موقع النيلين:
2025-04-28@01:36:29 GMT

السعودية تنزل إلى الملعب (1)‼️

تاريخ النشر: 6th, April 2025 GMT

يبدو أن المملكة العربية السعودية قد طوت ملف مفاوضات جدة نهائيًا وشرعت في رسم سياستها تجاه السودان بطريقة جديدة ومستقلة، آخذةً في الاعتبار مصالحها وأمنها القومي، بالإضافة إلى نظرتها للمخاطر الاستراتيجية المحيطة بمنطقة القرن الأفريقي وخشيتها من أن يُحاط بها.
2
تقع السعودية الآن في دائرة من التوترات والصراعات تمتد من اليمن إلى العراق وإيران، وصولًا إلى حدودها مع السودان عبر البحر الأحمر.

عُرفت الدبلوماسية السعودية دائمًا بالصبر والتوازن وطول النفس، ولكن يبدو أن دائرة النار التي هي في منتصفها جعلتها هذه المرة تُسارع إلى التحرك في الملف السوداني بقوة أكبر مما فعلت منذ بداية الحرب.
3
لقد نفد صبر المملكة تجاه السياسات التي تتبعها دولة الإمارات معها وفي جوارها القريب. ففي مارس 2025، قامت الإمارات بترسيم حدودها البحرية بشكل أحادي الجانب، مما أدى إلى تصعيد الخلاف بين البلدين بعد أن رفضت الرياض هذه الخطوة واعتبرتها انتهاكًا للاتفاقيات السابقة بينهما.

وقبل ذلك، شهدت العلاقات بين المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة تباينات ملحوظة في الملف اليمني، حيث برزت خلافات تتعلق بالنفوذ والمصالح الاستراتيجية لكل منهما داخل اليمن.
ففي عام 2019، أعلنت الإمارات إعادة توجيه استراتيجيتها في اليمن، معلنةً انتهاء مهمتها العسكرية ضمن التحالف العربي، وذلك بعد سيطرتها على موانئ بحرية مهمة وعدة جزر يمنية، وتشكيل مجموعات مسلحة موالية لها.
أدى هذا التحول إلى تصاعد التوترات بين البلدين حيث أصبحت اليمن ساحة للتنافس بين السعودية والإمارات عبر وكلاء محليين.
تباينت أولويات البلدين في اليمن؛ فبينما ركزت السعودية على دعم الحكومة الشرعية واستعادة الاستقرار، دعمت الإمارات تشكيلات مسلحة مثل “المجلس الانتقالي الجنوبي”. تُظهر هذه التطورات أن الخلاف السعودي – الإماراتي في اليمن يتجاوز كونه مجرد تباين في وجهات النظر، ليصبح صراعًا على النفوذ والمصالح.
4
في السودان، وبعد اندلاع الحرب بثلاثة أسابيع، حاولت المملكة العربية السعودية التدخل بشكل عاجل مع وسطاء أمريكيين لوقف الحرب، لأنها تدرك مخاطر اندلاع حرب في السودان وخطورة الأمر على أمن البحر الأحمر. وهي تعلم أن أحد أهم أسباب اندلاع الحرب هو محاولة الإمارات السيطرة على الموانئ والثروات السودانية، كما فعلت في اليمن تمامًا.
يُعد أمن البحر الأحمر بالنسبة للسعودية موضوعًا ذا أهمية قصوى لا يمكن التساهل أو التفريط فيه؛ فـ 70% من تجارة السعودية تمر عبر البحر الأحمر، إضافةً إلى 13% من التجارة العالمية. كما أن السيطرة على تلك الموانئ تعني التأثير المباشر على الاستثمارات الضخمة التي تنجزها الآن المملكة على شواطئ البحر الأحمر، في نيوم وفرسان وغيرها، والتي لا تبعد أكثر من 300 كيلومتر عن الموانئ التي تسعى الإمارات للسيطرة عليها.
5
ورغم خطوات السعودية المبكرة لاحتواء الحرب في السودان عبر منبر جدة إلا أن الميليشيا المدعومة من الإمارات رفضت تنفيذ مقررات إعلان جدة، لأنها كانت تتوهم أنها قادرة على هزيمة الجيش السوداني والسيطرة على كافة أرجاء السودان. هنا أدركت المملكة أن السيطرة على السودان بواسطة عرب الشتات وتكوين جيش مليوني جديد من “الباشبوزق” المدعوم من الإمارات هو تهديد مباشر لأمنها وأمن البحر الأحمر.

(الباشبوزق (Bashi-Bazouk) الباشبوزق هم جنود غير نظاميين في الجيش العثماني، كانوا غالبًا من المرتزقة أو المتطوعين الذين لا يتلقون رواتب رسمية، بل كانوا يعتمدون على النهب والغنائم كمصدر رئيسي للدخل . كلمة “باشبوزق” تعني بالتركية “الرأس الفارغ” كراس عبد الرحيم دقلو تماما!1.
كما أصبح معلوماً أن الجهات ذاتها التي سعت للسيطرة على السودان الآن، سبق أن حاولت غزو قطر بعد أن أعدت 5,000 جندي من “الجنجويد” ودفعَت بهم إلى حدود قطر لتنفيذ مؤامرة كبرى، لكن لم يُوفقوا في ذلك بفضل الله الذي لا يهدي كيد الخائنين.
6
كان مدهشًا غياب السعودية أو تركها للملف السوداني، رغم التدافع الإقليمي والدولي للتدخل في الشأن السوداني.
فكيف تحضر الإمارات بجنجويدها ومحاولتها السيطرة على الموانئ والثروات وتسليحها للميليشيات وتغيب السعودية؟

وكيف تحضر روسيا بقواعدها العسكرية على شواطئ البحر الأحمر، وتركيا بسلاحها ومبادراتها، وإيران بمسيراتها وبعثتها الدبلوماسية، ومصر بسياساتها ودعمها غير المنظور، وكل دول جوار السودان الأفريقي التي تدعم الميليشيات علنًا سياسيًا وعسكريًا وتغيب المملكة.؟
كيف تغيب السعودية، وهي التي تمتلك الكثير من أوراق اللعب القوية، بل أقوى الكروت، فهي قادرة على الفعل والتأثير في كل ما يتعلق بالأزمة، سياسيًا وعسكريًا وإنسانيًا، وهي التي تتمتع بقبول ودعم من أطراف كثيرة منخرطة في الأزمة السودانية، عربيًا ودوليًا، بالإضافة إلى أياديه البيضاء التي مدت إلى السودان منذ بداية الأزمة، إذ لم
يتوقف مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية عن حشد الدعم داخل السعودية وتقديمه عبر قوافل مستمرة إلى السودان
لمملكة العربية السعودية بحجمها ووزنها الإقليمي والدولي خاصة بعد ان طرحت رؤيتها المذهلة للسعودية 2030 التي ستنقلها لمصاف دولى عظمى في آسيا وهي الآن تلعب دورا محوريا في أزمات العالم وتستضيف المحادثات الروسية الأوكرانية

الدور السعودي في الملف السوداني لا غنى عنه ولن تستطيع أى جهة اخرى ان تقوم او تستبعد السعودية،كيف تغيب السعودية وهى التي تملك كل ادوات التاثير على كافة اللاعبين وتحيط بكافة جوانب الازمة وهي من بدأت الوساطة مع بداية الحرب وبذلت فيها أقصى مساعيها؟ا
7
كان موقف السعودية السابق، الذي ترك الملعب خاليًا العابثين بأمنها وأمن السودان، محيرًا لكثير من المراقبين. لذا، فإن الخطى المتسارعة التي تتخذها المملكة العربية السعودية الآن تجاه السودان مفهومة وجاءت على خلفية تعاظم المخاطر التي تتهدد أمن المملكة نفسها، بسبب السياسات العدائية والأحلام الإمبراطورية التي تتبعها دولة الإمارات بعيدًا عن التنسيق الخليجي.

ولأجل تفعيل دورها وحضورها في الملف السوداني، سارعت المملكة – في إطار استراتيجيتها الجديدة – إلى تبني دبلوماسية فعالة في أفريقيا، وخصوصًا في دول جوار السودان (دول الطوق). لحسن الحظ، تمتلك المملكة علاقات متميزة مع تلك الدول، ومع جميع دول أفريقيا، التي تستثمر فيها نحو 73 مليار دولار.

ولأجل فك الطوق عن رقبة السودان ولعب دور حاسم في الأزمة السودانية، ماذا فعلت المملكة العربية السعودية؟
نواصل…
عادل الباز عادل الباز

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: المملکة العربیة السعودیة البحر الأحمر السیطرة على فی الملف فی الیمن

إقرأ أيضاً:

أمنيات أمريكا لا تتحقق في اليمن

يمانيون../
“استئناف العدوان الأمريكي على اليمن مغامرة مفرطة في الواقع اليمني غير القابل للكسر”، في نظر الكاتب الروسي فيتالي أورلوف.

وقال في مقال تحليلي بعنوان “تدمير قدرات قوات صنعاء أمنيات أمريكية؟”، في صحيفة “سفبودنيا بريسا الروسية: “إن تصنيف الإعلام الغربي اليمنيين بالإرهاب يخفي فشلاً حقيقياً بعد أن باتوا يفرضون معادلات القوة على قوى التحالف الغربي، ويسيطرون على أهم بوابات التجارة العالمية في البحر الأحمر”.

وأضاف متسائلاً بلهجة ساخرة، واصفاً ترامب كمن يلهو بلعبة فيديو، لا سياسي إدارة جيو-سياسية واقعية: “كيف يمكن أن تُهزم قوة لم تتمكن تحالفات عربية وغربية من كسرها في حروب عدوانية على مدى عشر سنوات!؟ وكيف يقنع الإعلام جمهوره بأن مجرد ضربات جوية عشوائية كفيلة بإسقاط قوة مثل قوة صنعاء!؟”.

الحقيقة المؤكدة في نظر أورلوف، التي تحاول ماكنات الإعلام الغربي طمسها، هي أن اليمنيين لم يكونوا يوما وكلاء لإيران، أو أي دولة أخرى، بل واقع يمني صلب، قائم بذاته، ومقاوم بشراسة، واليمن لم يطلب الدعم من أحد، وبات اليوم يقدّم الدعم للآخرين.

والأمر المحسوم، في خلاصة كلامه بلغته الحادة: “إن من يراهن على انتهاء قدرات القوات اليمنية في صنعاء فهو يبني حساباته على أمانٍ إعلامية، لا على معطيات ميدانية”.

مؤشر الانحدار

وكان موقع “سوهو” الصيني قد أكد، يوم الأربعاء، فشل العدوان الأمريكي على اليمن في تحقيق أي نتائج ملموسة، رغم الإنفاق العسكري الضخم الذي تجاوز المليارات من الدولارات، والذي خُصص لإطلاق مئات الصواريخ.

وقال: “إن صمود اليمن أمام العدوان الأمريكي بات مؤشراً لانحدار الهيمنة الأمريكية، وتحول دورها إلى مُجَـرد مموّل وموجه عن بُعد في ساحة حرب تتطلَّب تواجدا فعليا لا قتالا بالوكالة”، في تلويح باعتزامِ واشنطن تحريكَ أدواتها في اليمن لخوض معركة برية نيابةً عنها مع قوات صنعاء.

وأضاف: “انتصارات اليمنيين في المواجهات البرية ضد تحالفات العدوان الأمريكي – السعودي – الإماراتي، ومليشيات المرتزقة المحليين، وتكبيدهم خسائر فادحة، جعل نظام الرياض أُضحوكة أمام العالم”.

.. ورثاء عصر الهيمنة

ونشرت مِنصة “باى جيا هاو” الصينية تقريرا، أكد تعرّض حاملة الطائرات الأمريكية “كارل فينسون” لهجوم صاروخي من قِبل قوات صنعاء في اليوم الأول من دخولها خط المواجهة البحرية، معتبرة الهجوم على “فينسون” بمثابة رثاء لعصر الهيمنة الأحادية القطبية.

وأشارت إلى أن الهجوم خلف أضراراً كبيرة في سطح الحاملة “كارل فينسون”.. واصفة العمليات اليمنية في البحر الأحمر بـ”حرب استخباراتية مفاجئة”، وذلك بتمكّن قوات صنعاء من الحصول على معلومات دقيقة عن تحرّكات الأساطيل الحربية الأمريكية.

وتواصل القوات المسلحة اليمنية استهداف الحاملات الأمريكية “هاري تورمان” و”كارل فينسون”، في المواجهات البحرية في البحرين الأحمر والعربي في إطار معركة “الفتح الموعود والجهاد المقدَّس” المساندة لغزة، في ظل استمرار العدوان الأمريكي على اليمن، مُنذ 15 مارس الفائت، على المحافظات الحُرة التابعة لحكومة صنعاء، الذي خلَّف حتى الآن حصيلة دموية تجاوزت 235 شهيدا و500 جريح من المدنيين، من خلال غارات جوية؛ انتقاما من موقف اليمن المساند لمقاومة غزة.

السياســـية – صادق سريع

مقالات مشابهة

  • السلطات السودانية تقبض على 2 طن في أكبر عملية بعمق البحر الأحمر
  • وزير الطاقة يبحث مع رئيس بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر التحديات التي تواجه قطاعي المياه والكهرباء
  • السودان: المُسيّرات التي استهدفت عطبرة حديثة وفّرتها للمليشيا راعيتها الإقليمية
  • أمنيات أمريكا لا تتحقق في اليمن
  • المملكة ترحب بالإجراءات الإصلاحية التي اتخذتها القيادة الفلسطينية
  • “الخارجية”: المملكة ترحب بالإجراءات الإصلاحية التي اتخذتها القيادة الفلسطينية
  • الجيش الإسرائيلي يعترض صاروخا أطلق من اليمن
  • الإعلام السوداني والتحديات التي تواجهه في ظل النزاع .. خسائر المؤسسات الاعلامية البشرية والمادية
  • أبرز محطات الكهرباء التي تعرضت للاستهداف في السودان
  • السودان .. قطع الكهرباء عن ولايتي نهر النيل و البحر الأحمر