سيدة ترغب في الإنجاب من زوجها بطريق التلقيح الصناعي، والزوج يرفض ذلك بدعوى أنه مخالفٌ لشرع الله، علمًا بأن رأي الأطباء، أن الإنجاب ممكن عن طريق التلقيح الصناعي.. سؤال ورد لدار الإفتاء المصرية.

حكم التشاؤم من صفر والأيام والشهور.. الإفتاء توضح الإفتاء تعلن ضوابط حجز موعد الفتوى والرد على الأسئلة .. تعرف عليها


قالت دار الإفتاء إن التلقيح الصناعي جائزٌ ولا مخالفةَ فيه لشرع الله، بشرط أن تكونَ البويضةُ من الزوجة والحيوانُ المنويُّ من الزوج ويتم إجراؤه في رحم الزوجة صاحبة البويضة، والأمر على هذا النحو يكون بالمودة والتفاهم بين الزوجين؛ فلا يحق لأيٍّ منهما أن يُجْبِرَ صاحبَه عليه.


وأضاف: يجب أن يتوافر في التلقيح الصناعي بعض الشروط والضوابط، أهمها: أن تكون البويضة التي سيتم لها عملية التلقيح هي بويضة الزوجة، وأن يكون الحيوانُ المنوي مأخوذًا من زوجها، وأن يتم زرع هذه البويضة الملقحة في رحم الزوجة. أما إذا اختلَّ شرط من هذه الشروط، كأن تكون البويضة من امرأة أجنبية أو الحيوان المنوي من رجل أجنبي أو تزرع البويضة في رحم امرأة أجنبية؛ فهذا محرم شرعًا ولا يجوز؛ لأن في هذا اختلاطًا للأنساب، وتداخلًا في الحقوق، وخروجًا عن الفطرة، وغير ذلك مما يقطع بالحرمة.

ومما ذُكر يُعلم أنه ليس في طلب الزوجة من زوجها هذا الأمر -التلقيح الصناعي- حرج شرعي أو اعتراض على إرادة الله سبحانه وتعالى، وليس لها طلب الطلاق بسبب هذا الأمر، وإذا أرادت فراقه لسبب آخر ككراهية عشرته فعليها بطلب الخلع.


ورد سؤال للجنة الفتوى الرئيسة بمجمع البحوث الإسلامية، مضمونة: اتفقت الزوجة مع زوجها على إجراء عملية حقن مجهري وتم كل شيء إلا زرع البيضة الملقحة في رحمها فقد توقف ذلك بسبب وباء كورونا، وتوفي الزوج قبل زرع البيضة الملقحة في رحمها. فهل يجوز إتمام العملية بعد وفـاة الزوج؟.

وأجابت لجنة الفتوى التابعة لمجمع البحوث الإسلامية، قائلة: أن التلقيح المجهري من التداوي المأمور به شرعًا الذي حثنا عليه ديننا الحنيف، ورغبنا فيه نبينا الكريم، فقال - صلى الله عليه وسلم - :(إن الله أنزل الداء والدواء، وجعل لكل داء دواء، فتداووا، ولا تتداووا بالحرام). رواه أبو داود في سننه، وقوله - صلى الله عليه وسلم - عندما سأله الأعراب يا رسول الله ألا نتداوى؟ قال: (تداووا، فإن الله لم يضع داء إلا وضع له شفاء إلا داء واحد) قالوا: يا رسول الله وما هو؟ قال: (الْهَرَمَ) أي كبر السن. أخرجه الترمذي.

وأشارت لجنة الفتوى إلى أن التلقيح المجهري وسيلة طبية للإنجاب فيكون جائزًا؛ لأنه من باب التداوي، ولكن بشروط نص عليها الفقهاء المعاصرون من هذه الشروط:
1- عدم وجود وسيلة أخرى شرعية للإنجاب. 
2- أن يكون الأطباء القائمون عليها من ذوي الاختصاص الثقات.
3- موافقة الزوجين ورضاهما.
4- أن يكون الماء من الزوجين، وحال قيام الزوجية.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: دار الإفتاء البحوث الإسلامية

إقرأ أيضاً:

هل تتضاعف السيئات في الأماكن المحرمة؟

تلقت دار الإفتاء المصرية استفسارًا حول ما إذا كانت السيئات تتضاعف في الأماكن المحرمة، مثل مكة المكرمة، والتي يحرص كثير من الناس على الإكثار من الطاعات وتجنب المعاصي فيها.

وأوضحت دار الإفتاء أن الله تعالى قد جرت حكمته وسنته على تفضيل بعض المخلوقات والأماكن على غيرها، حيث فضَّل الله تعالى البشر من بني آدم على سائر المخلوقات، وأصطفى منهم الأنبياء والرسل ليكونوا محلَّ وحيه، وكذلك، فضل مكة المكرمة على سائر بقاع الأرض، وجعلها من أطيب وأشرف الأماكن.

وقالت دار الإفتاء إن فضل مكة ليس مقتصرًا على الأشخاص، بل يشمل المكان نفسه، إذ جُعل فيها الثواب مضاعفًا لكي يحرص المسلمون على الإكثار من الطاعات وتجنب المعاصي. فمثلاً، ورد في الحديث عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من أدرك رمضان بمكة فصامه وقام منه ما تيسر له، كتب الله له مئة ألف شهر رمضان فيما سواها" (رواه ابن ماجه). كما قال ابن عمر رضي الله عنهما: "رمضان بمكة أفضل من ألف رمضان بغير مكة" (رواه البزار).

وقد أضاف الإمام الحسن البصري في "فضائل مكة" أن الحسنات في مكة تتضاعف بشكل غير مسبوق، حيث يُكتب للمسلم مئات الآلاف من الحسنات عن كل عمل صالح يقوم به في هذه البقعة المباركة، فالذي يصلي هناك يكتب له مائة ألف صلاة، والذي يتصدق يكتب له مائة ألف درهم صدقة، وحتى ختم القرآن في مكة يُكتب له مائة ألف ختمة.

وأشارت دار الإفتاء إلى أنه كما تضاعف الثواب في مكة، فإن الذنوب والمعاصي فيها أيضًا تتضاعف مقارنة ببقية الأماكن. فقد أكد الإمام النووي في "الإيضاح في مناسك الحج والعمرة" أن الذنب في مكة أقبح من الذنب في غيرها، مشيرًا إلى أن السيئات في الأماكن المحرمة أشد وأعظم.

 كما قال الشيخ ابن القيم في "زاد المعاد" أن السيئات في حرم الله تعتبر أكبر وأعظم من السيئات في غيرها، مثلما يكون عصيان الملك على بساطه أشد من عصيانه في مكان بعيد عن ملكه.

وفي الختام، أكدت دار الإفتاء أن الحسنات والسيئات تتضاعف في الأماكن والأزمان الفاضلة، مثل مكة المكرمة، وهو ما يجعلها فرصة عظيمة للمسلمين لزيادة الأعمال الصالحة والابتعاد عن المعاصي.

مقالات مشابهة

  • عالم بالأزهر الشريف: اختيار الطبيب لنوع الجنين أمر جائز.. فيديو
  • ‏إسرائيل: حزب الله غير ملتزم بشروط وقف إطلاق النار في جنوب لبنان وتهدد "بالتحرك بشدة
  • هل تتضاعف السيئات في الأماكن المحرمة؟
  • حكم أكل اللحوم والكبدة المستوردة.. دار الإفتاء: حلال بشروط
  • فضل الصيام في شهر رجب.. الإفتاء توضح
  • ما حكم التفكير في الحرام أثناء الصلاة؟ دار الإفتاء تجيب
  • حكم قتل الحشرات أو تعريضها للضرر .. أمين الفتوى يجيب
  • المفتي: بناء الكنائس أمر جائز على المستوى الديني
  • المفتي: تهنئة الإخوة الأقباط بعيد الميلاد مستحب ولونا من البر والإحسان
  • أوقاف الفيوم تُطلق أكثر من 150 ندوة لترسيخ ثقافة الفتوى المعتبرة