تكبدت الشركات المدرجة على مؤشر "ستاندرد آند بورز 500" للبورصة الأمريكية خسائر ضخمة تجاوزت 2.5 تريليون دولار من قيمتها السوقية، وسط تصاعد المخاوف من ركود اقتصادي عالمي نتيجة الرسوم الجمركية الجديدة التي فرضتها الولايات المتحدة. 

وكانت الشركات التي تعتمد بشكل كبير على سلاسل توريد خارجية من بين الأكثر تضرراً، حيث انخفضت أسهم "آبل" بنسبة 9.

3%، في حين هبطت أسهم "لولوليمون أثليتيكا" و"نايكي"، اللتين ترتبطان بعلاقات تصنيع في فيتنام، بأكثر من 9%.

وسجل مؤشر "ستاندرد آند بورز 500" أكبر انخفاض له منذ حزيران/يونيو 2020، حيث تراجعت أكثر من 80% من أسهم الشركات المدرجة، وانخفض ثلثاها بنسبة لا تقل عن 2%. 

وفي هذا السياق، اعتبر غاريت ميلسون، المحل الاستراتيجي للمحافظ الاستثمارية لدى "ناتيكسيس إنفستمنت مانجرز سوليوشنز"، أن الوضع يعكس حالة من الانسحاب الجماعي من المخاطر.

وفاقمت الرسوم الجديدة في حجمها وتأثيرها تلك التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال ولايته الأولى، حيث ألقت بظلالها على سلاسل التوريد العالمية، وأسهمت في تفاقم التباطؤ الاقتصادي وارتفاع معدلات التضخم، مما أثار حالة من الترقب والقلق في أوساط المستثمرين بشأن انعكاساتها على أرباح الشركات.

وقدّر محللو بنك "سيتي غروب" أن شركة "آبل" قد تخسر ما يصل إلى 9% من هامش أرباحها الإجمالية إذا اضطرت إلى تحمل التكاليف الإضافية الناتجة عن الرسوم المفروضة على الصين. 

في المقابل، رأى الخبير الاقتصادي في "جي بي مورغان" مايكل فيرولي، أن هذه الإجراءات تعادل أكبر زيادة ضريبية تشهدها البلاد منذ عام 1968، محذراً من أنها قد تؤدي إلى رفع الأسعار بنسبة تصل إلى 1.5% هذا العام، الأمر الذي من شأنه أن يدفع الاقتصاد نحو ركود حاد.


تراجعت الأصول الأمريكية
وعلى الصعيد العالمي، تراجعت الأصول الأمريكية بشكل ملحوظ، حيث هبط مؤشر "ستاندرد آند بورز 500" بنسبة 4.8%. وفي المقابل، كان تأثير الأزمة محدوداً في الأسواق الأخرى، إذ سجل المؤشر الآسيوي العام تراجعاً بأقل من 1%، وهبط "ستوكس أوروبا 600" بنسبة 2.6%، بينما ارتفع اليورو بنسبة 1.6% مقابل الدولار. وأغلقت بورصة وول ستريت على تراجع حاد، حيث خسر مؤشر "إس آند بي 500" 4.84%، ومؤشر "داو جونز" 3.98%، بينما هبط "ناسداك" بنسبة 5.97%.

وتراجعت الأسواق الأوروبية بدورها، حيث سجلت بورصة فرانكفورت انخفاضاً بنسبة 2.27%، وباريس بنسبة 2.69%، ولندن بنسبة 1.54%. كما شهدت أسعار النفط تراجعاً حاداً، إذ انخفض سعر خام برنت بنسبة 6.42% ليصل إلى 70.14 دولاراً للبرميل، بينما تراجع خام غرب تكساس الوسيط بنسبة 6.64% ليستقر عند 66.95 دولاراً للبرميل.

وعلى الرغم من التراجع الحاد في الأسواق، أكد الرئيس الأمريكي أن الاقتصاد والأسواق سيشهدان انتعاشاً، مشيراً إلى أن البلاد "ستزدهر". لكن ردود الفعل الدولية لم تكن على نفس القدر من التفاؤل.

فيما دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الشركات الفرنسية العاملة في الولايات المتحدة إلى تعليق استثماراتها، فيما شددت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني على ضرورة إلغاء الرسوم بدلاً من زيادتها. من جهتها، حذرت منظمة التجارة العالمية من أن هذه الإجراءات قد تقلّص تجارة البضائع العالمية بنسبة 1% خلال العام.


أما الرئيس البرازيلي، لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، فقد تعهد باتخاذ كل الإجراءات الممكنة لحماية الشركات والعمال، في حين أعلنت كندا فرض رسوم جمركية مضادة بنسبة 25% على واردات سيارات أميركية، مؤكدة عزمها على تعزيز علاقاتها مع شركاء أوروبيين موثوقين. أما مملكة ليسوتو  فقد أعلنت عن إرسال وفد إلى واشنطن للاحتجاج على رسوم بنسبة 50% فرضت عليها.

من جانبها، دعت بكين واشنطن إلى إلغاء الرسوم فوراً، ملوّحة برد مضاد. أما المفوضية الأوروبية فأكدت استعدادها للحوار، مع الاحتفاظ بخيارات الرد مفتوحة.

وحذرت تقارير اقتصادية من أن هذه السياسات الحمائية قد تدفع النمو العالمي إلى ما دون 2%. كما قدّر وزير الخزانة الأميركي الأسبق لاري سامرز خسائر السوق بما يصل إلى 30 تريليون دولار.

وأثارت الإجراءات الأميركية انتقادات واسعة من اليابان وأستراليا وبنغلادش، فيما أبدت فرنسا وألمانيا استعداداً للرد من خلال استهداف شركات تكنولوجيا أميركية. وندد رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز٬ بما وصفه بـ"عودة إلى الحمائية" التي تتناقض مع متطلبات القرن الحادي والعشرين.

وتأتي هذه الإجراءات الأمريكية في إطار سياسة تستهدف الرد على ما تعتبره واشنطن حواجز غير جمركية تعيق دخول السلع الأميركية إلى الأسواق الأجنبية. ورغم إعلان البيت الأبيض عن إعفاء بعض السلع من الرسوم، إلا أن آثارها ظهرت سريعاً مع إعلان شركة "ستيلانتيس" إغلاق مصنع "كرايسلر" في كندا مؤقتاً.

ويحذر خبراء دوليون، بمن فيهم مديرة صندوق النقد الدولي كريستالينا غورغييفا، من أن الرسوم الجديدة تشكل تهديداً كبيراً على استقرار الاقتصاد العالمي.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي اقتصاد اقتصاد دولي اقتصاد عربي اقتصاد دولي الرسوم الجمركية ترامب أوروبا أوروبا البورصة ستاندرد اند بورز ترامب الرسوم الجمركية المزيد في اقتصاد اقتصاد دولي اقتصاد دولي اقتصاد دولي اقتصاد دولي اقتصاد دولي اقتصاد دولي اقتصاد اقتصاد اقتصاد سياسة اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة بنسبة 2

إقرأ أيضاً:

جولد بيليون: إعفاء بعض السلع الأمريكية من الرسوم الجمركية يدفع الذهب للتراجع بقوة

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

تراجعت أسعار الذهب خلال تداولات اليوم الجمعة، في ظل أخبار عن دراسة الصين لإعفاء بعض الواردات الأمريكية من الرسوم الجمركية، في خطوة اعتبرتها الأسواق تهدئة للحرب التجارية القائمة بين الولايات المتحدة والصين، الأمر الذي قلل من الطلب على الذهب كملاذ آمن.

 

سعر اونصة الذهب 

 

وسجل سعر أونصة الذهب العالمي انخفاضا اليوم بنسبة 1.4% ليسجل أدنى مستوى عند 3287 دولارا للأونصة بعد أن افتتح تداولات اليوم عند المستوى 3348 دولارا للأونصة ليتداول حالياً عند المستوى 3303 دولارات للأونصة.

 

أشارت أخبار إلي أن الصين قد تعفي بعض الواردات الأمريكية من رسومها الجمركية البالغة 125%، وتطلب من الشركات تحديد السلع التي قد تكون مؤهلة لهذا الاعفاء، في الوقت الذي أكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن محادثات التجارة مع الصين جارية، نافيًا مزاعم الصين بعدم إجراء أي مناقشات لتخفيف حدة الحرب التجارية الدائرة، وفق جولد بيليون.

 

تهدئة الصراع التجاري

 

وقد تمثل هذه الخطوة تهدئة للصراع وقد تدعو أيضًا إلى اتخاذ واشنطن المزيد من الإجراءات التصالحية. بينما قد صرح متحدث باسم وزارة التجارة الصينية بأنه إذا كانت الولايات المتحدة تريد حقًا حل النزاع، فعليها رفع جميع الإجراءات الجمركية أحادية الجانب ضد الصين.


وانخفضت أسعار الذهب اليوم مع تحسن شهية المخاطرة وسط مؤشرات على احتمال تراجع الولايات المتحدة والصين عن نزاعهما التجاري، على الرغم من عدم وجود مسار واضح للتوصل إلى اتفاق تجاري.


أيضا ابتعد الدولار عن أدنى مستوياته في ثلاث سنوات الأمر الذي ساعد على تراجع سعر الذهب، ولكن يبقى المعدن النفيس قريبًا من أعلى مستوى قياسي له عند 3500 دولار للأونصة.


استمرار التوترات التجارية

 

لا تزال العوامل الحالية داعمة للذهب مع استمرار التوترات التجارية وعمليات الشراء المستمرة للذهب من قبل البنوك المركزية العالمي وصناديق الاستثمار المتداولة المدعوة بالذهب.


هذا وقد أشار أعضاء البنك الاحتياطي الفيدرالي إلى أنهم لا يرون أي حاجة ملحة لمراجعة السياسة النقدية، إذ يسعون للحصول على مزيد من المعلومات لتحديد كيفية تأثير رسوم إدارة ترامب الجمركية على الاقتصاد.
من جهة أخرى أظهرت بيانات من مجلس الذهب العالمي أن التدفقات النقدية إلى صناديق الاستثمار المتداولة والمدعومة بالذهب المادي قد ارتفعت للأسبوع الـ 12 على التوالي، ليسجل خلال الأسبوع المنتهي في 18 ابريل تدفقات داخلة بمقدار 33.4 طن ذهب.

مقالات مشابهة

  • النفط يتكبد خسائر أسبوعية بسبب مخاوف إزاء الرسوم الجمركية
  • ترامب: لدي شرط واحد لإلغاء الرسوم الجمركية على الصين
  • جولد بيليون: إعفاء بعض السلع الأمريكية من الرسوم الجمركية يدفع الذهب للتراجع بقوة
  • الخارجية الصينية تحذر واشنطن من تضليل الرأي العام بشأن المفاوضات الجمركية
  • الأسواق الأوروبية تفتتح على ارتفاع مع ترقب تقارير أرباح الشركات
  • شبح رسوم ترامب يخيم على توقعات أداء الشركات العالمية
  • ارتفاع مؤشرات الأسهم الأميركية لليوم الثالث مع ترقب تهدئة الحرب التجارية
  • الذهب يعاود الصعود بقوة بعد تصريحات الصين بشأن الرسوم الجمركية
  • أمريكا: يجب على الصين إبرام اتفاق بشأن الرسوم الجمركية معنا
  • بسبب الرسوم الجمركية .. 12 ولاية أمريكية ترفع دعوى ضد إدارة ترامب