موقع النيلين:
2025-04-25@17:23:31 GMT

مات (ديك) الهارب : دلالات تصريحات المليشيا

تاريخ النشر: 4th, April 2025 GMT

(1) هذه مرحلة جديدة فى خطابات ورسائل مليشيا آل دقلو الارهابية وداعميهم وحاضنتهم ، حيث كانت رسائلهم تأتي على أطراف متعددة ، ومنابر ومنصات ، لم يكن الأمر بحاجة لظهور قائد ثاني المليشيا عبدالرحيم ، لقد تحدثوا كثيرا عن شندى ومنقة شندى وتمر دنقلا ، وهتف وكيل ناظر عموم الرزيقات العام الماضي (كل القوة شندى جوه) وحتى فى قاعة مؤتمر نيروبي فبراير 2025م هتفوا ببدل أنيقة بذات الشعار ) ، فما هو الجديد هذه المرة …؟.

.

وأول الدلالات: هو تخطي نقطة الحذر فى الخطاب الاعلامي العنصري والجهوي لضمان عدم (احراج داعميه وحاضنته) السياسية (تقدم وصمود) ، ومع المتغيرات الجديدة ، وضم غالب قيادات صمود ومجموعات إلى الإعلان الجديد لم يعد لدى قائد ثاني المليشيا أى حرج فى التعبير عن آرائه وأهدافه الحقيقية وراء الحرب التي اشعلوها فى السودان..

خلال اسبوع كامل من النفير واللقاءات لم يتحدث عبدالرحيم عن (الديمقراطية أو العدالة أو الحرية أو المسار السياسي المدني) وكل خطاباته تعبر عن كراهية بغيضة ، وبالطبع لن تستطع قوى صمود وناشطيها التعليق على هذا الجنون.. ولا يمكن لمؤتمرهم المنعقد هذه الأيام الحديث عن هذا الحقد الأعمي واستهداف المجتمعات الآمنة ، هذا امتحان قصير ، لكنها عتبة لا يمكن لناشطي السفارات وعملاء المواقف عبورها حتى بالتلميح أو الشجب الخجول..
خلاصة القول أن المليشيا جاءت الآن بأهدافها عارية من أى تموية..

(2)
وثاني الدلالات:ان هذا الخطاب الاعلامي مقصود به ارباك خطط ومتحركات الجيش والقوات المشتركة ، من خلال مناورة اعلامية مع تحربك قوة محدودة لإشغال المسرح العملياتي إلى حين إعادة ترتيب صفوف المليشيا وجمع الهاربين من الفرقان والدوامر والحصول على عتاد جديد للمعركة..

تعلم الجهات الراعية لمليشيا آل دقلو الارهابية ، أن الخرطوم كانت مركز العمليات العسكرية ، واقتضى ذلك تركيز جيوش كثيرة فى عدتها وعتادها ، ومع تحرير الخرطوم أصبح الهدف الآن التوجه الى حواضن المليشيا ونقاط ارتكازاتها ، ولذلك تحاول المليشيا تغبيش الوعي ، وتضليل المشهد العام بإثارة الحديث عن هجوم على الشمالية ونهر النيل ، حتى تضطر غرف السيطرة والعمليات التحسب لذلك وتقلل من زخم تحرك بقية المتحركات..

وتعيين عبدالرحمن جمعة قائداً لمنطقة ام درمان هو ضمن ذات التوجه للإيحاء بدفع قوات جديدة ، وهو رجل نجح فقط فى قيادة حملة ابادة المساليت فى غرب دارفور والفور فى زالنجي ، وفشل فى كل مهمة عسكرية اخرى من بابنوسة والفاشر..
وعليه يمكن القول أن من اهداف هذه التصريحات ، تأخير تحركات الجيش إلى حين..

(3)
والدلالة الثالثة: هى فقدان المليشيا للنائحين ، وهى المنصات الاعلامية والمنابر و (جوقة المهرجين) من النشطاء واللايفاتية ، وكذلك كوادر غرف المليشيا والمستشارين ، لقد كان تحرير الخرطوم هزيمة قاسية عسكرياً و نفسياً ، فأضطربوا واختبأوا وبعضهم هرب..

واضطر ذلك قائد ثاني المليشيا الخروج والحديث شخصياً ، لقد (مات) الديك ، الذى يصيح فى القوم ، فجاء الملك شخصياً ، لعل فى حضوره ما يثير الانتباه..

وقد يكون لذلك دلالة أخرى ، وهى فقدان الثقة فى الجميع ، لقد كانت اكاذيبهم سبباً فى هلاك المئات فى الخرطوم.. حيث كانوا يتحدثون عن سيطرتهم على الأمور وترتيباتهم وثباتهم ، وحين أنجلى الصبح هربوا مغادرين ميدان المعركة وتركوا مئات الجثث ملقاة فى الطرقات.. ولهذا لا يمكن أن يسمع لهم احد..

(4)
ورابع الدلالات: خلق توهمات جديدة ، وربما يتصورون انها مهمة سهلة ، فبعد مقابر الخرطوم والجزيرة وسنار ، فإن هؤلاء الجند اصيبوا بصدمة نفسية ولا يمكنهم تكرار هذه التجربة وما زالت مرارتها فى حلوقهم وفى رجف قلوبهم وقد انقلبوا صاغرين ، ولهذا تدعوهم هذه القيادة الرعناء إلى منطقة جديدة لعل فى ذلك إثارة غبينة اخرى، فمجرد ذكر الخرطوم وام درمان سيتسبب لهم بحالة غيبوبة..

وخامس الدلالات: هو ظهور قادة المليشيا فى الميدان العسكري والقتال وإن كان ذلك فى مخابيء ، ولعل ذلك يعيد ترتيب الصفوف ويتجاوز صدمة الهزيمة ويشغل هؤلاء عن السؤال الأساسي: ماذا كسبنا بعد عامين من الحرب وهلاك مئات الآلاف ؟.. وأين حقوقنا ؟.. إنها ملهاة جديدة..
وفى رأى أن هذا هو أكبر تحديات قادة المليشيا..
حفظ الله البلاد والعباد..

د.ابراهيم الصديق على
3 ابريل 2025م

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

كلما انهزمت المليشيا وأضطرت إلى الإنسحاب نحو الثقب الذي أطلّت منه نحو السودان

المليشيا تركت المتعاونين ، بل حتى مقاتليها الجرحى ، وراءها من سنجة إلى مدني إلى الخرطوم .

من البداية كان من الواضح أنها ستسخدم قبائل كردفان ثم تتركهم لمصيرهم إذا توالى عليها الضغط العسكري ، ثم ستنسحب من نيالا تاركة قبائل طوق نيالا لتتجه شمالاً حيث خرج آل دقلو إلى العلن أو مرة أو ربما تركوا البلاد و نزلوا ضيوفاً عند أبناء عمومتهم في تشاد و النيجر.
الآن ظللنا نستمع إلى شكاوي مرتزقة الدعم السريع بشكل يومي عن عدم إهتمام المليشيا بتسليحهم و تركهم فريسة لتقدم الصياد في كردفان. ببساطة هذا مشهد النهاية الذي ظللنا نشاهده بشكل متكرر كلما انهزمت المليشيا و أضطرت إلى الإنسحاب نحو الثقب الذي أطلّت منه نحو السودان.

و الجيش كفيل بتأديب كل الذين حملوا السلاح و اعتدوا على الناس و ممتلكاتهم حيث لا ينفع الندم.
د. عمار عباس

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • منظمات دولية تحذر: أمراض يمكن الوقاية منها تهدد الملايين
  • كلما انهزمت المليشيا وأضطرت إلى الإنسحاب نحو الثقب الذي أطلّت منه نحو السودان
  • نسب توزيع الوزارات يفجّر خلافات عاصفة وسط تحالف المليشيا
  • حرب السودان .. المرتزقة يقاتلون مع المليشيا
  • عاجل. ترامب: عدم السيطرة على كامل أراضي أوكرانيا هو التنازل الذي يمكن أن تقدم
  • يجب حماية عبدالرحيم دقلو في ما يقدمه من خدمات في تفكيك وهزيمة المليشيا
  • كل شيء يمكن فعله على هاتفك.. خدمة جديدة من إنستجرام لمنافسة تيك توك
  • تفسير حلم الحمل للعزباء.. دلالات متعددة أبرزها تحقيق أمنية طال انتظارها
  • جنجويد حافظين وما فاهمين! حفر المليشيا لخنادق حول الضعين ونيالا
  • والي الخرطوم يعلن عن رؤية جديدة لتنظيم النشاط التجاري في بالأسواق