سامح قاسم يكتب: داليا زيادة.. حين تُصبح الكلمات خنجرًا
تاريخ النشر: 6th, April 2025 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
في زمن يُقتلع فيه الزيتون وتُهدم البيوت على رؤوس أصحابها، ليس مسموحًا للغة أن تتنصل من ضميرها. الكلمات ليست ألعابًا ناعمة نُطلقها في الهواء ثم نختبئ وراء دبلوماسية خادعة، الكلمات موقف. وحين تختار داليا زيادة أن تُفرغ اللغة من دمها، من ذاك النبض الإنساني الذي يقف في صفّ الضحية، فإنها لا تُخطئ فحسب، بل ترتكب فعلًا لغويًا يعادل جريمة.
أن تصف اجتياح غزة، بمجازره ووحشيته، بأنه "دفاع عن النفس"، هو أن تستبدل الحقيقة بالمجاز الكاذب، وتبرر القتل باسم السلام، وتُهين كل طفل فقد عينيه تحت الأنقاض. تلك اللغة التي استخدمتها زيادة ليست زلة لسان، بل خيانة للمعنى، خيانة لذاكرة لا تزال حية تصرخ من صبرا وشاتيلا إلى خانيونس.
لكن ماذا يحدث حين تُستخدم الكلمات لقتل ما تبقى من المعنى؟ حين تقف امرأة من قلب القاهرة، التي كانت وستظل، قلبًا للعروبة، لتتحدث بلسان المحتل وتستعير مفرداته لتصف المذبحة بأنها "رد فعل مشروع"؟
إنها لا ترتكب خطأً سياسيًا، بل تسقط سقوطًا أخلاقيًا، وتغرق في مستنقع الخطاب الذي يصنع من الجلاد قديسًا، ومن الضحية إرهابيًا. تقول زيادة إن "إسرائيل تحارب الإرهاب نيابة عن الشرق الأوسط"، وكأن صرخات الأطفال في المخيمات ليست من الشرق الأوسط، وكأن الفلسطينيين هم الآخر الذي يجب أن يُباد لكي يعم "السلام".
لا ريب أن المثقف الحقيقي هو من يقف في وجه السلطان، لا من يكتب له خطاباته أو يبرر جرائمه.
وإن كان المثقف، هو الناطق باسم الحقيقة، فإن داليا زيادة لم تكن سوى ناطقة باسم الإنكار، تنحاز لا إلى العقل، بل إلى الرواية التي تصنع من الحقيقة مرآة مكسورة.
لسنا ضد الحوار، ولسنا من دعاة الكراهية. لكن هناك فرق شاسع بين من ينشد السلام ومن يبرر الاحتلال. بين من يؤمن بحق الإنسان في الحياة ومن يُبيح سفك دمه على مذبح الواقعية السياسية. إن جوهر الأزمة في خطاب داليا زيادة هو أنها اختارت أن تكون حيادية في زمن لا يحتمل الحياد، اختارت أن تصافح القاتل بينما الضحية لم تُدفن بعد.
في الأوقات الفارقة يكون الصمت هو الجريمة الكبرى حين يكون الصوت ممكنًا.
لكن الأشد جرمًا من الصمت، هو أن يُستخدم الصوت لتغطية صرخات الآخرين، لتجميل الخراب، لتسويق المجازر تحت مسميات براقة كـ"محاربة الإرهاب" و"الدفاع عن النفس".
إن تصريحات داليا زيادة لا يمكن تأويلها بحسن نية. لقد وقفت علنًا على الجانب الخاطئ من التاريخ، وارتدت درع الكلمات المصقولة لتغطي به العار. وإذا كان التاريخ لا يرحم، فإن الشعوب لا تنسى. وكل من ينحاز لقاتله، سيُكتب اسمه في هامش الخيانة، مهما تلون الخطاب وتزيا بزي التنوير.
في النهاية، لا تحتاج فلسطين لمن يذرف عليها دموع التماسيح في المؤتمرات، بل تحتاج إلى من يحمل حقيقتها كما هي: احتلال يُجابه بالمقاومة، لا بالتبرير.
نحن لا نُدين داليا زيادة كشخص، بل كصوت اختار أن يُصفق لجلاد وهو يُجهز على ذاكرة شعب، صوت نسائي اختار أن يغتال الأنوثة في لغتها، أن تُهادن القتل باسم السلام، وأن تُساهم في صناعة نسيان لا يليق بصمود الأبطال ودماء الضحايا.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: دالیا زیادة
إقرأ أيضاً:
«فكرني بأفراح زمان».. داليا البحيري تشيد بحفل زفاف شقيق شريف مدكور
أشادت الفنانة داليا البحيري، بأجواء حفل زفاف شقيق الإعلامي شريف مدكور، الذي شهد حضور عدد من نجوم الوسطين الفن ولأعلام.
وكتبت داليا البحيري عبر حسابها بموقع تبادل الصور والفيديوهات «إنستجرام»: «حفل زفاف شقيق الإعلامي شريف مدكور من ألذ وأرقي الأفراح اللي حضرتها خلال الفترة الماضية.. فكرني بأفراح زمان اللي كانت بتتعمل في البيوت، حاجة كده من الزمن الجميل ألف مبروك يا حبايبي».
آخر أعمال داليا البحيريوكان فيلم أولاد حريم كريم الذي عرض في السينمات خلال الفترة الماضية، آخر أعمال الفنانة داليا البحيري، وشارك في بطولته كل من: داليا البحيري، علا غانم، خالد سرحان، عمرو عبد الجليل، رنا رئيس، وهنا داوود، وعدد من الوجوه الجديدة، من تأليف زينب عزيز وإخراج على إدريس.
وشهد الجزء الثاني من الفيلم، انتهاء مصير عدد من الشخصيات، وبينها شخصية «جيجي» زوجة «كريم الحسيني» التي جسدتها الفنانة ياسمين عبد العزيز في الجزء الأول، بعد أن أصبح «كريم» أرمل، أما شخصية «ماجد» التي جسدها الراحل طلعت زكريا، فانتهت في الجزء الجديد بالانفصال عن زوجته «هالة رفعت» والسفر خارج مصر.
وعلى الصعيد الدرامي تنتظر الفنانة داليا البحيري، عرض مسلسل «بدون مقابل»، الذي يجمعها مع عدد من النجوم منهم هاني رمزي، والذي كان من المنتظر عرضه في الموسم الرمضاني الماضي، لكن الشركة المنتجة قررت تأجيله.
ويشارك في بطولة مسلسل «بدون مقابل» كل من: وفاء عامر، خالد سليم، عمرو عبد الجليل، نسرين طافش، أيتن عامر، منة فضالي، محمد أبو داود، حنان يوسف، هبة عبد العزيز، وشادي هاني رمزي، وهو من تأليف حسام موسى وإخراج جمال عبد الحميد.
اقرأ أيضاً«استنساخ» يحتل المركز الرابع في إيرادات شباك التذاكر
أميرة أديب: «عمري ما شاهدت عمل فني لوالدتي»