي الرئاسة الجمهوريين.
والسؤال الأهم بالنسبة للأوروبيين هو موقف المرشحين بشأن الحرب في أوكرانيا. فمنذ الغزو الروسي في شباط/ فبراير 2022، قادت الولايات المتحدة جهود الدفاع عن أوكرانيا وقدّمت مساعدات عسكرية أمريكية تفوق مجموع مساعدات جميع دول الاتحاد الأوروبي. وأي تغيير في هذا الوضع من قبل الرئيس الأمريكي الجديد سيؤدّي إلى عزل أوروبا ويخدم مصالح فلاديمير بوتين.
وأشارت الكاتبة إلى أن مواقف مرشحي الرئاسة الجمهوريين بشأن السياسة الخارجية تنقسم إلى ثلاث مجموعات: القادة، والمقيّدين، وذوي الأولويات السياسية، ولهم مواقف متباينة بشأن دور الولايات المتحدة كقائد عالمي والتهديدات التي تشكلها الصين، والدعم الموجّه إلى أوكرانيا.
أمل أوروبا: هيلي - بنس - كريستي، الفئة القائدة
ذكرت الكاتبة أن القادة، وعلى رأسهم نيكي هيلي ومايك بنس، يتبنون فكرة استمرار الولايات المتحدة في قيادتها العالمية ويرون أن هزيمة روسيا استراتيجيًا تمثل قضية حيوية للأمن القومي الأمريكي، وأنه يجب مواصلة تقديم دعم عسكري قوي لمساعدة أوكرانيا على النصر.
شعار هيلي هو "نصر أوكرانيا، هو نصرنا جميعًا"، بينما شعار بنس "الحرب في أوكرانيا ليست حربنا (لكن) الحرية هي حربنا". وتتعارض هذه الشعارات بشكل كامل مع اقتراح ترامب بأنه "يجب التفكير في إنهاء الحرب لوقف القتل بدلاً من الفوز أو الخسارة". ويعتبر كريس كريستي، الذي التقى مؤخرًا بالرئيس فولوديمير زيلينسكي في كييف وزار المقابر الجماعية في بوتشا، هو أيضًا من الفئة "القائدة".
وبيّنت الكاتبة أن هيلي وكريستي وبنس، على عكس "المقيّدين" الذين يرغبون في قطع المساعدات المقدمة لأوكرانيا، يدعون إلى زيادة حادة في شحنات الأسلحة. وعلى نقيض الذين يرون أن تدخل الولايات المتحدة في أوكرانيا يضعف قدرتها على ردع الصين في تايوان، تصر هيلي وبنس وكريستي على أن ردع الصين في تايوان يتطلّب انتصار أوكرانيا في حربها.
التركيز الآسيوي: دي سانتيس وفئة الأولوية
ذكرت الكاتبة أن فئة الأولوية يعتبرون التهديد الذي تشكله الصين تهديدًا رئيسيًا للأمن القومي للولايات المتحدة ويرون أنه من الضروري بشكل عاجل نقل الموارد من أوكرانيا إلى تايوان. يتبنى خصم ترامب الرئيسي رون دي سانتيس هذا الرأي وهو يعارض الاعتقاد بأن أوكرانيا ذات أهمية حيوية لمصالح الأمن القومي الأمريكي. بدلاً من ذلك، يصر دي سانتيس على أن عدوانية روسيا تشكل تهديدًا ثانويًا بالنسبة للولايات المتحدة، في حين يرى أن ردع الصين في تايوان هو الأولوية الرئيسية. وسيتطلب ذلك إعادة تحديد الأولويات من خلال نقل موارد الولايات المتحدة من أوكرانيا.
وحسب دي سانتيس، يجب أن يتولى الأوروبيون القيادة في هذا الشأن. وبالتالي، يجب أن لا تكون أوروبا بعد الآن نقطة تركيز الولايات المتحدة. ويرى دي سانتيس أنه "ما كانت عليه أوروبا بالنسبة لجيل ما بعد الحرب العالمية الثانية، يجب أن يكون عليه المحيط الهادئ وآسيا لجيلنا".
ويعتقد دي سانتيس أن الصراع المطول في أوكرانيا من شأنه أن يصب في مصلحة الصين، واستنفاد مخزونات الأسلحة الأمريكية يضعف قدرة الولايات المتحدة على ردع غزو تايوان. ووفقا لدي سانتيس، فإن الفشل في إنهاء الحرب في أوكرانيا يقلل من قدرة الولايات المتحدة على الدفاع عن تايوان.
ومن جهته، أكد المرشح الرئاسي الجمهوري فيفيك راماسوامي الشعور الأساسي بالإلحاح فيما يتعلق بالصين. ولكن مثل ترامب، فإنه أكثر انسجاما مع الفئة المقيدة.
القوة الداخلية أولاً: فئة المقيّدين في إدارة ترامب
إن شعار فئة المقيدين هو أنه يجب على الولايات المتحدة الاهتمام بحدودها الداخلية أكثر من الحدود الخارجية. في عالمهم، يعتبرون أن هزيمة أوكرانيا وروسيا استراتيجيًا ليس لها أهمية حيوية لمصالح الأمن القومي الأمريكي. ومع ذلك، يرون أن وقف الحرب ووقف شحنات الأسلحة أمر ضروري جدًا.
وأضافت الكاتبة أن الآراء التي يروج لها ترامب وراماسوامي لإنهاء الحرب تشير إلى أنه ما لم تعتبر الولايات المتحدة أوكرانيا ضمن الأولويات، ستظل غير مبالية تمامًا بمصيرها. يتقاسم الاثنان من المرشحين رأيًا مفاده أنه لا يجب أن تكون الولايات المتحدة شرطة الأخلاق العالمية، وأنهما ستعملان على وقف تخصيص مزيد من الموارد لدعم أوكرانيا. وقد وعد راماسوامي بسرعة المفاوضة على اتفاق سلام يجمد خطوط النزاع في مكانها، بينما زعم ترامب أنه سينهي الحرب في غضون 24 ساعة.
انتقد الرئيس السابق نفاذ مخزون الأسلحة الأمريكي بسبب اعتبار إدارة بايدن دعم أوكرانيا أولويةً. وبشكل مقلق، أصبحت أوكرانيا جزءًا من عداء ترامب السياسي الداخلي؛ حيث اتهم ترامب الرئيس بايدن بجر الولايات المتحدة في حروب عالمية بسبب مصالحه المالية الشخصية.
لماذا يعتبر هذا الأمر مهمًا؟
أوضحت الكاتبة أن فهم ملامح السياسة الخارجية الفردية في الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري يكشف عن اتجاهات السياسة الخارجية داخل الحزب وما قد تؤول إليه. وبناء على ردودهم على الغزو الروسي، فإن المرشحين الذين حشدوا قاعدة الحزب يرفضون بقوة النظام المؤسسي والرؤية القيادية.
من أجل الفوز في الانتخابات التمهيدية، يقوم المرشحون الجمهوريون بمواءمة مواقفهم مع مواقف القاعدة الشعبية، في محاولة للتفوق على بعضهم البعض في جهودهم الرامية إلى وضع أميركا أولا وإظهار تركيزهم على قضايا أقرب إلى الوطن، مثل الهجرة.
ومن غير المستغرب أن أولئك الذين يلتزمون بالدفاع عن أوكرانيا مثل هيلي وبنس - الذين يُنظر إليهم على أنهم جزء من المؤسسة الجمهورية التي حشد ترامب القاعدة الشعبية من أجلها - يحصلون باستمرار على أصوات مكونة من رقم واحد. وعادة ما تكون آراؤهم متوافقة مع الطبقة النخبوية الجمهورية التي انضمت إلى الديمقراطيين الشهر الماضي في مجلس النواب لرفض قطع مساعدة مالية بقيمة 300 مليون دولار لأوكرانيا.
وأشارت الكاتبة إلى أن هذا الانقسام بين الجمهوريين يحمل أخبارًا جيدة وسيئة لأوكرانيا والأوروبيين على حد سواء. الأمر الجيد أن الكونغرس على ما يبدو سيسمح بمواصلة دعم الولايات المتحدة لأوكرانيا حتى سنة 2025. وقد طلب بايدن مؤخرًا 24 مليار دولار إضافية لمساعدة أوكرانيا، ومن المرجح أن يقبل الجمهوريين في مجلسي الشيوخ والنواب بذلك بعد تقديم دعم عسكري إضافي لتايوان.
أما الأمر السيئ بالنسبة لأوروبا، فهو أن فوز مرشح جمهوري في الرئاسة سيؤدي إلى ابتعاد سياسة الولايات المتحدة الخارجية عن مصالح أوروبا على المدى القصير بشكل دراماتيكي. ومن شأن تغيير القيادة في واشنطن أن يؤثر على مدى التزام الولايات المتحدة بدعم أوكرانيا وأوروبا.
للاطلاع إلى النص الأصلي (هنا)
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة الولايات المتحدة ترامب بايدن الولايات المتحدة بايدن ترامب صحافة صحافة صحافة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الولایات المتحدة السیاسة الخارجیة فی أوکرانیا الحرب فی یجب أن
إقرأ أيضاً:
ترامب: اللوم يقع على بايدن وزيلينسكي وبوتين في حرب أوكرانيا
المناطق_متابعات
قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الاثنين، إن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، هو المسؤول الأول عن حرب أوكرانيا، ثم الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن، ثم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.
وأعلن ترامب أنه “لم يكن ينبغي على بوتين أن يبدأ حرب أوكرانيا”، متعهدا بإعلان “مقترحات لإنهاء حرب أوكرانيا”.
أخبار قد تهمك زيلينسكي من منطقة متاخمة لكورسك: “نعمل على حماية موقعنا” 3 أبريل 2025 - 10:24 مساءً زيلينسكي: أوكرانيا مستعدة لوقف نار غير مشروط 2 أبريل 2025 - 12:29 صباحًاواعتبر الرئيس الأميركي أن “صور الأقمار الصناعية للحرب في أوكرانيا فظيعة”. ووصف القصف الروسي على مدينة سومي الأوكرانية بأنه “عملية قتل”.
وقال ترامب إن “زيلينسكي يجب أن يدرك أنه لا يستطيع بدء حرب مع دولة أكبر منه بـ20 مرة ثم يتمنى الانتصار”.
وفي ملف المهاجرين، أعلن ترامب استعداده “لمساعدة السلفادور على بناء سجون جديدة لاستيعاب المهاجرين غير القانونيين”.
وعن نتائج الكشف الطبي الرئاسي، علق ترامب: “حصلت على أعلى الدرجات في الاختبار الإدراكي، وبايدن تجنب هذا الاختبار”.
وفقا للعربية : في وقت سابق الاثنين، أفاد ترامب بأن تزوير انتخابات 2020 هو السبب الرئيسي وراء اندلاع حرب أوكرانيا، مشيراً إلى أن الرئيس الأوكراني زيلينسكي، والرئيس الأمريكي السابق بايدن، سمحا ببدء “مهزلة” الحرب في أوكرانيا.
تعليقات الرئيس ترامب جاءت ضمن تدوينة له على حسابه الشخصي بمنصة “تروث سوشيال” التي يمتلكها، حيث أضاف أنه لا علاقة له باندلاع حرب أوكرانيا لكنه يعمل بجد لوقف الموت والدمار، مشدداً على أنه لم يجد أي مشكلة في منع اندلاع الحرب بأوكرانيا خلال ولايته الرئاسية الأولى.
وكتب الرئيس الأمريكي: “الحرب بين روسيا وأوكرانيا هي حرب بايدن وليست حربي. لقد وصلت إلى هنا للتو، ولمدة أربع سنوات خلال فترة ولايتي، لم أجد أي مشكلة في منع حدوثها”.
وأضاف مخاطباً الأمريكيين: “كان الرئيس بوتين، والجميع، يحترمون رئيسكم! لم يكن لي أي علاقة بهذه الحرب، لكنني أعمل بجد لوقف الموت والدمار. لو لم تكن الانتخابات الرئاسية لعام 2020 مزورة، وقد كانت كذلك، من نواحٍ عديدة، لما حدثت تلك الحرب المروعة أبدًا”.
وتابع: “لقد قام الرئيس زيلينسكي والمحتال بايدن بعمل فظيع للغاية في السماح لهذه المهزلة بالبدء. كانت هناك العديد من الطرق لمنعها من البدء على الإطلاق، لكن هذا أصبح من الماضي. الآن علينا أن نوقفها، وبسرعة. يا له من أمر محزن!”.
وفي وقت سابق من اليوم، وصف الرئيس ترامب الضربة الروسية التي خلّفت 34 قتيلاً على الأقل في سومي بشمال شرق أوكرانيا، بأنها “مروّعة”. وقال الرئيس الأمريكي للصحافيين على متن الطائرة الرئاسية “إير فورس وان”: “أعتقد أنه أمر فظيع. وقد قيل لي إنهم ارتكبوا خطأ. لكنني أعتقد أنه أمر مروّع”.
وعندما طُلب منه توضيح الخطأ، علق: “لقد ارتكبوا خطأً.. هذه حرب بايدن.. هذه ليست حربي.. هذه حربٌ كانت في عهد بايدن.. أحاول فقط إيقافها حتى نتمكن من إنقاذ الكثير من الأرواح”.
وفي وقت سابق، أعلن البيت الأبيض أن الضربة في مدينة سومي تشكّل “تذكيرا صارخا” بالحاجة إلى التفاوض من أجل إنهاء “هذه الحرب الرهيبة”.