أنقرة (زمان التركية) – يعقد حزب الشعب الجمهوري الذي يقود المعارضة في تركيا، اليوم الأحد، اجتماعه الطارئ الحادي والعشرين بالعاصمة أنقرة، في إطار الإجراءات المتخذة لعرقلة مساعي إخضاع الحزب للوصاية.

وتم تخصيص مقعد في المؤتمر لعمدة إسطنبول، أكرم إمام أوغلو، الذي انتخبه الحزب مرشحا له للرئاسة خلال الانتخابات القادمة ويقبع حاليا خلف القضبان بسجن سيليفري في إطار تحقيقات الفساد بحق بلدية إسطنبول الكبرى.

وعبر تغريدة، قال حساب إمام أوغلو، إن “الصعوبات والعذابات التي سنواجهها على هذا الطريق المشرف الذي سنسير عليه معًا حتى النهاية هي مجرد تفاصيل” وأضاف قائلا: “أتمنى النجاح لرئيسنا السيد أوزجور أوزال وجميع زملائي بالمؤتمر “.

ويشارك في المؤتمر الرؤساء السابقون للحزب، كمال كليجدار أوغلو وألتان أويمين وحكمت جيتين ومراد كارايالشين، الذي كان رئيسا لحزب الشعب الديمقراطي الاجتماعي.

سيحدد مندوبو حزب الشعب الجمهوري المسجلون البالغ عددهم 1368 مندوبا منصب رئيس الحزب بالإضافة إلى مجلس الحزب من 60 عضوا وأعضاء المجلس التأديبي العالي.

وكان أوزال قد أعلن عقد مؤتمر طارئٍ للحزب في السادس من أبريل/ نيسان الجاري لمنع تعيين وصاه على الحزب ضمن التحقيق القائم ضد الحزب بحجة تزوير أصوات الناخبين -شراء أوزال لأصوات مندوبي الحزب- خلال مؤتمر الحزب الثامن والثلاثين الذي شهد انتخابه رئيسا له في الرابع والخامس من نوفمبر/ تشرين الثاني من عام 2023.

أوزال: “الإرادة بيد الشعب”

واختيرت عبارة “الإرادة بيد الشعب” شعارا للمؤتمر ردا على ممارسات “الوصاية” التي تتبعها السلطة الحاكمة بحق بلديات المعارضة.

وسيحول أوزال المؤتمر إلى مؤتمر جماهري وسيلقي كلمة لأعضاء الحزب في الحديقة المجاورة لقاعة المؤتمر في تمام الساعة 16:00 بتوقيت تركيا.

وسيشهد المؤتمر جمع التوقيعات للمطالبة بإطلاق سراح إمام أوغلو، الذي تم إبعاده عن منصب عمدة إسطنبول.

انسحاب أوميت أويصال وترشح برهان شيمشيك

كان من المتوقع أن يكون أوزال المرشح الوحيد لمنصب رئيس الحزب بعد إعلان كيليجدار أوغلو أنه لن يترشح، لكن أعلن كل من عمدة بلدة مراد باشا في أنطاليا، أوميت أويصال، ونائب اسطنبول السابق، برهان شيمشك، ترشحهما للمنصب.

ويتوجب على أويصال وشيمشك الحصول على توقيع 5 في المئة من مندوبي الحزب على الأقل للترشح بشكل رسمي.

وفي صباح اليوم، أصدر أويصال بيانا أعلن خلاله الانسحاب من الترشح لرئاسة الحزب، قائلا: “من أجل عدم استنزاف حزبي، قررت عدم مواصلة طلبي للترشح لأسباب لن أكشف تفاصيلها هنا.”، وفي المقابل لم يتمكن شيمشك من الحصول على التوقيعات اللازمة مما يجعل أوزال المرشح الوحيد لمنصب رئيس الحزب.

ومن المنتظر أن تشهد انتخابات مجلس الحزب التنافس الحقيقي خلا المؤتمر ، حيث قررت إدارة حزب الشعب الجمهوري أن يتم إجراء انتخابات مجلس الحزب من خلال “قائمة صحائف” سيتمكن خلالها أعضاء الحزب الذين يستوفون الشروط اللازمة من الترشح على أن يختار مندوبي الحزب من بينهم.

ويسود اعتقاد بأن أوزال سيصدر أيضا “قائمة محورية” ستشمل شخصيات يرغب في مشاركتها ضمن مجلس الحزب.

وعلى الرغم من أن “القائمة المحورية” ليست رسمية فإنه يمكن وصفها بأنها “دليل” للمندوبين حول من يختارون من ” قائمة الصحائف”.

وبالنظر إلى نجاح الحزب بالانتخابات البلدية في 31 مارس/ آذار، من غير المتوقع أن يقدم أوزال على تغييرات بعيدة المدى في مجلس الحزب. ومن الممكن ضم بعض السياسيين والنواب البرلمانين ذوي الخبرة إلى مجلس الحزب.

وتجرى المعارضة الداخلية بالحزب، التي لم تترشح لمنصب رئيس الحزب، حساباتها عبر مجلس الحزب، إذ تخطط مجموعة من نواب البرلمان لطرح قائمة مشتركة ضد إدارة الحزب أو اختراق قائمة أوزال عبر مرشحين فرديين.

وسيطرح نائب الحزب عن إسطنبول، أوغوز كان ساليجي، الذي أعد قائمة بديلة ضد أوزيل في المؤتمر العادي الثامن والثلاثين، قائمة مضادة تحت اسم “التوازن والتضامن”.

بعد المؤتمر، سيحدد أوزال اللجنة المركزية للحزب (MYK) من خلال مجلس الحزب.

جدير بالذكر أن حزب المعارضة الرئيسي في تركيا شكّل هيكل جديد ضمن إدارة الحزب عقب المؤتمر الدوري الثامن والثلاثين وأطلق عليه “حكومة الظل” ضم 18 من أعضاء اللجنة المركزية للحزب.

وقد يعقب المؤتمر الطارئ التخلي عن تحديد حكومة الظل من بين أعضاء اللجنة المركزية للحزب وتحويله إلى هيكل يلعب دورا نشطا في عمل المرشح الرئاسي.

وكان إمام أوغلو، الذي اختاره الحزب مرشحا للرئاسة في الانتخابات التركية القادمة ، أعلن أنه سينشئ مكاتب عمل رئاسية في أنقرة واسطنبول.

وتشير المعلومات المثارة داخل الحزب إلى أن حكومة الظل سيتم تشكيلها وفقا لاختيارات إمام أوغلو بطريقة ستلعب دورا في الحملة الانتخابية.

 

 

Tags: أكرم إمام أوغلوأوزجور أوزالحبس عمدة إسطنبولعمدة إسطنبولكمال كيليجدار أوغلومؤتمر حزب الشعب الجمهوري

المصدر: جريدة زمان التركية

كلمات دلالية: أكرم إمام أوغلو أوزجور أوزال عمدة إسطنبول مؤتمر حزب الشعب الجمهوري حزب الشعب الجمهوری إمام أوغلو رئیس الحزب مجلس الحزب

إقرأ أيضاً:

بدء مؤتمر حزب العدالة والتنمية المغربي.. فلسطين والغنوشي أبرز الحاضرين

انطلقت فعاليات المؤتمر الوطني التاسع لحزب العدالة والتنمية في مدينة بوزنيقة المغربية، وسط حضور لأغلبية الأحزاب والقوى السياسية المغربية، وغياب رئيس الحكومة عزيز اخنوش والكاتب العام للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية ادريس لشكر.

وشهدت فعاليات المؤتمر رفع أعلام فلسطين بشكل واسع، مع ترديد لشعارات الانتصار لفلسطين ودعم المقاومة في قطاع غزة، مع شعارات أخرى تطالب بإسقاط التطبيع حضور لضيوف أجانب من عدد من الدول العربية والإسلامية.

ويشهد اليوم الأول من المؤتمر افتتاح الأشغال الداخلية، حيث من المرتقب أن يتم تشكيل لجنة البيان الختامي، وتقديم تقرير حصيلة أداء الحزب خلال الفترة الماضية. 


وسيم يتم عرض قيادة الحزب مشروع البرنامج العام المحين، المتمثل في الورقة المذهبية، إلى جانب مشروع التوجهات السياسية للمرحلة المقبلة (الأطروحة السياسية)، ومشروع تعديل النظام الأساسي للحزب.

ومن المنتظر أن تقدم الجهات الحزبية المختلفة تقاريرها حول المشاريع المعروضة للنقاش والمصادقة، قبل أن يلقي الأمين العام للحزب كلمته أمام المؤتمرين. والمصادقة على البرنامج العام المحين، والورقة المذهبية، والأطروحة السياسية، إضافة إلى النظام الأساسي المعدل.

وتتواصل أشغال المؤتمر صباح غد الأحد 27 نيسان/ أبريل، حيث ستعقد الجلسة الثانية المخصصة لإعلان نتائج انتخاب أعضاء المجلس الوطني للحزب والأمين العام الجديد للحزب.

وتشير غالبية المؤشرات إلى أن الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، عبد الإله بنكيران، يتجه إلى ولاية ثانية، رغم تأكديه أن موضوع استمراره في ولاية جديدة على رأس الحزب لا علاقة له به، وأنا لا أرشح نفسي، والقرار بيد 1700 مؤتمر من أعضاء الحزب".


وخلال انطلاق فعاليات المؤتمر، وقف الأعضاء عند عرض صورة الشيخ راشد الغنوشي وهتفوا باسمه، ثم غنوا النشيد التونسي الشهير "إذا الشعب يوما أراد الحياة".

وأوقف الأمن التونسي الغنوشي في 17 نيسان/ أبريل 2023، إثر مداهمة منزله، ثم أمرت محكمة ابتدائية بإيداعه السجن في قضية "التصريحات المنسوبة له بالتحريض على أمن الدولة".

وراوحت أحكام السجن بين 5 أعوام و54 عاما بحق 41 من "السياسيين والصحفيين والمدونين ورجال الأعمال"، وبينها سجن الغنوشي 22 عاما.

وبهذا المؤتمر يسعى حزب العدالة والتنمية إلى ترميم صفوفه الداخلية واستعادة موقعه في المشهد السياسي بعد التراجع الكبير الذي شهده في انتخابات 2021.


وبعد أن قاد الحكومة لولايتين متتاليتين في 2011 و2016، لم يحصل في سباق 2021  على غير 13 مقعدا برلمانيا، ما حرمه من تشكيل فريق برلماني، ودفعه لعقد مؤتمر استثنائي أفرز عودة عبد الإله بنكيران رئيس الحكومة السابق لقيادته.

وبين مؤشرات التعافي الداخلي وواقع العلاقة المتذبذبة مع بعض قياداته التاريخية، تبدو طريق الحزب نحو انتخابات 2026 مشروطة بقدرته على تجديد نفسه من الداخل والخارج.

مقالات مشابهة

  • الشعب الجمهوري: قانون العمل الجديد ضمانة حقيقية لحقوق العمال
  • "البيجيدي" يتجه إلى انتخاب ابن كيران أمينا عاما للحزب من جديد
  • العدالة والتنمية المغربي.. تجديد القيادة وتثبيت الديمقراطية في مواجهة الأزمات
  • السلطات التركية تشن موجة ثانية من الاعتقالات ضمن قضية إمام أوغلو.. طالت العشرات
  • تركيا توقف 47 شخصا في إطار التحقيق مع إمام أوغلو
  • الشعب الجمهوري يعزز قدرات كوادره الإعلامية بدورة عن الذكاء الاصطناعي
  • بدء مؤتمر حزب العدالة والتنمية المغربي.. فلسطين والغنوشي أبرز الحاضرين
  • قيادي بالشعب الجمهوري: احتفالات تحرير سيناء تعكس عظمة الإنجاز الوطني
  • إقبال جماهيري كبير على قافلة حزب "الشعب الجمهوري" الطبية بقليوب
  • الشعب الجمهوري: تحرير سيناء شاهد على تلاحم الشعب والجيش وملحمة تُلهم أجيال المستقبل