ماذا حلّ بالأمة العربية والإسلامية؟
تاريخ النشر: 6th, April 2025 GMT
علياء بنت حمد العبرية
في زمن كانت فيه أمة الإسلام مثالًا للعزة والكرامة، تحوّلت اليوم إلى شعوبٍ تائهة، منهكة، متفرقة، تتابع ما يجري في غزة كما تتابع مقاطع "سناب شات" و"تيك توك"؛ ثوانٍ من التفاعل، ثم نسيان سريع وكأن شيئًا لم يكن.
غزة تحترق، ودماء الأبرياء تسيل على أرضها، الأطفال ينامون على أصوات القصف، ويستيقظون على فقد الأهل والأحباب.
فأين أنتم يا أمة الإسلام؟
هل أصبحنا نخجل من قول الحق؟ هل أُسرت قلوبنا خلف الشاشات وصُرفت أبصارنا عن المآسي؟ هل أصبحنا نتفاعل أكثر مع ترند راقص من أن نرفع أكفنا بالدعاء أو نكتب كلمة حق؟
غزة لا تحتاج فقط إلى مساعدات غذائية، بل تحتاج إلى صحوة ضمير، إلى موقف واضح، إلى أمة تقول كلمتها ولا تخشى لومة لائم. إن ما يحدث هناك هو جرح عميق في قلب الأمة، جرح يتطلب منا جميعًا أن نكون صوتًا واحدًا، أن نتجاوز حدود الفضاء الافتراضي ونخرج إلى الواقع لنصنع التغيير.
نحن نعلم أن كثيرين يشعرون بالعجز، ولكن السكوت الكامل خيانة. إن لم تستطع أن تُغير بيدك، فلا أقلّ من أن ترفع صوتك، أن تُوصل رسالة، أن تُحرك الوعي. فكل كلمة تُكتب، وكل دعاء يُرفع، وكل موقف يُتخذ، هو خطوة نحو استعادة كرامتنا.
إنَّ الأمة التي تنسى آلامها، وتدمن الترف، وتستبدل الهمّ بالقشور، هي أمة تكتب نهايتها بيدها. فلسطين ليست قضية سياسية فحسب، إنها امتحان إيمان وكرامة. إنها دعوة للصحوة، للعودة إلى الجذور، إلى القيم التي قامت عليها أمتنا.
لنكن جميعًا جزءًا من هذا التغيير، ولنستعد لنكون صوتًا للحق، لننشر الوعي، ولنقف مع غزة، مع فلسطين، ومع كل مظلوم في هذا العالم. لنكن أمة واحدة، متحدة في الألم والأمل، ولنستعد لنكتب فصلًا جديدًا من تاريخنا، فصلًا يحمل في طياته العزة والكرامة.
إن الوقت قد حان لنستعيد هويتنا، لنستعيد إنسانيتنا.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً: