المعابر تغصّ بالسوريين العائدين طوعًا من تركيا إلى سورية
تاريخ النشر: 4th, April 2025 GMT
هاتاي (زمان التركية) – مع بزوغ الفجر، بدأت الحافلات تقلّ أعدادًا متزايدة من اللاجئين السوريين المتجمعين أمام المعابر الحدودية بين تركيا وسوريا، حيث يصطفون في طوابير طويلة، منتظرين إنهاء إجراءات العبور والعودة إلى ديارهم التي هجروها منذ سنوات. مشهد يعكس تحوّلًا متزايدًا في مسار اللجوء، إذ يختار آلاف السوريين العودة إلى وطنهم طوعًا، في ظل المتغيرات السياسية والاقتصادية التي تشهدها تركيا وسوريا على حد سواء.
أسباب العودة: بين الضغط المعيشي والحنين للوطن
تتعدد دوافع اللاجئين السوريين الذين قرروا إنهاء سنوات اللجوء في تركيا والعودة إلى سوريا. فالبعض يرى أن الأوضاع الاقتصادية الصعبة وارتفاع تكاليف المعيشة في تركيا، خاصة بعد تراجع قيمة الليرة التركية وزيادة القيود على فرص العمل، باتت تحديات لا تُحتمل. فيما يعتبر آخرون أن البيئة الاجتماعية والسياسية أصبحت أقل ترحيبًا بالسوريين، مع تصاعد الخطاب المعادي للهجرة في بعض الأوساط التركية، مما دفعهم إلى التفكير جديًا في العودة إلى ديارهم رغم صعوبة الأوضاع هناك.
وفي المقابل، هناك من يرى أن مناطق معينة في شمال سوريا باتت أكثر استقرارًا نسبيًا، مع تحسن الأوضاع الأمنية والخدمات الأساسية في بعض المدن والبلدات، مما جعل خيار العودة أكثر جاذبية، خصوصًا للعائلات التي تأمل في إعادة بناء حياتها وسط أقاربها وجيرانها.
رحلة العودة: إجراءات رسمية وانتظار طويل
على المعابر الحدودية، مثل معبر “باب الهوى” و”باب السلامة” و”جرابلس”، تنتظر العائلات دورها لإنهاء الإجراءات اللازمة قبل العبور إلى الأراضي السورية. ويخضع اللاجئون لعمليات تسجيل دقيقة تشمل التحقق من هوياتهم، وإنهاء أوراق المغادرة الرسمية، بالإضافة إلى الفحوص الطبية التي تهدف إلى التأكد من الحالة الصحية للعائدين.
في حديث مع أحد العائدين، قال أبو محمد، وهو أب لخمسة أطفال، إنه قرر العودة بعد عشر سنوات من اللجوء في تركيا، مشيرًا إلى أن الحياة هناك أصبحت صعبة للغاية. وأضاف: “عملت في ورش البناء لسنوات، لكن الأوضاع الاقتصادية ازدادت سوءًا، والإيجارات ارتفعت بشكل جنوني، ولم يعد بمقدوري تأمين مستقبل أطفالي هنا، لذا قررت العودة رغم المخاطر والتحديات.”
أما أم أحمد، التي كانت تنتظر دورها في الطابور مع أطفالها الثلاثة، فأوضحت أن زوجها عاد قبل شهر إلى مدينة أعزاز في ريف حلب الشمالي، ووجد أن الظروف أصبحت مقبولة للعيش، مما دفعها لاتخاذ قرار اللحاق به.
مخاوف ما بعد العودة: تحديات تنتظر العائدين
ورغم أن قرار العودة يُتخذ بإرادة ذاتية، فإن الكثير من العائدين يواجهون مخاوف جدية بشأن المستقبل في سوريا. فالأوضاع الأمنية لا تزال غير مستقرة في بعض المناطق، كما أن البنية التحتية في العديد من المدن لم تُعَد تأهيلها بالكامل، مما يجعل الحياة اليومية مليئة بالصعوبات.
بالإضافة إلى ذلك، يشتكي بعض العائدين من نقص الدعم الإنساني، حيث يجدون أنفسهم مضطرين للاعتماد على مدخراتهم الشحيحة، في ظل ارتفاع الأسعار وقلة فرص العمل.
من جهة أخرى، تحاول منظمات إنسانية وجهات محلية توفير بعض المساعدات للعائدين، من خلال تقديم خدمات الإيواء المؤقت، وتوزيع المساعدات الغذائية، إضافة إلى دعم بعض المشاريع الصغيرة التي تساعدهم على بدء حياة جديدة في وطنهم.
ختام: العودة بين الضرورة والاختيار
مع استمرار تدفق اللاجئين السوريين العائدين من تركيا، تظل مسألة العودة طوعية معقدة، إذ تجمع بين الأمل في بداية جديدة، والمخاوف من التحديات التي قد تعترض طريقهم. وبينما يجد البعض في العودة فرصة للعودة إلى الجذور واستعادة حياة افتقدوها، يواجه آخرون واقعًا مليئًا بالصعوبات، ما يجعل هذا القرار من أصعب الخيارات التي يتعين على اللاجئين السوريين اتخاذها في ظل الظروف الراهنة.
المصدر: جريدة زمان التركية
كلمات دلالية: الحدود السورية التركية اللاجئون السوريون اللاجئین السوریین العودة إلى
إقرأ أيضاً:
قصف لحزب الله على بلدة سورية.. والجيش يرد
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
نقلتلت وسائل إعلام محلية في سوريا، مساء الخميس، أن قصفًا مصدره حزب الله اللبناني طال بلدة المصرية الواقعة ضمن نطاق منطقة القصير في محافظة حمص، والمجاورة للحدود مع لبنان، ما أدى إلى إصابات في صفوف المدنيين.
ووفقًا لما بثّته قناة "الإخبارية السورية"، فإن القصف أدى إلى وقوع إصابات بين السكان، لكنها لم تذكر أعداد المصابين أو حالة الإصابات من حيث الخطورة.
في السياق نفسه، قال مصدر من وزارة الدفاع السورية لوكالة "سانا" الرسمية إن القذائف التي أُطلقت نحو مواقع تابعة للجيش السوري في منطقة القصير، جاءت من داخل الأراضي اللبنانية، وتم تنفيذها من قبل مجموعات تابعة لحزب الله.
وأوضح المصدر العسكري أن الوحدات التابعة للجيش السوري ردّت فورًا على الهجوم، حيث تم تحديد أماكن إطلاق القذائف التي بلغ عددها خمسة، وتم التعامل معها بشكل مباشر.
وكانت المنطقة الحدودية بين سوريا ولبنان قد شهدت، في مارس الماضي، اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية السورية وعناصر من حزب الله، أسفرت عن سقوط ضحايا وإصابات في صفوف الطرفين.
وأشارت وزارة الدفاع في دمشق إلى أن الحزب اللبناني نفّذ عمليات تسلل داخل الأراضي السورية خلال تلك الأحداث، استهدفت مواقع عسكرية، وأدت إلى مقتل عدد من عناصر الجيش السوري، كما تم استخدام القصف المدفعي والصاروخي في الهجوم على مناطق بريف محافظة حمص، مما تسبب في مصرع أكثر من جنديين.