لا تخطئ طريق الجنة.. علي جمعة يحذر من فعل يقع فيه الكثيرون
تاريخ النشر: 24th, August 2023 GMT
لاشك أن لافتة بعنوان: لا تخطئ طريق الجنة تعد من أهم ما ينبغي الانتباه إليه ، خاصة وقد شغلتنا الحياة بزحامها ، وصار القليلون منا يحرصون ويعملون لآخرتهم، ومع ذلك تسترعي انتباههم عبارة لا تخطئ طريق الجنة ، فالجنة ليست مما يمكن التفريط فيه ومن ثم الخطأ في الوصول إليه ، لذا فإن جملة لا تخطئ طريق الجنة ليست تنبيه بقدر ما هي أمنية ألا نخطئ هذا الطريق بالأخص.
إذا كانت لك حاجة عند أحد من الناس.. علي جمعة: ردد هذا الدعاء حلم قراءة القرآن في المنام بصعوبة والخطأ فيه.. الإفتاء توضح تفسيره لا تخطئ طريق الجنة
قال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إنه حتى لا تخطئ طريق الجنة، ينبغي الحرص على الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- ، حيث إن من نسيها يخطئ طريق الجنة
وأضاف «جمعة» عبر صفحته بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، قائلاً: اللهم صلِّ على الحبيب المصطفى سيدنا محمد كنز العرفان، ومعدن الإحسان ،وبحر العرفان، صاحب الطلعة البهية ،ومُنقذ البرية ،وعلى آله وصحبه وسلم تسليما.
واستشهد بما ورد في صحيح الجامع، حديث صحيح أخرجه ابن ماجه (908)، والطبراني (12/180) (12819)، وابن عدي في ((الكامل في الضعفاء)) (2/181) روي عن عبدالله بن عباس -رضي الله تعالى عنه - أنه قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- (مَنْ نَسِيَ الصَّلَاةَ عَلَيَّ خَطِئَ طَرِيقَ الْجَنَّةِ).
وتابع: وروى محمد بن علي ابن الحنفية في صحيح الترغيب ، وحدثه : الألباني ، أنه قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ( مَن ذُكرتُ عِندَه فَنَسِيَ الصَّلاةَ عليَّ ؛ خَطِىءَ طَريقَ الجنَّةِ) ، وهو حديث صحيح لغيره، فقد كرَّمَ اللهُ سُبحانَه نَبيَّه محمَّدًا، وأمَرَنا بالصَّلاةِ والسَّلامِ عليه، وقد أوضَحَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنَّ لذلك فضلًا وأجرًا.
وأشار إلى أن في هذا الحديثِ يقولُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: "مَن نَسيَ الصَّلاةَ عليَّ"، أي: ترَكَها عَمدًا، أو ترَكَها عندَ وُجودِ سَببٍ؛ مِن ذِكرِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أو نحوِه؛ فقد أثِمَ وأخطَأَ، وسلَكَ سَبيلَ الخَطأِ، أو فعَلَ غيرَ الصَّوابِ، "خَطئَ طَريقَ الجنَّةِ"، ومَن أخطَأَ طَريقَها؛ لم يبْقَ له إلا الطَّريقُ إلى النَّارِ، وقد أمَرَ اللهُ سبُحانَه في القُرآنِ الكَريمِ عِبادَه المؤمنينَ بالصَّلاةِ على نَبيِّه، فقال: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} [الأحزاب: 56].
وبين أن المَقصودُ بالصَّلاةِ على النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ التَّقرُّبُ إلى اللهِ بامتِثالِ أمْرِه، وقَضاءُ حَقِّ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ علينا، وليستْ صَلاتُنا عليه شَفاعةً له؛ فإنَّ مِثلَنا لا يَشفَعُ لمِثلِه، ولكنَّ اللهَ تعالى أمَرَنا بمُكافأةِ مَن أحسَنَ إلينا، فإنْ عجَزْنا عنها؛ كافَأْناه بالدُّعاءِ، فأرشَدَنا اللهُ لَمَّا عَلِمَ عَجزَنا عن مُكافأةِ نَبيِّنا صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إلى الصَّلاةِ عليه، وفائدةُ الصَّلاةِ عليه ترجِعُ إلى الذي يُصلِّي عليه، لدَلالةِ ذلك على نُصوعِ العَقيدةِ، وخُلوصِ النِّيَّةِ، وإظهارِ المحبَّةِ، والمُداومةِ على الطَّاعةِ، والاحتِرامِ للواسِطةِ الكَريمةِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ .
فضل الصلاة على النبيورد أن الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، عبادة عظيمة، وقربة جليلة، بدأها سبحانه بنفسه الكريمة، وثنى بملائكته المسبحة بقدسه، وأمر بها المؤمنين من خلقه، ومن ثم فإن فضل الصلاة على النبي عظيم، ومنه:
أولًا: يؤجر المصلي على النبي - صلى الله عليه وسلّم- بعشر حسنات.
ثانيًا: يرفع المصلي على النبي -صلى الله عليه وسلم- عشر درجات.
ثالثًا: يغفر للمصلي على النبي- صلى الله عليه وسلم- عشر سيئات.
رابعًا: سبب في شفاعة الرسول -صلى الله عليه وسلم- له يوم القيامة.
خامسًا: يكفي الله العبد المصلي على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ما أهمّه.
سادسًا: تصلي الملائكة على العبد إذا صلى على رسول الله -صلى الله عليه وسلّم-.
سابعًا: الصلاة على النبي تعتبر امتثالًا لأوامر الله تعالى.
ثامنًا: سبب من أسباب استجابة الدعاء إذا اختتمت واستفتحت به.
تاسعًا: تنقذ المسلم من صفة البخل.
عاشرًا: سبب من أسباب طرح البركة.
الحادي عشر: سبب لتثبيت قدم العبد المصلي على الصراط المستقيم يوم القيامة.
الثاني عشر: التقرّب إلى الله تعالى.
الثالث عشر: نيل المراد في الدنيا والآخرة.
الرابع عشر: سبب في فتح أبواب الرحمة.
الخامس عشر: دليل صادق وقطعيّ على محبّة رسول الله - صلى الله عليه وسلّم-.
السادس عشر: سببٌ لدفع الفقر.
السابع عشر: تشريف المسلم بعرض اسمه على النبي- صلى الله عليه وسلّم-.
الثامن عشر: سببٌ لإحياء قلب المسلم.
التاسع عشر: التقرّب من الرسول - صلى الله عليه وسلم- منزلةً.
العشرون: لا يقتصر فضل الصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم-، على هذه الفوائد فقط بل تتعدى لتصل إلى مئات الأفضال التي تعود على المسلم بالنفع والخير في الدنيا والآخرة.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الصلاة على النبي صلى الله علیه وسلم الصلاة على النبی ى الله علیه وسل م رسول الله
إقرأ أيضاً:
فاطمة الزهراء.. سيدة نساء أهل الجنة
الحديث عن أهل البيت النبوي ممتع وشائق، فنساؤه هن صفوة الصفوة وفي سيرة كل واحدة منهن ما تشتهيه الأنفس وتلذ الأعين من عظيم الصفات وحميد المكرمات، فالحديث يحمل بين طياته نفحات هؤلاء الكريمات اللائى عطرن التاريخ بطيب سيرتهن البضعة النبوية والجهة المصطفوية أم أبيها بنت سيد الخلق صلى الله عليه وسلم أبي القاسم محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف، إنها "فاطمة الزهراء" جوهرة فريدة اختصت بمكارم حسان لم ترق إليها إمراة قط، ولدت سنة إحدى وأربعين من مولد النبي، انقطع نسل رسول الله إلا منها؛ فأولاده الذكور ماتوا وهم صغارًا، وحينما ولدت رقية "عبد الله بن عثمان" توفي صغيرًا، وزينب ولدت "علي" الذي مات صبيًّا، وولدت "أمامة بنت أبي العاص"، أما أم كلثوم فلم تلد.
فيديو.. شباب الأزهر الشريف يتغنون في حب النبي بمعرض الكتاب دعاء النبي في ليلة الإسراء والمعراج.. يجبر قلبك ويثبت أقدامكفاطمة أم أبيها أصغر بنات رسول الله من زوجته خديجة بنت خُويلد إذ كانت زينب الأولى، ثم الثانية رقية، ثم الثالثة أم كلثوم، ثم الرابعة فاطمة الزهراء وكانت أحبُهن إليه، وأكثرهن اهتمامًا به، ورعاية له، وأشبه الناس به سمتًا وهديًا ودَلّاً برسول الله، كما أخبرتنا بذلك عائشة رضي الله عنها في حديثها "ما رأَيْتُ أحدًا كان أشبهَ سمتًا وهَدْيًا ودَلًّا، والهدى والدال، برسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم من فاطمةَ كرَّمَ اللهُ وجَهْهَا؛ كانت إذا دخَلَتْ عليه قام إليها، فأخَذَ بيدِها وقبَّلَها وأَجْلَسَها في مجلسِه، وكان إذا دخَلَ عليها قامت إليه، فأَخَذَتْ بيدِه فقَبَّلَتْه وأَجَلَسَتْه في مجلسِها" فمن شدة عطفها وحنانها لقبها المصطفي وناداها بـ "أمِّ أبيها" فقد كان يحبها حبًا جمًا فيكره ما تكرهُه ويحب ما تحبه ابنته وكان "صلى الله عليه وسلم" إذا رجع من سفر أو غزو، فيدخل المدينة ويصلي ركعتين بالمسجد، ثم يذهب إلى بيت ابنته فاطمة مباشرة، مما دل على شدة حبه ومودته لها، وإكرامه إياها، وقد روى الإمام البخاري في صحيحه أن النبي قال "فاطِمَةُ بَضْعَةٌ مِنِّي، فمَن أغْضَبَها أغْضَبَنِي".
زواجها من علي بن أبي طالب تزوجت في السنة الثانية من الهجرة من الصحابي الجليل علي بن أبي طالب بعد غزوة بدر ، وكان عمرها حين ذاك خمسة عشر سنة ونصف، وزوجها إحدى وعشرين سنة ونصف تقريبًا، كان صداقها درعه الحطمية التي قُدرت حينها بأربعة دراهم كما ورد في الأحاديث، ولم يتزوج عليٌّ عليها حتى ماتت، وأنجبت منه أربعة أولاد وهم: الحسن والحسين وزينب وأم كلثوم.
الزهراء أم الحسنين لقبت بالعديد من الألقاب منها القرشية الهاشمية نسبة إلي نسبها وأم الحسنين لأنها أم الحسن والحسين، والزهراء لأن هناك أقوال بأنها كانت بيضاء اللون مشربة بحمرة زهرية، وهناك من يقول أن النبي محمد هو من سماها بالزهراء لأنها كانت تزهر لأهل السماء كما تزهر النجوم لأهل الأرض، وذلك لزهدها وورعها واجتهادها في العبادة، والبتول لانقطاعها عن نساء زمانها دينا وفضلاً ورغبة في الآخرة، المرضية لأن الله سيرضيها بمنحها حق الشفاعة، المحدثة لأن الملائكة كانت تحدثها، الحانية لأنها كانت تحن حنان الأم على أبيها النبي وزوجها وأولادها، والأيتام والمساكين، الصديقة لأنها لم تكذب قط فقد عُرف عنها صدق اللهجة وشدَّة الحياء، كما إنها كانت خير نساء العالَمين كما ورد في حديث أنس بن مالك أن النبي قال "حُسْبُكَ من نساءِ العالمينَ مَرْيَمُ ابنةُ عِمْرانَ وخديجةُ بنتُ خُوَيْلِدٍ وفاطمةُ بنتُ مُحَمَّدٍ وآسِيَةُ امرأةُ فِرْعَوْنَ"، وسيدة نساء أهل الجنة ففي حديث حذيفة بن اليمان أنّ النبيّ "صلّى الله عليه وسلّم" قال "إنَّ هذا مَلَكٌ لم ينزِلْ الأرضَ قطُّ قبلَ اللَّيلةِ، استأذَنَ ربَّه أن يُسلِّمَ عليَّ ويُبشِّرَني بأنَّ فاطمةَ سيِّدَةُ نساءِ أهلِ الجنَّةِ، وأنَّ الحسنَ والحُسَينَ سَيِّدا شبابِ أهلِ الجنَّةِ".
بُشرت بوفاتها عند وفاة النبي صلى الله عليه وسلم دخلت "فاطمة الزهراء" عليه فأكرمها، ورحب بها، وأجلسها إلى جانبه في أخر لحظاته، أسرَّ لها حديثاً فبكت، ثمّ أسرَّ لها مرةً أخرى فضحكت؛ حيث أنّه أخبرها في الأولى أنه ميت، وفي الثانية أنّها أول أهله لحاقاً به، وذلك كما روى الإمام البخاري في صحيحه عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها إنّها قالت: (أَقْبَلَتْ فَاطِمَةُ تَمْشِي كَأنَّ مِشْيَتَهَا مَشْيُ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَقالَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: مَرْحَبًا بابْنَتي ثُمَّ أجْلَسَهَا عن يَمِينِهِ، أوْ عن شِمَالِهِ، ثُمَّ أسَرَّ إلَيْهَا حَدِيثًا فَبَكَتْ، فَقُلتُ لَهَا: لِمَ تَبْكِينَ؟ ثُمَّ أسَرَّ إلَيْهَا حَدِيثًا فَضَحِكَتْ، فَقُلتُ: ما رَأَيْتُ كَاليَومِ فَرَحًا أقْرَبَ مِن حُزْنٍ، فَسَأَلْتُهَا عَمَّا قالَ: فَقالَتْ: ما كُنْتُ لِأُفْشِيَ سِرَّ رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، حتَّى قُبِضَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَسَأَلْتُهَا. فَقالَتْ: أسَرَّ إلَيَّ: إنَّ جِبْرِيلَ كانَ يُعَارِضُنِي القُرْآنَ كُلَّ سَنَةٍ مَرَّةً، وإنَّه عَارَضَنِي العَامَ مَرَّتَيْنِ، ولَا أُرَاهُ إلَّا حَضَرَ أجَلِي، وإنَّكِ أوَّلُ أهْلِ بَيْتي لَحَاقًا بي. فَبَكَيْتُ، فَقالَ: أما تَرْضَيْنَ أنْ تَكُونِي سَيِّدَةَ نِسَاءِ أهْلِ الجَنَّةِ، أوْ نِسَاءِ المُؤْمِنِينَ فَضَحِكْتُ لذلكَ"، وقد روت السيدة فاطمة الزهراء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ثمانية عشر حديثًا، ظلت السيدة "فاطمة" حزينة تعاني من ألم فقدان أبيها سيد الخلق وتوفت لثلاث ليالٍ خلون من شهر رمضان، وهي ابنة تسع وعشرين سنة أو نحوها، أوصت زوجها أن يدفنها ليلاً، وصلى عليها أبناءها الحسن والحسين زوجها علي بن أبي طالب بعد أن غسّلها هو وأسماء بنت عميس رضي الله عنها.