كندا: لن تعود علاقاتنا مع أمريكا لسابق عهدها
تاريخ النشر: 6th, April 2025 GMT
الجديد برس|
صرحت وزيرة الخارجية الكندية ميلاني جولي بأن العلاقات مع الولايات المتحدة لن تعود أبدا لسابق عهدها بعد إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فرض رسوم جمركية جديدة واسعة.
وأدلت جولي بهذا التصريح للصحفيين لدى وصولها لحضور اجتماع مع وزراء الشؤون الخارجية لدول حلف شمال الأطلسي في بروكسل.
وأشارت الوزيرة إلى أن كندا هي أكبر مشتر للولايات المتحدة، إذ تشتري سلعا أمريكية أكثر من الدول الأوروبية وغيرها، وقالت ردا على سؤال حول ما إذا كانت الرسوم الجمركية الأمريكية تزعزع استقرار التجارة وكيف ينبغي أن تكون استجابة الشركاء الأوروبيين ليها: “نعلم أن العلاقات مع الولايات المتحدة لن تعود لسابق عهدها (بعد فرض الرسوم الجمركية)، ونريد من الأوروبيين أن يفهموا هذا أيضا: العلاقات مع الولايات المتحدة لن تعود لسابق عهدها، لأنهم يعتزمون التصرف بشكل مختلف”.
وفي حديث لشبكة تلفزيون “بلومبرغ” أيضا أكدت جولي أن كندا ستمارس “أقصى ضغوط على ترامب وإدارته للتراجع عن أي شكل من أشكال الرسوم”، وأضافت: “نتطلع إلى التقارب مع الاتحاد الأوروبي ونبحث عن شركاء في آسيا”.
وذكرت وزيرة الخارجية الكندية أن “السؤال هو حجم رأس المال السياسي الذي يرغب الرئيس ترامب في إنفاقه على الركود لأننا نعرف أن هذه (الرسوم) سوف تضر بالاقتصاد، ونعرف أن كل هذا الغموض التجاري سوف يؤثر في نهاية المطاف على عادات المستهلك، وفي الوقت ذاته على المناخ الاستثماري”.
وأمس الخميس أعلن رئيس الوزراء الكندي مارك كارني أن أوتاوا ستفرض رسوما بنسبة 25% على كل وارداتها من السيارات الأمريكية التي لا يتم إنتاجها وفقا لاتفاق تجارة أمريكا الشمالية الذي يضم المكسيك وكندا والولايات المتحدة.
وأضاف كارني أن الولايات المتحدة لم تعد “شريكا وديا” لكندا وأن بلاده ستدافع عن مصالحها وسيادتها.
وفي وقت سابق أعلن ترامب فرض رسوم جمركية بنسبة 25% على جميع السيارات الأجنبية المستوردة، اعتبارا من 5 أبريل الحالي.
يذكر أن صناعة السيارات هي ثاني أكبر قطاع تصديري في كندا ويعمل فيه حوالي 125 ألف عامل بشكل مباشر و5000 عامل بشكل غير مباشر.
المصدر: الجديد برس
إقرأ أيضاً:
أمريكا والفوضى القانونية
تنطوي الأهداف المعلنة لسياسة إدارة الرئيس الأمريكى "دونالد ترامب" الخارجية على التركيز على الأمن من خلال مكافحة الإرهاب فى الخارج، وتعزيز الدفاعات الحدودية، ووضع ضوابط للهجرة، وتوسيع القوات المسلحة الأمريكية، وانتهاج مبدأ "أمريكا أولا" فى التجارة والدبلوماسية التى يصبح الأعداء القدامى بموجبها أصدقاء.
ولا شك أن الولايات المتحدة الأمريكية تواجه اليوم اختبارا وطنيا جديدا لا يقل خطورة عن محطات مفصلية مرت بها سابقا مثل الحرب الأهلية والكساد الكبير وغيرهما. وهذا التحدى لا يأتى من الخارج بل من داخل البيت الأبيض نفسه، حيث يتصرف الرئيس "دونالد ترامب" بطريقة تهدد الدستور والمؤسسات والمجتمع المدنى. والنموذج كان فى لقاء "ترامب" مؤخرا برئيس السلفادور فى البيت الأبيض. فلقد أظهر المشهد أن اللقاء بين الرجلين كان دافئا، إذ يتقاسمان معا تجاهل حقوق الإنسان. ولهذا ناقشا فى لقائهما بلا اكتراث حالة "أبريغو غارسيا"، وهو أب لثلاثة أطفال ومتزوج من أمريكية. ورغم صدور قرار قضائى فى عام 2019 بمنع ترحيله من الولايات المتحدة الأمريكية إلا أن إدارة "ترامب" قامت بإبعاده إلى السلفادور، وهو القرار الذى تم وصفه لاحقا بالخطأ الإداري. واليوم يحتجز فى سجن قاس رغم أنه لا يملك أي سجل جنائى خلافا للرئيس "ترامب" نفسه.
ولهذا نظر لموقف الادارة الأمريكية على أنه يمثل مسارا للفوضى القانونية، وقد يؤدى إلى وضع تستطيع فيه الحكومة الأمريكية ترحيل أى شخص إلى السجن دون محاكمة. وفى الوقت الذى يتباهى فيه "ترامب" كثيرا بإطلاق سراح رهائن أمريكيين من سجون أجنبية عز عليه إعادة رجل قامت إدارته بترحيله بشكل غير قانوني. الجدير بالذكر أن واشنطن تمول فى الواقع سجون فى السلفادور يحتجز فيها مبعدون مثل "غارسيا". كما أن تحقيقا كشف أن معظم المرحلين إلى السلفادور لم يرتكبوا أي جرائم، ولم يثبت وجود أي صلات لهم بالعصابات. وثبت أن قرارات الترحيل استندت إلى مؤشرات سطحية مثل الوشوم وسوء تفسيرها.
إن ما يراه المرء اليوم فى الولايات المتحدة الأمريكية يذكر بأنظمة استبدادية من الصين وروسيا وفنزويلا وكوريا الشمالية، فهناك يسحق التفكير الحر، وتحاصر الجامعات، ويجبر المثقفون على ترديد خطاب السلطة وعدم الخروج عنه. بل إن إدارة الرئيس الأمريكى " دونالد ترامب" فى سعيها للانتقام تدمر جانب حماية البحث العلمى. ولقد تجسد النموذج فى قرار إدارة "ترامب" بتجميد تمويل قيمته مليارى ونصف المليار دولار، وهو المبلغ الذى كان مخصصا لمشاريع علمية في جامعة "هارفارد"، بعضها يعالج أمراضا خطيرة مثل السرطان والسكري وأمراض القلب.
واليوم نقول إن تعطش " دونالد ترامب" للسلطة والانتقام ممن ينافسه قد يقاس مستقبلا بعدد الأرواح التي ستفقد بسبب تعطيل البحث العلمى. ولهذا يقال إن ما يجري اليوم فى الولايات المتحدة الأمريكية ليس فقط استبدادا سياسيا بل تخريب مشروع وطنى بأكمله. وهذا الظرف يعد اختبارا لقدرة العالم على الدفاع عن عظمة الولايات المتحدة الأمريكية بعيدا عن رئيسها "دونالد ترامب"، أو كما جاء فى صحيفة "نيويورك تايمز": (بأنه حان الوقت لحماية أمريكا من رئيسها).