إطلاق دورة تدريبية دولية لخبراء التراث في الشارقة
تاريخ النشر: 5th, April 2025 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أعلن المركز الدولي لدراسة صون وترميم الممتلكات الثقافية (إيكروم) بالشارقة بالإمارات، من خلال برنامج الإسعافات الأولية والمرونة للتراث الثقافي في أوقات الأزمات عن بدء قبول طلبات المشاركة في المسار الأول من مشروع "READY "، الذي سيتضمن دورة تدريبية دولية تمتد خلال الفترة من مايو 2025 إلى فبراير 2026 بعنوان "حماية المجموعات التراثية والتقاليد الحية والممارسات في مواجهة الكوارث والظواهر الجوية القاسية وحالات الطوارئ المعقدة".
تم تصميم هذه المبادرة الرائدة والمبتكرة، التي يمولها الاتحاد الأوروبي، للمهنيين الذين يرغبون في التأثير بشكل كبير على مجتمعاتهم من خلال حماية التراث المعرض للخطر. يهدف المشروع إلى تعزيز القدرة على حماية جميع أشكال التراث من التهديدات الخطيرة، بما في ذلك الكوارث الناجمة عن تغير المناخ والنزاعات المسلحة، سواء في أوروبا أو خارجها. ويسعى البرنامج إلى إيجاد حلول عملية للسؤال الملح: كيف يمكننا حماية التراث من المخاطر المتزايدة وإمكانية التخفيف من آثار الكوارث، والتكيف مع المناخ المتغير، وتعزيز السلام الدائم؟
تشتمل المرحلة الأولى من مبادرة READY دورة تدريبية شاملة لتزويد المشاركين بالمهارات اللازمة لحماية التراث بشكل فعال، مع تنفيذ مشاريع عملية في مناطقهم على مدار 6 أشهر. وسوف يتم تنظيم الدورة التدريبية، باللغة الإنجليزية، في أربع مراحل رئيسة تجمع بين التعلم عبر الإنترنت والتعلم المباشر.
تتضمن المرحلة الأولى جلسات توجيهية عبر الإنترنت لمدة أربعة أسابيع من أواخر مايو إلى أواخر يونيو 2025. بينما تتكون المرحلة الثانية من تدريب شخصي لمدة 15 يوما حول التراث الثقافي المنقول وغير المادي، بدءا من 15 يوليو 2025 ، في مدينة ريغا ، لاتفيا. وتشمل المرحلة الثالثة متابعة مشاريع ميدانية خلال الفترة من أغسطس 2025 إلى فبراير 2026، سيقترح خلالها المشاركون مشاريع لتعزيز قدرات إدارة التراث في بلدانهم الأصلية. وأخيرا، تشمل المرحلة الرابعة اجتماعا دوليا عبر الإنترنت لنشر نتائج المشاريع.
تدعو مبادرة READY مجموعة واسعة من المتخصصين في حماية التراث على تقديم طلبات المشاركة في الدورة، بما في ذلك خبراء التراث الثقافي العاملين في المتاحف والمكتبات ودور المحفوظات والمؤسسات الثقافية الأخرى، وقادة المجتمع المكرسين للحفاظ على التقاليد الحية وأنظمة المعرفة داخل مجتمعاتهم، بالإضافة إلى مهنيين من مجالات إدارة الكوارث والحماية المدنية والتكيف مع المناخ والاستجابة للطوارئ. يجب أن يكون المرشحون المهتمون من مواطني الدول الأوروبية وغير الأوروبية المشاركة في برنامج Creative Europe ويجب عليهم تقديم طلباتهم من خلال نموذج الطلب عبر الإنترنت قبل 20 أبريل 2025.
تعد مبادرة READY خطوة هامة ضمن الجهود الرامية إلى تعزيز مهارات وقدرات المتخصصين في مجال التراث في جميع أنحاء أوروبا. من خلال الانخراط في برنامج READY ، سوف يحصل الخبراء والمتخصصون في مجالات التراث على الأدوات اللازمة لحماية الأصول الثقافية، كما سيضطلعون أيضا بدور حاسم في الدعوة إلى ممارسات التراث المستدامة.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: الاسعافات الاولية الدورة التدريبية الشباب والرياض الشر المرحلة الثالثة المرحلة الرابعة بدء قبول طلبات النزاعات المسلحة الممتلكات الثقافية تعزيز السلام الدائم حماية التراث شباب والرياضة عبر الإنترنت حمایة التراث من خلال
إقرأ أيضاً:
هل تزيد الكوارث البيئية إيمان الناس بالأشباح؟
في أعقاب الكوارث الطبيعية المدمرة من حرائق غابات وأعاصير وفيضانات، والتي تزداد وتيرتها نتيجة التغير المناخي، تشهد ظاهرة قصص الأشباح عودة ملحوظة، وفق مجلة "ناشونال جيوغرافيك".
إذ يبدو أن الصدمة النفسية الناتجة عن هذه الكوارث لا تؤثر فقط على الأجساد والممتلكات، بل تمتد لتغذي إحساسا باللاواقع، يُترجَم أحيانا إلى مشاهدات غريبة وتفسيرات خارقة للطبيعة.
تقول خبيرة الطب النفسي في سياق الكوارث ليزلي هارتلي جيز، والتي عملت مع ناجين من حرائق هاواي عام 2023، إن الحزن العميق يمكن أن يُحدث تغييرات ملموسة في الدماغ.
وتوضح أن "الكثير من الناس يعتقدون أنهم بدؤوا يفقدون صوابهم حين يرون أو يسمعون أحبّاءهم بعد وفاتهم، لكن في الواقع، هذه تجربة شائعة تعكس طريقة العقل في معالجة الفقد".
ويشير علماء النفس إلى أن مثل هذه "الهلوسات الحزينة" هي وسيلة دفاعية لعقل مرهق يحاول التكيف مع الخسارة، وفق المجلة.
وفي لحظات الأزمات، ترتفع معدلات الإيمان بالظواهر الخارقة. ففي المملكة المتحدة، خلال الأشهر الأولى من إغلاق جائحة كوفيد-19، سجل الاتحاد الوطني للروحانيين زيادة بنسبة 325% في طلبات العضوية.
كما أبلغ محققو الخوارق وطاردو الأرواح الشريرة في عدة دول عن قفزات كبيرة في الطلب على خدماتهم بعد كوارث مثل زلزال اليابان عام 2011 أو فيضانات ليبيا وحرائق ماوي عام 2023.
الآليات التي تفسر هذه المشاهدات متشابكة. فعلى المستوى البيولوجي، يؤدي الحزن والقلق إلى إفراز هرمونات التوتر مثل الكورتيزول، التي بدورها تُضعف النوم وتزيد من حساسية الدماغ للمثيرات، مما قد ينتج عنه هلوسات واقعية للغاية.
إعلانأما في البيئة المحيطة بالكوارث، فإن الظلال الطويلة، الصمت الغريب، والأماكن المهجورة تضفي جوا شبه سريالي يجعل من السهل إسقاط الخوف على المحيط.
وتشير جيز إلى أن بعض الناجين يشعرون أنهم فقدوا إحساسهم بالواقع تماما، قائلة "يشعر البعض بأنهم ليسوا أنفسهم، أو أنهم مجرد أشباح في عالم لم يعد كما كان".
وفي أحيان أخرى، قد تسهم التلوّثات الكيميائية التي تنتشر بعد الكوارث الطبيعية -كالزئبق أو المبيدات- في تعزيز الإحساس بالهذيان أو "رؤية" أشياء غير موجودة.
أبعاد ثقافيةبعيدا عن التفسيرات البيولوجية، يذهب بعض الباحثين إلى أن قصص الأشباح تحمل بعدا ثقافيا واجتماعيا عميقا.
ويقول عالما الأنثروبولوجيا كريستين وتود فانبول إن الأشباح قد تكون رموزا تحذيرية، تُجسد مخاوف المجتمع من الجشع أو الفقد أو التغيير الجذري. وهي، بذلك، ليست فقط للتسلية أو الترويع، بل وسيلة للتكيف الجماعي وبناء سرديات تعزز التماسك المجتمعي.
في بعض الحالات، ترتبط الأشباح بالمكان أكثر من الإنسان. فقد تحدّث سكان جبال الألب عن "أشباح جليدية" بعد اختفاء الأنهار الجليدية التي رافقتهم لعقود، فيما يرى آخرون أن اختفاء المعالم الطبيعية يُولّد حدادا يشبه الحداد على إنسان.
لكن ما يجعل قصص الأشباح أداة فعالة، هو قدرتها على الحفاظ على الذاكرة. فبعد الزلازل المدمرة في تركيا عام 2023، واجه كثير من الناس صعوبة في دفن أحبائهم بسبب حجم الدمار، وهو ما أفضى إلى "صدمات ثانوية"، بحسب منظمة الصحة العالمية.
وفي مثل هذه الظروف، تُصبح القصص وسيلة للحفاظ على الروابط العاطفية، واستمرار الحوار مع الماضي رغم غياب الأجساد.
في اليابان، بعد تسونامي عام 2011، انتشرت ظاهرة "الكايدانكاي"، أي سرد قصص الأشباح في جلسات جماعية، كوسيلة للشفاء الجماعي وتكريم الأرواح الغائبة.
وفي هاواي، كما تقول جيز، شعر أفراد من الجالية اليابانية بالصدمة لما حدث في وطنهم، رغم المسافة، في دلالة على الامتداد العاطفي العابر للحدود للكوارث الجماعية.
إعلانوفي ظل استمرار الكوارث المناخية والبيئية حول العالم، تشير جيز إلى أن العالم قد يشهد المزيد من هذه الظواهر النفسية الخارقة.
وتربط بين ارتفاع القلق الجماعي والمعلومات المضللة والتدهور العقلي لدى بعض الأفراد، مما قد يدفعهم للعودة إلى تفسير العالم من خلال ما هو غير مرئي، موضحة "حين لا نجد تفسيرا منطقيا لمعاناتنا، نبحث عن أجوبة في أماكن أخرى، حتى لو كانت على شكل أشباح".
وهكذا، في زمن تتسارع فيه الكوارث، قد لا تكون الأشباح مجرّد خرافات، بل انعكاسات نفسية عميقة لجراح لم تندمل، ورسائل معلقة بين عالم فقَد استقراره، وآخر نحاول إعادة بنائه بكل ما أوتينا من ذاكرة وخيال، بحسب مجلة ""ناشونال جيوغرافيك".