السادس من أبريل..من سرق الوعد النبيل؟
تاريخ النشر: 6th, April 2025 GMT
يصادف اليوم مرور الذكرى الأربعين لقيام ثورة أبريل 1985 فيما صارت أوضاع بلادنا أسوأ من أوضاع ذات الأيام التي اندلعت فيها. العنوان الأبرز بعد هذه السنوات من العراك السياسي، والعسكري، هو فشل السودانيين في استثمار الوقت، والإمكانية، والعقل.
ورثت أبريل الحرب الأهلية في جنوب البلاد، وما تزال الحرب بعد أربعة عقود تغطي الآن كامل البلد.
استنسخت ثورة أبريل عزم ثورة أكتوبر لمعالجة الخلل البنيوي الذي صاحب نشوء الدولة السودانية ما أدى إلى استشراء رقعة الحرب حتى الشمال. ولكن للأسف تعثرت كل محاولات استمرار الثورة الواعدة لاستدامة الديمقراطية. ذلك بوصفها الخطوة الأولى نحو إقامة الدولة الوطنية التي تحقق الشعارات التي رفعتها هذه الأجيال التي خلقت الثورات الواعدة.
ما ميز ثورة أبريل وسط هذه الثورات السودانية أن قادتها الحزبيين كانوا أكثر تعليماً، وكفاءةً. ولكن ظل العراك الحزبي الذي تمت استعادته من فترة ما بعد أكتوبر هو جوهر هذا الفشل في إدارة الصراع الحزبي في الزمن الديمقراطي. ولاحقاً استعارت النخبة السياسية في ديسمبر ذات الأخطاء التي مهدت للعسكر الحزبيين الانقضاض على السلطة، على ما في طبيعة تفكير النخب العسكرية دائماً من استهانة بقدرة المدنيين أصلا في إدارة الدولة، وصيانة مصالح المواطنين.
برغم كل ما لازمها من مطبات سياسية، فإن أوضاع ما بعد ثورة أبريل خلقت نوعاً من الحراك السياسي لو استمرّ إلى يوم الناس لهذا فربما قلت الحاجة إلى ثورة ديسمبر. ولساهمت الانتفاضة - كما سميت أيضاً - في تطوير الوعي السياسي، وأوجدت من ثم تراكماً في التداول السلمي الذي يخلق تنافسه الحتمي بين الأحزاب روّى بصيرة لدى القيادات السياسية المنتخبة.
لكن أنهت الجبهة الإسلامية التداول السلمي للسلطة التي سطت عليها فاعتمدت الاستبداد كوسيلة أحادية
للتطور السياسي التقدمي، وكأداة للبناء الوطني الموحد، وكرافعة لتحقيق النهضة الفكرية، والاقتصادية، والاجتماعية!. وبعد ثلاثين عاماً من التجريب السياسي القائم على الأدلوجة الدينية للحكم الإسلاموي تضاعفت أزمات السودان التي حاولت النخب السياسية في إبريل حلها، وفي قمتها حسم ملف السلام.
واضح أن العالم الآن بعد إصابته بالفتور من الصراع السوداني - السوداني العقيم تدخل بذيوله الإقليمية والدولية لتبقى البلاد متورطة في حرب الوكالة التي لم تكن ماثلة قبل أربعين عاماً. ولهذا تعقدت الحرب، وجلبت أطرافاً خارجية للاستثمار في موارد البلاد التي عجزنا عن التحكم فيها، وتوظيفها لصالح تقدم، ورفاهية أهلنا في كل مناطقهم.
وبرغم بعد المسافة الزمنية بين ثورة أبريل وبين ثورة ديسمبر مقارنة بين الثورة الأولى والثانية، فإن التركة السياسية الضخمة تضاعفت مرة أخرى بعد سقوط نظام الجبهة الإسلامية القومية. ولعل أخطر ما في هذه التركة التشرذم وسط القوى السياسية بعد انقلاب البرهان - حميدتي، وكذلك انسداد الأفق بعد الحرب التي أشعلها الإسلاميون.
الأمل الوحيد الذي يتزامن مع مرور الذكرى الأربعين لثورة أبريل 1985 هو الرهان على الجبهة الوطنية المدنية الواسعة للضغط على الطرفين لإيقاف الحرب، واستئناف المسار الانتقالي لثورة ديسمبر. صحيح أن التحدي كبير، ولكن لا سياسة بلا تحدٍ، مهما تعاظم حجمه.
suanajok@gmail.com
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: ثورة أبریل
إقرأ أيضاً:
الأرصاد تصدر بيانا عاجلا بشأن طقس الأحد.. وحالة الطقس حتى 30 أبريل
أعلنت هيئة الأرصاد الجوية، تفاصيل حالة الطقس غد الأحد 27 أبريل، متوقعة أن يسود طقس مائل للحرارة على القاهرة الكبرى والوجه البحري، حار على جنوب سيناء وجنوب البلاد، معتدل على السواحل الشمالية، وفق بيان صادر عن الهيئة العامة للأرصاد قبل قليل.
وأشار بيان الأرصاد الجوية حول حالة الطقس غدا، إلى أن الحالة الجوية ستكون معتدلة في أول الليل، مائلة للبرودة بآخره وفي الصباح الباكر على أغلب الأنحاء.
حالة الطقس غدا
تتكون شبورة مائية صباحًا على بعض الطرق الزراعية والسريعة والمقربة من المسطحات المائية، بالإضافة إلى نشاط للرياح على مناطق من جنوب سيناء على فترات متقطعة.
وحذرت خرائط الطقس من تكون شبورة مائية صباحًا على الطرق الزراعية والسريعة القريبة من المسطحات المائية، خاصة في الوجه البحري والقاهرة الكبرى، وتبدأ مع ساعات قبل الفجر وتنقشع مع أشعة الشمس.
وأوصت الأرصاد الجوية بضرورة تجنب التعرض المباشر للشمس في المناطق الحارة، خاصة في جنوب الصعيد، وارتداء ملابس قطنية نهارًا واصطحاب جاكت ليلًا، وتوخي الحذر أثناء القيادة صباحًا بسبب الشبورة المائية وتشغيل الكشافات الأمامية والتوقف فورا عن القيادة في حالة انعدام الرؤية وركن السيارة على جانب الطريق حرصا على سلامة المارة والركاب.
حالة الطقس الإثنين 28 أبريل 2025
- يسود طقس شديد الحرارة نهارًا على معظم أنحاء البلاد، مع وجود شبورة مائية على بعض الطرق الزراعية والسريعة والقريبة من المسطحات المائية.
- تنشط الرياح على مناطق من شمال الصعيد قد تثير الأتربة والرمال.
حالة الطقس يوم الثلاثاء 29 أبريل 2025
- تستمر الأجواء الحارة، مع فرص لسقوط أمطار خفيفة على بعض مناطق السواحل الشمالية الغربية.
- ظهور أتربة عالقة في الجو على مناطق متفرقة من الوجه البحري والقاهرة الكبرى وشمال الصعيد.
حالة الطقس الأربعاء 30 أبريل 2025
تتأثر البلاد بمرور منخفض خماسيني قادم من الصحراء الكبرى، يصاحبه:
نشاط قوي للرياح المثيرة للرمال والأتربة على مناطق متفرقة من البلاد.
انخفاض ملحوظ في درجات الحرارة على مناطق من شمال البلاد، يتراوح بين (4-5) درجات مئوية.
اضطراب حركة الملاحة البحرية على البحر المتوسط.
نصائح هيئة الأرصاد الجوية للمواطنين
توخي الحذر أثناء قيادة السيارات بسبب انخفاض مستوى الرؤية الأفقية.
ارتداء الكمامات خاصة لمرضى الصدر والحساسية.
تجنب التعرض المباشر لأشعة الشمس لفترات طويلة خلال ساعات الذروة.
متابعة التحديثات الجوية اليومية عبر القنوات الرسمية للهيئة.