رياض سلامة يختفي عن الأنظار.. هل هرب من لبنان؟
تاريخ النشر: 24th, August 2023 GMT
اختفى حاكم مصرف لبنان السابق رياض سلامة عن الأنظار، وتعذر على القوى الأمنية إبلاغه بموعد جلسة استجوابه أمام القضاء اللبناني في 29 أغسطس/آب الجاري.
وعلى بعد 5 أيام من موعد جلسة استجواب سلامة أمام الهيئة الاتهامية، لم يتم العثور عليه في مكان إقامته المصرح عنه، لتتأكد التقارير بأنه لن يُحاكم سلامة، مهما تراكمت عليه الدعاوى ومهما صدرت بحقه مذكّرات توقيف.
وكان من المفترض أن يمثل سلامة أمام الهيئة الاتهامية في 9 أغسطس/آب الجاري، لكن التبليغ تعذّر على الأجهزة الأمنية بسبب عدم تواجده في العناوين المُعرّف عنها أمام القضاء اللبناني.
للأسبوع الثاني على التوالي، لم تتمكن الهيئة الاتهامية من العثور على سلامة، وبالتالي ستتجه إلى تبليغه لصقًا قبل بضعة أيام من الجلسة المحدد تاريخها في 29 أغسطس/آب الجاري، أي عبر إلصاق التبليغ على عنوان منزله الأخير، ولدى مختار المنطقة المتواجد فيها، وعلى إيوان المحكمة.
بالتالي، يعتبر سلامة قد بلّغ وفقًا للأصول، ما يعني أن الهيئة الاتهامية ستكون قادرة بعدها على إصدار مذكرة توقيف غيابية بحقه، إن ارتأت ذلك.
اقرأ أيضاً
بتهم فساد.. تجميد حسابات حاكم مصرف لبنان المركزي السابق
بدورها، قالت رئيسة هيئة القضايا في وزارة العدل اللبنانية القاضية هيلانة إسكندر لصحيفة "نداء الوطن"، إن "القوى الأمنية يمكنها تحديد مكان إقامة سلامة من خلال تتبع هاتفه تقنيا، لكن المطلوب حاليا إبلاغه بموعد الجلسة لصقا في أماكن إقامته".
وأضافت: "وفي حال صدرت مذكرة توقيف في حقه، عندها يمكن اللجوء إلى تحديد مكانه تقنيا عبر هاتفه".
لكن تقرير موقع "الكتائب أونلاين" اللبناني، أشار إلى أن "سلامة لا يزال موجودا في مكان ما في لبنان لأن جوازات سفره الفرنسي واللبناني والدبلوماسي مصادرة من قبل القضاء اللبناني تمنعه من مغادرة لبنان، فضلا عن أن جوازات سفره الفرنسي واللبناني والدبلوماسي مصادرة من قبل القضاء اللبناني".
ولكن وفق مراقبين، فإنه قد يتم تهريب سلامة على طريقة هروب كارلوس غصن من اليابان، وذلك بهدف إقفال صندوق باندورا.
في وقت نقلت صحيفة "المدن"، عن مصادر (لم تسمها) معلومة مفادها بأن شخصية سياسية بارزة من الصف الأول، ساعدت سلامة في الهروب من لبنان عبر طائرة خاصة.
اقرأ أيضاً
فضح عمولات سلامة وشقيقه.. تقرير يكشف سوء السلوك في مصرف لبنان
في المقابل، أوضح مصدر قضائي بارز لصحيفة "المدن"، بأن هذه التسريبة قد يكون الهدف منها تضليل الرأي العام، ومن الممكن أن يكون سلامة نفسه قد تعمّد تسريبها، فانتشرت سريعًا، خصوصًا أن الأجهزة الأمنية عاجزة عن إيجاده حاليًا لأسباب مجهولة.
وأخطر ما في هذا الأمر، وفق الصحيفة، أن "شائعة" هروب سلامة قد تحمل جزءًا من الحقيقة، لسبب أساسي وواضح، عنوانها العريض "العقوبات الأمريكية".
فبعض المصادر القضائية البارزة، أكدت أن العقوبات الأمريكية من شأنها تغيير مسار سلامة القضائي بشكل لافت، فبعض الشخصيات السياسية خائفة من فرض العقوبات عليها، ما يعني أن الغطاء السياسي سيرفع عن سلامة، الأمر الذي من شأنه أن يتخذ مسارًا جديدًا داخل القضاء اللبناني.
ومفاد هذا الكلام، أن العقوبات الأمريكية تمكنت من إزالة الغطاء السياسي عن سلامة، وبالتالي فإن السيناريو المتوقع، والذي يتردّد داخل قصر عدل بيروت أن القضاء قد يكون متجهًا خلال الأسابيع المقبلة نحو إصدار مذكرة توقيف غيابية بحقه، لتعمم بعدها على الأجهزة الأمنية، بما يخفف الضغوط الأمريكية على المنظومة الحاكمة وجمعية المصارف.
وقبل أيام، أعلنت الولايات المتحدة وبريطانيا وكندا فرض عقوبات على سلامة، متهمة إياه بارتكاب أعمال فساد لإثراء نفسه هو وشركائه.
اقرأ أيضاً
عقوبات أمريكية بريطانية كندية على حاكم مصرف لبنان السابق
وفي 31 يوليو/ تموز الماضي، انتهت ولاية حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، الذي تولى منصبه في أغسطس/ آب 1993، ومُددت ولايته 4 مرات، وواجه في السنوات الأربع الأخيرة دعاوى قضائية واتهامات بالاختلاس وتبييض أموال ينفي صحتها من قضاء دولي ومحلي.
وفي مارس/ آذار الماضي، أعلنت كل من فرنسا وألمانيا ولوكسمبورج تجميد 120 مليون يورو من الأصول اللبنانية إثر تحقيق في اختلاس أموال، في خطوة تستهدف سلامة و4 من أقربائه.
كما صودر عدد من العقارات في فرنسا يشتبه بأن ملكيتها تعود لسلامة، بما في ذلك شقق في الدائرة 16 التي تعد الأغلى سعرا في العاصمة باريس، ومساحات تقع في جادة الشانزليزيه، إضافة إلى حسابات مصرفية.
ومنذ 2021، يلاحق سلامة ورفاقه قضائيا داخل لبنان ومن قبل دول أوروبية، أبرزها فرنسا وسويسرا وألمانيا، بتهم فساد وغسل أموال والاستيلاء على أموال من مصرف لبنان.
وفيما لم تعلن نتائج تلك التحقيقات، إلا أن سلامة عادةً ما ينفي صحة الاتهامات.
اقرأ أيضاً
لبنان يتسلم إشارة حمراء من الإنتربول بحق رياض سلامة
المصدر | الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: مصرف لبنان حاكم مصرف لبنان لبنان رياض سلامة هروب الهیئة الاتهامیة القضاء اللبنانی حاکم مصرف لبنان ریاض سلامة اقرأ أیضا
إقرأ أيضاً:
أمل حركة شيعية انبثق منها حزب الله اللبناني
حركة سياسية شيعية لبنانية، أسسها الزعيم الشيعي موسى الصدر عام 1975، مع اندلاع الحرب الأهلية اللبنانية. وشهدت الحركة تحولات كبرى على مر العقود، وأصبحت لاعبا أساسيا في الحياة السياسية والعسكرية اللبنانية.
شاركت في العديد من المبادرات والعمليات العسكرية، منها "حرب المخيمات" و"اتفاق الطائف"، واندلاع "حرب الشقيقين" مع حزب الله، فضلا عن اشتباكاتها مع إسرائيل في حرب 2006، ودعمها لعملية طوفان الأقصى، التي أطلقتها المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة يوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 على مستوطنات غلاف غزة.
النشأة والتأسيسعام 1943 وُزع النظام السياسي في لبنان على أساس طائفي، بناء على تعداد عام 1932. وفي بداية السبعينيات من القرن العشرين، شهد المجتمع تغييرات ديمغرافية كبيرة، وبدأت الطائفة الشيعية تطالب بإعادة توزيع السلطات وبتمثيل سياسي واقتصادي أفضل.
وفي عام 1974 أعلن الزعيم الشيعي موسى الصدر ولادة "حركة المحرومين" السياسية في مهرجانين جماهيريين في مدينتي بعلبك (شرق البلاد) وصور (جنوب البلاد)، بهدف دعم قضايا الشيعة في لبنان وإنصافهم.
وأسس الصدر عقب اندلاع الحرب الأهلية اللبنانية حركة "أفواج المقاومة اللبنانية" (أمل) في 6 يوليو/تموز 1975، وأصبحت الجناح العسكري لـ"حركة المحرومين".
وقد أعلنت شخصيات سياسية ومجتمعية حينها تعاطفها مع حركة الصدر، ودعت السلطات إلى تحمل مسؤولياتها في هذا الملف.
ملصق انتخابي لحركة أمل في الضاحية الجنوبية لبيروت (الجزيرة) الفكر والأيديولوجياترتبط حركة أمل بالطائفة الشيعية، وتهدف إلى دعم قضايا الشيعة في لبنان، وإنصافهم في المجتمع.
وتقول الحركة إن "التمسك بالمصالح الوطنية وتحرير الأرض العربية من صميم التزاماتها الوطنية". كما تعتبر تحرير أرض فلسطين من أولويات واجباتها.
الأعلام والرموز موسى الصدرولد موسى صدر الدين إسماعيل في 15 مارس/آذار 1928 في مدينة قم الإيرانية، وقضى سنوات طفولته وشبابه في إيران ودرس في الحوزة الشيعية.
أعلن في 6 يوليو/تموز 1975 تأسيس حركة "أفواج المقاومة اللبنانية" (أمل)، ضد الاعتداءات الإسرائيلية على أراضي لبنان، وشاركت في الحرب الأهلية مع الحركة الوطنية اللبنانية والمقاومة الفلسطينية ضد مشاريع التقسيم وتوطين الفلسطينيين في لبنان.
وكان آخر ظهور لموسى الصدر في ليبيا، أثناء زيارة في 25 أغسطس/آب 1978 للقاء الرئيس الراحل معمر القذافي، وقد شوهد آخر مرة في 31 من الشهر ذاته ولم يعرف مصيره بعد ذلك.
نبيه بريولد نبيه مصطفى بري في 28 يناير/كانون الثاني 1938 في مدينة فريتاون، عاصمة سيراليون، وتلقى تعليمه متنقلا بين عدة مدارس في بيروت.
في أواسط الستينيات من القرن العشرين تأثر بأفكار موسى الصدر، ونشأت بينهما علاقة قوية بات على إثرها أحد المقربين من الصدر وأبرز مساعديه، وانضم معه إلى حركة أمل، وتولى مسؤوليات فيها من بينها الإعلام والتنسيق مع الأحزاب.
عقب اختفاء موسى الصدر في ليبيا عام 1978، تولى حسين الحسيني رئاسة حركة أمل مدة عامين، ثم استقال وانتخبت الحركة بري رئيسا لها.
تحت قيادته، باتت الحركة طرفا أساسيا في الحرب الأهلية اللبنانية، وقادت عمليات المقاومة ضد إسرائيل، وشاركت في "حرب المخيمات" ضد الفصائل الفلسطينية المسلحة، كما عارض بري معاهدة السلام اللبنانية الإسرائيلية وساهم في إلغائها.
وأسهم بري في إقرار اتفاق الطائف، الذي أنهى الحرب الأهلية اللبنانية، ودخل البرلمان اللبناني عام 1992 وانتخب رئيسا لمجلس النواب خلفا للرئيس حسين الحسيني، وأعيد انتخابه بعد ذلك مرات عديدة.
داوود داوودولد داوود داوود -المعروف بـ"محسن"- عام 1944 في قرية تربيخا الفلسطينية، وتلقى تعليمه الأولي على مشايخ، وبعدها دخل إلى التدريس النظامي وتدرج فيه إلى أن حصل على دبلوم في الفيزياء النووية.
التقى بموسى الصدر في أوائل الستينيات من القرن العشرين وأبدى الصدر إعجابه بطموحه ورافقه بشكل دائم في البيت والمسجد، وشغل العديد من المناصب في مؤسسات حركة أمل، آخرها توليه رئاسة الهيئة التنفيذية للحركة.
اغتيل داوود واثنان من مرافقيه على طريق الأوزاعي في بيروت يوم 22 سبتمبر/أيلول 1988.
حسين الحسينيولد حسين الحسيني في 15 أبريل/نيسان 1937، في محافظة البقاع بلبنان، وحصل على دبلوم في إدارة الأعمال من جامعة القاهرة، ثم عمل مديرا لشركة توليد الكهرباء في بعلبك، ورئيسا لبلدية شمسطار.
شارك الحسيني في تأسيس "حركة أمل" وتولى رئاستها بين عامي 1978 و1980 عقب اختفاء موسى الصدر، واستقال من منصبه لرفضه مشاركة الحركة بشكل متزايد في الحرب الأهلية اللبنانية.
توفي حسين الحسيني في يناير/كانون الثاني 2023 عن عمر ناهز 86 عاما بعد معاناة مع المرض.
أبرز المحطاتعقب اندلاع الحرب الأهلية اللبنانية حذّر الصدر من الخلافات الطائفية واعتبرها مصطنعة، وعمد إلى إطلاق لقاء مع قادة المقاومة الفلسطينية والأحزاب في لبنان في سبيل إيقاف الخلافات.
وأدى ذلك إلى تغيير بعض الشيعة وجهة نظرهم تجاهه واختاروا دعم منظمة التحرير الفلسطينية وأعضاء الحركة الوطنية اللبنانية.
في 13 أبريل/نيسان 1975 أطلق الصدر نداء يدعو فيه إلى عدم الانشغال بالأمور الداخلية أمام النضال ضد العدوان الإسرائيلي.
وقد عُرف عن الحركة تأييدها لتدخل سوريا في لبنان عام 1976، وبسبب موقفها لم تحظ بشعبية واسعة بين فئات الشعب اللبناني الذين رفضوا التدخل.
وكان آخر ظهور للصدر في ليبيا التي زارها في 25 أغسطس/آب 1978 لعقد اجتماع مع القذافي، وقد شوهد آخر مرة يوم 31 من الشهر ذاته، قبل أن يختفي بشكل غامض ولم يعرف مصيره بعد ذلك.
عقب اختفاء الصدر، تولى رئاسة الحركة حسين الحسيني حتى استقالته عام 1980 بسبب معارضته مشاركة "أمل" بشكل متزايد في الحرب الأهلية اللبنانية.
وتولى بعده رئاسة الحركة نبيه بري، الذي عارض معاهدة 17 مايو/أيار 1983 الموقعة بين الرئيس اللبناني أمين الجميل وإسرائيل، والتي نصت على انسحاب القوات الإسرائيلية من لبنان بشرط انسحاب القوات السورية.
عقب انسحاب إسرائيل والمقاتلين المسيحيين، سيطرت "أمل" على غرب بيروت، وقادت ما تعرف بـ"حرب المخيمات" عام 1985 بالتعاون مع الحزب التقدمي الاشتراكي الدرزي وبدعم من سوريا، وهاجموا القوة السنية القريبة من الفلسطينيين ومخيمي صبرا وشاتيلا وبرج البراجنة.
ودعمت حركة أمل "اتفاق الطائف" الذي تم توقيعه في 5 نوفمبر/تشرين الأول 1989 فأنهى الحرب الأهلية اللبنانية.
وقد شارك مقاتلو أمل في التصدي للعدوان الإسرائيلي على لبنان عام 2006 خاصة في بنت جبيل ومارون الراس، وقصفت إسرائيل غرفة العمليات التابعة للحركة في بلدة زفتا بالنبطية.
كما شاركت الحركة في المواجهات ضد الجيش الإسرائيلي في جنوب لبنان، عقب إطلاق المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 عملية طوفان الأقصى على مستوطنات غلاف غزة.
حركة أمل وحزب اللهبعد نشوب خلاف داخل الحركة عام 1982، انشقت عنها مجموعة من القيادات بدعم من إيران واسموا أنفسهم "حركة أمل الإسلامية" بقيادة حسين الموسوي، وبعدها أسسوا حزب الله.
وقد بدأت اشتباكات بين الطرفين عام 1985، اندلعت على إثرها حرب عرفت بـ"حرب الشقيقين" في المرحلة الأخيرة من الحرب الأهلية اللبنانية، وانتهت عام 1990 على إثر تفاهمات بين سوريا وإيران.
وقُدرت الخسائر الناجمة عن الحرب بسقوط 2500 قتيل و5 آلاف جريح، فضلا عن الدمار الذي ضرب البنية التحتية، وشقاق نفسي بين أبناء الطائفة الواحدة.
وقد حدثت اشتباكات متكررة على مدى أعوام بين أفراد في حركة أمل وآخرين من حزب الله.