قصة الجدار والكنز في سورة الكهف
تاريخ النشر: 7th, April 2025 GMT
في قوله تعالى: «وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنزٌ لَّهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا فَأَرَادَ رَبُّكَ أَن يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنزَهُمَا رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ» (الكهف: 82)، نجد درسًا عظيمًا في الحكمة والتخطيط المالي.
فقد استخدم الأبوان الجدار كوسيلة لحفظ الكنز حتى يكبر الغلامان ويصبحا قادرين على إدارته بحكمة، لو تم الكشف عن الكنز مبكرًا، لربما ضاع بسبب صغر سنهما وقلة خبرتهما، لكن الله، برحمته وعلمه، أخفى الكنز حتى «يبلغا أشدهما»، أي حتى ينضجا ويكتسبا القدرة على تحمّل المسؤولية، فالإدارة المالية السليمة تتطلب حكمة تتيح اتخاذ قرارات مالية سليمة.
هذا يعلمنا أن بعض النعم تحتاج إلى وقت وصبر حتى نكون مستعدين لاستقبالها، فإخفاء الكنز لم يكن حرمانًا، بل كان تدبيرًا إلهيًّا يصب في مصلحة الغلامين، فالله يعطي كل شيء في وقته المناسب، وفقًا لما هو أصلح لعباده.
تتكرر هذه الفكرة في الأدب أيضًا، كما في رواية «الخيميائي» لباولو كويلو، حيث يخوض البطل سانتياجو رحلة طويلة من سهول الأندلس إلى أهرامات الجيزة بحثًا عن كنز.
فخلال رحلته، يتعرّض البطل للكثير من الصعاب ويفقد كل مدخراته ثلاث مرات، لكنه في النهاية يكتشف أن الكنز كان موجودًا في المكان الذي بدأ منه رحلته، ولم يكن الغرض من الرحلة إيجاد الكنز فقط، بل كانت ضرورية لصقل شخصيته واكتساب الحكمة التي يحتاجها لإدارته.
في كلتا القصتين، كان الكنز موجودًا منذ البداية، لكن الوصول إليه تطلّب صبرًا ونضجًا وحكمة، وهذا يوضح لنا أن المال والكنوز تحتاج إلى إدارة واعية، ومن دون الخبرة والنضج، قد تضيع هذه النعم.
إن التجارب والرحلة نحو الهدف هي أهم بكثير من الهدف ذاته، ذلك أن هذه التجارب هي التي تصقل شخصيتنا وتُعدّنا لتحمّل المسؤولية، فعلينا أن نثق بأن الله الحكيم البصير الذي تجلت قدرته بحكمته المطلقة يمنحنا كل شيء في وقته المناسب، حتى لو لم ندرك ذلك في حينه، لذا علينا السعي والتوكل على مدبّر الأمر وحده وسنحصل على مبتغانا في الوقت الذي يراه الحكيم الخبير مناسبا.
حمدة الشامسية كاتبة عُمانية في القضايا الاجتماعية
المصدر: لجريدة عمان
إقرأ أيضاً:
صور يتجاوز عبري بثنائية النجاشي والمحيجري
حقق نادي صور فوزا مهما على نادي عبري بنتيجة هدفين مقابل هدف، في اللقاء الذي جمع الفريقين على أرضية المجمع الرياضي بصور ضمن مباريات الجولة العشرين من دوري عمانتل. وافتتح صور التسجيل مبكرا عن طريق محمد النجاشي من ركلة جزاء في الدقيقة 15، قبل أن يضيف زميله محمد المحيجري الهدف الثاني في الدقيقة 46، وتمكن عبري من تقليص الفارق عبر محترفه فيستون عبدول الذي سجل من ركلة جزاء في الدقيقة 60.
بدأت المباراة بإيقاع سريع، خاصة من جانب فريق صور الذي فرض أسلوبه منذ البداية، وفي الدقيقة 15، حصل صور على ركلة جزاء ترجمها محمد النجاشي إلى هدف أول، وبعد الهدف، واصل صور ضغطه الهجومي بحثا عن هدف ثانٍ، فيما اعتمد عبري على الكرات الطويلة خلف المدافعين، وكاد أن يسجل هدف التعادل في الدقيقة 33 من كرة ركنية تصدى لها حارس صور سلطان الرقادي ببراعة وحولها إلى ركنية. وشهدت الدقائق الأخيرة من الشوط الأول محاولات هجومية لعبري عبر الثلاثي إيريك وداود سليمان وأشهاد عبيد، لكن دون نجاح، لينتهي الشوط بتقدم صور بهدف دون رد.
وجاءت بداية الشوط الثاني قوية، وتمكن صور من مباغتة عبري بهدف ثانٍ مبكر في الدقيقة 46 عن طريق محمد المحيجري، الذي استغل عرضية من أيسر العلوي وأسكن الكرة الشباك. وبعد الهدف، تبادل الفريقان الهجمات، وظهر التسرع وعدم التركيز في إنهاء الفرص. وفي الدقيقة 60 حصل عبري على ركلة جزاء نفذها المحترف فيستون عبدول بنجاح، مقلصا الفارق. وبعدها واصل الفريقان محاولاتهما، وكاد محمد النجاشي أن يسجل الهدف الثالث لصور في الدقيقة 73 بعد عرضية من أيمن إبراهيم، لكنه سدد الكرة خارج المرمى. واستفاد عبري من تراجع لاعبي صور للدفاع عن تقدمهم، وكاد أن يعادل النتيجة في الدقيقة 83، لكن أيمن إبراهيم أهدر فرصة محققة بعد انفراده بالحارس علاء الحمداني، حيث ارتطمت كرته بالقائم، وفي الدقائق الأخيرة، كان عبري الطرف الأفضل من حيث السيطرة والوصول للمرمى، لكن دون تهديد حقيقي، لتنتهي المباراة بفوز صور بهدفين مقابل هدف، ورفع صور رصيده إلى 17 نقطة.