يورانيوم النيجر في قلب صراع روسي صيني مع فرنسا
تاريخ النشر: 6th, April 2025 GMT
في ظل التحولات الجيوسياسية العميقة التي تشهدها منطقة الساحل الأفريقي، أضحت النيجر -رابع أكبر منتج لليورانيوم في العالم- محور صراع دولي محتدم بين فرنسا من جهة، وروسيا والصين من جهة أخرى.
هذا التنافس تصاعد بصورة ملحوظة عقب الانقلاب العسكري في يوليو/تموز 2023، وقد سلّطت صحيفة لوموند الفرنسية الضوء عليه في تقرير حديث، مشيرة إلى محاولات مكثفة من موسكو وبكين للسيطرة على ثروات البلاد من اليورانيوم، من خلال تقديم عروض أكثر جاذبية من تلك التي تطرحها فرنسا.
لطالما شكّلت النيجر إحدى الركائز التقليدية للنفوذ الفرنسي في منطقة الساحل، فشركة "أورانو" (Orano)، وريثة "أريفا"، لا تزال حتى الآن تدير منجم "سومير" في شمال البلاد، كما تمتلك امتيازات ضخمة ضمن مشروع "إيمورارين"، الذي تُقدَّر احتياطاته بأكثر من 200 ألف طن من اليورانيوم، لكنه لم يُستغل بعد بسبب تحديات تقنية وسياسية.
غير أن العلاقة بين باريس والمجلس العسكري الجديد في نيامي شهدت تدهورا حادا تُوّج بانسحاب القوات الفرنسية من الأراضي النيجرية، ما أفسح المجال أمام قوى أخرى لإعادة رسم خارطة النفوذ في البلاد.
وفق تقرير لوموند، تعرض كل من روسيا والصين على نيامي شروطا أكثر سخاءً من تلك التي قدمتها فرنسا، بما في ذلك مضاعفة الاستثمارات، وتقديم شراكات "مربحة للطرفين" في استغلال المناجم، فضلا عن وعود ببنية تحتية وتعاون عسكري وأمني متزايد.
إعلانوتشير الصحيفة إلى أن المسؤولين العسكريين في نيامي أجروا بالفعل اتصالات مع ممثلين روس وصينيين لدراسة بدائل محتملة عن التعاون مع شركة "أورانو"، ما يعكس تحولا واضحا في توجهات السلطة الجديدة على الصعيد الإستراتيجي.
وتنظر باريس إلى هذا الانفتاح بعين القلق، إذ قد يؤدي إلى تآكل نفوذها في منطقة طالما اعتُبرت امتدادا طبيعيا لمجالها الحيوي.
"أورانو" في موقف دفاعيفي محاولة لاحتواء الوضع، تحرص "أورانو" على التأكيد على التزامها بشراكة طويلة الأمد مع النيجر، مشيرة إلى دورها في التنمية المحلية وتوظيف اليد العاملة النيجيرية.
إلا أن الظروف السياسية والاقتصادية الحالية لم تعد مواتية كما في السابق، ويهدد فشل مشروع "إيمورارين" بتحوّله إلى نقطة ضعف كبيرة في إستراتيجية فرنسا النووية، التي تعتمد بشكل واضح على واردات اليورانيوم من الخارج.
تُعد النيجر من بين أهم مصادر اليورانيوم عالميا، وتمتلك احتياطات إستراتيجية قادرة على لعب دور محوري في تلبية الطلب المتزايد على الطاقة النووية، خاصة في ظل التوجه العالمي نحو الحياد الكربوني.
وبالنسبة لفرنسا، فإن خسارة حصة كبيرة من اليورانيوم النيجري لصالح الصين أو روسيا قد تُعمّق اعتمادها على موردين جدد، قد يكونون أكثر كلفة أو تقلبا من الناحية السياسية.
أما بالنسبة للنيجر، فإن إعادة التفاوض حول شروط استغلال الثروات المعدنية تمثل فرصة لتعزيز السيادة الوطنية وتحقيق توازن اقتصادي أكبر، وإن كانت هذه الخطوة لا تخلو من مخاطر، إذ قد يكون ثمنها الجيوسياسي باهظا أيضا.
وهكذا، تقف النيجر اليوم عند مفترق طرق حاسم بين الاستفادة من تنافس القوى الكبرى على مواردها، وبين خطر الوقوع في تبعية جديدة، وإن كانت هذه المرة تحت رايات مختلفة.
إعلانالمصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات
إقرأ أيضاً:
خطوة نحو أتمتة الحياة اليومية.. روبوت صيني بعجلات لخدمة المطاعم والمكاتب
الصين – قدمت الشركة الصينية Pudu Robotics روبوتا جديدا يُسمى FlashBot Arm، وهو “قنطور بعجلات” يَعد بتغيير طريقة العمل في الفنادق والمكاتب والمطاعم.
على عكس الروبوتات البشرية باهظة الثمن التي تتميز بالمشي على قدمين، فإن هذا المساعد شبه البشري بعجلات عبارة عن حل عملي متاح وبأسعار معقولة.
لهذا الروبوت ذراعان بثلاثة مفاصل وسبع درجات حركة، وكف Pudu DH11 بإحدى عشرة درجة للحركة. ويبلغ مدى عمله مترين، حيث يمكنه التقاط الأشياء، أو الضغط على أزرار المصعد، أو قراءة البطاقات المغناطيسية. بينما تعرض شاشته التي تعمل باللمس تعابير وجه تجعله أكثر ودا.
وينقل الروبوت الأشياء داخل حاوية مزودة بغطاء. وهو يستدعي المصعد ويختار الطابق تلقائيا، ويفهم الأوامر الصوتية ويُجري حوارا بسيطا بفضل الذكاء الاصطناعي والميكروفون ومكبر الصوت.
أما نظام VSLAM المزود بكاميرات RGB، وكاميرات بانورامية، ومستشعر LiDAR فتخلق خريطة ثلاثية الأبعاد للمحيط، مما يساعده على تجنب العقبات. ويزن الروبوت 15 كيلوغراما فقط، وتعمل بطاريته الكهربائية لمدة 8 ساعات بعد شحنها لمدة 4 ساعات.
وFlashBot Arm هو روبوت مثالي لنقل الأمتعة في الفنادق، كما سيكون ممتازا في المكاتب والمطاعم ومراكز التسوق والمستشفيات.
ويقول رئيس الشركة المصنعة إنه “يُحضر الطعام، أو المستندات، أو الأدوية بكل سهولة، دون تعب”.
ويمثل FlashBot Arm، حسب رئيس الشركة، خطوة حقيقية نحو أتمتة الحياة اليومية. وعلى عكس الروبوتات البشرية، فهو أبسط، وأرخص، وجاهز للعمل دائما.
المصدر: Naukatv.ru