فيديو صادم لاستهداف المسعفين برفح والمنصات تشتعل غضبا
تاريخ النشر: 6th, April 2025 GMT
ويأتي هذا الفيديو بعد أسبوع من قيام الهلال الأحمر الفلسطيني في 30 مارس/آذار الماضي بانتشال جثامين 14 شهيدا فُقد الاتصال معهم لأكثر من 7 أيام، وهم 8 مسعفين و5 من رجال الدفاع المدني وموظف أممي، بالإضافة إلى فقدان المسعف التاسع الذي لا يزال مصيره مجهولا حتى الآن.
وكان الهلال الأحمر الفلسطيني قد نشر بيانا رسميا اتهم فيه جيش الاحتلال الإسرائيلي بقتل هؤلاء المسعفين ورجال الدفاع المدني بالرصاص في رفح، ودفنهم في مقبرة جماعية لطمس جريمته.
وفي اليوم الموالي، نفى جيش الاحتلال الإسرائيلي مهاجمته مركبات إسعاف بطريقة عشوائية، وزعم أنه قتل 9 مسلحين من عناصر المقاومة الفلسطينية كانوا يستقلون مركبات اقتربت من قواته في رفح بشكل "مريب"، مدعيا أنها كانت تسير من دون تشغيل الأضواء الأمامية أو تفعيل إشارات الطوارئ، ولا تحمل أي علامات واضحة، وهذا شكل تهديدا على قوات الاحتلال التي قامت بإطلاق الرصاص نحو السيارات الفلسطينية.
غير أن الحقيقة تكشفت أمس من خلال مقطع فيديو مدته 7 دقائق نشرته صحيفة نيويورك تايمز، بعد حصولها عليه من دبلوماسي أممي، وصله من الهلال الأحمر الفلسطيني.
وأوضحت الصحيفة أن الفيديو تم استخراجه من هاتف المسعف الشهيد رفعت رضوان، الذي وُجد مقتولا برصاصة في رأسه، حيث قامت أسرته بتفريغ محتويات هاتفه وتسليمها للجهات المعنية.
إعلانوأكدت الصحيفة أن الفيديو يدحض الرواية الإسرائيلية تماما، إذ يُظهر بوضوح أن سيارات الإسعاف والإطفاء كانت تسير بشكل طبيعي وتحمل علامات واضحة، كما أن مصابيح الطوارئ فيها كانت مضاءة، وأفراد الطواقم كانوا يرتدون أزياءهم الرسمية المميزة.
رواية كاذبة
وعلق الهلال الأحمر الفلسطيني على الفيديو قائلا إنه "جاء ليفنّد بشكل واضح وصريح رواية الاحتلال الذي يستهدف بشكل متعمد مركبات الإسعاف والطواقم الطبية والصحية، ويقوم أيضا بتسويق رواية كاذبة" لتبرير استهدافه للكوادر الطبية.
وفي محاولة للتبرير بعد ظهور الفيديو، علّق جيش الاحتلال الإسرائيلي بأن جنوده ظنّوا أنهم يتعرضون لهجوم، وأن الادعاء بعدم وجود أضواء أو إشارات طوارئ بسيارات الإسعاف "لم يكن كذبا متعمدا"، وزعم أن جرافاته غطّت على جثث القتلى بهدف "حمايتها من الذئاب والكلاب".
وأبرزت حلقة 2025/4/6 من برنامج "شبكات" إجماع مغردون على أن الفيديو يمثل دليلا دامغا يدين الاحتلال بشكل قاطع، وأن الجريمة أصبحت موثقة بما لا يدع مجالا للشك أو التبرير.
وبحسب المغرد خالد صافي فإن المقطع "ليس مشهدا من فيلم حرب، ولا إعادة تمثيل لجريمة ماضية، إنه توثيق حقيقي بالصوت والصورة لواحدة من أبشع الجرائم التي ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي، وجريمة لا يمكن نفيها ولا الالتفاف حولها".
وأكدت الناشطة عبير مهدي على رأي صافي، وكتبت تقول: "اليوم لا حجة لأحد، لا لمدافع عن الاحتلال، ولا لمتخاذل يتذرع بعدم وضوح الرواية، فالجرم موثق، والدم مشهود، والصمت بعد اليوم مشاركة في الجريمة".
وفي السياق ذاته، لفت المغرد حمزة الانتباه إلى أن هذه الجريمة ليست سوى جزء من نمط أوسع، وأوضح أن "هذا المشهد خرج بالصدفة وشاهده العالم، لكنه واحد من مئات المشاهد التي لم تخرج وبقيت طي الكتمان والمواراة"، وأكمل مؤكدا "جرائم الكيان كبيرة وقاسية ولا أحد يحاول في العالم أجمع إيقافها".
إعلانومن زاوية أخرى، لفت الناشط أيمن إلى غياب المساءلة الدولية، وغرد يقول: "ما دام لا يوجد من يحاسب الاحتلال على جرائمه فسيظل يستغل غياب العدالة النائمة ويرتكب أفظع الجرائم بأقذر أساليب عرفها التاريخ المعاصر والقديم ولا يأبه بأحد".
وقال جيش الاحتلال الإسرائيلي إن حادث إطلاق النار على قافلة الإسعاف برفح يخضع لتحقيق معمَّق وشامل، وإن القيادة الجنوبية سترفع نتيجة التحقيق إلى رئيس الأركان، وسيتم فحص الوثائق المتداولة بدقة وعمق.
الصادق البديري6/4/2025المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات الهلال الأحمر الفلسطینی جیش الاحتلال الإسرائیلی
إقرأ أيضاً:
جريمة "إعدام المسعفين".. جيش الاحتلال ينسج "رواية كاذبة" لتبرير "الإعدام الميداني"
◄ استشهاد 15 من المسعفين وموظفي الإغاثة بعد رميهم بالرصاص في 23 مارس
◄ الجيش الإسرائيلي أكد في البداية إطلاق نار على سيارات دون علامات
◄ مقطع مُصوَّر يُظهر تعرض عمال طوارئ لإطلاق نار بسيارات واضحة العلامات
◄ مطالبات من الأمم المتحدة والصليب الأحمر بإجراء تحقيق مستقل
القدس المحتلة- الوكالات
زوَّر جيش الاحتلال الإسرائيلي تفاصيل جديدة غيرت روايته المبدئية عن ملابسات الإعدام الميداني لنحو 15 من المسعفين وموظفي الإغاثة قرب رفح جنوب قطاع غزة الشهر الماضي لكنه قال إن المحققين لا يزالون يفحصون الأدلة.
واستُشهد 15 من المسعفين ورجال الطوارئ بالرصاص في 23 مارس ودُفنوا في مقبرة جماعية ضحلة؛ حيث عثر مسؤولون من الأمم المتحدة والهلال الأحمر الفلسطيني بعدها بأسبوع على جثثهم بينما لا يزال رجل في عداد المفقودين.
وقال الجيش في البداية إنه فتح النار على مركبات اقتربت على نحو "مريب" من موقعه في الظلام دون أنوار أو علامات. ووزعم أنه قتل 9 مسلحين من حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) وحركة الجهاد الإسلامي كانوا يتنقلون في مركبات تابعة للهلال الأحمر الفلسطيني. ولا يزال رجل آخر مفقودًا.
لكن الهلال الأحمر الفلسطيني نشر تسجيلًا مصورًا مصدره الهاتف المحمول لأحد الشهداء يظهر أن المسعفين كانوا يرتدون زيهم المميز في سيارات إسعاف وشاحنات إطفاء تحمل شعارات واضحة وأنوارها مُضاءة وهم يتعرضون لإطلاق النار من الجنود.
كما قال مسعف في الهلال الأحمر الفلسطيني يدعى منذر عابد هو الناجي الوحيد من الواقعة إنه رأى جنودا يفتحون النار على مركبات طوارئ تحمل علامات واضحة.
وقال مسؤول عسكري إسرائيلي في وقت متأخر من مساء السبت إن المحققين يفحصون التسجيل المصور، ومن المتوقع تقديم ما خلصوا إليه لقيادات الجيش اليوم الأحد.
وأضاف أن التقرير الأوَّلي الوارد من الميدان لم يصف الأضواء، لكن المحققين يدرسون "معلومات عملياتية" ويحاولون فهم ما إذا كان ذلك ناتجًا عن خطأ من الشخص الذي أعد التقرير الأولي. وأردف "ما نفهمه حاليا هو أن الشخص الذي قدم التقرير الأولي مُخطئ. ونحاول فهم السبب".
وقالت وسائل إعلام إسرائيلية نقلا عن إفادات من الجيش إن القوات تزعم أن 6 على الأقل من الشهداء ينتمون لجماعات مسلحة. لكن المسؤول رفض تقديم أي أدلة أو تفاصيل على كيفية تحديد ذلك قائلا إنه لا يرغب في نشر معلومات سرية.
وقال لصحفيين في إفادة في وقت متأخر من مساء أمس السبت "وفقا لمعلوماتنا كان هناك إرهابيون لكن هذا التحقيق لم ينته بعد".
وطالبت الأمم المتحدة والهلال الأحمر الفلسطيني بإجراء تحقيق مستقل في هذه الواقعة.
وقال مسؤولون من الهلال الأحمر إن 17 مسعفا وعاملا بالطوارئ من الهلال الأحمر والدفاع المدني والأمم المتحدة أُرسلوا للموقع بناءً على تقارير بوجود مصابين بعد ضربات جوية إسرائيلية.
وبخلاف عابد الذي احتُجز لعدة ساعات قبل الإفراج عنه لا يزال أحدهم مفقودًا.
وقالت الأمم المتحدة الأسبوع الماضي إن المعلومات المتاحة تشير إلى أن القوات الإسرائيلية قتلت أحد أفراد الفريق، كما قُتل أفراد آخرون من فرق الطوارئ والمساعدات واحدا تلو الآخر على مدى عدة ساعات في أثناء بحثهم عن زملائهم المفقودين.
وصرح المسؤول العسكري بأن النتائج الأولية للتحقيق أظهرت أن القوات أطلقت النار على مركبة الساعة الرابعة صباحًا تقريبًا، مما تسبب في مقتل عنصرين من قوات الأمن الداخلي التابعة لحماس واعتقال آخر، وقال المسؤول إن المعتقل اعترف في أثناء التحقيق معه بانتمائه لحماس.
وأضاف أنه مع مرور الوقت مرت عدة مركبات على الطريق حتى الساعة السادسة صباحا تقريبا حين تلقت القوات إشارة من المراقبة الجوية باقتراب مجموعة سيارات مثيرة للريبة.
وقال المسؤول "اعتقدوا أن هذا حادث آخر مشابه لما حدث الساعة الرابعة صباحا، ففتحوا النار".
وأضاف أن لقطات المراقبة الجوية أظهرت أن القوات أطلقت النار من مسافة بعيدة، ونفى التقارير التي تفيد بأن القوات صفدت بعض المسعفين على الأقل وأطلقت النار عليهم من مسافة قريبة.
وقال "لم يكن إطلاق النار من مسافة قريبة. لقد أطلقوا النار من بعيد. لا يوجد أي سوء معاملة للناس هناك".
وأضاف أن الجنود اقتربوا من المجموعة التي أطلقوا النار عليها، وحددوا هوية بعضهم على الأقل على أنهم مسلحون. ومع ذلك، لم يوضح الدليل وراء هذا التقييم. وقال "من وجهة نظرهم، فقد واجهوا إرهابيين، وأنها مواجهة ناجحة معهم".
وأشار إلى أن القوات أبلغت الأمم المتحدة بالحادث في اليوم نفسه، وغطت الجثث في البداية بشباك تمويه إلى أن يتم نقلها.
وقال "لم تحدث أي واقعة حاول فيها جيش الدفاع الإسرائيلي التستر؛ بل على العكس، اتصلوا بالأمم المتحدة فورا".
ولم يرد مسؤولون في الأمم المتحدة حتى الآن على طلب من رويترز للتعليق.
وأضاف أنه بعد ذلك، مع عدم حضور الأمم المتحدة فورا لنقل الجثث، غطاها الجنود بالرمل لمنع الحيوانات من الاقتراب منها.
وقال إن مركبة ثقيلة تستخدم في الأعمال الهندسية دفعت السيارات بعيدا لإخلاء الطريق، لكنه لم يقدم تفسيرا لسحق السيارات ثم دفنها.
وأكدت الأمم المتحدة الأسبوع الماضي أنها أُبلغت بمكان الجثث، لكن إسرائيل منعت الدخول إلى المنطقة لعدة أيام. وأضافت أن الجثث دُفنت بجوار المركبات المحطمة، وهي سيارات إسعاف تحمل علامات واضحة وشاحنة إطفاء وسيارة تابعة للأمم المتحدة.