ماذا يعني انضمام دول جديدة لمجموعة بريكس؟
تاريخ النشر: 24th, August 2023 GMT
مباشر- نهى مكرم - قررت مجموعة "بريكس" دعوة ست دول- هم الأرجنتين ومصر وإيران وإثيوبيا والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة- للانضمام إلى الكتلة، بحسب تصريحات سيريل رامافوزا، رئيس جنوب إفريقيا، اليوم الخميس.
واعتلى النقاش بشأن توسيع كتلة "بريكس"، التي تضم البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب إفريقيا، أجندة القمة التي استمرت ثلاثة أيام في جوهانسبيرج وتنتهي أعمالها اليوم الخميس.
وبينما أعرب جميع أعضاء "بريكس" عن تأييدهم لتوسيع الكتلة، كانت هناك مناقشات بين القادة حول مدى وسرعة الأمر.
وكانت قد أبدت عشرات الدول اهتمامها للانضمام إلى مجموعة "بريكس" التي ترى نفسها قوى نظيرة للغرب ذو ثقل.
وتؤيد الصين فكرة توسيع الكتلة، فيما قال فيناي كواترا، وزير خارجية الهند، إن بلاده متفتحة ولديها نوايا إيجابية إزاء فكرة التوسع رغم قلقها من الهيمنة الصينية وتحذيرها من التوسع السريع.
كما نجد روسيا حريصة على ضم أعضاء جدد لمواجهة عزلتها الدبلوماسية بسبب غزوها لأوكرانيا. كما تؤيد جنوب إفريقيا فكرة الاتساع.
وقال سليمان العساف، مستشار ومحلل اقتصادي، في تصريحات لقناة "فرانس 24" الدولية للأخبار إن هذا التكتل يزيد التبادل التجاري بين هذه الدول، خاصةً وأن هذه الدول مع الست دول الجديدة تسيطر على 27% من الاقتصاد العالمي، ما يقارب 28 تريليون دولار.
وأضاف العساف أن التبادل التجاري بين الدول إن تحول من الدولار إلى عملاتهم، سيقل ذلك من سيطرة الدولار وسيسحب البساط كن تحت أقدامه، ومرجحاً أن يكون ذلك على المدى الطويل وليس القصير أو المتوسط.
ماذا يعني انضمام تلك الدول للبريكس؟
السعودية
أفادت صحيفة "نيويورك تايمز" أن ضم "بريكس" للسعودية، أحد الدول الرائدة في إنتاج النفط، سيضيف إلى النفوذ الاقتصادي للكتلة وتعزيز فرصها لتكون منافساً للنظام المالي الذي تقوده الولايات المتحدة.
بالنسبة للمملكة العربية السعودية، قد يبدو الأمر جيداً من الناحية الجيوسياسية من حيث تنمية العلاقات مع الشركاء الرئيسيين في ظل مساعيها لتنويع اقتصادها الذي يعتمد بشكل شبه كامل على النفط.
وقال الأمير فيصل بن فرحان، وزير الخارجية السعودي، في يونيو/حزيران، إن المملكة العربية السعودية هي أكبر شريك تجاري لمجموعة البريكس في الشرق الأوسط، حيث وصلت التجارة إلى 160 مليار دولار العام الماضي.
وقال طلعت حافظ، الكاتب الاقتصادي، في تصريحات لقناة الإخبارية، إن ضم المملكة العربية السعودية إلى البريكس سيكون إضافة كبيرة بما تحوية من مزايا اقتصادية وتجارية، مشيراً إلى أن المملكة تعد بنك الطاقة العالمي، حيث تمتلك 19% من الاحتياطي العالمي للنفط، و12% من الإنتاج العالمي، و20% من مبيعا النفط في السوق العالمية، لذا فهي عملاق الطاقة.
وأضاف حافظ أنه وفق تقرير التجارة الدولية، في عام 2021، بلغ حجم التجارة السعودية البينية بين دول العالم أكثر من 2 تريليون ريال، حيث اتجه النصيب الأكبر للشرق وبالتحديد إلى الهند والصين.
قال كريس ترنر، رئيس قسم الأسواق لدى "آي إن جي"، إن اقتراح ضم السعودية وإيران لمجموعة دول "بريكس" سيؤجج تكهنات الابتعاد عن الدولار والاتجاه إزاء العملات الأخرى لاستخدامها في تجارة النفط.
مصر
تعد مصر على رأس الحاصلين على المساعدات الأمريكية ولكنها حافظت طويلاً على علاقتها القوية مع روسيا، بالإضافة إلى تنامي الروابط التجارية مع الصين.
وازداد حرص مصر على الحد من اعتمادها على المساعدات الأمريكية خلال العام ونصف الماضيين، نظراً لما واجهته من اضطرابات بسبب الاعتماد على الدولار. إذ أثار الغزو الروسي لأوكرانيا أزمة عملة أجنبية. وسحب المستثمرون مليارات الدولارات من مصر في حالة من الذعر، وارتفعت أسعار واردات القمح والوقود، التي تم شراؤها بالدولار. أصبحت بعض الواردات نادرة وارتفعت الأسعار.
كما أن نقص الدولار جعل من الصعب على البلاد سداد ديونها وأجبرها على خفض قيمة عملتها بشكل حاد، مما أدى إلى تفاقم معاناة المصريين.
وداخل مجموعة البريكس، ستتمكن مصر من التجارة بالعملة المحلية، وهو ما تحاول القيام به بالفعل من خلال الصفقات الثنائية. كما تأمل في جذب المزيد من الاستثمارات من الدول الأعضاء، والتي يمكن أن تجلب بدورها المزيد من الأموال من الولايات المتحدة في سعيها للاحتفاظ بنفوذها.
الأرجنتين
مع ما يقرب من 46 مليون نسمة، تمتلك الأرجنتين ثالث أكبر اقتصاد بأمريكا اللاتينية بعد البرازيل والمكسيك، إلا أنها شهدت تاريخاً حافلاً بالأزمات الاقتصادية، وهي في خضم واحدة من أسوأ الأزمات التي مرت بها. إذ انخفضت قيمة عملتها، وتراوح معدل التضخم حول 113% خلال الاثني عشر شهراً الماضية، ويعاني ما يقرب من 40% من السكان من الفقر. وتكافح البلاد أيضًا لسداد ديون بقيمة 44 مليار دولار لصندوق النقد الدولي.
وكان قد قال ألبرتو فرنانديز، رئيس الأرجنتين، في مايو/أيار الماضي، إن مجموعة "بريكس" تعد بديلاً ممتازاً للتعاون بالنسبة لبلاده في مواجهة نظام عالمي يعمل لصالح بضع دول.
ووصف الرئيس الأرجنتيني بنك التنمية الجديد، الذي أنشأته مجموعة البريكس والذي تريد الأرجنتين أن تكون جزءا منه، بأنه يضفي الطابع المؤسسي على نظام عالمي جديد يركز على التنمية، وبعيدا عن المضاربة المالية التي تسببت في أضرار جسيمة لبلاده.
إيران
تقدمت إيران، التي تمتلك ثاني أكبر احتياطيات للغاز بالعالم وربع احتياطيات النفط في الشرق الأوسط، بطلب الانضمام إلى مجموعة "بريكس" في يونيو/حزيران كجزء من مساعيها لتعزيز روابطها الاقتصادية والسياسية مع القوى غير الغربية.
وقامت بتنويع اقتصادها بعيدًا عن النفط وتعزيز التجارة مع أعضاء البريكس، مع زيادة بنسبة 14% في التجارة غير النفطية في السنة المالية 2022-2023 بقيمة 38.43 مليار دولار، وفقًا لتقارير إخبارية إيرانية استشهدت ببيانات جمركية.
ومن الناحية السياسية، قد ترى إيران عضوية مجموعة البريكس خطوة هامة باعتبارها مؤشراً على فشل محاولات الغرب لعزلها، وتعزيز دورها كقوة إقليمية وعضو في كتلة ترى نفسها بديلاً للنظام الذي يهيمن عليه الغرب.
أحداث عالمية تقارير عالمية اقتصاد عالمى المصدر: مباشر أخبار ذات صلة المركزي التركي يخالف التوقعات ويرفع الفائدة إلى 25% أحداث عالمية "بريكس" تدعو ست دول للانضمام بينها مصر والسعودية والإمارات أحداث عالمية خفض الاعتماد على الدولار يعتلي قمة البريكس أحداث عالمية أسعار المستهلكين الأمريكي يرتفع إلى 3.2% في يوليو مؤشرات عالمية الأخبار الأكثر {{details.article.title}} 0"> {{stock.name}}
{{stock.code}} {{stock.changePercentage}} % {{stock.value}} {{stock.change}} {{section.name}} {{subTag.name}} {{details.article.infoMainTagData.name}} المصدر: {{details.article.source}} {{attachment.name}}
أخبار ذات صلة
المصدر: معلومات مباشر
كلمات دلالية: العربیة السعودیة مجموعة البریکس
إقرأ أيضاً:
الممثل الشخصي للرئيس السيسي يشارك نيابة عن وزير الخارجية في اجتماع وزراء خارجية البريكس
شارك الممثل الشخصي لرئيس الجمهورية ومساعد وزير الخارجية راجى الإتربي، نيابةً عن وزير الخارجية والهجرة الدكتور بدر عبد العاطي في اجتماع وزراء خارجية دول البريكس الذي عقد بالبرازيل، التي تتولى حالياً الرئاسة الدورية للتجمع.
وصرح السفير الإتربي بأنه تم التأكيد خلال الاجتماع على ثوابت الموقف المصري فيما يتعلق بضرورة وقف العدوان الإسرائيلي المستمر على الأراضي الفلسطينية وكذلك الانتهاكات الإسرائيلية الجارية ضد لبنان وسوريا، والسماح بإدخال المساعدات الإنسانية اللازمة إلى غزة، والرفض التام لأي سياسات أو ممارسات تستهدف تهجير الفلسطينيين خارج أراضيهم، موضحاً أن الاجتماع شهد ترحيباً كبيراً بالجهود المضنية والمتواصلة التي تبذلها مصر لوقف إطلاق النار، وحشد الدعم الدولي للخطة العربية الإسلامية لإعادة إعمار قطاع غزة.
وأضاف الممثل الشخصي للسيد رئيس الجمهورية أن الاجتماع شهد كذلك نقاشاً حول التوترات الدولية الراهنة وسبل معالجتها، حيث أكدت مصر على مواقفها بشأن ضرورة دفع العمل الدولي المشترك، والعمل على إصلاح وتطوير منظومة الحوكمة الدولية لجعلها أكثر فعالية وقدرة على مواجهة الأزمات العالمية المتعاقبة، وأهمية زيادة وتعزيز صوت الدول النامية في مختلف آليات الحوكمة الدولية، بما في ذلك المؤسسات المالية متعددة الأطراف وبما يعكس النصيب المتزايد للدول النامية في الاقتصاد العالمي، كما توافقت دول البريكس على ضرورة اتخاذ خطوات جادة تجاه زيادة التمويل التنموي المقدم من كافة شركاء التنمية لدعم قدرة الدول النامية، وخاصةً الدول الإفريقية، على تحقيق أهداف التنمية المستدامة.
وأشار السفير الإتربي إلى أن الاجتماع استعرض التحضيرات الجارية لقمة البريكس المقرر عقدها أوائل يوليو القادم بالبرازيل، حيث أجمعت كافة المناقشات على ضرورة اتخاذ خطوات فعالة لتعميق التعاون الاقتصادي بين الدول الأعضاء، والبناء على المقررات المهمة التي صدرت بهذا الشأن في القمة السابقة للتجمع العام الماضي في روسيا، خاصةً فيما يتعلق بدفع التبادل التجاري والتعاون الصناعي وجذب الاستثمارات وتعزيز الروابط بين مجتمعات الأعمال في دول البريكس، وهي المجالات التي تمثل أولوية لمصر في إطار دعم الجهود الوطنية لتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية.