طالبت لجنة البرلمانيين الإيطالية من أجل إيران حرة، بمحاكمة قادة نظام الملالی أمام محكمة دولية بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية.

وأكدت اللجنة فى بيان لها أنه منذ وصوله إلى السلطة عام 1979، أعدم النظام الإيراني أكثر من 120 ألف معارض. كما أعدم 30 ألف سجين سياسي في صيف 1988،

فيما يلي نص البيان :

[ مع اقتراب الذكرى السنوية لمقتل مهسا أميني وموجة الاحتجاجات التي نتجت عنها، كثف النظام الإيراني، خوفًا من اندلاع انتفاضة جديدة ومحاولة صرف الانتباه عن العدالة الدولية إلى أفعاله، وأعلن تعبئة الشيطنة ضد منظمة مجاهدي خلق الإيرانية.

والتي تعتزم طلب تسليم أعضائها من أوروبا لمحاكمتهم في إيران.

منذ وصوله إلى السلطة عام 1979، أعدم النظام الإيراني أكثر من 120 ألف معارض. وأعدم هذا النظام أكثر من 30 ألف سجين سياسي في صيف 1988، معظمهم من منظمة مجاهدي خلق الإيرانية. لم يُحاسب قادة النظام أبدًا على جرائمهم ضد الإنسانية، وفي كثير من الأحيان في صمت المجتمع الدولي، يواصلون قمع المعارضة الدموية وحركات الاحتجاج التي تنتشر الآن بشكل متزايد، حتى أنه في العام الذي مر على الانتفاضة، قُتل المئات ، وتم اعتقال أكثر من 30 ألف متظاهر، وكان العديد منهم دون السن القانونية.
وفي الأشهر الأخيرة، شارك أكثر من 3600 ممثل من 40 دولة، بما في ذلك أغلبية أعضاء 29 برلمانا (بما في ذلك كونغرس الولايات المتحدة، ومجلس العموم واللوردات في المملكة المتحدة، والجمعية الوطنية الفرنسية، ومجلسي الشيوخ والنواب الايطاليين) إلى جانب 124 من زعماء العالم السابقين و75 من الحائزين على جائزة نوبل في الإعلان عن دعمهم لخطة مريم رجوي المكونة من 10 نقاط لمستقبل إيران، وجمهورية تقوم على فصل الدين عن الدولة، والمساواة بين الجنسين، ودولة خالية من الأسلحة النووية. إيران دون عقوبة الإعدام.
كل هذه العوامل تزيد من خوف النظام الذي يسعى إلى تأسيس أعمال تهديدية جديدة في الخارج. وقال ايجئي، رئيس السلطة القضائية في النظام، والذي كان أحد المرتكبين الرئيسيين لمذبحة السجناء السياسيين عام 1988، إنه يجب على الدول الغربية تسليم أعضاء مجاهدي خلق "لمحاكمتهم ومعاقبتهم على أفعالهم". ومن الواضح أن هذا طلب سخيف وغير منطقي ويجب رفضه بشكل قاطع.

وتطالب لجنة البرلمانيين الإيطالية من أجل إيران الحرة بمحاسبة قادة النظام أمام محكمة دولية لارتكابهم أكثر من 40 عامًا من الجرائم والهجمات الإرهابية داخل وخارج البلاد. كما يجب أن نذكر أن النظام قد تمت إدانته 69 مرة من قبل الأمم المتحدة والجمعية العامة ومؤسسات حقوق الإنسان بسبب عمليات القتل الجماعي والانتهاكات المنهجية والخطيرة للغاية لحقوق الإنسان].

اللجنة الإيطالية للبرلمانيين من أجل إيران حرة

الموقعون:-

رئيس اللجنة: السيناتور جوليو تيرزي، رئيس لجنة سياسة الاتحاد الأوروبي في مجلس الشيوخ الإيطالي

الرئيس المشارك للجنة: السيناتور ماركو سكوريا، أمين لجنة سياسة الاتحاد الأوروبي في مجلس الشيوخ

السيناتور رافائيل إسبرانزون، عضو لجنة الشؤون الخارجية ونائب رئيس مجموعة الإخوة الإيطاليين في مجلس الشيوخ

السيناتورة يوليا أونتربيرجر، عضوة اللجنة القضائية بمجلس الشيوخ ورئيسة مجموعة الحكم الذاتي في مجلس الشيوخ

السيناتور داريو باريني، نائب رئيس لجنة الدستور بمجلس الشيوخ

أعضاء البرلمان الإيطالي:

أندريا دي جوزيبي، عضو لجنة الشؤون الخارجية بالبرلمان

بيترو بيتاليس، نائب رئيس اللجنة القضائية بالبرلمان

ستيفانيا العسكري، عضو اللجنة القضائية بالبرلمان

كاتيا بوليدوري، عضو لجنة التجارة بالبرلمان

إيمانويل بوزولو، عضو لجنة الشؤون الخارجية بالبرلمان

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: الجمعية الوطنية السن القانونية المساواة بين الجنسين المجتمع الدولي

إقرأ أيضاً:

سوريا الجديدة ليست صيدًا سهلًا

يستخف البعض عن سابق إصرار وتصميم بالحدث العظيم الذي كُتبت بدايات فصوله في الثامن من ديسمبر/كانون أول 2024 باقتلاع نظام آل الأسد الذي جثم على صدور السوريين لعقود طويلة وكأنها قرون، وهو في الحقيقة ودون أي مبالغة سيذكر في التاريخ كأعظم حدث في القرن الواحد والعشرين، فلم نقرأ عن اجتثاث أنظمة ديكتاتورية عمرت الأرض وأفسدت فيها إلا في القرآن الكريم وكتب التاريخ ليصبح التدمير والعذاب الذي حاق بهم بأمر إلهي مباشر مثلًا يُضرب على مر العصور.

شاءت الأقدار أن نُبتلى بنسخ من هذه الأنظمة، ندعو في صحونا ونومنا أن يذيقها ما أذاقه لفرعون وجنوده، لكن لحكمة لا يعلمها إلا هو لم تتكرر عجائب قدرته في هؤلاء الطغاة، وجرت المقادير أن الله عز وجل لا يكتب النصر والتمكين لأمة أو فئة إلا إذا توفرت فيها شروط محددة، فتحقيق المعجزات يحتاج إلى أمة تمتلك إرادتها وتنهض بنفسها لتحقيق النصر الذي تستحق.

منذ أن تكونت الدولة الحديثة في منطقتنا برعاية استعمارية تعاقب على حكم المنطقة أنظمة مستبدة لم يعرف فيها الناس طعم الأمن والسلام والحرية: تدجين وقمع وقتل وتهجير وتجويع وترويع، لا فرق بين نظام جمهوري أو ملكي، كلهم رهن إشارة العم سام، وكلمة السر في بقاء واستمرار أي نظام هي حفظ أمن إسرائيل وسلامتها على حساب رفاه وأمن شعوب المنطقة. وكلما هلك رئيس أو ملك، يأتي آخر ليعيد سيرته الأولى.

جاء الربيع العربي بكل ما يحمل من آمال للشعوب المقهورة بإمكانية التغيير، فسقط رئيس هنا وارتعد ملك هناك، لكن سرعان ما اكتشفت الشعوب أن هذا التغيير كان خادعًا، فرأس النظام سقط وبقي النظام الذي استجمع قواه لينقض على الإنجازات المتواضعة بدعم من الذين أرعبتهم التغييرات، من إسرائيل وممالك، وانساقت وراء هذه الردة قطعان من المغفلين.

منذ أن تكونت الدولة الحديثة في منطقتنا برعاية استعمارية تعاقب على حكم المنطقة أنظمة مستبدة لم يعرف فيها الناس طعم الأمن والسلام والحرية: تدجين وقمع وقتل وتهجير وتجويع وترويع، لا فرق بين نظام جمهوري أو ملكي، كلهم رهن إشارة العم سام، وكلمة السر في بقاء واستمرار أي نظام هي حفظ أمن إسرائيل وسلامتها على حساب رفاه وأمن شعوب المنطقة. وكلما هلك رئيس أو ملك، يأتي آخر ليعيد سيرته الأولى. حدثت احتجاجات في محاولة يائسة لإنقاذ التجربة، لكن تم فضها بوحشية، وقتل وجرح الآلاف، واعتقل وعذب مثلهم، وحُكم على القادة والنشطاء، رجالًا ونساءً وأطفالًا، بأحكام وصلت حد الإعدام، ومن نجا هاجر إلى المنافي لتبدأ حركة جديدة من المعارضة مدعومة بتقارير وبيانات عن القمع تصدر تباعًا عن منظمات حقوقية دولية، إلا أن ذلك لم يحرك أي ساكن، وأمعنت الأنظمة المنقلبة في جرائمها.

الشعب السوري كان في طليعة الشعوب التي ثارت على النظام سلميًا، إلا أن النظام واجه هذه السلمية بالحديد والنار إلى أن تحولت من سلمية إلى ثورة مسلحة تميزت عن غيرها من ثورات الجوار وكادت تجهز على نظام الأسد لولا الدعم الذي تلقاه من روسيا وإيران وميليشياتها، فقُتل واعتُقل عشرات الآلاف ودُمرت مدن وهُجر الملايين.

تمت محاصرة الثوار في كل المدن الرئيسة مما أنتج تفاهمات ينحاز الثوار بموجبها إلى منطقة جغرافية وهي إدلب، ظن البعض أن هذه المنطقة ستكون المحشر الأخير الذي سيطبق فيه النظام على ما تبقى من مقدرات بشرية ومادية للثورة، إلا أنها كانت خطوة عبقرية، فهناك أعاد الثوار ترتيب صفوفهم وتوحيدها ومراجعة خططهم لتحقيق هدفهم الأسمى باقتلاع النظام المجرم من جذوره مرة واحدة وإلى الأبد.

بدا الأمر وكأنه أضغاث أحلام إلى أن فوجئ العالم في لحظة حاسمة بجموع الثوار الذين كانوا بالأمس مجرد لاجئين مشتتين يجتاحون المدن واحدة تلو الأخرى حتى فتح دمشق وسقوط النظام بكل رموزه ليتنسم الشعب السوري عبير الحرية لأول مرة منذ أكثر من خمسين عامًا.

لو بقيت المعارضة السورية بكل مسمياتها من ائتلاف وهيئة تفاوض ومجلس وطني ومن لف لفيفهم من نشطاء في المنافي يمارسون معارضتهم في العالم الافتراضي ومن أروقة ومنابر الأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان بدعم خادع من الغرب ألف عام، لما حركوا حجرًا على حجر من هذا النظام.

لقد قيد الله للشعب السوري في محطة تاريخية فاصلة ثلة من أبنائه، جند مخلصون، متجردون من كل أدران الدنيا، واضعوا نصب أعينهم تضحيات الشعب السوري وآهات الثكالى والمعذبين. درسوا الواقع وفهموا متطلبات المرحلة بعيدًا عن ضوضاء الإعلام وجعجعة المجتمع الدولي، مدركين معادلة واحدة: أن القوة الغاشمة لا يقابلها إلا قوة أعتى منها، عملًا بالمثل القائل: لا يفل الحديد إلا الحديد.

ليس مطلوبًا ممن لم يشاركوا في التحرير على أرض الواقع  ـ لانشغالهم بخطط التحرير في العالم الافتراضي ـ أن يلتحقوا بصفوف الجند لفرض الأمن في كافة ربوع سوريا، ليس المطلوب منهم أن ينزلوا من قصورهم العاجية لمواساة من حُرر لتوه من السجون أو الوقوف إلى جانب أم انتظرت طويلًا أمام سجن صيدنايا بحثًا عن ابنها ولم تجده. المطلوب منهم أن يستوعبوا عظم الحدث وألا يكونوا سهمًا في كنانة من يتربص بمنجزات التحرير.

واجب كل قوى المعارضة التي تشكلت في الخارج أن تصحو من غفلتها وتكف عن التخبط يمينًا وشمالًا شرقًا وغربًا، فالارتماء في أحضان أنظمة ديكتاتورية تمارس بحق شعوبها ما مارسه نظام الأسد لن ينفع، والاستقواء بأمريكا ودول غربية وبقرارات مجلس الأمن لفرض الوصاية على الشعب السوري لتمرير أجنداتهم الخبيثة لن يجدي.

الشعب السوري اليوم يمتلك القوة، والخوف من ثورة مضادة كالتي حدثت في مصر وتونس لا رصيد له على أرض الواقع، فما حدث تغيير جذري لا يسمح بالعودة إلى الوراء.

لقد قيد الله للشعب السوري في محطة تاريخية فاصلة ثلة من أبنائه، جند مخلصون، متجردون من كل أدران الدنيا، واضعوا نصب أعينهم تضحيات الشعب السوري وآهات الثكالى والمعذبين. درسوا الواقع وفهموا متطلبات المرحلة بعيدًا عن ضوضاء الإعلام وجعجعة المجتمع الدولي، مدركين معادلة واحدة: أن القوة الغاشمة لا يقابلها إلا قوة أعتى منها، عملًا بالمثل القائل: لا يفل الحديد إلا الحديد. وما نراه من مشاغبات تحت عناوين مختلفة وتصريحات وبيانات متضاربة مسيئة لن تنال مما أُنجز على الأرض، فقد أصبح راسخًا وثابتًا في ضمير كل سوري.

لن يغفر الشعب السوري لمن ينظر في هذه المرحلة إلى البلاد بأنها غنيمة أو مجموعة من الكراسي الشاغرة أو فرصة لتحقيق مكاسب شخصية، فهؤلاء لن يكون لهم مكان في سوريا الجديدة، وسيُنظر لهم كأعداء يهددون مصالح الوطن وأمنه واستقراره. فلنتجرد النفوس وتتحد الجهود لبلسمة الجراح وبناء البلاد.

عودوا إلى عزكم، عودوا إلى شامكم، فلا تذلوا أنفسكم بعد أن أعزّكم الله. فرخاء وأمن الشعب السوري من الداخل، لا من شرق ولا من غرب، فوتوا على كل المتربصين الفرصة وأثبتوا لكل العالم أنكم أصحاب حضارة ممتدة لا تقبلون الإملاءات أو الوصاية من أحد.

مقالات مشابهة

  • رئيس جامعة دمياط يستقبل لجنة التحول الرقمي
  • رئيس جامعة دمياط يستقبل لجنة اعتماد وحدة خدمات التحول الرقمي بكلية الحاسبات
  • سقوط الأسد يحيي آمال الإيرانيين في التخلّص من سلطة الملالي
  • عن التمسك بالمُثل
  • سوريا الجديدة تطالب إيران بـ300 مليار دولار كتعويضات
  • سوريا تستعد لرفع دعوى ضد إيران للمطالبة بتعويضها 300 مليار دولار
  • خطوة غير مسبوقة نحو المحاكم الدولية.. سوريا تطالب إيران بدفع 300 مليار دولار تعويضات (تفاصيل)
  • سوريا تطالب إيران بـ 300 مليار دولار تعويضات.. لماذا؟
  • على مدى عقود.. كيف طوّر السوريون لغة مشفّرة خوفا من نظام الأسد؟
  • سوريا الجديدة ليست صيدًا سهلًا