1
* أما آن لك أن تؤوب من غيك في الأماني المصابة بسهاد الانتظار وأرق اللهفة ووجع الغياب…¿!
2
* أما آن لك أن تقترف الصحو وتستقيل من حرفة الالتياع ومهنة النقش على الصمت بأزميل اللغة المترامية الكتمان..¿!
3
* أما آن لك أن تخلع عن وقتك معطف الذهول وتستغني في سيرك عن عصا علامة التعجب ومظلة الأسئلة..¿!
4
* أما آن لك أن تناديك باسمك المجرد من عواهن الصفات وألقاب الزهو الذابلة وتقول لك: يا أنا اقترب مني ومد لي حبل المودة.
5
* أما آن لك أن تشرب معك قهوة بن الصباح وتمازحك وتتمنى لك يوما سعيدا وتهدي إليك وردة ندية خالية من لون المجاملات..
وتقرأ معك طالعك في أبواب أبراج الصحف التي لم تعد تجدد أكاذيبها القديمة والمستهلكة ولم تعد تروج لأباطيلها الساقطة- النافقة سوى أنها تصر على أن الظلام يتقدم نحو الظلام..¿!
6
* أما آن لك أن تأخذك معك في جولة حرة بين أزقة المدينة القديمة وبين أسواقها المكتظة وبين عبق التاريخ وصفحات الأيام الحلوة..
وتذهبا معا في نزهة ممتعة بين بسايتن وجداول الذكريات الخضراء وبين دروب التنهدات وأرصفة معشبة بالنسيان مازالت ترن بإيقاع خطى منهكة باللهفة وظلال مثقلة بالعشق..كما تأخذك معك في نزهة حميمية لا ثالث لكما إلا الفوضى التي تثير سعادتكما وشغبكما الطفولي المحبب..!!
7
* أما آن لك أن توجه الضربة الأولى لهذه الجدران والأسوار التي تفصل بينك وبينك كي تتوالى انهيار الحواجز بينكما وتتساقط كأحجار ” الدومينو”..!
8
* أما آن لك أن تعتزل منك لتلتحق بك وتعود إلى أنت ذاك الذي اغتربت عنه طويلا وتركته على قارعة القطيعة والتجاهل واللامبالاة يتجرع مرارة جفاك وصقيع ودك..!
9
* أما آن لك أن تحتضن نفسك وتجنح إليك محفوفا بروعة اللقاء ودفء المشاعر وعمق الانتماء وأن تلوح للآتي وتودع جميع المواجع في أقرب متحف للنسيان…¿!
10
* أما آن لك آن تعود.. إليك¿!.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
صمت لا يُغتفر
محمد بن رامس الرواس
في غزة الصامدة الصابرة تتوالى المجازر من جيش الكيان الإسرائيلي الغاصب للأرض فتُهدم البيوت فوق رؤوس ساكنيها والْمَوْءُودَةُ تُقتل بلا ذنب والجثث تتطاير من قوة القصف، اليوم تعيش غزة ملحمة صمود أسطوري لم يشهد العصر الحديث مثيلاً لها، فهي تواجه أقدار الله يقابلها صمت دوليٌّ غير مسبوق لا يقل قساوة عن أصوات القصف نفسه.
صمتٌ عربي، إسلامي، وعالمي، يغلّف المشهد بحالة من الخذلان الأخلاقي، ويدفع بالإنسانية إلى حافة الانهيار والسقوط في براثن الظلم، فلقد تحوّل الصمت إلى موقف، والموقف إلى شراكة ضمنية في الجريمة. لم تعد القضية مجرّد صراع على أرض، بل تحوّلت إلى اختبار لقيم العدالة والكرامة والضمير الإنساني.
في غزة حيث يُولد الطفل على وقع الدمار وأصوات القنابل وتودّع الأم أبناءها بين دفاتر المدارس وأكفان الشهداء، ولا يملك العالم سوى بيانات الإدانة المكرّرة، وقلقٍ مزيّف لا يغني من جوع ولا يحمي بريئًا من ظلم يرتكبه جيش الاحتلال الإسرائيلي.
إنّ هذا الصمت بكل أشكاله سيُسجّل في ذاكرة الشعوب كوصمة عار لا تُمحى من قواميس العدالة، حيث إن السكوت عن الظلم، تحت أي ذريعة كانت هو انحيازٌ للجريمة بلا شك ورفضٌ للعدالة، ومساهمة فاعلة في استمرار النزيف للأبرياء، لقد سقطت أقنعة الحضارة الزائفة وتكشّفت عورات النظام العالمي، حين لم يجد أطفال غزة من يحميهم، سوى الله وبعض الصور التي تُنشر على استحياء.
إن ما يحدث في غزة ليس شأناً فلسطينياً فقط، بل هو جريمة أخلاقية للإنسانية جمعاء، واستمرار العالم في صمته لن يمرّ دون تبعات؛ فالتاريخ لا ينسى، والضمائر الحرة لا تغفر. وإذا كان الظلم يُمهل، فإنه لا يُهمل، والخذلان سيعود وبالاً على كل من التزم الصمت وسيدفعون ثمن ذلك خيبة وخسراناً في شعوبهم ومصائرهم فالدماء عند الله من المحرمات الكبرى التي إن انتهكت خلفت عقابا إلهيا.
لقد آن الأوان لأن يُسمع صوت الحق، لا عبر الشعارات والمظاهرات؛ بل عبر الأفعال والمواقف القوية تجاه الصهيونية فغزة لا تنتظر بيانات التضامن؛ بل مواقف تليق بجراحها وصمودها، وتُعيد للإنسانية شيئًا من ماء وجهها المفقود.
رابط مختصر