يمانيون:
2025-04-07@14:57:13 GMT

فعلها الحوثي!

تاريخ النشر: 6th, April 2025 GMT

فعلها الحوثي!

يمانيون |عبدالوهاب حفكوف*

ليس من السهل على أي قوة محاصَرة، بلا غطاء جيوسياسي، أن تُنتج مدرسة ردع متكاملة، لكن الحوثيين فعلوها، لم يتسللوا إلى المشهد من شقوق الهامش، بل فرضوا حضورهم بصبر استراتيجي، وبنية عملياتية هجينة، شبكية، مرنة، لا يمكن استنساخها في المعسكرات التقليدية.

هنا لا نتحدث عن مقاومة بالمعنى الإنشائي، بل عن بنية قتالية غير رأسية، مدعومة بإرادة فولاذية وبُنية لامركزية تُوزّع القرار وتمنع الشلل، إنها منظومة قتال تولد وتتكيف تحت الضغط، تُخفي تموضعها، وتضرب في الزمان والمكان الذي تُحدده.

من مأرب إلى البحر الأحمر، ومن سلاح الكلاشنيكوف إلى المسيّرات المركّبة، راكم الحوثيون معادلة استنزاف باردة أثبتت أن من يملك السيطرة على الزمن، لا يحتاج إلى التفوق التقني، وكل من أستخف بهم، أنتهى به الأمر إلى تفسير عجزه بأسطورة “الدعم الخارجي”، عوضا عن فهم عبقرية القتال اليمني.

نُشرت فقاعة إعلامية في “التليغراف”؛ إيران تنسحب من اليمن، السؤال البديهي: من قال إنها كانت موجودة في الميدان أساساً؟ أين هي المؤشرات العملياتية؟ أين هي الصور، الاتصالات، الرصد الاستخباراتي؟ لا شيء. مجرد بناء لغوي هش، هدفه ترميم صورة الردع الأميركي بعد تلقيه ضربات يمنية غير قابلة للتفسير ضمن النموذج التقليدي للصراع.

نحن إزاء سياسة إسقاط كلاسيكية: واشنطن تفشل في ردع اليمن، فتُسقط عليه ظلّ إيران، ثم تُخفق مجدداً، فتدّعي أن إيران انسحبت، لكي تبرر عجزها، إنه خط من التبرير، يلتفّ حول الحقيقة وكل من يتحدث عن “انسحاب إيراني” يُسهم موضوعياً في إخفاء أهم ظاهرة في المنطقة؛ أن الردع يولد محلياً، في تضاريس صعدة، لا في مكاتب الحرس الثوري.

الضجيج الأخير عن ضربة وشيكة ضد إيران ليس جديداً، الجديد فقط هو درجة الهلع التي تقف خلفه، تل أبيب تعلم أنها لا تستطيع خوض الحرب، فتلجأ إلى الترويج لها عبر الإعلام، وتضغط على واشنطن لتخوضها بالنيابة، لكن في العمق، لا توجد أي مؤشرات حقيقية على قرار بالحرب؛ لا حشد، لا دعم لوجستي، لا شبكة تحصينات، لا تعبئة سياسية داخلية.

إيران ليست هدفاً استعراضياً، إنها دولة صُمّمت للردع، آلاف الصواريخ، بحرية مرنة، دفاع جوي متعدد الطبقات، واختراق استخباراتي للميدان، ضربها يعني فتح جبهات، لا شن ضربة، ويعني تحوّل الردع الإيراني إلى فعل شامل، لا استجابة محدودة.

رابط المنشور: https://x.com/Hafcuf/status/1908266346603061411

* المقال يعبر عن رأي الكاتب

المصدر: يمانيون

إقرأ أيضاً:

أمينة خليل عن مسلسل “لام شمسية”: قضية تستحق جمهور رمضان

متابعة بتجــرد: أكدت النجمة أمينة خليل أن مسلسلها “لام شمسية”، الذي عُرض ضمن السباق الرمضاني لعام 2025، حقق نجاحًا جماهيريًا لافتًا بفضل مناقشته الجريئة لقضية التحرش بالأطفال، مشيرةً إلى أن العمل ساهم في توعية مختلف شرائح المجتمع بضرورة حماية الأطفال.

وفي حديثها لتليفزيون “الخليج 365″، أوضحت خليل أن توقيت عرض المسلسل في رمضان كان مناسبًا جدًا نظراً لأهمية القضية، وقالت: “أنا شايفة بالعكس، وعلشان هي قضية مهمة جدًا فهي تستحق إنها تدخل السباق الرمضاني، بحكم إن شهر رمضان هو أكتر وقت الناس بتقعد تتفرج على مسلسلات، وأغلب المجتمع بيجتمع قدام التليفزيون في رمضان”.

وأضافت: “القضية تقيلة ومهمة، وعمرنا ما قلنا إنها خفيفة، ولا ينفع نتكلم عنها في إطار كوميدي. معالجة القصة والشخصيات والإخراج الفني خلّى الناس عندها رغبة في التثقيف، حتى اللي كانوا مترددين أول ما شافوا البرومو، غيّروا رأيهم لما سمعوا آراء الناس وقرروا يتفرجوا، لأن المسلسل محتاج ناس تقوي قلبها”.

وقد حظي المسلسل بإشادات واسعة لتناوله موضوعًا حساسًا بجرأة ومسؤولية، ما جعله من أبرز الأعمال الرمضانية لهذا العام.

main 2025-04-07Bitajarod

مقالات مشابهة

  • استراتيجية الردع والمواجهة.. “بوليتيكو”: الاتحاد الأوروبي يستعد للرد على الرسوم الجمركية الأمريكية
  • أمينة خليل عن مسلسل “لام شمسية”: قضية تستحق جمهور رمضان
  • قوة الردع الأمريكي.. مجرد فزاعة كشف حقيقتها اليمن
  • فيبي فوزي: تعزيز بيئة أعمال مرنة وفعالة يسهم بشكل مباشر في تحقيق الطفرة الاقتصادية
  • إيران تبدي استعداداً للمفاوضات مع أمريكا.. ونائب يدعو لامتلاك «قدرات الردع النووي»
  • حتى المليشيا ما وصلت بيها الوقاحة حد إنها تردد كلام بتاع التجمع الاتحادي
  • ما هو سلاح الردع الذي يُمكن لأوروبا استخدامه في مواجهة رسوم ترامب؟
  • تركيا تقول إنها لا تريد مواجهة مع إسرائيل في سوريا
  • الحوثيون يعلنون إسقاط طائرة استطلاع أمريكية