الثورة نت:
2025-04-30@16:17:15 GMT

العثمانية الجديدة على المحك السوري

تاريخ النشر: 7th, April 2025 GMT

 

 

أمضى الرئيس التركي رجب أردوغان سنواته العشر الأولى وهو ينتظر على أبواب الاتحاد الأوروبي، حتى حسم قناعته بأن لا مكان لتركيا في الاتحاد مهما فعلت وقدّمت من تنازلات لسبب بسيط غير قابل للتغيير، هو الديمغرافيا الإسلامية الكبيرة التي تمثلها تركيا، وفي عام 2010م عندما قرّر أردوغان الاستدارة نحو هوية تركيا الإسلامية كمدى حيويّ بديل، اختار شعار وزير خارجيته –آنذاك- أحمد داود أوغلو نزاعات صفر مع الجيران، وكان الانفتاح التركي السوري أبرز مؤشرات هذا التحول، لكن سرعان ما اختارت تركيا أردوغان التقاطع مع المشروع الأمريكي الأوروبي الذي استهدف سوريا والرئيس بشار الأسد، وتحوّلت إلى القاعدة الرئيسية لحرب رأى فيها أردوغان فرصة وحيدة وثمينة لاستعادة أمجاد العثمانية.


لقيت نظرية العثمانية الجديدة عبر قيادة تركيا وقطر لتنظيم الإخوان المسلمين في المنطقة اهتماماً أمريكياً وأوروبياً، وقد ظهر مع الربيع العربي أن الإخوان المسلمين هم الجهة المهيأة لتسلم السلطة في كل من تونس ومصر، والاستعداد لتسلم سوريا وليبيا واليمن، ولفترة غير قصيرة سادت قراءات وضعت العثمانية في مستوى الاتحاد الأوروبي كمنظومة سياسية اقتصادية أمنية إقليمية مهيأة لاحتواء دول الشرق الإسلامية، بمثل ما قام الاتحاد الأوروبي باحتواء دول أوروبا الشرقية، ما يتيح الإطباق على روسيا عبر فكي كماشة أوروبي وعثماني من جهة، ومن جهة مقابلة محاصرة الصين بعالم إسلاميّ تقوده تركيا، وفي الطريق إلى ذلك محاصرة إيران داخل حدودها، وفي كل الأحوال بدت السيطرة على سوريا بيضة القبان في هذا المشروع.
نجحت تركيا بإدارة معركتها للظفر بسوريا، حيث تراجعت وتقدّمت بعناية، كي لا تخوض المعركة في غير أوانها من جهة، وكي لا تخسر أوراقها في التسويات والتنازلات من جهة مقابلة، وقد جاءت الفرصة أخيراً بعد حرب الطوفان التي أنهكت قوى المقاومة، وأصاب الوهن الكثير من مفاصل الحياة السورية بفعل العقوبات الأمريكية والضربات الإسرائيلية، وبقاء جبهتي شمال شرق وشمال غرب سوريا مفتوحتين، وجاءت الترتيبات الاستخبارية والعسكرية لتكمل ما أظهرته الظروف من فرصة، ورمت تركيا بثقلها للفوز بالجائزة الكبرى، وحساباتها أن ما يقدمه التغيير في سوريا لكل من واشنطن وتل أبيب سيكون كافياً لترك تركيا تدير سوريا منفردة، فالتغيير يُخرج إيران وحزب الله من سوريا، ويقطع طريق إمداد المقاومة ويضعف روسيا، وينهي الجيش السوري ومقدراته، وهذه المكاسب التي تفوق التصور يجب أن تتكفل بالحصول على وقف “إسرائيل” تدخلاتها ما دام السبب قد زال وهو وجود إيران وحزب الله، والحصول على رفع العقوبات الأمريكية ما دام السبب قد زال وهو النظام السابق، وفي الطريق حل المسألة الكردية شمال شرق سوريا وتمكين النظام الجديد من السيطرة على حقول النفط والغاز.
انتهت فترة الاختبار وسقط الرهان التركي، وها هي أنقرة وجهاً لوجه مع قرار إسرائيلي برفع وتيرة التصعيد وسقف المطالب والأهداف في وقت واحد، واصطفاف أمريكي وراء “إسرائيل” يترجمه التلكؤ في رفع العقوبات وإيجاد الحجج والذرائع لذلك، وما يجري في المسألة الكردية كافٍ لتفسير كل شيء، وخلال اليومين الأخيرين وصل سقف الأهداف الإسرائيلي إلى رسم خطوط حمراء أمام تركيا ورفض التسليم بالتعامل معها كدولة رعاية للنظام الجديد في دمشق، تجب مفاوضته ومراعاته في الحسابات الإسرائيلية حول سوريا، فقد قالت الغارات الأخيرة إن خط الانتشار العسكري التركي المسموح في سوريا هو الخط السابق لسقوط النظام، فلا وجود في حماة ولا في حمص وحكماً لا وجود في دمشق، وعلى تركيا إذا أرادت الدفاع عن مشروعها التاريخي الوليد أن تقاتل.
أنقرة في قلب أزمة سياسية داخلية عميقة، وانتكاسة مشروعها في سوريا كانت سبباً في تسريع الأزمة، ومعاهدة الدفاع السورية التركية صارت خطاً أحمر إسرائيلياً، ومثله نشر دفاعات جوية تركية في سوريا، ومثله الرهان على تحويل سوريا إلى قاعدة انطلاق العثمانية الجديدة، وبدون سوريا تفقد أوراق تركيا الإقليمية الكثير من أهميتها، من ليبيا إلى السودان والصومال وصولاً إلى اذربيجان، فهل تقاتل تركيا أم تتراجع؟
العثمانية الجديدة على المحكّ السوري بعد خمسة عشر عاماً من الاعتقاد بأن الذكاء التركي نجح بتجاوز كل المطبات والعقبات، حيث التراجع نهاية المشروع وربما معه النظام في تركيا، والمضي قدماً بقوة مخاطرة بمواجهة مكشوفة قد تقابل بضغط أمريكي شديد القسوة، والرهان على التوصل إلى تسوية، يعني فقط قبول الشروط الإسرائيلية التي لا تضمن أي حكومة في دمشق البقاء إذا قبلت بها، وفي طليعتها التوقيع على ضمّ الجولان لـ”إسرائيل” وإقامة منطقة أمنية إسرائيلية تمتدّ إلى أطراف دمشق، بما يعنيه كل ذلك من قبول تركي بدور حارس مصالح أمنية حدودية لـ”إسرائيل” وقد صار جاراً لها، وإنهاء اللعبة الإعلامية التي تتخذ من فلسطين عنواناً لمشروع العثمانية الجديدة، فالطريق مفتوح فقط لـ”ميني عثمانية” تخدم المشروع الإسرائيلي علناً كحال “ميني منظمة تحرير” فلسطينية تفعل الشيء نفسه.
* رئيس تحرير صحيفة البناء اللبنانية

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

اختبار جدية حصر السلاح على المحكّ وحماس تشترط

كتب نخلة عضيمي في" نداءالوطن": يبدو أن تنفيذ قرار حصر السلاح بيد الدولة من بوّابة المخيّمات الفلسطينية أوّلاً لن يكون سهلاً. فالجناح العسكري لحركة "حماس" يحاول التفلّت والمراوغة مستخدماً تكتيك "حزب اللّه" نفسه.
الحركة أبلغت المعنيين انفتاحها على البحث والتحاور شرط ألّا يقتصر الحوار على الجوانب الأمنية والعسكرية، بل أن يشمل الملفات السياسية والاجتماعية والقانونية للاجئين في لبنان، ما معناه تريد "حماس" حقوقاً مدنية للاجئين الفلسطينيين وتصف هذه الحقوق بالمشروعة وهو ما يعتبر توطيناً مقنّعاً.
وإذا كانت "حماس" تضع شروطاً على الدولة اللبنانية، تكشف في المقابل مصادر فلسطينية أن حركة "فتح" جاهزة لتسليم السلاح ولكن بالتزامن مع "حماس" كي لا تبقى جهة فلسطينية مسلّحة لوحدها داخل المخيّمات.
أما العقبة الثانية فتتمثل بارتباط بنزع سلاح "حماس" بشكل مباشر بضوء أخضر من "حزب اللّه" وهذا غير متوافر حالياً. على كل حال، تفيد التقارير الأمنية أن تحركات "حماس" تزايدت في الفترة الماضية داخل بعض المخيمات الفلسطينية، بخاصة في عين الحلوة، حيث تملك صواريخ موجّهة مضادة للدروع (مثل الكورنيت أو نسخ محلية الصنع)، وعبوات ناسفة لاستخدامها ضد أهداف محدّدة، وأسلحة خفيفة وذخائر بكميات كبيرة. كما سجّلت محاولات لإدخال أنظمة اتصال مشفرة لتأمين التحرّكات. وتتحدّث المعلومات عن تخزين أسلحة داخل منازل مهجورة أو تحت الأرض في عدة مخيّمات في بيروت والجنوب.وعلى الرغم من الوضوح القانوني الدولي حول حصر السلاح الفلسطيني وسلاح "حزب اللّه" بيد الدولة، تبقى بعض القضايا الأمنية الكبرى تطرح أكثر من علامة استفهام. من أبرزها شبكة الاتصالات الأرضية لـ "الحزب"، والمعروفة باسم (LITN)، والتي اعتمدها "حزب اللّه" كقناة تواصل بديلة عن الهواتف المحمولة. هذه الشبكة (نصبت على كامل الأراضي اللبنانية)، أثبتت أخيراً هشاشتها أمام التقدّم التقني الإسرائيلي بعد تفجير أجهزة "البيجرز" المتصلة بها. وهذا الاختراق يؤكد أن النظام الأمني الذي وصف يوماً بأنه ركيزة حماية لـ "حزب اللّه" قد صار نقطة ضعف. إذاً، شبكة "الحزب" ولجنته الأمنية في الضاحية معطوفتان على سلاح المخيّمات أبرز التحديات لإثبات جدية الدولة في البدء بتنفيذ قرار حصر السلاح، فلننتظر، من دون أن يكون لدينا ترف الانتظار الطويل لأن الوقت يداهم الجميع.  
  مواضيع ذات صلة السعودية تشترط إصلاحات "ملموسة وجدية" Lebanon 24 السعودية تشترط إصلاحات "ملموسة وجدية" 28/04/2025 05:39:32 28/04/2025 05:39:32 Lebanon 24 Lebanon 24 وزير خارجية إيران: مفاوضات السبت مع واشنطن اختبار لجدية إدارة ترامب Lebanon 24 وزير خارجية إيران: مفاوضات السبت مع واشنطن اختبار لجدية إدارة ترامب 28/04/2025 05:39:32 28/04/2025 05:39:32 Lebanon 24 Lebanon 24 وزير الخارجية الإيراني: الاجتماع الإيراني الأميركي في مسقط فرصة للدبلوماسية واختبار لجدية الولايات المتحدة Lebanon 24 وزير الخارجية الإيراني: الاجتماع الإيراني الأميركي في مسقط فرصة للدبلوماسية واختبار لجدية الولايات المتحدة 28/04/2025 05:39:32 28/04/2025 05:39:32 Lebanon 24 Lebanon 24 وزير خارجية إيران: مفاوضات عُمان فرصة واختبار لجدية أميركا Lebanon 24 وزير خارجية إيران: مفاوضات عُمان فرصة واختبار لجدية أميركا 28/04/2025 05:39:32 28/04/2025 05:39:32 Lebanon 24 Lebanon 24 قد يعجبك أيضاً لبنان الرسمي يُطالب واشنطن وباريس بتحمّل مسؤوليّاتهما Lebanon 24 لبنان الرسمي يُطالب واشنطن وباريس بتحمّل مسؤوليّاتهما 22:04 | 2025-04-27 27/04/2025 10:04:00 Lebanon 24 Lebanon 24 حوار عون و"حزب الله"لم يبدأ بعد ولا معطيات حاسمة حيال الموعد والشكل Lebanon 24 حوار عون و"حزب الله"لم يبدأ بعد ولا معطيات حاسمة حيال الموعد والشكل 22:06 | 2025-04-27 27/04/2025 10:06:00 Lebanon 24 Lebanon 24 إنتخابات بيروت: ساعات حاسمة قبل التوافق أو التأجيل Lebanon 24 إنتخابات بيروت: ساعات حاسمة قبل التوافق أو التأجيل 22:08 | 2025-04-27 27/04/2025 10:08:00 Lebanon 24 Lebanon 24 "نزع السلاح" والإعمار بإشراف أميركي Lebanon 24 "نزع السلاح" والإعمار بإشراف أميركي 22:34 | 2025-04-27 27/04/2025 10:34:10 Lebanon 24 Lebanon 24 جابر: استعادة أموال المودعين على 3 مراحل Lebanon 24 جابر: استعادة أموال المودعين على 3 مراحل 22:28 | 2025-04-27 27/04/2025 10:28:00 Lebanon 24 Lebanon 24 الأكثر قراءة "أحلى لحظة بحياتي"... ممثل سوريّ "يطلب يدّ" داليدا خليل (فيديو) Lebanon 24 "أحلى لحظة بحياتي"... ممثل سوريّ "يطلب يدّ" داليدا خليل (فيديو) 08:40 | 2025-04-27 27/04/2025 08:40:00 Lebanon 24 Lebanon 24 اقتصادياً.. أمر إيجابي يحصل في لبنان Lebanon 24 اقتصادياً.. أمر إيجابي يحصل في لبنان 03:15 | 2025-04-27 27/04/2025 03:15:00 Lebanon 24 Lebanon 24 بالصور... ابنا مكسيم خليل يلفتان الأنظار بجمالهما Lebanon 24 بالصور... ابنا مكسيم خليل يلفتان الأنظار بجمالهما 07:07 | 2025-04-27 27/04/2025 07:07:13 Lebanon 24 Lebanon 24 تغريدة جديدة لأدرعي... ماذا طلب من سكان الضاحية؟ Lebanon 24 تغريدة جديدة لأدرعي... ماذا طلب من سكان الضاحية؟ 15:52 | 2025-04-27 27/04/2025 03:52:25 Lebanon 24 Lebanon 24 بدت عليها علامات التقدّم بالسن.. نادين الراسي بإطلالة خارجة عن المألوف (صور) Lebanon 24 بدت عليها علامات التقدّم بالسن.. نادين الراسي بإطلالة خارجة عن المألوف (صور) 23:00 | 2025-04-26 26/04/2025 11:00:00 Lebanon 24 Lebanon 24 أخبارنا عبر بريدك الالكتروني بريد إلكتروني غير صالح إشترك أيضاً في لبنان 22:04 | 2025-04-27 لبنان الرسمي يُطالب واشنطن وباريس بتحمّل مسؤوليّاتهما 22:06 | 2025-04-27 حوار عون و"حزب الله"لم يبدأ بعد ولا معطيات حاسمة حيال الموعد والشكل 22:08 | 2025-04-27 إنتخابات بيروت: ساعات حاسمة قبل التوافق أو التأجيل 22:34 | 2025-04-27 "نزع السلاح" والإعمار بإشراف أميركي 22:28 | 2025-04-27 جابر: استعادة أموال المودعين على 3 مراحل 22:22 | 2025-04-27 إسرائيل تسعى إلى التخريب وعرقلة المفاوضات مع إيران فيديو أصرت على الوقوف بجانب النعش.. راهبة تخرق البروتوكول لتلقي نظرة على جثمان البابا المسجى (فيديو) Lebanon 24 أصرت على الوقوف بجانب النعش.. راهبة تخرق البروتوكول لتلقي نظرة على جثمان البابا المسجى (فيديو) 23:56 | 2025-04-23 28/04/2025 05:39:32 Lebanon 24 Lebanon 24 بالفيديو.. رحلة البابا فرنسيس من الطفولة وحتى انتخابه حبرًا أعظم Lebanon 24 بالفيديو.. رحلة البابا فرنسيس من الطفولة وحتى انتخابه حبرًا أعظم 09:23 | 2025-04-21 28/04/2025 05:39:32 Lebanon 24 Lebanon 24 ميقاتي: الحل للوضع في الجنوب بتشكيل لجنة أمنية قانونية لتثبيت اتفاق الهدنة ونقاط الحدود Lebanon 24 ميقاتي: الحل للوضع في الجنوب بتشكيل لجنة أمنية قانونية لتثبيت اتفاق الهدنة ونقاط الحدود 01:00 | 2025-04-15 28/04/2025 05:39:32 Lebanon 24 Lebanon 24 Download our application مباشر الأبرز لبنان خاص إقتصاد عربي-دولي بلديات 2025 متفرقات أخبار عاجلة Download our application Follow Us Download our application بريد إلكتروني غير صالح Softimpact Privacy policy من نحن لإعلاناتكم للاتصال بالموقع Privacy policy جميع الحقوق محفوظة © Lebanon24

مقالات مشابهة

  • عاجل. أردوغان: تركيا لن تسمح بأي كيانٍ آخر غير سوريا موحدة
  • تركيا تعلن أسماء الشركات التي ستقدّم خصومات للشباب المقبلين على الزواج! القائمة تضم 20 علامة تجارية
  • تركيا وإيطاليا تؤكدان وحدة أراضي سوريا وسيادتها
  • باحث إسرائيلي: تصاعد نفوذ تركيا في سوريا أمر غير سار لنا
  • وزير الطوارئ والكوارث يناقش مع المدير العام للجنة الدولية للصليب الأحمر التحديات التي تواجه الشعب السوري
  • ‏وزير الخارجية السوري: العقوبات على سوريا تضعف قدرة البلاد على منع النزاعات
  • إعلام إسرائيلي: تركيا تسمح لحماس والجهاد بالتدريب في سوريا
  • اليوم الثاني من الفعالية الثقافية صور من التراث السوري التي تنظمها وزارة الثقافة على مسرح دار الأوبرا بدمشق
  • الشرع يحذر من دعوات “قسد” التي تهدد وحدة البلاد وسلامة التراب السوري
  • اختبار جدية حصر السلاح على المحكّ وحماس تشترط