مقدمة لدراسة صورة الشيخ العربي في السينما الأمريكية «16»
تاريخ النشر: 6th, April 2025 GMT
يقول جاك شاهين، موضحًا سبب (أو لا سبب) استخدام فكرة الـ «كاميو» فـي الأفلام الأمريكيَّة التي تصوِّر العرب فـي السِّينما الأمريكيَّة على النَّحو السَّلبي الذي تُصَوِّرهم به إن الأمر يتعلَّق بـ «الأشرار اللاأخلاقيِّين الفظيعين، والعذارى، والشُّيوخ، والمصريين [القدماء]، والفلسطينيين... فـي أفلام لا علاقة لها أبداً بالعرب أو الشَّرق الأوسط» (1).
لكن على النقيض من المقاربة «الأخلاقيَّة» و«العاطفـيَّة» للموضوع التي يتخذها شاهين بحماس، فإن جون سي آيلي John C. Eisle يأخذ الأمر خطوة أبعد، وذلك بأن يعمد إلى توظيف مفاهيم مستعارة من علم اللسانيَّات الإدراكيَّة وصولاً لما يسميه الفـيلم «الشَّرقي» (eastern) نقيضًا (أو حتى معادلًا) لـ«الوسترن» (western) أو أفلام الغرب الأمريكي. ويتفرع نوع (genre) الفـيلم «الشَّرقي» الرئيس لدى آيلي إلى خمسة أنواع أصغر هي: نوع أفلام الشَّيخ، ونوع أفلام ألف ليلة وليلة، ونوع أفلام الفـيلق الأجنبي، ونوع أفلام التشويق والإثارة والمكائد الأجنبيَّة، ونوع أفلام الإرهاب. وفـي هذا فإنه يحدِّد عشر خصائص سرديَّة للفـيلم «الشَّرقي» وهي: الانتهاك، والفصل، والاختطاف، والتَّقليص، والتَّخليق، والغواية، والخلاص، والبوح، وإعادة التوكيد، والبتر (2). ومع أن «الأنواع العربيَّة» التي اقترحها شاهين لا تتطابق بصورة كاملة مع «الأنواع الفرعيَّة للنوع الشَّرقي الرئيس» التي يرتئيها آيلي، فإن كليهما يشتركان فـي التوكيد على أهمية أفلام الشَّيخ وطغيان حضوره عبر الأفلام والعقود الزمنيَّة منذ بدايات السينما الأمريكيَّة وحتى وقتها الحاضر.
إن دراسة نقديَّة متأنيَّة تشمل كافة تمثيلات (representations) العربي فـي كل تاريخ السينما الأمريكيَّة تبدو فكرة طموحة من الناحية المبدئيَّة، ولكنها، فـي الوقت نفسه، غير عمليَّة وغير ممكنة للعديد من الأسباب. غير أن دراسة شخصيَّة الشَّيخ (وهو «الصُّورة الصَّغيرة» micro) من خلال متابعة وقراءة تشكلها وتطورها عبر المراحل التاريخيَّة، والثقافـيَّة، والسينمائيَّة المختلفة، ستكون بالنَّتيجة، من الناحية العمليَّة، دراسة للتمثيلات السينمائيَّة للعربي (من حيث هو، هذه المرة، «الصُّورة الكبيرة» macro)؛ بالنظَّر إلى أن شخصيَّة الشَّيخ قد تبدَّت وتجلَّت تاريخيًّا باعتبارها العربي الجوهراني، وخلاصة الغيريَّة والاختلاف. وفـي هذا فإن نقطة بداية دراسة الشَّيخ العربي الهوليوودي ينبغي أن تكون عام 1921؛ أي العام الذي اقتبست فـيه الشَّاشة السينمائيَّة الأمريكيَّة رواية إدِث هل Edith Hull المعمَّدة «الشَّيخ»The Sheik بنفس العنوان (3).
--------------------------------
(1). Jack Shaheen, Reel Bad Arabs, 27. مصدر مقتبَس سابقاً
(2). John C. Eisele, “The Wild East: Deconstructing the Language of Genre in the Hollywood Eastern,” Cinema Journal 41, no. 4 (Summer 2002), 73.
(3). Edith Hull, The Sheik (Boston: Mall, Maynard, 1921). جدير بالذكر إنه فـي إثر نشر رواية «الشَّيخ» وإنجاز نسختها السينمائيَّة، فإن نفس المؤلفة قد نشرت رواية أخرى هي «ظِل الشَّرق» The Shadow of the East (New York: Small, Maynard, and Co., 1921). كما أنها نشرت لاحقاً، من باب الاستثمار التجاري والثقافـي، رواية أخرى من نفس النَّوع بعنوان «أبناء الشَّيخ» The Sons of the Sheik (New York: A. L. Burt, 1925)، والتي اقتبِست بدورها إلى السينما فـي فـيلم بعنوان «ابن الشَّيخ» The Sun of the Sheik (بإخراج جورج فِتسمورِس George Fitzmaurice، 1926). وبعد ذلك نشرت هَل كتاباً رحليًّا صحراويًّا بعنوان «التخييم فـي صحارى» Camping in the Sahara (New York: Dodd, Mead, and Co., 1927)، إضافة إلى روايات أخرى مستلهمَة من الصحارى والغابات وهي: «مروِّض الأسود» The Lion-Tamer (New York: Dodd, Mead Co., 1928)، و»أسير صحارى» The Captive of the Sahara (New York: Dodd, Mead and Co., 1931)، و»أسير الغابة» and Jungle Captive (Dodd, Mead and Co., 1939).
عبدالله حبيب كاتب وشاعر عماني
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: السینما الأمریکی
إقرأ أيضاً:
«شاهين» إلى نهائي «دوري الرجبي»
دبي (الاتحاد)
تأهل «شاهين» إلى نهائي دوري للرجبي فئة 15 لاعباً، حيث يلتقي مع «دبي هاريكنز» يوم السبت المقبل بملعب «طيران الإمارات ذا سيفينز»، وهي المرة الأولى التي يصعد فيها «شاهين» إلى المباراة الختامية بعد سنوات من المشاركة.
وأكد محمد سلطان الزعابي، أمين عام اتحاد الرجبي، أن وصول فريق شاهين إلى نهائي الدوري، يُعد إنجازاً بكل المقاييس، لأن الفريق يضم عدداً من اللاعبين صغار السن، والذين نعوّل عليهم في دعم المنتخب الأول ويمثلون مستقبل اللعبة، وما يثلج الصدر أن الفريق التابع للاتحاد يلعب أمام فرق قوية في الدرجة الأولى بها عدد كبير من الأجانب، ما يؤكد أن قاعدة الفريق قوية، وما يضمه من لاعبين مواطنين على أعلى مستوى فني، وهو ما يحقق الاستراتيجية التي رسمها الاتحاد لدعم المنتخبات الوطنية، سواء «شاهين» أو «المها للفتيات»، والذي يسير في الاتجاه نفسه، ويولي الاتحاد اهتماماً كبيراً بالفريقين «شاهين» و«المها» لأنهما يمثلان مستقبل الرجبي.
وأوضح أن «شاهين» سيشارك في «سباعيات بورنيو سڤنز» للأبطال في ماليزيا خلال الشهر الجاري، والتي يشارك فيها 17 فريقاً من النخبة في العالم، بالإضافة إلى المشاركة في «سباعيات ألجارف» للأبطال في البرتغال خلال يونيو المقبل، وهو ما قدمه من مستوى في دوري الدرجة الأولى يحفّزه للتألق في المشاركات الخارجية، والتي تُعد ضمن خطة تجهيز اللاعبين ورفع مستواهم البدني والفني بالاحتكاك بمدارس مختلفة.
وأضاف أن منتخبنا فئة 15 لاعباً يستعد لخوض التصفيات الآسيوية المؤهلة لكأس العالم خلال يونيو المقبل، ويتدرب اللاعبون بشكل أسبوعي، سواء مع أنديتهم أو في تجمع المنتخب على مدار يومين أسبوعياً، وهناك تدريبات وبرامج مكثفة للوصول إلى أعلى جاهزية ودخول التصفيات بقوة، من أجل حلم التأهل إلى كأس العالم، في أستراليا 2027، وهو ما نسعى إليه جميعاً.
ونوّه أمين عام الاتحاد إلى أن منتخبي الشباب والشابات يواصلان تجمعهما الداخلي والتدريبات استعداداً للمشاركة في البطولة الآسيوية بالهند خلال أغسطس المقبل، والتي يحمل منتخبنا للشباب لقبها.