شهدت الحدود الأمريكية في السنوات الأخيرة تشديدًا متزايدًا في إجراءات التفتيش، وزادت تلك الإجراءات بعد عودة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للسلطة مرة أخرى، حيث باتت السلطات الأمريكية تمتلك صلاحيات واسعة لتفتيش الأجهزة الإلكترونية للمسافرين وتقييم ما إذا كانت المعلومات أو البيانات الموجودة على هواتفهم تحمل سياسات مخالفة لسياسات واشنطن أم لا، وهو ما أثار جدلًا واسعًا على مواقع التواصل الاجتماعي والمهتمين بالسفر للولايات المتحدة حول الخصوصية والحقوق الرقمية.


ووفقًا لتقرير نشرته صحيفة “الجارديان” البريطانية، قامت هيئة الجمارك وحماية الحدود الأمريكية (CBP) بتفتيش نحو 47 ألف جهاز إلكتروني من أصل 420 مليون مسافر عبروا الحدود في عام 2024، ورغم أن هذه النسبة ضئيلة، إلا أن خبراء الخصوصية يحذرون من خطورة هذه الإجراءات، خاصة في ظل التوجهات المتشددة للإدارة الأمريكية.
ويُستشهد في ذلك بحادثة منع عالم فرنسي من دخول الولايات المتحدة بعد أن اكتشف موظفو الهجرة رسائل نصية تنتقد الرئيس الأمريكي الحالي دونالد ترامب على هاتفه، مما يثير التساؤلات حول مدى تأثير الآراء الشخصية والمحادثات الخاصة على قرارات الدخول.

يؤكد التقرير أن الحماية الدستورية للخصوصية تكون أضعف عند الحدود، ما يمنح سلطات الجمارك صلاحية تفتيش الأجهزة دون الحاجة إلى إذن قضائي، ورغم أن المسافرين يمكنهم رفض التفتيش، إلا أن ذلك قد يؤدي إلى مصادرة أجهزتهم أو تعقيد إجراءات دخولهم.
وقدم التقرير مجموعة من النصائح عند السفر إلى الولايات المتحدة وذلك بغرض تقليل المخاطر التي قد يتعرض لها المسافرون من تفتيش أجهزتهم والإطلاع على بياناتهم، من بينها:

1- إيقاف تشغيل الأجهزة قبل الوصول إلى الحدود: حيث ينصح الخبراء بإيقاف تشغيل الهواتف وأجهزة الكمبيوتر المحمولة قبل السفر، مما يساعد في تشديد التشفير وحماية البيانات.

2- يوصي الخبراء بالتأكد من أن جهازك يتطلب كلمة مرور لفك التشفير أو إلغاء القفل، على سبيل المثال، إذا كنت تستخدم Face ID أو بصمة الإصبع لفتح هاتفك، فسيكون من الأسهل على الضابط استخدامها للوصول إلى جهازك.

3- يجب تفعيل التشفير الكامل للجهاز ولحسن الحظ، جميع الإصدارات الحديثة من هواتف iPhone ومعظم هواتف Android مُفعّلة تلقائيًا بتشفير كامل للجهاز، ولكن على بعض أجهزة Android، تأكد أيضًا من تفعيل التشفير من خلال تبويب “الإعدادات المتقدمة” ضمن قائمة “الأمان”، كما يُنصح باختيار كلمة مرور قوية يصعب تخمينها حتى لا يتمكن موظفو الجمارك وحماية الحدود من الوصول إلى جهازك.

4- بالإضافة إلى تشفير أجهزتك، يجب عليك حذف أي نصوص أو تطبيقات أو صور معينة، وأي بيانات قد تكون حساسة أو لا ترغب في أن يراها أي وكيل حكومي، وإذا لم تكن تنوي مسح هاتفك بالكامل، فقد يثير ذلك الشكوك لدى السلطات الأمريكية، فغالبًا ستختار حذف ملفات محددة.

5- بالنسبة لأولئك الذين يسافرون بجهاز مملوك لصاحب العمل أو شخص آخر، قد يحتاجون إلى التأكد من إجراء محادثة معهم قبل السفر للتأكد من أن أجهزتهم محمية بشكل كافٍ.

مصراوي

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

عندما يقطر هاتفك دما؟!

الجميل الفاضل فيما كنت أغالب نفسي لإستكمال مطالعة مقطع يوثق لحظة ذبح شيخ كبير في قرية نائية، إصطبغ جلبابه الأبيض الناصع بدمه النافر من جسده، تحت حد سكين جري علي عنقه، كان قد إرتمي علي نافورة رقبته المتفجرة، وجانبا من صدره ثوب نسائي مشجر، وهو يرفع الشهادة لربه في اخر ثواني حياته، توهمت في تلك اللحظة أن دمه قد بات يقطر هو أيضا من هاتفي، لدرجة أني قد تحسسته علي يدي. أعادني هذا الحال الغريب، الي السؤال الذي أطلقه الشاعر محمود درويش ذات حيرة كهذه، قائلا : “هل في وسعك أن تكون طبيعيا في واقع غير طبيعي؟”. المهم فإني لن أقول لهؤلاء الجنود المجانين الذين يوثقون ويبثون مثل هذه المقاطع، أرجوكم لا تسلطوا كاميرات هواتفكم علي عوراتنا يوميا بهذه الطريقة الفجة الفاجرة. لكني أقول لكم: دعوا هواتفكم تنام غريرة الشاشات، ريثما يرتوي هذا الوحش الذي ينمو الآن بشكل مضطرد، داخل كل منا من دمنا. دمنا هذا الذي أضحي هو اليوم أرخص دم في البورصة. تصوروا مثلي، ان هواتفكم هذه يمكن أن تقطر دما، ينسال بين أصابعكم ليلطخ أيديكم بعيدا عن الواقع. فالحل في ظني هو ألا نكثر، من التهام مثل هذه الصور الإباحية التي تعمل في النهاية لأن تبيح، وتطبع، وتشيع فاحشة نوع هذا القتل البشع بيننا. علي الأقل لكي لا نقتل ما تبقي فينا من مروة ونخوة بايدينا أو بأيدي سوانا. وبالتالي فإنه ينبغي ألا نلوث ادمغتنا وذواكر هواتفنا بمزيد من أصوات الأنين، وبصور من شأنها أن تنزع عنا إنسانيتنا رويدا رويدا، كلما تطبع لدينا بمرور الوقت مثل هذا القتل فاضحي أمره عاديا، مع تطاول أمد هذه الحرب التي لا نعرف لها نهاية. لكن للحقيقة فإن من يقطع “بلاعيم” البشر بهذه الشكل، قد بات هو يفسد علينا متعتنا وزهونا بالحياة، وفق تصوراتنا الكذوبة التي كانت ساذجة جدا، عن معني أن تكون إنسانا، أو أن تكون سودانيا علي الأقل. بما يوجب أن نضع اليوم صورا كثيرة كنا نعلقها علي حائط الذاكرة لخداع ذواتنا، أو لأغراض التباهي. وبالطبع فما أكثر الفقاقيع التي صنعناها بايدينا، ثم صدقنا أنها حقائق. لقد برع السودانيون الي حد بعيد، في صناعة مثل هذه الفقاقيع الكبيرة. فقد صدرنا لذواتنا وسوقنا للناس أوهاما ضخمة عنا، صدقناها في النهاية نحن أنفسنا بكل أسف، والي أن حدث هنا ما حدث. الوسومالجميل الفاضل

مقالات مشابهة

  • كندا تحدث إرشادات السفر للولايات المتحدة.. قد تتعرضون للاستجواب والتفتيش
  • تحذير من مايكروسوفت.. 240 مليون مستخدم لـ ويندوز يجب عليهم التوقف عن استخدام أجهزتهم
  • استعداداً لمونديال 2030.. المغرب يزيد طاقة المطارات إلى 80 مليون مسافر
  • توترات بين البلدين.. نصيحة للكنديين لشراء هاتف جديد عند الذهاب إلى الولايات المتحدة
  • عندما يقطر هاتفك دما؟!
  • دخل حيز التنفيذ.. موظفو الجمارك الأمريكية يبدأون تحصيل رسوم ترامب
  • كندا تحذر مواطنيها من فحص أجهزتهم عند دخولهم الولايات المتحدة
  • الخدمة المدنية تكلف فرق تفتيش ميدانية للرقابة على مستوى الانضباط الوظيفي
  • 17 مليار دولار خسائر اليابان المتوقعة بسبب الجمارك الأمريكية