بغداد في مواجهة أزمة الكهرباء: بين المولدات الأهلية ووعود الحكومة الفارغة
تاريخ النشر: 6th, April 2025 GMT
أبريل 6, 2025آخر تحديث: أبريل 6, 2025
المستقلة/- يبدو أنَّ أزمة الكهرباء في بغداد تستعد لتحطيم أرقامها القياسية هذا الصيف، حيث تتجه العاصمة العراقية إلى مواجهة ساخنة مع التيارات الكهربائية وارتفاع أسعار الأمبيرات، وسط ما يُعدّه المواطنون تدهورًا متزايدًا في مستوى الخدمات.
بحسب ما أعلن صفاء المشهداني، رئيس لجنة الطاقة في مجلس محافظة بغداد، فإن العاصمة العراقية تعتمد على نحو 18 ألف مولدة كهربائية، بين حكومية وأهلية، لتغطية احتياجات المواطنين.
على الرغم من إعلان وزارة الكهرباء عن إنتاج غير مسبوق للطاقة بلغ 28 ألف ميغاواط، فإن هذا الرقم لا يزال بعيدًا عن تلبية ذروة الطلب التي تجاوزت 42 ألف ميغاواط في صيف العام الماضي. مما يعني أنَّ المولدات الأهلية ستكون الحل البديل، لكن الحل المكلف الذي يرهق جيوب المواطنين الذين يعانون من ارتفاع الأسعار.
أرقام صادمة، إذ يصل سعر الأمبير في بعض المناطق إلى 20 ألف دينار شهريًا، مقابل خدمةٍ متقطعة لا تكفي حتى لتشغيل الأجهزة المنزلية الأساسية. ووفقًا لشهادات سكان في مناطق عدة، فإن الانقطاع اليومي في الكهرباء يتراوح بين ساعتين وثماني ساعات، ليضفي معاناة إضافية على حياة المواطنين.
مأساة أصحاب المولدات: بين الوقود والأسعارعلى الرغم من كونهم الواجهة الوحيدة للكهرباء في العديد من المناطق، فإن أصحاب المولدات ليسوا في وضع أفضل، حيث يشكون من ارتفاع أسعار الوقود وصعوبة الحصول عليه. يقول محمد مهدي صادق، صاحب مولدة في بغداد: “الحصة الوقودية التي نأخذها من الدولة لا تكفي، ما يجبرنا على شراء الوقود من السوق السوداء بأسعار مضاعفة، وهذا يجعلنا في مواجهة مع الأهالي الذين يطالبون بأسعار معقولة.”
ورغم أنهم يُواجهون الأزمة ذاتها التي يعاني منها المواطنون، يضطر أصحاب المولدات لتغطية هذه الفجوة بتوفير قطع غيار باهظة الثمن وصيانة مستمرة للمولدات التي تعاني من أعطال متكررة. ولكن ما يثير الجدل هو أنه بالرغم من هذه المعاناة، لا يزال التفاوت في الأسعار والخدمات يسبب حالة من التوتر بين المواطنين وأصحاب المولدات.
الحكومة في مرمى الاتهامما يعزّز الغضب الشعبي هو غياب الحلول الحقيقية من جانب الحكومة، حيث اكتفت بتقديم وعود فارغة وتسجيل أرقام قياسية في الإنتاج التي لا تُترجم على أرض الواقع. بينما يستمر المواطنون في تحمل التكاليف الباهظة للحصول على خدمةٍ لا تتناسب مع احتياجاتهم اليومية.
لقد أصبحت أزمة الكهرباء في بغداد خلافًا سياسيًا وإداريًا بامتياز، فهي مسألة حياة أو موت للكثيرين، بين من يطالب بالحلول العاجلة من الحكومة، وبين من يضع اللوم على الحصص الوقودية المحدودة التي تُديرها الدولة.
هل ستظل بغداد في الظلام؟ما يثير القلق الآن هو استمرار تزايد الطلب على الكهرباء مع قدوم فصل الصيف، الأمر الذي يهدد بشبح الظلام في بغداد، ما لم تُتخذ إجراءات حاسمة وفعالة. ولكن هل هناك فعلاً إرادة سياسية لتغيير الواقع؟ أم أن المواطن سيظل الضحية في معركة الكهرباء التي لا تنتهي؟
المصدر: وكالة الصحافة المستقلة
كلمات دلالية: فی بغداد
إقرأ أيضاً:
انقطاع الكهرباء.. تحذير من "التكهنات" واجتماع أزمة باسبانيا
دعت الحكومة الإسبانية، الإثنين، إلى عقد اجتماع أزمة، بعد انقطاع التيار الكهربائي بشكل واسع النطاق وغير مسبوق في البلاد.
وزار رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز مركز التحكم في الشركة الخاصة بشبكة الكهرباء الإسبانية، برفقة وزيرة التحول البيئي سارة أجيسين، حسبما ذكرت صحيفة "إل باييس" الإسبانية.
وقالت الحكومة إنها تعمل على تحديد سبب وتأثير الانقطاع، وتخصص كل مواردها لإصلاحه في أسرع وقت ممكن.
وضرب انقطاع التيار الكهربائي إسبانيا والبرتغال، وشمل عاصمتي البلدين، مما أدى إلى تعطيل شبكات المترو وخطوط الهاتف وإشارات المرور وأجهزة الصراف الآلي.
ما بين 6 و10 ساعات لإعادة الكهرباء
وقدرت شركة تشغيل شبكة الكهرباء في إسبانيا أن الأمر سيستغرق ما بين 6 و10 ساعات لإعادة التيار بعد الانقطاع الشامل الذي أثر على شبه الجزيرة الأيبيرية بأكملها منذ الساعة 10:30 بتوقيت غرينتش.
وقال إدواردو برييتو، مدير العمليات في شبكة الكهرباء الإسبانية: "يمكننا الحديث عن تأخير يتراوح بين 6 و10 ساعات إذا سارت الأمور على ما يرام. وقد تم بالفعل إصلاح بعض نقاط الإمداد".
"لا يمكن التكهن"
وأوضح برييتو أنه: "لا يمكننا التكهن في الوقت الحالي بأسباب" الانقطاع، مضيفا أنه سيتم "تحليل كل شيء بالمستوى المطلوب من التفصيل" في أقرب وقت ممكن "لمعرفة" أصل الانقطاع.
ويذكر أنه من النادر حدوث انقطاع واسع النطاق للتيار الكهربائي في شبه الجزيرة.
انقطاع الكهرباء في البرتغال
وفي البرتغال، طال انقطاع الكهرباء العاصمة لشبونة والمناطق المحيطة بها، بالإضافة إلى أجزاء من شمالي وجنوبي البلاد.
وقالت شركة توزيع الكهرباء البرتغالية "إي – ريديس"، إن انقطاع الكهرباء كان نتيجة لـ "مشكلة في نظام الكهرباء الأوروبي"، وفقا لصحيفة إكسبريسو البرتغالية.
وأفادت الشركة، وفقا للصحيفة، بأنها اضطرت لقطع الكهرباء في مناطق معينة من أجل استقرار الشبكة.
من جانبه، أصدر مركز الأمن الإلكتروني الوطني البرتغالي بيانا قال فيه إنه لا توجد علامة على أن الانقطاع كان بسبب هجوم إلكتروني.