بالرغم من حرب الإبادة.. الأنظمة العربية والإسلامية تُدير ظهرها عن مناصرة غزة وإيقاف العدوان الإسرائيلي
تاريخ النشر: 6th, April 2025 GMT
صنعاء-يمانيون منذ بدء العدوان الإسرائيلي الفاشي على الشعب الفلسطيني المحاصر في قطاع غزة، والأنظمة العربية والإسلامية الهشة تدير ظهرها عن مناصرة غزة، متجاهلة نداءات الاستغاثة التي تحمل لومًا وعتابًا على العرب والمسلمين من قبل سكان القطاع، الذين يأملون في أن تلعب منظمتا الجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي دورا ايجابيا في إيقاف العدوان .
تستمر استغاثات أهالي غزة بصورة يومية، على وقع المجازر والدمار الشامل والإبادة الجماعية التي يمارسها جيش العدو الإسرائيلي بحق المدنيين العزل، فلم تعد الصورة كما كانت في جولة الـ 15 شهرًا، بل صارت أشد قتامة وأفدح خسارة منذ استئناف العدوان في شهر رمضان الماضي وبالتحديد في الـ18 من مارس الماضي ؛ حيث يقوم جيش العدو الإسرائيلي بعمليات تطهير عرقي غير مسبوقة ومسح كامل لما تبقى من مظاهر الحياة في القطاع.
سكان قطاع غزة الذين يعانون كل هذه الويلات لم يكفوا أبدا عن استغاثتهم وطلب النجدة من الأمتين العربية والإسلامية، لكنهم في واقع الأمر لا يلمسوا أي تحرك دبلوماسي للجم العدو الإسرائيلي وردعه عن الاستمرار في ارتكاب جرائمه بحقهم.
في مقابل هذا التخاذل العربي والإسلامي والصمت الدولي، يأتي دور اليمن الثابت والقوي المساند لقطاع غزة ليؤكد للعالم أجمع أنّ اليمنيين لن يتوقفوا عن إسناد القطاع والفلسطينيين مطلقًا مهما كانت الوقائع أو النتائج المترتبة على ذلك.
ويعمد الأمريكي والبريطاني إلى العدوان على اليمن للضغط بهدف وقف مساندته لغزة والسماح بفك الحصار المفروض يمنيا على السفن الإسرائيلية في البحر الأحمر وخليج عدن وبحر العرب.
ويقصف اليمن بالصواريخ فرط الصوتية والمسيرات الإنقضاضية تل أبيب “يافا” المحتلة وعدد من المدن في عمق الأراضي الفلسطينية المحتلة اسنادا لغزة.
ويؤكد قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي بصورة دائمة على أن اليمن مستمر في موقفه المساند لغزّة وللشعب الفلسطيني.
وحذر السيد عبد الملك، العدوالصهيوني، قبل استئنافه العدوان في شهر رمضان في 18 مارس، من أنه في حال نكث باتفاق وقف النار وعاد إلى التصعيد في غزة فإن اليمن سيعود إلى التصعيد.
وقال السيد عبد الملك ، في كلمة ألقاها مساء يوم الأحد 26 يناير 2025 في ذكرى استشهاد شهيد القرآن السيد حسين بدر الدين: “نحن مستمرون في التحرك الشامل عسكريًّا وفي كلّ المجالات نصرة لفلسطين كما تحركنا على مدى 15 شهرًا تحركًا فعالًا ضدّ العدوّ “الإسرائيلي””، مؤكدا أن الشعب اليمني في إسناده لغزة استمر 15 شهرًا في مختلف الظروف والأحوال من حرّ وبرد ومطر وفي الصوم ومع القصف ولم يتأثر بالحملات الدعائية المعادية.
ويؤكد السيد عبد الملك أن “الأمة بحاجة إلى إعادة الضبط في مواقفها لتبقى مواقفها جزءًا من دينها وأخلاقها ومبادئها وقيمها ترتكز على هوية هذه الأمة وتعليمات الله لها”.
وأكد أن كلّ التحرك الأمريكي و”الإسرائيلي” هو في إطار عناوين الولاء والعداء، ولذلك عندما تتحرك الأمة منفلتة في مواقفها لصالحهم فهي تشترك في كلّ ذلك، مشيرًا إلى أن الموقف من الأعداء ليس مجرد وجهة نظر سياسية وعلاقات سياسية ومصالح مادية ومكاسب هنا وهناك زائفة بل له ارتباط مبدئي وأخلاقي وإنساني وديني.
وأدار الرئيس الأمريكي المتهور دونالد ترامب الظهر لتعهداته التي أطلقها أثناء حملته الانتخابية بإحلال السلام في العالم، ليعلن صراحة عدوانه وحربه النازية على اليمن الذي يقف بثبات في مساندته لغزة.
وأختار ترامب نهجا أكثر عدائية تجاه اليمن، وهو ما بدا متوافقا مع حديثه السبت. وقال ترامب: “لن نتهاون مع الهجوم على السفن الأمريكية. سنستخدم القوة الفتاكة الساحقة حتى نحقق هدفنا”.
وأمر ترامب قواته بشن عدوانا اجراميا على اليمن يوم السبت 15 مارس، لثني اليمن وقيادته عن مساندة غزة وفك الحصارالبحري الذي فرضته القوات المسلحة علىالعدو الإسرائيلي في البحر الأحمر وبحر العرب وخليج عدن.
وتسبب العدوان الأمريكي في أول يوم “باستشهاد 9 مدنيين على الأقل وإصابة تسعة آخرين في الغارات الأمريكية على صنعاء”.
وهنا يفرض السؤال نفسه حول الدور الفعال لمنظمة التعاون الإسلامي التي تضم 57 دولة عربية وإسلامية وجامعة الدول العربية التي تضم هي أيضا 22 دولةفي ايقاف العدوان الصهيوني وتلك الإبادة الجماعية والمجازر بحق الفلسطينيين في غزة؟!..وما هو الدور المعول عليهما في الحراك والتفاعل والفاعلية المنوطة بالمنظمتين لحماية الفلسطينيين والدفاع عن حقوقهم في المحافل الدولية بشكل أساسي وفي الضغط على الكيان الإسرائيلي المجرم لوقف عدوانه.
المصدر: وكالة سبأ
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: العدو الإسرائیلی
إقرأ أيضاً:
من غزة إلى اليمن .. السيد الحوثي يكشف خطوط المعركة الكبرى
كان الخطاب محمّلاً بنبرة من يعرف أن ما يحدث في غزة ليس مجرد حرب، بل محطة فاصلة في عمر المنطقة، بل وفي صلب معنى الوجود العربي ذاته.
كان السيد يقول – دون أن يحتاج إلى العبارة – إن ما نراه اليوم هو سقوط أخلاقي عالمي يتدحرج من فوق منصة الأمم المتحدة حتى أرصفة العواصم الأوروبية التي تقمع صوت طلابها. لم يكن الخطاب تصعيدًا بقدر ما كان تذكيرًا بأن المسألة ليست فلسطين وحدها، بل معيار الأخلاق الكونية في زمن السوق والعهر السياسي.
السيد الحوثي الذي لم يعتد أن يتحدث بلغة المهزومين، كان يُعرّي العدو الإسرائيلي ويضعه في صورة الكائن المتوحش الذي يتغذى على أشلاء الأطفال الفلسطينيين بتمويل أمريكي واضح، لا لبس فيه. لم تكن الإدانة أخلاقية فقط، بل وصف دقيق لماكينة إبادة تمارس القتل بنَفَس بارد، بينما يراقب العالم المشهد كأنه جزء من مسرحية تلفزيونية انتهت صلاحيتها الأخلاقية منذ سنوات.
لكن اللافت، كالعادة، أن خطاب السيد لا ينفصل عن الحقل العمل... هجمات بحرية، حظر للملاحة، إسقاط للطائرات، رد مباشر على العدوان الأمريكي، تحرك شعبي واسع، تأكيد على أن اليمن – بمقاومته – لم يعد على الهامش، بل في قلب معادلة الردع الإقليمي.
وكأنه يريد أن يقول نحن هنا لا لنستنكر، بل لنصنع أثراً، والدم اليمني لم يعد حزينًا وحيدًا، بل ممتزجًا بروح فلسطين وجراح غزة.
ومع ذلك، فإن ما يميز الخطاب أنه لا يكتفي بتوصيف الحدث، بل يغوص في بنيته، يشير إلى السياق المتكامل، يُفكك المصطلحات. فحين يتحدث عن "التهجير الطوعي" الذي يروّج له الاحتلال، فهو يدرك أن التهجير الطوعي، كعبارة، لا تقل جريمة عن القصف نفسه. هناك رغبة إسرائيلية قديمة لتفكيك الوجود الفلسطيني جغرافيًا، وتفريغه ديموغرافيًا، والغرب يصمت، بل ويشارك أحيانًا بإعادة إنتاج الخطاب الصهيوني نفسه بعبارات أكثر تحضّرًا ولكنها لا تقل قبحًا.
لم يكن السيد يوجه خطابه للداخل اليمني فقط، بل كانت نبرته عابرة للحدود، موجّهة إلى الأمة، بل وإلى الإنسانية كلها.
دعا إلى انتفاضة ضمير، لا مجرد غضب لحظي، دعا إلى مقاطعة اقتصادية وسياسية وثقافية، إلى عزلة كاملة لهذا الكيان الذي تم طرده من الضمير الإنساني لكنه لا يزال يحظى باعتراف الأمم المتحدة.
وربما أهم ما في الخطاب، أنه أعاد تعريف الاصطفاف. لم يعد الصراع بين إسرائيل وفلسطين، بل بين محور الهيمنة ومحور المقاومة. بين من يملك الطائرات الشبح، ومن يملك إرادة الصمود. بين قاذفات القنابل التي تنطلق من قواعد أمريكية، ومجاهدين حفاة يعيدون ترتيب المعنى من بين الركام.
والملاحظة الدقيقة، أن السيد لم يُغفل الإشارة إلى الداخل العربي. أشار – ولو بحذر – إلى الخذلان، إلى الصمت، إلى ازدواجية المعايير، إلى خيانة بعض الأنظمة التي تفتح أجواءها للطائرات الأمريكية وتغلقها أمام شحنات الدواء إلى غزة. وكان صريحًا في الإشارة إلى أن العدوان الأمريكي على اليمن هو امتداد لذات المعركة، وأن ما يواجهه اليمن اليوم هو نتيجة لموقفه الأخلاقي من القضية الفلسطينية.
وفي هذا السياق، فإن السيد، دون أن يقولها بشكل مباشر، يرسم حدود المعركة القادمة لا فصل بين الساحات. من البحر الأحمر إلى غزة إلى الجنوب اللبناني إلى دمشق، كلها جبهات لمعركة واحدة...العدو واحد، والخندق واحد، والراية واحدة. ومن يقف في الحياد، فهو جزء من الجريمة، حتى وإن رفع الشعارات.
المعادلة الجديدة التي يكرّسها الخطاب، فشل العدوان الأمريكي في اليمن لم يعد تحليلاً، بل اعترافًا أمريكيًا. حاملة الطائرات في حالة هروب، MQ9 تسقط تباعًا، الملاحة لم تعد آمنة، والقدرات العسكرية اليمنية تتنامى، لا تتآكل. هنا، يلمح السيد إلى معادلة ردع لم يجرؤ أحد من قبل على قولها نحن لسنا في موقع الدفاع، بل في موقع المبادرة.
وإذا أردنا أن نقرأ الخطاب من زاوية استراتيجية بحتة، فهو خطاب تثبيت حضور أكثر من كونه خطاب رد فعل. الحوثي لا ينتظر موقفًا عربيًا داعمًا، بل يؤكد أن اليمن يقوم بدوره الأخلاقي والإنساني والديني، دون مساومة، ودون رهانات على نظام رسمي عربي أثبت عجزه أو تواطؤه. وكأن الخطاب يريد أن يقول: نحن هنا لأننا اخترنا هذا المكان، ولسنا بانتظار من يبارك تحركنا أو يخذله.
أما الإشارات إلى الأمم المتحدة ومجلس الأمن، فلم تكن تعويلا، بل إدانة مزدوجة. فحين يتساءل السيد: لماذا لا يتم طرد الكيان الصهيوني من الأمم المتحدة؟ فهو لا ينتظر جوابًا، بل يكشف التواطؤ، ويقيم الحجة على المؤسسة الدولية كما على الأنظمة.
بالمجمل، كان خطابًا هادئًا في لغته، صادمًا في محتواه، عميقًا في دلالته، ثابتًا في موقعه من معادلة الصراع الكبرى. خطاب من لا يحتاج إلى أن يرفع صوته ليُسمع، لأن الفعل الميداني يسبقه دائمًا. السيد الحوثي كعادته، يقول ما يعنيه، ويفعل ما يقوله، ويعرف أن التاريخ لا يصنعه الحياد، بل من يقف في وجه الطغيان، ولو وحيدًا، كما قال المتنبي يومًا:
إذا غامرتَ في شرفٍ مرومِ
فلا تقنعْ بما دونَ النجومِ
المصدر : عرب جورنال / كامل المعمري