عاب المثبطون والمنبطحون على أهل غزة اشتباكهم مع المحتل في إطار مشروع التحرير، وقالوا لماذا استفزت حماس جيش الاحتلال، فأوقعوا بأهلهم القتل والدمار؟ وبعيدا عن بُعد هؤلاء عن معاني الحرية والتحرير، فلن تجد لهم تعليقا على قصف الصهاينة لمدينة درعا والعاصمة دمشق. ومعلوم أن سوريا الجديدة لم يصدر منها شيء تجاه الكيان المحتل، وتستخدم من بداية التحرير سياسة ضبط النفس، لأنها في مرحلة بناء مؤسسات الدولة، واستعادة مظاهر الحياة فيها.
تكررت استباحة الصهاينة لمجال سوريا الجوي والتوغل داخل أراضيها، وقُصفت هذه المرة عدة مدن، وسقط شهداء وجرحى من المدنيين، وتصدى أهل درعا للعدوان ببسالتهم المعهودة، دون أن يعلق المجتمع الدولي على هذه العربدة العبرية، التي لا تقيم وزنا للقوانين الدولية، والأنكى أن الدول العربية أصبحت أضعف من اتخاذ المواقف الدبلوماسية أو الإعلامية التي لا تكلفهم إلا حبرا على ورق.
هل تُسرع حماقة نتنياهو من خطوات تركيا في التصدي لإجرامهم المتكرر بحق السوريين، واستغلالهم أجواء ما بعد التحرير؟ إنها لحظات فارقة في تاريخ الأمة، وتحتاج رجالا يحولون المحنة إلى منحة
انتقائية أمريكا وانحيازها للكيان المحتل أصبح عين اليقين في غزة، وتأكد ذلك في سوريا حيث لا همّ لها إلا الحديث عن المقاتلين الأجانب وإخراجهم من الشام، بعد أن أسهموا في تحريرها، وغضت الطرف بالكلية عن النازية الصهيونية، في قصف المدن السورية وقتل المدنيين، وكأن الطيران العبري في مهمة رش مبيدات زراعية، وليس القيام بعمليات قتل إجرامية، تنتهك القوانيين الدولية.
ظهر انزعاج الكيان المحتل من تحرير سوريا وزوال نظام طاغية الشام، وأدرك أنه أمام واقع جديد وقيادة مختلفة، فسارع إلى تحطيم مقدرات سوريا العسكرية، واستهداف معسكراتها ومخازن الأسلحة فيها، حتى يضمن أنه بجوار نظام منزوع القوة، لا يملك ما يدافع به عن نفسه، ناهيك عن التفكير في تحرير الجزء المحتل من أرضه، ولكن لو بقي لأهل سوريا الجديدة سكاكين المطبخ فقط، فلن يشعر الصهاينة بالأمان، وقد دفعهم غرور القوة إلى نزع زمام الأمان الذي فرضه السوريون على أنفسهم في مرحلة بناء دولتهم، وستكون عاقبة أمر المعتدي خسرا باستعجالهم الصدام. إن الشباب الذين صمدوا أمام براميل بشار، وطائرات بوتين وكتائب إيران، يدركون أن الصهاينة أجبن من هؤلاء وأذل.
وفي السياق، نفسه صرح مسؤول اسرائيلي لجورساليم بوست بأن قصف سوريا هو رسالة إلى تركيا، مفادها إياكم وإنشاء قاعدة عسكرية في سوريا، وإياكم والتدخل في النشاط الجوي الإسرائيلي في المنطقة.
يأتي هذا التصريح في إطار التقارب الواضح بين تركيا وقيادة سوريا الجديدة وحرص الرئيس أردوغان على نهضة سوريا وعودتها إلى مكانتها، والسعي لإبرام اتفاقيات عسكرية مع الحكومة الجديدة، تسمح بدور أكبر لتركيا في تحقيق استقرار جارتها ونهضتها، كما منع الرئيس أردوغان مشاركة جيش الاحتلال في مناورات عسكرية يقيمها حلف الناتو!
فهل تُسرع حماقة نتنياهو من خطوات تركيا في التصدي لإجرامهم المتكرر بحق السوريين، واستغلالهم أجواء ما بعد التحرير؟ إنها لحظات فارقة في تاريخ الأمة، وتحتاج رجالا يحولون المحنة إلى منحة، ويعودون بشعوبهم إلى استعادة روح الأمة.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات قضايا وآراء كاريكاتير بورتريه قضايا وآراء سوريا تركيا الإسرائيلي سوريا إسرائيل تركيا قضايا وآراء قضايا وآراء قضايا وآراء قضايا وآراء مقالات مقالات مقالات صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد سياسة سياسة اقتصاد مقالات سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
السيد القائد: المجرمون الصهاينة مستمرون في ارتكاب جرائم وحشية بحق أبناء غزة وإحراق خيام النازحين بالقنابل الأمريكية
يمانيون/ صنعاء
أوضح السيد القائد أنه وخلال هذا الأسبوع فقط استشهد وجرح ما يقارب الألف من أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة
وأكد السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي، في كلمه له اليوم الخميس، حول آخر مستجدات العدوان على غزة والتطورات الإقليمية والدولية، أن المجرمون اليهود الصهاينة ومنذ أكثر من شهر يرتكبون جرائم وحشية بحق أبناء غزة ويحرقون خيام النازحين بالقنابل الأمريكية.
ولفت السيد القائد إلى أن العدو الإسرائيلي يستمر في تدمير المنظومة الصحية لإنهاء الخدمة، حيث تم الإعلان يوم أمس عن وفاة 40% من مرضى الكلى، وكذلك يعتمد العدو الإسرائيلي على التجويع كوسيلة من وسائل الإبادة للشعب الفلسطيني والضغط لتهجيره القسري من قطاع غزة.
وأكد قائد الثورة أن العدو الإسرائيلي مستمر في الحصار التام والشامل والمطبق على قطاع غزة لأكثر من 50 يوماً، وأنه وإلى جانب منع العدو الإسرائيلي إدخال الغذاء والدواء يركز على قصف أي شيء موجود منها داخل قطاع غزة.
وأشار السيد إلى أن العدو الإسرائيلي يستمر في تدمير كامل القطاعات الخدمية في قطاع غزة وهذا الأسبوع قصف معدات وآليات الإنقاذ التي دخلت فترة الهدنة لرفع الأنقاض.
ولفت قائد الثورة إلى أن العدو الإسرائيلي يستمر في نهجه العدواني تجاه الأسرى أيضاً حيث استشهد هذا الأسبوع أحد الأسرى ليرتفع عدد الشهداء إلى 64 شهيدا منذ بداية العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.
منوهاً إلى أن العدو الإسرائيلي يعامل الأسرى بالتعذيب والقمع والاضطهاد والإهانة والإذلال وكل أنواع الانتهاكات لحقوق الإنسان.