رصد – نبض السودان

استدعى السودانيون كماً هائلاً من التعابير التهكمية والغاضبة بمواقع التواصل الاجتماعي ولا يزالون؛ تجاه الارتفاع الجنوني لأسعار إيجار المنازل والفنادق والشقق السكنية بولايات السودان المختلفة، بعد اندلاع حرب الجنرالين في الخرطوم.

وفي التفاصيل، لا يكاد يمر يوم واحد دون أن يتداول مرتادو مواقع التواصل بالسودان، قصصاً وحكايات تشيب لها الولدان عن ارتفاع قيمة إيجار المنازل خارج الخرطوم بطريقة لا تصدق.

ووجّه المتفاعلون بالتواصل انتقادات لاذعة ضد أصحاب المنازل والشقق السكنية حتى الفنادق، واصفين إياهم بتُجّار الأزمات الذين استغلوا حاجة المواطنين الفارين من جحيم الحرب بالخرطوم.

ولعلّ أبلغ دليل على جشع أصحاب المنازل، أنّ إيجار “نصف منزل” بمناطق شمال السودان وصلت إلى 6 ملايين جنيه سوداني سنوياً، في حين أن قيمة شراء المنزل بالكامل لم تكن تتعدى نصف ذلك المبلغ أي الثلاثة ملايين جنيه سوداني، أي ما يعادل 5 آلاف دولار أميركي قبل الحرب.

بدوره، روى أكرم نور الدائم، تجربته الشخصية مع إيجار منزل بمدينة ود مدني بوسط السودان التي وصل إليها من الخرطوم مع والدته وشقيقه الأكبر بعد اندلاع الحرب.

وقال أكرم لـ”العربية.نت” إن أقدامه حفيت في رحلة البحث عن منزل للإيجار، وفي رحلة البحث المضنية عُرضت عليه شقة مفروشة للإيجار، وعند ذهابه إلى رؤيتها للاتفاق مع صاحبها، فُوجئ بأنّ الشقة المفروشة المزعومة عبارة عن غرفة واحدة قُسِّمت إلى نصفين غير متساويين يفصلهما ألواحٌ خشبية، الجزء الأكبر يحتوي على أربع أسِرّة بالية، والجزء الأصغر يحتوي على مطبخ صغير وحمام داخلي “حاله يغنيك عن سؤاله”.

العجيب أنّ تلك الغرفة البائسة ذات الأثاث البالي طلب صاحبها 15 ألف جنيه سوداني أي ما يعادل 25 دولاراً أميركياً تقريباً مقابل اليوم الواحد.

ويضيف أكرم: “بالرغم من هذا السعر الخرافي، فتعاني المنطقة السكنية برمتها من أزمة خانقة في مياه الشرب مع انقطاع التيار الكهربائي لساعات طويلة، ومع عدم توافر بدائل أخرى يضطر لشراء الثلج، أمّا الثلاجة فلا تحفظ الطعام لتذبذب الكهرباء وتحوّلت إلى ما يشبه قطعة ديكور مُهملة لا تغني ولا تسمن من جوع”.

وفي ولايات السودان المُختلفة، تضاعفت قيمة إيجار المنازل إلى أكثر من عشرة أضعاف، وقبل الحرب قيمة إيجار المنازل هناك لم تكن تتجاوز 50 ألف جنيه سوداني أي ما يعادل 40 دولاراً أميركيا.

أمّا حالياً، فأسعار الإيجارات تتراوح بين 300 ألف جنيه سوداني، أي ما يعادل 500 دولار أميركي و600 ألف جنيه سوداني ما يعادل ألف دولار أميركي، ووصلت أسعار إيجار الشقق المفروشة في بعض المناطق لمليون جنيه سوداني أي ما يعادل 1700 دولار أميركي. إلا أنّ هذا الارتفاع الجنوني لا يقابله أي ميزة إضافية في الخدمات الأساسية كالكهرباء والمياه التي تُعاني ضعفاً بائناً.

وقُوبل ارتفاع قيمة إيجار المنازل بانتقادات لاذعة، وما زالت بمواقع التواصل في السودان، وقالوا إنّ أصحاب تلك المنازل لم يراعوا الظروف الاستثنائية العصيبة التي تمر بها تلك الأسر الذين تركوا كل شيء وراء ظهورهم وفرّوا للنجاة بأنفسهم من حجيم الحرب الطاحنة، لكنهم فُوجئوا بجحيمٍ من نوعٍ آخر.

المصدر: نبض السودان

كلمات دلالية: اسعار الازمات الايجارات تجار دولار أمیرکی

إقرأ أيضاً:

ضربات مستمرة ضد تجار النقد الأجنبي.. ضبط قضايا بقيمة 16 مليون جنيه

أسفرت جهود قطاع الأمن العام بوزارة الداخلية، بالإشتراك مع الإدارة العامة لمكافحة جرائم الأموال العامة، ومديريات الأمن، خلال 24 ساعة، عن ضبط عدد من قضايا اتجار في العملات الأجنبية المختلفة، بقيمة مالية تقدر بنحو 16 مليون جنيه.

ويأتي ذلك استمراراً للضربات الأمنية لجرائم الاتجار غير المشروع بالنقد الأجنبي والمضاربة بأسعار العملات، عن طريق إخفائها عن التداول والاتجار بها خارج نطاق السوق المصرفي، وما تمثله من تداعيات سلبية على الاقتصاد القومي للبلاد.

اقرأ أيضاًقبل عمرة رمضان.. الداخلية تداهم 7 شركات سياحية بدون ترخيص

في حملات على المخابز والأسواق.. ضبط 4 أطنان دقيق مدعم خلال 24 ساعة

مقالات مشابهة

  • عودة خدمات سوداني للاتصالات إلى «أم روابة» بعد انقطاع لشهور
  • هل انقلبت موازين القوى في حرب السودان؟
  • ضربات مستمرة ضد تجار النقد الأجنبي.. ضبط قضايا بقيمة 16 مليون جنيه
  • جامعة الخرطوم تستأنف مسيرة العطاء
  • القبض علي سوداني بتهمة الشروع في قتل زوج شقيقته بالمنيرة
  • الفيلم السوداني «الخرطوم» يشارك في مهرجانين بأمريكا وألمانيا 
  • الفيلم السوداني ( الخرطوم ) يشارك في مهرجانين بامريكا وألمانيا 
  • السلطات بدولة الجنوب تُنفذ عقوبة الإعدام شنقاً على سوداني أدين باغتصاب وقتل الطفلة «أبوك»
  • سفير السودان لدى جوبا عصام كرار: متوقّع عودة أكثر من 4 آلاف لاجئ سوداني من جوبا إلى بورتسودان عقب أحداث العنف الأخيرة
  • فلتحقنوا دماءكم يا أبناء دارفور .. فاشر السلطان تخصكم جميعاً وتخص كل سوداني