من مؤمن زكريا لـ محمد عبدالكريم.. حكايات مصابي التصلب الضموري "ALS" في مصر (صور)
تاريخ النشر: 24th, August 2023 GMT
بعد أن أصبح مدرس الفلسفة محمد عبدالكريم حديث الشارع المصري، بدأ البعض يتذكر المصريين الذين أصيبوا بمرض التصلب الضموري ولعل أبرزهم اللاعب مؤمن زكريا.
ومرض التصلب الضموري هو حالة مَرضية تصيب الجهاز العصبي وتؤثر في الخلايا العصبية في الدماغ والحبل النخاعي، ويسبب فقدان التحكّم في العضلات، ويزداد المرض سوءًا مع مرور الوقت؛ فيبدأ بارتعاش العضلات وضعف في ذراع أو ساق وصعوبة في البلع أو التلعثم في الكلام، ويؤثر في التحكم في العضلات اللازمة للحركة والكلام والأكل والتنفس.
مدرس الفلسفة محمد عبدالكريم في القليوبية
ولعل أحدث المصابين بمرض التصلب الضموري كان مدرس الفلسفة محمد عبدالكريم والبالغ من العمر 32 عام ومن محافظة القليوبية ومتزوج منذ عام ونصف فقط، وأصيب بذلك المرض النادر منذ عام تقريبًا ومعه مرور الوقت ساءت حالته يومًا بعد الآخر، فأصبح سفره للعلاج في الخارج أمر ضروري.
تفاصيل إصابة مدرس الفلسفة محمد عبدالكريم
وحول حالة مدرس الفلسفة محمد عبدالكريم، قالت ندى مرجان، زوجة محمود عبدالكريم، إن زوجها أصيب بمرض التصلب الجانب الضموري وهو مرض يصيب الوظائف الحيوية في الجسم وذلك منذ عام تقريبًا إلا أن حالته حاليًا ساءت بشكل أكبر عن بداية المرض لأنه سيطر على كافة وظائف جسمه.
وعن تكلفة علاج مدرس الفلسفة محمد عبدالكريم، أضافت ندى مرجان، في تصريحات خاصة لـ "الفجر" أن مرض زوجها نفس مرض اللاعب مؤمن زكريا ويستلزم الإنفاق على علاجه قرابة 36 ألف جنيه شهريًا سواء كان علاج طبيعي أو أدوية، موضحة: "أما علاجه في الخارج هيتكلف نحو 5 مليون جنيه مصري".
وفي أكتوبر 2023، ظهر الدكتور وليد حسني محمد محمود، استشاري الأنف والأذن والحنجرة، ليعلن إصابته بمرض التصلب الجانبي الضموري، مطالبًا المسئولين بضرورة توفير العلاج من الخارج، مؤكدًا أن المرض بدأ بالتدريج معه منذ 3 سنوات ونصف بأعراض بسيطة ثم تطورت الأعراض، عندما شعر بثقل في القدم ثم القدم الأخرى ثم الأيدي والكلام وهكذا.
وكشف استشاري الأنف والأذن والحنجرة عن وجود العشرات من المصابين بالمرض وكذلك أعلن عن أعمارهم، مشيرًا إلى أنهم تجمعوا في جروب على تطبيق "واتس آب" مؤخرًا، مردفًا: "المرض نادر، وعددنا في مصر يقدر بالعشرات، وعملنا جروب على واتساب للمرضى، وأغلبنا سنهم بين الـ 30 والـ 40 تقريبا، وده عكس المرض قديما وقت دراستي الطب، حيث كان يصيب أصحاب الـ 60 عاما تقريبا".
الطبيب إسلام حجازي
الطبيب إسلام حجازي، ظهر في يوليو 2023، ليعلن عن إصابته بمرض التصلب الجانبي الضموري، مشيرًا إلى أنه يبلغ من العمر 25 عاما، تخرج من كلية علاج طبيعي جامعة القاهرة دفعة 2021، ومنذ أشهر أصيب بضعف في أصابع يده اليمين، ثم بدأت الأعراض تتزايد وظهرت في المشي، ولم يعد يستطيع الجري أو صعود سلالم عالية، وقام بإجراء رسم عصبي وتم تشخيصه بهذا المرض.
وتابع الطبيب إسلام حجازي أنه من 3 أشهر كان يستطيع الخروج بمفرده والذهاب للطبيب، والآن لم يعد يستطيع ذلك، موضحًا أن الطبيبة وصفت له علاج موجود في أمريكا وتكلفته السنوية 158 ألف دولار، بما يعادل 5 ملايين جنيه مصري، وحساب التبرعات لا بد أن يكون تابع لوزارة التضامن، معقبًا: "مشكلتي مش في الفلوس قد ما مشكلة أوراق وإجراءات للسفر للعلاج للخارج"، مردفًا: "الحالة بتسوء يوم عن يوم، والموضوع صعب، حالتي مش حمل أنها تتأخر أسبوع".
لاعب الأهلي مؤمن زكريا
وتوقف لاعب الأهلي ومنتخب مصر السابق مؤمن زكريا عن ممارسة كرة القدم، منذ ديسمبر 2018 بسبب معاناته مع مرض تصلب جانبي ضموري في العضلات، ولا يزال يتلقى العلاج أملا في العودة للملاعب.
وخلال ظهوره مع الفنانة إسعاد يونس ببرنامج صاحبة السعادة، قال مؤمن زكريا عن مرضه إنه شعر به أثناء التمرين تدريجيا، عندما لاحظت أن قوتي تقل مع الوقت "في الشوطة والجرية والالتحام"، ومع مرور الوقت مجهوده قل عن السابق، وأضاف مؤمن زكريا: "اكتشاف حالتي لأول مرة كان في ألمانيا، وأحد الأطباء هناك قال إن بإمكاني مواصلة اللعب، لكن في أمريكا نصحوني بالتوقف".
وردا على سؤال عن برنامج علاجه، قالت ريهام الشيمي زوجة مؤمن زكريا: بعد الإفطار تبدأ فترة العلاج الطبيعي، وهي ضرورية لتأهيل جسمه ومنع ضمور العضلات وتثبيت حالته، بالإضافة إلى تناول الفيتامينات، لكن هذا ليس علاجا لحالته، لأن العلاج لم يكتشف حتى الآن.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: محمد عبدالكريم مرض التصلب الضموري مؤمن زكريا التصلب الضموری مؤمن زکریا
إقرأ أيضاً:
زكريا فلاح الدقهلية البسيط يحلم بوا قع أفضل
تميزت الحضارة المصرية القديمة بطابعها الزراعي، وقامت تلك الحضارة حينما استقر الإنسان المصرى القديم وزرع الأرض، وكانت الزراعة أساس رخاء البلاد وثروتها، فقد أحسن المصرى القديم استغلال الأرض وموارد مصر الطبيعية لسد حاجاته،واعتبر نهر النيل من أهم العوامل الطبيعية التي ساعدت على قيام الحضارة المصرية، وقد راقب المصريون القدماء نهر النيل وعرفوا كيف يستفيدون من مياهه عن طريق إقامة السدود وحفر الترع والقنوات.
والفلاح المصرى البسيط هو ملح الأرض، و درة التاج فى صلب الحضارة التى قامت على الزراعة منذ فجر التاريخ . فهو طعم الحياة ورمز السيادة والكفاح وهو رمز العطاء والشقاء المستمر .
مع فجر كل يوم، يستيقظ عم عادل زكريا ذو الوجه الشاحب والجسد النحيل واليدين المتشققتين مرتدياً جلبابه البسيط، حاملاً على كتفه أدوات عمله من فأس ومنجل لكي يتمكن من الحصول على قوت يومه الذي يستطيع من خلاله الإنفاق على أسرته.
لم تكن تلك الأكف التى كستها أخاديد عميقة حفرتها الفأس فأضحت كالوشم الغائر ، لتشعر بالوهن يوما ، ولم تكن تلك التجاعيد التى علت جباهه إعلانا عن قلة الحيلة ، بل كانت صرخةَ عزم فى مواجهة قسوة الحياة وشظف العيش .ويعد عادل زكريا واحداً من بين ملايين المطحونين الذين يعيشون وضعاً صعباً في ظل موجة مستمرة ومتزايدة من ارتفاع الأسعار تشهدها البلاد، مع استمرار تدهور قيمة سعر صرف الجنيه أمام الدولار، لتأتي تلك الفئة التي تعمل تحت خانة مهن غير ثابتة ضمن الأكثر تضرراً من تلك الأزمة.
يقول زكريا غالبية أوقات عملي في زراعة الأرض تكون خلال فترة الظهيرة في ظل درجات الحرارة المرتفعة، وقد أتعرض لضربات شمس في بعض الأوقات ولا أستطيع الحصول على راحة قائلا "ليس أمامي بديل آخر من أجل كسب الرزق.
وتابع زكريا حياة الفلاح بطبيعتها قاسية ولكن كانت الحياة أيام زمان لذيذة بسيطة فلا توجد مغالاة فى المعيشة وكانت تتميز بالهدوء فقد إرتبطت بالطبيعة ، والأرض الزراعية وكان روتين يومنا أن نعمل طوال النهار في حرث وبذر وري الأرض، وفي المساء نجتمع برغم أننا متعبون ومرهقون من أعمالنا الصباحية في جلساتٍ للسمر، نتبادل فيها الأخبار والحكايات وإلقاء النكات الفكاهية.
وكانت الزوجات تمارس هوايتها فى الإستيقاظ يوميا مع بزوغ الفجرتحلب الماشية وتقوم بإعداد الخبز وأشهى أنواع الطعام الأخرى من صوانى الأرز المعمر والفطير المشلتت وغيرها. ويعتبر يوم إعداد العيش الفلاحى أيضًا يومًا للتعاون فى أبهى صوره بين أفراد الأسرة والعائلة الواحدة، فضلا عن صناعة القشطه والجبنه القريش والقديمه بمشهاوالسمن البلدي .
وقال لكن الحال تبدل الآن، ولم يكن بإمكان أكبر المتشائمين أن يتوقع الحالة المتردية التى وصل إليها قطاع الزراعة فى مصر، حتى باتت أقدم مهنة عرفتها مصر، على شفا الانهيار، نتيجة التخبط فى السياسات الحكومية، وغيرها من العوامل التى دفعت الآلاف من العاملين بالزراعة إلى هجرة أراضيهم، والبحث عن مصادر دخل بديلة لهم ولأسرهم، بعدما أصبح ما تجود به الأرض لا يكفى لسد احتياجاتهم، فقد تردت الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية للفلاح المصرى وتزايدت همومه ومشاكله، وتنوعت صور استغلاله وإهدارإنتاجه ، وضرب الحصار حوله بفعل السياسات العقيمة فجعلته يعيش فى خطر محدق ويفقد الأمل فى المستقبل الذى ضاع بعد أن اغتالته السياسات الإحتكارية المتوحشة، و كانت سببا جوهريا فى أن يصاحب ذلك حالات من تمرد جيل الشباب من الفلاحين على أرضهم وزرعهم ، ومعه أصيب بأمراض جديدة مستعصية، جاءت أمراض الفشل الكلوى والفيروس الكبدى الوبائى التى انتشرت على أثر تراجع الرعاية الصحية، وتلوث الماء والغذاء.
وإستطرد زكريا نحن نزرع ونحصد، وفى النهاية نسبة الربح لا تزيد على 10% فقط، رغم أننا نربى أطفالاً ومعنا أسرة، وقال «بنشترى الأسمدة من السوق السوداء بأسعار مضاعفة، حتى المبيدات بنشتريها مغشوشة، والدولة بتتفرج علينا ونحن نعانى، حتى مياه الرى لا تصلنا إلا على فترات»، وتابع زهقنا من كثرة الشكاوى، وما نعانى منه هذا العام يزيد العام المقبل، مشاكلنا مع التقاوى أبدية، ولا يصل إلى الجمعية الزراعية إلا 10% فقط من احتياجاتنا.
وطالب بتدخل الدولة بشكل مباشر لتقديم دعم حقيقى للفلاح من خلال توفير الأسمدة والبذور والمبيدات بجودة عالية وبأسعار مخفضة.وتوفيرها بالكميات اللازمة،وتوفير المياه اللازمة لزراعة أماكن الاستصلاح الحديثة.
كما طالب زكريا ، بعودة الدورة الزراعية،وتفعيل الزراعة التعاقدية على كافة المحاصيل، وإنشاء صندوق التكافل الزراعي، وتسريع الانتهاء من مشروع “حياة كريمة”، واستكمال مشروع تبطين الترع، فضلا عن تخفيض أسعار الكهرباء للمشاريع الزراعية، والتوسع في الصناعات الزراعية.