ريهام العادلي تكتب: العيد القومي لسوهاج في الجمهورية الجديدة.. تاريخ عظيم ومستقبل واعد
تاريخ النشر: 6th, April 2025 GMT
تحتفل محافظة سوهاج بعيدها القومي سنويًا في 10 أبريل، وهو اليوم الذي يخلّد واحدة من أعظم البطولات في تاريخ مصر، وهي معركة الشيخ حمد التي وقعت عام 1799 أثناء مقاومة أهالي سوهاج للحملة الفرنسية ، ويعد هذا اليوم فرصة سنوية للتعبير عن فخر أبناء المحافظة بتاريخهم العريق، واستلهام العزيمة لمواصلة البناء والتنمية.
يرتبط العيد القومي لسوهاج بواحدة من أشهر المعارك الشعبية ضد الاحتلال الفرنسي، حيث شهدت قرية الشيخ حمد التابعة لمركز سوهاج ملحمة بطولية سطرها أبناء المحافظة، ففي عام 1799، حاولت القوات الفرنسية بقيادة الجنرال دافو فرض سيطرتها على صعيد مصر، لكن أهالي سوهاج تصدوا ببسالة لهذا العدوان، مستخدمين أسلحتهم التقليدية ومهاراتهم القتالية، ورغم التفوق العسكري الفرنسي، إلا أن المقاومة الشعبية في مختلف المناطق كانت عنيدة وكبدت العدو خسائر فادحة، مما جعلها واحدة من أبرز صور النضال الوطني في تاريخ مصر.
لا يقتصر مجد سوهاج على دورها في المقاومة الشعبية فقط، بل تمتد جذوره إلى أعماق التاريخ المصري القديم، حيث يبرز منها الملك مينا موحد القطرين والذي ينتمي لمنطقة (طينة) الموجود اسمها حاليا بمركز جرجا الذي كان مديرية متسعة حتي وقت قريب ومن هنا جاء شعار المحافظة الذي يحمل صورة الملك العظيم
وكانت سوهاج جزءًا من الإقليم الثامن في مصر العليا، وعاصمتها أبيدوس التي كانت مركزًا دينيًا هامًا لعبادة الإله أوزيريس.
وتضم المحافظة العديد من المواقع الأثرية الفريدة مثل:
• معبد سيتي الأول في أبيدوس، والذي يعد تحفة معمارية تسجل قائمة ملوك مصر القديمة.
• معبد الأوزيريون، الذي يرتبط بأسطورة أوزيريس، وهو صاحب أعلي سعر لتذكرة الدخول في العام حيث تبلغ قيمتها ٤٠ ألف جنيه
• آثار أخميم، التي كانت مدينة مقدسة منذ العصر الفرعوني.
وشهدت محافظة سوهاج في الفترة الأخيرة تطورًا ملحوظًا في القطاع السياحي، مما أسهم في وضعها على الخريطة السياحية لمصر ، ويرجع ذلك إلى عدة عوامل، أبرزها:
1. الاهتمام بالمناطق الأثرية
تم تطوير وترميم عدد من المواقع الأثرية المهمة مثل معبدي أبيدوس وأتريبس، مما ساهم في جذب مزيد من السياح المهتمين بالسياحة الثقافية والأثرية.
2. تحسين البنية التحتية:
شهدت المحافظة تطويرًا في الطرق والمواصلات، مما سهل الوصول إلى المعالم السياحية، خاصة مع افتتاح محاور وكباري جديدة تربط المحافظة بباقي الجمهورية.
3. تنشيط السياحة الدينية:
سوهاج تضم عددًا من المساجد والكنائس التاريخية التي أصبحت وجهة للزوار من داخل وخارج مصر، مثل مسجد العارف بالله ودير الأنبا شنودة.
4. الترويج السياحي:
تم تكثيف الحملات الترويجية لسوهاج في وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي، إضافة إلى إدراجها في بعض البرامج السياحية التي تنظمها شركات السياحة الكبرى.
5. المهرجانات والفعاليات:
إقامة فعاليات سياحية وثقافية زادت من الاهتمام بالمحافظة، مثل مهرجانات التراث الشعبي ومعارض الحرف اليدوية التي تعكس هوية سوهاج الفريدة.
كل هذه العوامل ساعدت في زيادة معدلات الإقبال السياحي على المحافظة، مما جعلها وجهة بارزة على الخريطة السياحية لمصر.
و من أهم الوجهات السياحية (متحف سوهاج القومي) فهو واحد من أهم المعالم الثقافية في محافظة سوهاج، ويُعد نافذة مهمة على تاريخ المنطقة الذي يمتد لآلاف السنين. افتُتح المتحف في عام 2018 ليكون مركزًا لتعريف الزوار بتراث سوهاج الغني، الذي يشمل حقبًا زمنية متعددة، من مصر القديمة حتى العصر الحديث.
يعرض المتحف مجموعة كبيرة من القطع الأثرية التي تسلط الضوء على دور سوهاج كمركز حضاري عبر العصور، مما يجذب الباحثين والسياح المهتمين بالتاريخ المصري يعزز السياحة الداخلية والخارجية
من خلال إقامة المعارض الدائمة والمؤقتة، يساعد المتحف في جذب الزوار من داخل مصر وخارجها، مما يعزز الحركة السياحية في المحافظة.
يقدم المتحف تجربة ثقافية متكاملة عبر الشروحات والمرشدين السياحيين، مما يجعله وجهة مثالية لمحبي التاريخ والثقافة.
ينظم المتحف ورش عمل وندوات ومحاضرات تثقيفية لطلاب المدارس والجامعات، مما يسهم في رفع الوعي الثقافي والسياحي.
يعمل المتحف على الاستفادة من وسائل التواصل الاجتماعي والمواقع السياحية للترويج لمقتنياته، مما يجذب المزيد من الزوار.
مع تزايد عدد الزوار، يساهم المتحف في تنشيط الأنشطة الاقتصادية المحلية، مثل الفنادق والمطاعم والأسواق السياحية، مما يدعم المجتمع المحلي.
متحف سوهاج القومي ليس مجرد موقع لعرض الآثار، بل هو مركز ثقافي وسياحي يعزز الهوية الحضارية للمحافظة ويعمل على جذب السياح من مختلف أنحاء العالم. تطوير هذا الصرح واستغلاله بشكل أكبر يمكن أن يجعل سوهاج واحدة من أهم الوجهات السياحية في مصر .
هذا الإرث العظيم يجعل من سوهاج متحفًا مفتوحًا يحكي تاريخ مصر عبر العصور.
تشهد محافظة سوهاج في العيد القومي العديد من الفعاليات والأنشطة التي تعكس روح الانتماء والفخر بتاريخها، وتشمل:
1. العروض العسكرية والرياضية: حيث تشارك المدارس والجامعات في عروض رياضية وكشافة، إلى جانب عروض قوات الشرطة.
2. الاحتفالات الثقافية والفنية: تقام أمسيات شعرية، وعروض فنية لفرق الفنون الشعبية، التي تقدم فقرات تعكس التراث السوهاجي.
3. افتتاح مشروعات تنموية: يحرص المسؤولون على استغلال هذه المناسبة لافتتاح مشروعات خدمية وتنموية، مثل المدارس، والمستشفيات، والطرق الجديدة.
4. تكريم الشخصيات البارزة حيث يتم تكريم النماذج المشرفة في المحافظة من معلمين، ورياضيين، وفنانين، وأصحاب إنجازات متميزة ومرأة وشباب من قبل جهات عدة أبرزها المحافظة والمجلس القومي للمرأة ومؤسسة أعلام أبناء سوهاج التابعة لوزارة التضامن الاجتماعي والتي أجرت توثيقاً للمكان والبشر هو الأول من نوعه في تاريخ سوهاج ، بالإضافة لرابطة المرأة المصرية التي كرمت خلال عام واحد ألف قائد من شباب سوهاج بعد تأهيلهم .
شهدت محافظة سوهاج في عهد فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي والذي أولاها اهتماما كبيرا وزارها ضمن زياراته الهادفة لدعم تنمية الصعيد في الجمهورية الجديدة طفرة في مشروعات التنمية، في إطار رؤية مصر 2030، ومن أبرز الإنجازات:
• مشروعات البنية التحتية: تنفيذ العديد من مشروعات الطرق والكباري، مثل كوبري طهطا العلوي، وكوبري جرجا العلوي، بهدف تسهيل حركة النقل والمواصلات.
• مشروعات الإسكان: تنفيذ وحدات الإسكان الاجتماعي لتوفير سكن مناسب للمواطنين.
• تطوير قطاع التعليم: إنشاء مدارس جديدة وتطوير جامعة سوهاج لتوفير فرص تعليمية متقدمة.
• قطاع الصحة: تطوير المستشفيات الحكومية وتوفير الأجهزة الطبية الحديثة.
وساهمت المشروعات الاجتماعية والمبادرات الرئاسية مثل ١٠٠ مليون صحة وحياة كريمة وتكافل وكرامة وغيرها في دعم مسيرة التنمية ، وتلعب المؤسسات المختلفة وعلي رأسها فرع المجلس القومي بسوهاج والكيانات الشبابية المختلفة ورابطة المرأة المصرية وباقي منظمات المجتمع الأهلي دوراً كبيراً في هذا الجانب.
يعد العيد القومي لسوهاج مناسبة عظيمة لاسترجاع التاريخ المجيد، وتجديد العهد على مواصلة البناء والتنمية. فسوهاج لم تكن يومًا مجرد محافظة عادية، بل كانت دائمًا أرض الأبطال ومهد الحضارات، وهي اليوم تسير بخطى ثابتة نحو مستقبل مشرق يليق بتاريخها العريق .
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: محافظة سوهاج المزيد محافظة سوهاج العید القومی سوهاج فی
إقرأ أيضاً:
اللواء "سمير فرج "يرسخ اسمه بشجرة في جامعة سوهاج الجديدة دعمًا لمبادرة "100 مليون
شهدت جامعة سوهاج الجديدة فعالية بارزة تجسد التلاحم بين الخبرة الاستراتيجية والجهود التنموية، حيث شارك الدكتور حسان النعماني، رئيس الجامعة، اللواء أركان حرب سمير فرج، الخبير الاستراتيجي والقائد الأسبق لإدارة الشؤون المعنوية بالقوات المسلحة، في غرس شجرة تحمل اسم سيادة اللواء داخل الحرم الجامعي.
تأتي هذه المبادرة في إطار التفاعل مع المبادرة الرئاسية "100 مليون شجرة"، وذلك خلال زيارة اللواء فرج للجامعة لإثراء فعاليات الاحتفال بعيد تحرير سيناء بندوة تثقيفية قيّمة.
وقد تزامنت هذه اللحظة الرمزية مع استعدادات الجامعة لاستضافة الندوة التثقيفية الهامة التي أقيمت تحت عنوان "سيناء من التحرير إلى التعمير"، والتي ألقاها اللواء سمير فرج، وذلك في سياق حضوره الأول لاجتماع مجلس الجامعة هذا الشهر.
وفي هذا السياق، أكد الدكتور حسان النعماني رئيس جامعة سوهاج على القيمة المضافة الكبيرة لزيارة اللواء سمير فرج للجامعة وطلابها، مشيراً إلى أن الجامعة تولي اهتمامًا خاصًا بتفعيل المبادرة الرئاسية "100 مليون شجرة". وأوضح أن الجامعة قد خطت خطوات واسعة في هذا الاتجاه، حيث سبق لها زراعة أشجار تحمل أسماء رموز وطنية وقادة، بدءًا من اسم الرئيس عبد الفتاح السيسي، مرورًا بمشاركة وزراء وشخصيات عسكرية بارزة مثل الدكتور أيمن عاشور وزير التعليم العالي ورؤساء الجامعات المصرية، وهو ما يعكس رسالة إيجابية لتعزيز روح الانتماء والمشاركة المجتمعية.
أشاد رئيس الجامعة بحرص اللواء سمير فرج على أن يغرس بنفسه شجرة تحمل اسمه الكريم.
من جهته، عبّر اللواء أركان حرب سمير فرج عن سعادته الغامرة بالمشاركة في هذه المبادرة البيئية الهامة داخل جامعة سوهاج، مثنيًا على الجهود الملموسة التي تبذلها الجامعة في إطار مبادرة "100 مليون شجرة" واستراتيجيتها الطموحة نحو التحول الأخضر ومواجهة تحديات التغيرات المناخية وزيادة المساحات الخضراء. وشدد على الأهمية المحورية لهذه المبادرة التنموية التي تعود بالنفع على كافة منتسبي الجامعة، وتحمل دلالات عميقة لغرس قيم العطاء والأمل في نفوس الأجيال الصاعدة، وتعزيز الوعي البيئي لدى الطلاب.
وخلال الفعالية، قام رئيس الجامعة واللواء سمير فرج بجولة تفقدية لمواقع التشجير داخل الجامعة، حيث اطلعا على أنواع الأشجار التي تم زراعتها، والتي شملت الليمون والمانجو والزيتون، وذلك ضمن الخطة الشاملة للجامعة لتشجير مساحة تقدر بنحو 10 آلاف متر مربع بالقرب من البوابة الرئيسية للجامعة الجديدة.
وقد حضر هذه الفعالية الهامة المحاسب أشرف القاضي أمين عام الجامعة، وعدد من عمداء الكليات، والدكتور ياسر عبد الفتاح والمحاسب سيد بدوي الأمناء المساعدين، إلى جانب نخبة من القيادات الجامعية وأعضاء هيئة التدريس.