من الانقلاب الفاشل إلى تحطم الطائرة .. الهروب القاتل للأمام ليفغيني بريغوجين
تاريخ النشر: 24th, August 2023 GMT
سرايا - - مع بدء مسيرته نحو موسكو ليلة 23 إلى 24 يونيو (حزيران) الماضي، قبل شهرين فقط، حسم يفغيني بريغوجين زعيم «فاغنر» مصيره. انتهى الفصل الأخير من ملحمته المتهورة بالحريق الناجم عن تحطم الطائرة التي كانت تقله الأربعاء بين موسكو وسانت بطرسبرغ، وفق تقرير نشرته الخميس صحيفة «لوفيغارو» الفرنسية.
إن خط مسار هذه الرحلة التي أودت بحياته هو الرمز المثالي للاندفاع المتهور لرئيس مرتزقة «فاغنر»، وفق التقرير.
منفى سريع في بيلاروسيا
بمجرد انتهاء الدهشة التي سببتها مغامرة «فاغنر» اليائسة بالزحف نحو موسكو، طُرح سؤال على شفاه الجميع: ماذا سيحدث ليفغيني بريغوجين قائد التمرد؟ فقد أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن «الخونة» سيعاقبون، بينما تم فتح تحقيق بشأن «التمرد المسلح» ضد رئيس «فاغنر» ورجاله. أخيراً، تم إسقاط الإجراءات المرفوعة ضد «فاغنر» في 27 يونيو. وفي اليوم نفسه، وصل يفغيني بريغوجين إلى مينسك كما هو مخطط له، وفق ألكسندر لوكاشينكو. ومع ذلك، كان من الصعب التخيل أن قائد ميليشيا «فاغنر» قد يفلت من العقاب على تمرده دون خسائر كبيرة.
وفي الوقت نفسه، يفتخر الزعيم البيلاروسي بأنه أقنع فلاديمير بوتين بعدم اغتيال رئيس «فاغنر»... «قلت لبوتين: يمكننا أن نقتله، إنها ليست مشكلة. سواء في المحاولة الأولى أو في الثانية. ولكن قلت، لا تفعل ذلك».
في 10 يوليو (تموز)، قال المتحدث باسم الكرملين ديميتري بيسكوف إن فلاديمير بوتين التقى «لمدة نحو 3 ساعات» يفغيني بريغوجين في 29 يونيو. وأشار المتحدث إلى أن «الرئيس أعرب عن تقديره لأنشطة فاغنر» على الجبهة الأوكرانية، وكذلك «قدم تقييمه لما حدث يوم 24 يونيو». وفي 19 يوليو، دعا المرتزق (بريغوجين)، وفق التقرير، في مقطع فيديو، قواته إلى التجمع من أجل «رحلة جديدة إلى أفريقيا». ويبدو أن هذا الأوليغارشي قد تجاهل أحداث 24 يونيو، وركز مرة أخرى على أعماله.
وفي 27 يوليو، تؤكد الصورة هذا الاتجاه. رئيس مجموعة «فاغنر» في جمهورية أفريقيا الوسطى، ديميتري سيتيي، ينشر على فيسبوك لقطة لرئيسه بريغوجين مبتسماً على هامش القمة الروسية - الأفريقية في سانت بطرسبرغ. في هذه الوثيقة، صافح بريغوجين رئيس التشريفات لدى رئيس جمهورية أفريقيا الوسطى فوستين آركانج تواديرا. ويبدو المشهد كأنه ازدراء من رجل الميليشيا يفغيني بريغوجين موجه إلى فلاديمير بوتين، الذي جاء ليرأس هذه القمة.
آخر ظهور مثير
خلال معظم شهر أغسطس (آب) الحالي، لم تظهر على يفغيني بريغوجين أي علامة على الحياة. فهل قرر أخيراً الابتعاد عن الأضواء، لمصلحة أعماله؟ الجواب هو العكس تماماً. عاد رئيس «فاغنر» إلى الساحة العامة في 21 أغسطس، في مقطع فيديو ادعى فيه رجل الميليشيا أن رجاله كانوا ينفذون «أنشطة استطلاعية وبحثية» في القارة الأفريقية «لجعل روسيا أكبر في جميع القارات، وجعل أفريقيا أكثر حرية».
تحطمت طائرة رئيس «فاغنر» يفغيني بريغوجين أمس (الأربعاء) وعلى متنها شريكه في «فاغنر» ديميتري أوتكين. وتساءل التقرير: «هل الحادث مجرد صدفة؟ أم إن بريغوجين دفع حياته ثمناً لخيانته ووقاحته خلال الشهرين الماضيين؟».
المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية
كلمات دلالية: یفغینی بریغوجین فلادیمیر بوتین
إقرأ أيضاً:
تحديات الزواج المختلط في مصر ما بين الهروب من «القايمة» والاصطدام بقانون «منع السفر»
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
شهد المجتمع المصري توجهاً ملحوظاً في السنوات الأخيرة من قبل بعض الرجال المصريين للزواج من نساء تحملن جنسيات عربية مختلفة، وقد كان لهذا التوجه عدة أسباب وعوامل لا علاقة لها بجنسية المرأة كـ«مصرية"، لأن هذه النظرية خاطئة، فالنساء بطبيعتهن سواسية من حيث الطباع والمتطلبات و«الهرمونات»، وكذلك الأهداف التي تكمن في تكوين بيت آمن مستقر وأسرة ناجحة، لكن هناك عوامل أخرى ساعدت على تقريب وتسهيل الزواج المختلط أبرزها تطورات التكنولوجيا ووسائل الاتصال التي جعلت من العالم قرية صغيرة.
الزواج المختلط يمكن أن يكون ناجحاً أو فاشلاً، شأنه شأن أي زواج آخر، يتأثر بالعديد من العوامل، لأنه يعتمد بشكل كبير على الطرفين معاً، ذلك أن مسئولية النجاح أو الفشل تقع على عاتق الزوجين، فالأمر يتطلب منهما جهداً مشتركاً للتغلب على الفروق الثقافية والفكرية، لكن هناك نظرية تقول إن الرجل المصري عندما يتزوج من جنسية أخرى، خاصةً إذا كان قد سبق له الزواج، يشعر بمسئولية إضافية لتحقيق النجاح، فيتمسك برغبته في إثبات صحة اختياره أمام المجتمع وأسرته خصوصاً لو عانى في البداية من بعض الآراء المشككة في هذه الزيجة، والتي يُنظر إليها أحياناً على أنها خروج عن المألوف، فيزداد إصراره على نجاحها.
من العوامل التي ساهمت وبشكل كبير في عزوف بعض الرجال المصريين عن الزواج بالمرأة المصرية الأعباء المادية التي يتحملها الرجل عند الزواج، وخصوصاً ذلك الجدل الدائر حول ما يسمى بـ«القايمة»، هذه الوثيقة «اللعينة» التي يتم فيها تسجيل كل الأثاث والممتلكات التي تساهم بها العروس أو تُقدم لها من قِبل الزوج كضمان مادي، والذي يراه الرجل المصري أنه إرهاق مالي في ظل الأوضاع الاقتصادية الحالية، لما تتضمنه أحياناً من تفاصيل مكلفة للغاية تفوق قدرته المالية، كما أنها تثير مخاوفه لأنها تُستعمل في حالة النزاع كوسيلة ضغط وابتزاز قد تنتهي بالحبس، لذلك ففكرة تمسك بعض الأسر بفكرة «القايمة» تؤدي إلى تعقيد الزواج والدخول في مشاكل مبكرة، مما يجعل الكثير من الرجال يتجنبون الدخول في هذه الدوامة من البداية.
لم ينج الزواج المختلط من بعض المشاكل الصعبة، فبالرغم من أن له إيجابيات له أضرار كبيرة في بعض حالات الطلاق، والتأثير هنا يكون معقداً على جميع الأطراف خصوصاُ في حالة وجود أطفال، حيث يعتبر تحدياً كبيراً في ظل وجود بعض القوانين التي قد تكون غير منصفة للزوجة الأجنبية، ولعل قانون «منع السفر» الذي يلاحقها يُنَفّذ بناء على حالات خلافات الزواج أو الحضانة، هدفه منع الأم من اصطحاب الأطفال خارج البلاد لحماية حقوق الأب المصري اتجاه علاقته بأبنائه.. هذا القانون يثير جدلاً في العديد من الحالات، فهو يعتبر تقييداً لحرية المرأة الأجنبية، كما أنه يستخدم في كثير من الأحيان كورقة ضغط من قبل الزوج للسيطرة عليها أو للتأثير على إجراءات الطلاق أو الحضانة.
في النهاية، يمثل الزواج تحديًا مستمرًا يتطلب من الطرفين العمل والتفاهم، بغض النظر عن جنسيات الشريكين، سواء كان الزواج داخل نفس الثقافة أو بين جنسيات مختلفة، محليًا أو مختلطًا، فهو مؤسسة تحتاج دعمًا وتعاونًا مستمرين لتحقيق حياة مستقرة وعلاقة ناجحة.