بوابة الوفد:
2024-10-05@03:38:22 GMT

حديث القبور (١)

تاريخ النشر: 24th, August 2023 GMT

«الموت علينا حق».. لا جدال أن الموت هو حقيقة يتفق على وجودها جميع البشر، مهما اختلفت دياناتهم أو فلسفاتهم؛ حتى إن اختلفوا فى وجود حياة بعد الموت من عدمه مثل معتقدات الفراعنة، أو فى تفاصيل وأسباب الموت نفسه.  ويرون أنه لا قوة ولا فلسفة ولا سلطة يمكن أن تمنع مجيء الموت لأنها الحقيقة المؤكدة والتى لا تدع مجالا للشك، أو تؤجل قدومه، أو حتى تخفِّف من وطأته، لأن «الموت عليهم حق»!!.

.. «فكلنا هنموت»، ونعيش سكرات الموت لأنها هى اللحظات الأخيرة وربما الفترة الأخيرة من حياة الإنسان، فقد تكون دقائق وقد تكون ثوانى وقد تكون أيامًا، لا أحد يعرف بالضبط والله أعلى وأعلم. 

أولا عزيزى القارئ حين أتحدث عن الموت فكلى ثقة بقضاء الله وقدره، ولا تتعجب، وإنى أجد متعة حول أحاديث القبور، والله لأذكر نفسى دائما بأننا على موعد مع «عزرائيل» ذلك الملك الذى يؤمر من الله.. واسمح لى أيضا أن أتمنى لك طول العمر وامتداد الحياة، واسمح لى أيضا أن أتمنى لك ولي، التمتع بروعة هذا الموت!. فهو الحقيقة الثابتة منذ نشأة الكون، وأدعوك مثلما أدعو نفسى أن تطلبه من الله فى صلاتك، وأن نقبل كل وسائل «الإماتة» التى يستخدمها الله فى حياتك لكى يرحمنا الله عندما تلتقى به أرواحنا التى تركت أجسادنا البالية، وهى التى كانت بيت الداء ووعاء لنا، عشنا ونعيش فى ذنوب من أجلها. 

«الموت علينا حق» قد تسمعها من إنسان معزيا غيره، يلبس قناع الحزن ويحفظ أبجديات العزاء: «البقية فى حياتك»، كلنا لها»،»ما دايم إلا وجه الله»، أو قد تسمعها من إنسان متأثرا بالفعل، رافعًا نظره للسماء، ومعتبرا من مآسى الأرض، ليؤكد قائلا «إن الدنيا فانية، آدى الله وآدى حكمته، الموت علينا حق!».

ورغم صعوبة هذه الكلمات، كونها خاصة بأسوأ حادث وهو الموت، ورغم كونها أيضا لقمة سائغة فى ألسنة البشر وحوارات الشوارع. 

وفى مشهد الجنازات بصراحة قلبى يعتصر ألما على فراق الناس حتى ولو كانوا أغرابًا.. فكيف نكون فيمن قدر له الموت للمقربين لدينا «رحمتك يارب»، قلوبنا ضعيفة.. ينتابنى الفزع من لحظة إغلاق القبر وتسارع الناس لترك ميتهم. خارج القبر أحدهم يبكي، والآخر حزين وآخر هناك لا يُبالى.. 

وللحديث بقية. 

رئيس لجنة المرأة بالقليوبية وسكرتير عام اتحاد المرأة الوفدية 

‏[email protected]

المصدر: بوابة الوفد

إقرأ أيضاً:

الشاطر حسن

فى غضون أسبوعين فقط نفذت اسرائيل ضربات نوعية قاصمة وغير مسبوقة هزت اركان محور المقاومة بشكل عام وحزب الله بشكل خاص بعدما اغتالت جميع قادته العسكريين والميدانيين فى مدة وجيزة بشكل سريع ومتتابع، لقد نزل خبر اغتيال «سيد المقاومة» كالصاعقه على روؤس مريديه الذين ما زالوا لا يصدقون ما حدث ولا يتصورون انهم لن يروا هذه الكاريزما الآسرة او يسمعوا خطاباته النارية التى كانت تدغدغ مشاعر المحبطين من جبروت الكيان الفاشي، فقد تولى نصر الله قيادة الحزب بعد ان أغتيل أمينه السابق عباس الموسوى فى غارة إسرائيلية استهدفته مع عائلته 1992 وسطع نجم الشاب الثلاثينى بعدما نجح فى قيادة المقاومة بتحرير جنوب لبنان 2000 ثم اصبح اسطورة ورمزا شعبيا بعد دحر الجيش الإسرائيلى فى حرب تموز 2006 لكن بعد 18 عاما تمكنت اسرائيل من القضاء على عدوها الأبرز الذى أذاقها مرارة الهزيمة وفرض عليها قواعد اشتباك مهينة أجبرتها على إخلاء الاف المستوطنين من الشمال وهو ما جعل نتنياهو المهزوز والمهزوم فى موقف ضعيف وصعب أمام كتلته المتطرفة التى تضغط عليه بوقف دعمها المشروط لحكومته الهشة.

ملابسات وطريقة اغتيال نصر الله شكلت صدمة مروعة لأنصاره ومؤيديه وحتى المراقبين والمحللين بسبب معرفتهم بمدى حرصه وحسه الأمنى واتخاذه كافة التدابير والاحتياطيات المشددة حتى ظن البعض أنه محصن من الموت لذا طرّح الاعلام تساؤلات وسيناريوهات حول كيف تمت عملية الاغتيال المعقدة التى كانت للأمانة احترافية وشديدة الدقة بالتأكيد تفاصيل العملية لا تزال غير واضحة تماما بسبب التعتيم المعتاد والمتعمد من الجانب الإسرائيلى لكن هنالك مؤشرات اولية تقول إن هناك اختراقا أمنيا كبيرا نتيجة عملية استخباراتية معقدة وتنسيق عسكرى متقدم ربما تكون جهات دولية وإقليمية ضالعة فيه ولما لا والرجل المثير للجدل هو رأس الحربة الايرانية ليس فى لبنان فقط وإنما فى المنطقة كلها بصماته الطائفية المشيئة فى صراعات سوريا والعراق واليمن خصمت من رصيده لدى جمهور عريض صدق افعاله ووعوده فى تحرير القدس من دنس الصهيوينة لكن قتل الله الطائفية هى جوهر التشرذم والهزائم.

اخيرًا وجدت إسرائيل ضالتها المنشودة فى رسم صورة انتصار لطالما بحثت عنه فى غزة لكنها حققته فى الضاحية الجنوبية بعدما نجحت فى استعادة ماء وجهها باظهار مدى تفوقها التكنولوجى الكاسح، لذا التباهى والفخر هما الشعور السائد بين نخبتها السياسية التى لديها ثأر قديم مع حزب الله وقد جاء يوم الحساب وانتهزت الفرصة الثمينة على أكمل وجه، لكن ماكس بوت محرر الشئون الامن القومى فى الواشنطن بوست يرى ان اغتيال نصر الله ضربة موجعة لكنها لن تمحو حزب الله من الوجود ولا يزال بعيداً كل البعد عن الهزيمة. فالتقديرات تشير إلى أن لديه فى ترسانته ما بين 150 و200 ألف صاروخ وقذيفة. وصحيح أن الغارات الإسرائيلية دمرت جزءاً منها، لكن هذه الترسانة لا تزال فعالة، كما أن فى صفوف الحزب ما بين 40 و50 ألفاً من المقاتلين المدربين جيداً والمتحمسين للقتال بالإضافة ان إسرائيل ابتهجت من قبل باغتيال الموسوى فجاءهم الشاطر حسن الذى أثبت أنه أكثر فاعلية منه وحول الحزب إلى أقوى قوة عسكرية غير نظامية فى العالم. وربما يحدث نفس الأمر مع خليفته المنتظر ابن خالته هاشم صفى الدين الذى كان يتم إعداده لهذه اللحظة، لقد أثبتت الاحداث الاخيرة أن إسرائيل تعتمد فى قوة الردع الاستراتيجى على تفوق سلاح الجو الذى يلعب دورا مهما وفعالا فى سير المعارك لكنه لا يستطيع أن يحسمها بالكامل على الأرض دونما تدخل برى وهذه هى معضلتها الكبرى التى لا تجد لها حلاً فحصيلة خسائر اليوم الاول من الغزو البرى للجنوب اللبنانى 8 جنود من القوات الخاصة بينهم 3 ضباط وسقوط جرحى بينهم 7 فى حالة خطيرة وليس امامها الان سوى الجلوس على طاولة المفاوضات وإبرام صفقات رابحة مستغلة ضعف خصومها التى قاست من طول وشراسة القتال وحيداً، فقرار طهران هو الصبر على المكاره الإسرائيلية حتى تصنع خمس قنابل نووية وهو ما بات قريباً.

نعم غياب نصر الله المفاجئ والصادم عن المشهد السياسى والأمنى حدث جلل سيغير موازين القوى فى المنطقة وسيكون له تبعات خطيرة جداً ستظهر رويداً رويداً ليس على مصير لبنان بل والشرق الأوسط بأكمله.

مقالات مشابهة

  • رحلة مزمل للتحرر من الخرافة
  • مطالبات بتغيير مسمى عيد الأم.. وحسام موافي يتدخل بكلمات حاسمة (فيديو)
  • حسام موافي: لا يجب أن نلغي عيد الأم لسبب الوفاة.. فيديو
  • حرب أكتوبر.. «نَصْرٌ اللَّهِ الْمُبِينُ»
  • الشاطر حسن
  • الطاقة الشمسية في أستراليا قد تكون مخترقة.. ما علاقة إسرائيل وحزب الله؟
  • «الجارديان»: الهجمات المروعة بين إسرائيل وإيران ووكلائها لن تجلب إلا المزيد من الموت والكوارث
  • "كمائن الموت" تحصد أرواح جنود الاحتلال.. والمواجهات تنتقل إلى "الالتحام المباشر"
  • ماذا قال مصطفى محمود عن الحياة بعد الموت؟.. أسرار من العلم والإيمان
  • باحثة سياسية: العملية البرية لن تكون سهلة على إسرائيل وحزب الله أقوى ميدانيا