بوابة الوفد:
2024-09-18@23:32:37 GMT

الحوار الوطنى.. مكاسب وتحديات

تاريخ النشر: 24th, August 2023 GMT

مع اقتراب وصوله إلى محطته النهائية، يجب التأكيد على نجاح الحوار الوطنى الذى دعا إليه الرئيس عبدالفتاح السيسى فى تحقيق عدد من المكاسب المهمة، فمنذ انطلاقه تم مناقشة عدد كبير من القضايا والموضوعات التى تشغل المواطنين والقوى السياسية والحزبية، والتى تنوعت ما بين قضايا سياسية واجتماعية واقتصادية، فقد خلق الحوار حالة من الزخم داخل كافة المؤسسات والأحزاب، ولحرص القيادة السياسية على توسيع دائرة المشاركة فى الحوار فى مراحله الأولى، وصل هذا الزخم إلى كل شبر من أرض مصر، لتستقبل الإدارة الفنية للحوار الوطنى مئات الآلاف من المشاركات من كافة أطياف الشعب المختلفة، مما ساهم فى إعلاء لغة الحوار بين مختلف التيارات السياسية والفكرية، وإحداث حراك إيجابى على مستوى الحياة السياسية المصرية.

 

كما حرصت الدولة على إبداء المزيد من الجدية فى التعامل مع مخرجات الحوار، من خلال الاستجابة لمطالب القوى السياسية بإعادة النظر فى ملف السجناء، حيث تم تفعيل لجنة العفو الرئاسى التى ساهمت فى خروج عدد من المحكوم عليهم والمحبوسين على دفعات متتالية، كما نجح الحوار الوطنى فى ترسيخ مبدأ هام افتقدناه كثيرا خلال السنوات الماضية، وهو قبول الاختلاف والقدرة على إدارته دون أن يتحول إلى خلاف، من أجل تحقيق المصلحة الوطنية، التى كانت هدفا رئيسيا لجميع المشاركين فى الحوار الوطني، حيث حرص الجميع على تنحية المصالح الشخصية والحزبية جانبا، من أجل تحديد أولويات العمل الوطنى خلال السنوات القادمة. 

وهنا أؤكد أن الدولة المصرية من خلال هذا الحوار نجحت فى وضع اللبنة الأولى فى بناء نموذج مصر فى الانفتاح والإصلاح السياسي، حيث تجاوز التسييس لصالح الشمولية، فقد تطرق لقضايا اجتماعية واقتصادية وسياسية، كما أنه نجح فى تجاوز الإشكاليات التى حاول البعض فرضها مع انطلاق الدعوة من أجل عرقلة هذا الحوار، ليحدد أولويات واضحة للحوار دون الانزلاق فى قضايا فرعية لا علاقة لها بالتحول الديمقراطي، وبناء دولة ديمقراطية مستدامة، الديمقراطية والتنمية بينهما علاقة تكاملية فلا يمكن التخلى عن إحداهما لصالح الأخرى، خاصة أن الظروف الراهنة والمتغيرات العالمية خاصة على المستوى الاقتصادى تجعل قضايا التنمية أكثر إلحاحا. 

أما فيما يتعلق بالهدف الأساسى من الحوار الوطني، فقد نجح الحوار فى الوصول إلى مقترحات وتوصيات ثرية للغاية، تنوعت ما بين مقترحات تشريعية، وإجراءات تنفيذية، فى كافة المحاور السياسية والاقتصادية والمجتمعية، ربما تسهم فى إحداث نقلة نوعية فى أغلب القطاعات، خاصة بعد إعلان رئيس الجمهورية إحالتها للجهات المختصة لدراستها وبحثها، وتطبيق ما يمكن منها فى إطار الصلاحيات القانونية والدستورية، وأهم ما يميز هذه المخرجات من وجهة نظرى أنه تم صياغتها بمشاركة متميزة ومتنوعة من الحضور من ذوى الخبرة والتخصص والمعنيين، بمراعاة تمثيل وجهات النظر والتوازن السياسى.

لذلك لمسنا جميعاً حالة الجدية فى الحوار والإرادة السياسية لإنجاحه من خلال تحويل مخرجاته وتوصياته لواقع، سواء فى صورة تشريعات أو قرارات وإجراءات تنفيذية، وفى ضوء المعطيات ونتائج الحوار حتى الآن ننتظر خلال الفترة المقبلة عددًا من مشروعات القوانين من نتاج جلسات الحوار الوطنى ستعرض على البرلمان، بجانب قرارات تنفيذية ستصدر، فى مجالات مختلفة سياسياً واجتماعياً واقتصادياً.. تشمل حلولا لقضايا ملحة وتعزيزا لجهود الدولة المصرية لتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية وجذب الاستثمارات الأجنبية والمحلية، وإزالة معوقات توطين الصناعة والاستثمار وتعزيز الإنتاج، بجانب حلحلة فى الحياة السياسية سواء بإصدار تشريعات تتعلق بانتخابات المجالس النيابية والمحلية وغيرها.

لذا نأمل فى القريب العاجل تفعيلًا حقيقيًا ملموسًا لمخرجات الحوار الوطنى لنحقق الهدف المنشود ومواجهة التحديات الحقيقية والتى تتمثل، ليس فقط فى قوى الشر التى تسعى بكل السبل لتقليل حجم الإنجاز من مخرجات ومكاسب، ولكن أيضا فى ضرورة الترويج السياسى لتلك المخرجات حتى يكون المواطن المصرى على علم ودراية كافية بما يتحقق من مكاسب ولنعمل جميعا «نحو جمهورية جديدة تسع الجميع».

عضو مجلس الشيوخ

عضو الهيئة العليا لحزب الوفد

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: حازم الجندي عضو مجلس الشيوخ المواطن المصري الرئيس عبدالفتاح السيسي الحوار الوطني الحوار الوطنى

إقرأ أيضاً:

ستار لينك.. فرص وتحديات

مبارك على اليمن تفعيل خدمة ستار لينك الخاصة بالإنترنت. يستحق اليمنيون شبكة اتصالات وإنترنت محترمة ترتق ما انقطع بينهم في الداخل او بين الداخل والخارج بسبب هذه الحرب والاعتداء على مكتسبات البلاد التنموية وسياسة الاحتكار وهيمنة الحوثي على قطاع الاتصالات.

هذه خطوة في رصيد الحكومة اليمنية الشرعية الذي يمكنه وصفة بقليل من المبالغة والتذمر بشبه الفارغ من الإيجابيات

من نافلة القول الحديث عن المكاسب الاقتصادية او الاجتماعية وفرص التعلم والاتصال بالعالم وانتشار المعلومة وحتى خوض معركة الوعي.

لكن كل خدمة لا تخلو من مخاطر او تحديات. ربما الأفضل استخدام كلمة تحديات. ومن هذه التحديات المزيد من سيولة الفضاء العام والغرق في التفاصيل والتفاهة والترفيه الجارح وشحذ الانقسامات وانكشاف المجتمع خصوصا الجيل الشاب الذي سيهدر فرصة بناء القدرات والتعليم وتعويض الوقت الضائع والاتصال بمراكز تعليمية وتحسين القدرات وخلق فرص وظيفية ومهنية واجتماعية حميدة.

أولا وقبل كل شيء، ينبغي ان تترافق مع هذه الخطوة استراتيجية تعليمية تعالج الفجوة او تردم التراجع الذي حدث خلال سنوات الحرب تتمثل في اعداد برامج تعليمية وفتح قنوات تعليمية وتخصيص موارد واعتماد تعليم اليكتروني ببوابات تعليمية مخصصة لأطفال اليمن وبرامج أخرى مخصصة ليمنيي الخارج.

النقطة الثانية تكمن في تسريع واستكمال الانتقال العاجل إلى حكومة إليكترونية شاملة وتسريع المعاملات بالإضافة إلى الانتقال التدريجي للمعاملات التجارية الاليكترونية ونشر البنكنة الاليكترونية والحد من انتشار العملة الورقية لصالح البطاقات البنكية واستخدام الهواتف في المعاملات التجارية اليومية وربما انتشار باركود الدفع على ابسط المستويات.

لكن هناك نقطة أخرى مثيرة للاهتمام من زاوية جيوبوليتيكة. وهي ان استخدامك لمنتج ما يعني انضمامك والتحاقك بمنظومة صانع المنتج. الاتصالات لا تختلف في تخليق الانضمام مثلها مثل منظومة التسلح.

هناك اعتماد تقني بالطبع. هذا يعني ان اليمن ستبقى لسنوات ضمن مدار السوق الحرة الليبرالية. وربما يسهم هذا في ديمومة الاهتمام بالديمقراطية وقيم الليبرالية واقتصاد السوق.

أسبقية اليمن في الالتحاق بهذه المنظومة يعني أيضا إعادة موضعه للبلاد على رقعة التنافس الدولي الحاصل بين الشرق والغرب.

 

نقلاً من صفحة الكاتب على فيسبوك 

مقالات مشابهة

  • ستار لينك.. فرص وتحديات
  • ستار لينك ، فرص وتحديات
  • عُمان تُشارك في "تنفيذية الطيران المدني" الخليجية بالدوحة
  • رئيس جامعة كفر الشيخ: الانتهاء من إعداد خطة تنفيذية لمبادرة «بداية»
  • برنامج «كلام في السياسة» يناقش التعديلات.. «الإجراءات الجنائية» قانون يمثل دستور العدالة ويهم كل المصريين
  • (الإجراءات الجنائية).. وإجراءات الحوار!!
  • جمال الكشكي: لدينا ثقة كبيرة في حرص الرئيس على الدعم الكامل لمخرجات جلسات الحوار الوطني
  • «الحوار الوطني».. الطريق إلى «العدالة الناجزة»
  • «النواب» يدمج بعض توصيات الحوار الوطني في مشروع «الإجراءات الجنائية»
  • لا يوجد بديل (محلي) لهمجية الدعم السريع إلا توطين المساومة السياسية