هل تهدد رسوم ترامب الجمركية جهود مكافحة التغير المناخي؟
تاريخ النشر: 6th, April 2025 GMT
مع تصاعد إجراءات الرئيس الأميركي دونالد ترامب لفرض رسوم جمركية شاملة على الواردات، تتشكل ملامح نظام اقتصادي عالمي جديد، قد لا يقتصر أثره على التبادل التجاري فحسب، بل يمتد ليهدد جهود مكافحة تغير المناخ، ويعطل التحول نحو الطاقة المتجددة.
وأعلن ترامب، الأربعاء الماضي، فرضَ رسوم لا تقل عن 10% على جميع الواردات إلى الولايات المتحدة، تشمل 34% على السلع القادمة من الصين و20% على واردات الاتحاد الأوروبي، بينما تلوح في الأفق تعريفات إضافية بنسبة 25% على واردات من كندا والمكسيك، وهو ما يعد توسعا غير مسبوق في السياسات الحمائية الأميركية.
وأثارت هذه الخطوة مخاوف واسعة من تباطؤ اقتصادي عالمي، قد يبدو إيجابيا للمناخ، نظرا لارتباط انبعاثات غازات الاحتباس الحراري بالنمو الاقتصادي، غير أن التجارب السابقة تشير إلى أن مثل ذلك، إذا ما حدث، فسيكون مؤقتا فحسب.
فعلى المدى الطويل، تمثل ما تُعرف بـ"الحروب التجارية" نذير شؤم للجهود العالمية الرامية إلى خفض الانبعاثات.
كما من المرجح، أن تؤدي إلى زيادة إنتاج السلع كثيفة الاستهلاك للطاقة في الولايات المتحدة، وتقليص الاستثمار الدولي في مشاريع الطاقة المتجددة.
تأثير على الانبعاثاتتقوم خطة ترامب التجارية على استعادة التصنيع المحلي، مبررا، أن ذلك سيُعيد الوظائف ويُنشّط الاقتصاد الأميركي.
إعلانلكن هذه العودة للإنتاج المحلي قد تكون أكثر تكلفة بيئيا، إذ إن أحد المبادئ الأساسية للتجارة العالمية هو تركيز الدول على تصنيع ما تمتلك فيه ميزة تنافسية، وهو ما يضمن في كثير من الأحيان كفاءة أعلى واستهلاكا أقل للطاقة.
أما إصرار الولايات المتحدة على تصنيع ما كانت تستورده سابقا، فقد يؤدي إلى إنتاج سلع بكثافة كربونية أعلى، مما يقوض الجهود العالمية لخفض الانبعاثات.
تهديد للطاقة المتجددةويحذر مختصون من أن الرسوم الجمركية الأميركية، قد تضرب مباشرة قطاعات الطاقة المتجددة، فمثلا تعتمد صناعة الطاقة الشمسية في الولايات المتحدة على الألواح الصينية.
وأفاد مسؤولون تنفيذيون في قطاع الطاقة الأميركي، أن الرسوم تؤدي إلى نقص في المكونات الكهربائية الحيوية، مثل المحولات وقواطع الدوائر، وهو ما يعوق ربط محطات الطاقة الجديدة بالشبكة الكهربائية، ويؤخر توسيع مراكز البيانات التي تعتمد على الكهرباء النظيفة.
ومن المرجح، أن تُحوّل الحكومات والشركات أولوياتها من الاستثمار في مشاريع الطاقة المتجددة طويلة الأجل إلى معالجة الأزمات الاقتصادية الآنية التي ستنشأ من الرسوم الجمركية الأميركية.
إذ يعد الإنفاق على الطاقة المتجددة، في كثير من الحالات، استثمارا طويل الأجل قد لا يحقق عائدا اقتصاديا فوريا، في وقت تُنشئ الرسوم الجمركية الأميركية ضرورة سياسية جديدة وسط مخاوف من أن تسبب ركودا اقتصاديا عالميا وترفع تكاليف المعيشة.
وبذلك يتكرر ما حدث خلال جائحة كوفيد-19، حين أدى ارتفاع أسعار الفائدة وعدم اليقين الاقتصادي إلى تراجع البنوك عن تمويل مشاريع الطاقة النظيفة، وتردد الشركات الصغيرة والمتوسطة في الاستثمار في تقنيات مثل المضخات الحرارية والألواح الشمسية.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات الولایات المتحدة الطاقة المتجددة
إقرأ أيضاً:
الرسوم الجمركية الأميركية على الواردات المغربية بنسبة 10% تدخل حيز التنفيذ
زنقة 20. الرباط
دخلت، اليوم السبت، حيز التنفيذ، الرسوم الجمركية الأساسية بنسبة 10 بالمائة، التي أعلن عنها الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، هذا الأسبوع.
وإلى جانب هذا الحد الأدنى العالمي الإضافي، الذي ينضاف إلى الرسوم الجمركية الجاري بها العمل على كافة المنتجات التي تستوردها الولايات المتحدة، سيتم فرض تعريفات أعلى أخرى ابتداء من التاسع من أبريل بالنسبة للبلدان التي تصدر المزيد نحو السوق الأمريكية، من قبيل الصين (+54 بالمائة) أو الاتحاد الأوروبي (+20 بالمائة).
وحث دونالد ترامب الأمريكيين، اليوم السبت، على “الصمود” خلال هذه المرحلة، وأقر بأن “الأمر لن يكون سهلا، لكن النتيجة النهائية ستكون تاريخية”.
وكتب، بأحرف عريضة على منصته (تروث سوشال): “هذه ثورة اقتصادية وسوف ننتصر”.
وأضاف أن “الصين تضررت بشكل أكبر بكثير من الولايات المتحدة (…) نحن نعيد الوظائف والشركات بشكل لم يسبق له مثيل”.
وتسري الرسوم الجمركية بنسبة 10 بالمائة، التي أعلنها الرئيس ترامب هذا الأسبوع، على معظم البلدان.
وعقب الإعلان، منتصف الأسبوع، عن دفعة الرسوم الجمركية الجديدة، عانت (وول ستريت) من اضطرابات شديدة، كلفت نحو 6.6 تريليون دولار من القيمة السوقية للأسهم.
ويحذر المحللون من مخاطر الركود في حال لم تقم إدارة ترامب بتخفيض الرسوم الجمركية خلال الأسابيع المقبلة.
وردت بعض البلدان بفرض ضرائب جديدة على المنتجات الأمريكية. وأعلنت الصين، ثالث أكبر شريك تجاري للولايات المتحدة، عن رسوم جمركية بنسبة 34 بالمائة على البضائع الأمريكية اعتبارا من يوم الاثنين، فيما يعتزم الاتحاد الأوروبي كذلك اتخاذ إجراءات انتقامية.
في المقابل، اقترحت فيتنام تقليص تعريفاتها الجمركية على البضائع الأمريكية إلى الصفر، وفق ما أفاده ترامب يوم الجمعة، من أجل الحصول على خفض التعريفة الجمركية بنسبة 46 بالمائة.